المهاجرون حول العالم... طموحات كبيرة وآمال ضئيلة

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: تزايدت أعداد المهاجرين وطالبي اللجوء حول العالم في الآونة الأخيرة بشكل ملفت للنظر نتيجة للازمات الاقتصادية والسياسية التي هزت العديد من مناطق العالم مؤخر، وقد جلبت هذه الهجرات الجماعية على أصحابها مزيداً من الأوضاع الإنسانية الصعبة بعد أن فشل العالم في حسن إدارة الهجرة وتوفير الحلول المناسبة لهذه الملايين الفارة من تهديد الحروب والمجاعات لتجد أمامها مزيداً من المعاناة، بعد أن تنصلت العديد من دول العالم المتقدم من مسؤولياتها الإنسانية والأخلاقية في استقبال طلبات اللجوء بحجة أو بأخرى.

ارتفاع عدد طالبي اللجوء

فقد قالت مفوضية الأمم المتحدة المتحدة العليا لشؤون اللاجئين إن إجمالي عدد الذين يطلبون حق اللجوء في دول صناعية ارتفع 17 في المئة في أول ستة أشهر من العام الجاري مقارنة بالفترة ذاتها في 2010، وأضافت أن من المرجح أن يزيد الإجمالي خلال العام عن الضعف وأن يكون الأعلى منذ ثماني سنوات بشكل يظهر جزئيا أزمات في شمال افريقيا وساحل العاج والصومال، وقالت المنظمة إن عدد طالبي اللجوء من يناير كانون الثاني إلى يونيو حزيران بلغ 420 ألفا بعد أن كان العدد 198300 في الفترة ذاتها من العام السابق، لكن بصفة عامة كان العدد الأكبر من طالبي اللجوء كما كان الحال في السنوات الماضية من أفغانستان والصين وصربيا وإقليم كوسوفو الساعي للانفصال عنها والعراق وإيران طبقا لتقرير للمفوضية يصدر مرتين سنويا بعنوان مستويات واتجاهات طلب اللجوء في الدول الصناعية، واضاف التقرير أن الأفغان قدموا 15300 طلب وقدم الصينيون 11700 والصرب وابناء كوسوفو 10300 وقدم العراقيون 10100 والإيرانيون 7600. بحسب رويترز.

وأكدت المفوضية على أن هذه الأرقام لا تغطي سوى المتقدمين بطلب اللجوء والكثير منهم رفضت طلباتهم وأعيدوا إلى بلادهم ولكن لا يشمل من منحوا حق اللجوء بالفعل، ولا تشمل هذه الأرقام أيضا المهاجرين سواء بشكل مشروع أو غير مشروع، وقال التقرير إنه من يناير كانون الثاني إلى يونيو حزيران تلقت الولايات المتحدة طلبات أكثر كثيرا من أي دولة صناعية أخرى إذ بلغ الإجمالي 36400 طلب، واحتلت فرنسا المرتبة الثانية بطلبات عددها 26100 ثم المانيا 20100، وشغلت السويد المرتبة الرابعة بعدد 12600 طلب وبريطانيا في المرتبة الخامسة بتلقيها 12200 طلب حيث يطالب فيها العديد من الساسة بشروط أكثر صرامة لمنح حق اللجوء، وفي دول آسيوية متقدمة مثل اليابان وكوريا الجنوبية تضاعفت طلبات اللجوء لكن بمستويات أقل كثيرا وبلغت 1300 للبلدين معا مقابل 600 في النصف الأول من 2010، لكن المفوضية تقول إن استراليا التي تطبق أكثر سياسات اللجوء صرامة ونيوزيلندا شهدتا تراجعا بلغ نحو 20 في المئة من 6300 في العام الماضي لكليهما إلى 5100 في 2011.

وقالت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة إن عدد طلبات اللجوء إلى البلدان الصناعية هذه السنة ارتفع بنسبة 17 في المئة إلى حد الآن، وأوضحت في تقرير لها أن ارتفاع الطلبات لا يبدو أنه نتيجة للثورات العربية التي شملت عدة أجزاء من العالم العربي، وقال التقرير إن معظم طلبات اللجوء جاءت من بلدان عرفت تاريخيا بكثرة لاجئيها مثل أفغانستان والصين، وتابعت المفوضية أن عدد طلبات اللجوء ما بين الفترة 1 يناير/كانون الثاني و30 يونيو/حزيران هي 198،300 طلب، والملاحظ أن عدد طلبات اللجوء المسجلة في الفترة ذاتها من عام 2010 هي 169،3000، وأشارت تقديرات المفوضية إلى أن 420 ألف طلب قد يقدم بحلول نهاية السنة الحالية وهي أعلى نسبة في غضون ثمان سنوات، وقال المفوض السامي للمفوضية، أنطونيو جوتيريس، تميز عام 2011 بكثرة أزمات النازحين بخلاف الأزمات التي شهدتها خلال ولايتي كمفوض سامي، وأضاف تأثير أزمات النازحين على طلبات اللجوء إلى البلدان الصناعية يبدو أنه أقل من المتوقع بسبب ذهاب الكثير من الفارين من منازلهم إلى البلدان المجاورة.

وذكر التقرير أن أفغانستان لا تزال هي الدولة الأولى من حيث تقديم طلبات اللجوء والتي وصلت حتى الآن إلى 15،300 طلب متبوعة بالصين التي بغلت الطلبات الخاصة بلاجئيها إلى 11،700 طلب، وجاءت في المرتبة الثالثة صريبا وكوسوفو التي وصلت فيها الطلبات إلى 10،300 وفي المرتبة الرابعة العراق التي وصلت فيها الطلبات إلى 10،100 وفي المرتبة الخامسة إيران بـ 7،600 طلب، ويفضل أصحاب طلبات اللجوء الذهاب إلى الولايات المتحدة إذ بلغت الطلبات إليها 36،400 طلب ثم فرنسا التي بلغت الطلبات إليها 26،200 طلب وألمانيا التي وصلت الطلبات إليها 20،100، وتأتي بريطانيا في المرتبة الخامسة كوجهة مفضلة لدى أصحاب طلبات اللجوء إذ بلغت 12،200 طلب، لكن أستراليا ونيوزيلندا شهدت تراجعا في عدد الطلبات المقدمة للهجرة إليها.

أمريكا ترحل عددا قياسيا

فيما رحلت الولايات المتحدة حوالي 400 الف مهاجر غير شرعي في السنة المالية 2011 وهو أعلى رقم منذ انشاء وكالة الهجرة والجمارك قبل ثماني سنوات، وقالت الوكالة ان 396 الفا و906 من الرعايا الاجانب تم ترحيلهم في السنة المالية التي تنتهي في 30 من سبتمبر ايلول، ويقارن هذا بترحيل 393 الفا في السنة المالية 2010، ويبرز الرقم التوتر في محاولات الرئيس الامريكي باراك أوباما للتخفيف من عمليات الترحيل التي ظلت تتزايد بشكل مطرد ورغبته في وضع سياسة هجرة تحظى بشعبية أكثر قبل انتخابات عام 2012، والهجرة غير الشرعية قضية سياسية ساخنة في الولايات المتحدة، ووفقا لمركز بيو للابحاث فان أكثر من 11 مليون مهاجر غير شرعي يعيشون ويعملون في الولايات المتحدة، وحاولت ولايات منها اريزونا وجورجيا سن قوانين خاصة بهم لتضييق الخناق على الهجرة غير الشرعية بحجة أن الحكومة الاتحادية لم تفعل شيئا يذكر لايقافها. بحسب رويترز.

وفي حين فشل أوباما حتى الان في الحصول على موافقة الكونجرس على اصلاح شامل لقوانين الهجرة أمر وزارة الامن الداخلي في اغسطس اب أن تضع أولويات لعمليات ترحيل الاشخاص الذين واجهوا اتهامات جنائية في خطوة يرى محللون انها وسيلة لاسترضاء دعاة قوانين هجرة أكثر تحرر، وفي انتخابات عام 2008 صوت 67 بالمئة من الامريكيين من أصل لاتيني لاوباما امام خصمه الجمهوري جون مكين، وقال جون مورتون مدير وكالة الهجرة والجمارك "هذه الارقام الاجمالية في نهاية العام تشير الى أننا نحرز تقدما بطرد مزيد من المجرمين المدانين الذين عبروا الحدود في الاونة الاخيرة والذين يخالفون قانون الهجرة بشكل فاضح والهاربين أكثر من أي وقت مضى"، وأدين ما يزيد قليلا عن نصف اولئك الذين جرى ترحيلهم من البلاد بجرائم متصلة بالمخدرات والقيادة تحت تأثير الكحول والقتل أو جرائم جنسية.

تقرير يحذر من الهجرة

بدوره قال تقرير بريطاني إنه على الحكومات وهيئات الإغاثة حول العالم لابد أن تساعد فقراء العالم أن يبتعدوا عن المناطق المحتمل أن تضربها الفيضانات أو يصيبها الجفاف، محذرا من الكوارث الإنسانية التي ربما تسببها التغيرات المناخية، وأوضح التقرير أن كلفة التحرك السريع ستكون أقل كثيراً من الكلفة التي يمكن أن تدفع حال نشوب صراعات وسقوط قتلى جراء التغيرات المناخية، ويعتبر التقرير الذي حمل عنوان "عواقب الهجرة والتغيرات البيئية العالمية" و الذي يركز على أنماط الهجرة البشرية من أكثر الدراسات التفصيلية التي تم إجرائها حول تأثير الفيضانات والجفاف وارتفاع معدلات سطح البحر على أنماط الهجرة البشرية في الخمسين عاماً القادمة، وقال البروفيسور سير "جون بادنغتون" المكلف بإجراء الدراسة أن التغيرات البيئية ستضرب فقراء العالم أكثر من غيرهم وأن الملايين منهم سوف يهاجرون، بشكل غير مقصود، نحو المناطق الأكثر عرضة للتغيرات وليس بعيداً عنها.

وقال بادنغتون أن هؤلاء (فقراء العالم) سوف سحاصرون في ظروف خطرة وربما لن يمكن نقلهم إلى أماكن آمنة، وكان أحد الأسباب التي دعت إلى إجراء هذه الدراسة هو بحث المخاوف من أن التدهور البيئي الذي قد يسببه التغيرات المناخية ربما يدفع الملايين من لاجييء التغيرات المناخية إلى هجرة أراضيهم الزراعية القاحلة إلى مناطق أقل تأثراً بالمشكلة، ولكن تحليلاً أجري على الدراسة أوضح أن هذه لن تكون هي القضية الأكثر أهمية، مؤكداً أن ثلاثة أرباع الهجرة ستكون داخل الحدود المحلية للدول وغالباً من الريف إلى الحضر، بينما القضية الأساسية، على حد قول بادنغتون، هو التأكيد على أهمية حسن إدارة الهجرة، "وإلا ستكون هناك كوارث إنسانية بمعدل غير مسبوق"، وشدد بادنغتون على أهمية مناقشة التغيرات البيئية والتأكد من أن الناس لديهم مرونة بشأن تفهم القضية وهو ما يعني أن الهجرة يمكن أن تساعد في التعاطي مع هذه المشكلة، ولكن فكرة الهجرة الموجهة مازات مثيرة للجدل، فالهجرة ينظر إليها من قبل منظمان وهيئات الإغاثة باعتبارها أمر سيء حيث أنها قد تقتلع مجتمعات بأسرها وربما تؤدي إلى نشوب صراعات.

ويرى المراقبون أن التحدي الذي يواجه السياسيين فيما يخص التغيرات المناخية يتعلق بتحقيق طفرة إيديولوجية من خلال إقناع الناس بأن الهجرة ربما تكون شيء جيد، ويقول البروفيسور ريتشارد بلاك من جامعة سوسكس والذي ترأس مجموعة الخبراء التي أجرت التقرير أن التحليلات التي أجراها فريقه تعد "دليل أساسي" لتبرير هذا التغير في التفكير، وأضاف أن التقرير يمد السياسيين يقاعدة ومبدأ قوي يمكن من خلاله مواجهة تحديات الهجرة في المستقبل.وهناك فكرة جيدة يمكن أن تسهل هذا ألا وهي تسهيل هجرة شخص أو شخصين من أسرة واحدة إلى مكان آخر ثم توفير فرص عمل لهم وجعلهم يرسلون أموالاً للآخرين من عائلتهم، ربما يحافظ ذلك على المجتمعات متماسكة حتى بعد الهجرة وأيضا تجنب الحاجة إلى هجرة المجتمعات الكبيرة، وأفاد التقرير أيضا أنه لابد من بذل جهد في التفكير في كيفية تخطيط المدن من أجل مواجهة الهجرة، وبعد المدن التي ربما تضربها الفيضانات وفي هذه الحالة لابد من أن تقوم الحكومات ببناء مدن جديدة بالكامل وذلك بمساعدة الحكومات الغنية من خلال هيئات الإغاثة، إن تكلفة مواجهة أثار وتبعات الهجرة بسبب التغيرات المناخية ربما تكون أكبر بكثير من مواجهة القضية الآن.

اشتباك في لامبيدوسا

في سياق متصل اشتبك مهاجرون مع سكان جزيرة ايطالية قبالة ساحل صقلية والتي وفد اليها الالاف من سكان شمال افريقيا منذ مستهل العام، ومثلت جزيرة لامبيدوسا التي تقع في المنتصف تقريبا بين صقلية وقارة افريقيا نقطة التوافد الى أوروبا بالنسبة للمئات من القوارب الصغيرة المكتظة وتقل مهاجرين من تونس وليبي، وفي بعض الاحيان يفوق عدد المهاجرين عدد سكان الجزيرة الذين لا يتعدون الخمسة الاف، وأغلب المهاجرين من الشبان الذين يبحثون عن فرص عمل في أوروب، واندلعت توترات عندما أضرم بعض المهاجرين النار في مركز احتجاز بالجزيرة احتجاجا على خطط اعادتهم قسرا الى بلادهم، وقال مسؤولون محليون ان نحو 1200 مهاجر نقلوا الى ساحات رياضية بعد هذه الواقعة، واندلعت اشتباكات اليوم بعد أن ألقى بعض السكان الحجارة، واتهم الحزب الديمقراطي المعارض الحكومة الايطالية ووزير الداخلية روبرتو ماروني بالسماح بخروج التوترات عن نطاق السيطرة، وقالت ليفيا توركو رئيسة المجموعة المعنية بسياسة الهجرة داخل الحزب في بيان "أصبح الوضع متفجرا لان الحكومة لا تتحمل مسؤولياتها"، وفي العام الماضي أمر رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني بنقل الاف المهاجرين الى افريقيا في محاولة لاخلاء الجزيرة، لكن توافد المهاجرين استمر وازدادت الاوضاع تفاقما مع القتال الذي يدور في ليبيا المجاورة وانهيار الرقابة الحدودية. بحسب رويترز.

الهجرة في أرمينيا

من جهة اخرى تبدو أرياف بلدة فاردادزور خالية من الرجال بينما تشق سوزانا أساتريان وهي أم لأربعة أولاد طريقها إلى الحقول لدرس الشعير والقمح، فقد غادر زوجها البلاد بحثا عن عمل، شأنه في ذلك شأن الكثير من الرجال الآخرين الذي يهجرون قراهم الأرمنية النائية والفقيرة فيتركونها مأهولة بالنساء، ما يعكس مشكلة نقص السكان في البلاد، وتقول سوزانا أساتريان البالغة من العمر 36 عاما وهي ام لاربعة اطفال "مجتمعنا مجتمع نسائي بامتياز، حتى إننا نقول من باب المزاح إنه ينبغي تغيير اسم قريتنا من وادي الورود إلى وادي النساء"، وفي موسم الحصاد في فاردادزور الواقعة على بعد 130 كيلومترا تقريبا من العاصمة يريفان، تتولى النساء الأعمال الزراعية الشاقة ويستعدن للشتاء الطويل ويربين أولادهن من دون مساعدة الآباء، وتقول أساتريان "يشتاق الأولاد إلى والدهم ولكن ما العمل؟"، في هذه القرى الأرمنية، تتزوج النساء في سن مبكرة وغالبا ما يسافر أزواجهن بعد شهر العسل بداعي العمل ولا يعودون إلا لبضعة أشهر كل سنة، وبالتالي، لا يبقى في القرى سوى الرجال الطاعنين في السن، وقد غادر أكثر من مليون شخص أرمينيا بين العامين 1988 و2007 واستقر ثلثاهم تقريبا في روسيا، مثل زوج أساتريان، ما قلص عدد سكان هذه الجمهورية الصغيرة في القوقاز إلى 3،2 ملايين نسمة، ولكن أساتريان تعتبر محظوظة لأن زوجها يزورها في رأس السنة ويتصل بها باستمرار ويرسل مئات الدولارات كل بضعة أشهر لإعالة أسرته، أما النساء الأخريات فيخشين أن يجد أزواجهن زوجات جديدات في روسيا وينسوا أمرهن كليا، كما حصل لامرأة من فاردادزور قطع زوجها المهاجر كل اتصال بها بينما كانت حاملا بطفلهما الثاني. بحسب فرانس برس.

وتقول تامارا البالغة من العمر 29 عاما "لم أسمع عنه شيئا منذ عشر سنوات ولم يتصل بي مرة واحدة حتى"، وتضيف "يقول الناس إنه يعيش في أومسك مع امرأة روسية تكبره سنا ويعيل ابنها ولا يريد التفكير فينا"، ارتفع معدل الهجرة مجددا في أرمينيا في الأشهر الأخيرة وتعزى هذه الظاهرة إلى الانتعاش الاقتصادي بعد الأزمة المالية العالمية، ويقدر صندوق الأمم المتحدة للسكان ووكالة الاحصاءات المحلية عدد الذين يغادرون أرمينيا نهائيا كل سنة بين 25 و30 ألف شخص، ويقول غاريك هايرابيتيان من صندوق الأمم المتحدة للسكان إن "من يغادرون البلاد هم في الغالب شبان في مقتبل العمر"، ويضيف أن "الوضع يؤثر سلبا على تكاثر السكان والتوازن بين الجنسين ويساهم في شيخوخة المجتمع"، وتعتبر المعارضة في أرمينيا أن الهجرة تهدد الأمن القومي وقال الرئيس سيرج سركيسيان أنه على السلطات التحرك، وأعلن في وقت سابق هذه السنة أن "عدد الأشخاص الذين يبحثون عن عمل في الخارج كبير وعلينا طبعا أن ننظر إلى هذه المشلكة بجدية"، مشيرا إلى أن الطريقة الوحيدة للحد من هذه الظاهرة تكمن في تحسين الظروف الاقتصادية، وأظهرت استطلاعات الرأي أن 70 إلى 75% من المهاجرين يغادرون بسبب النقص في فرص العمل والأجور المنخفضة في بلد يعاني من العزلة الاقتصادية بسبب حدوده المقفلة مع تركيا وأذربيجان لأسباب سياسية، ولكن رئيس وكالة الهجرة المحلية يتهم المعارضة بمحاولة تسجيل نقاط سياسية بوصف موجة الهجرة الأخيرة بالكارثية وباعتبار أرمينيا "مهجورة"، ويقول "ما من بيانات عن نسبة الأشخاص (المهاجرين هذه السنة) الذين غادروا البلاد إلى الأبد".

ويعتبر بعض المحللين أن للهجرة منافع اقتصادية نظرا إلى أن عائلات عدة تعتمد على الأموال التي يرسلها إليها أقاربها العاملين في الخارج والتي بلغت قيمتها 772 مليون دولار في النصف الأول من هذه السنة، ولكن استطلاعا للرأي أجراه صندوق الأمم المتحدة للسكان يشير إلى أن 44% من الأشخاص لا يرون مستقبلا لهم ولأولادهم في أرميني، وأوضح هايرابيتيان أن ما يثير القلق هو أن الهجرة اليوم لا تقتصر على الفقراء والعاطلين عن العمل، فيقول إن "نوعية الهجرة قد تغيرت، فالأشخاص الميسورون الذين يتمتعون بتعليم عال وبرواتب مرتفعة يهاجرون اليوم"، وتحضر الحكومة حاليا برنامجا وطنيا للحد من الهجرة يتوقع إطلاقه قريبا فيما يهدف برنامج آخر بعنوان "عودوا إلى دياركم" إلى تشجيع الشتات الأرمني الضخم على الاستقرار في بلدهم الأم من جديد، وفي فاردادزور، يتواصل أولاد سوزانا أساتريان مع والدهم عبر الانترنت فيما ينتظر آخرون بشغف عودة آبائهم من روسيا في عيد الميلاد، مع أن بعضهم سيخيب ظنه على الأرجح.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 26/تشرين الثاني/2011 - 29/ذو الحجة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م