السرطان والإنسان... صحبة مكلفة؟

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: ما زال الإنسان في صراع متواصل مع اشد الأمراض فتكاً به، فـ"السرطان" أو الأورام الخبيثة والتي تصيب البشر في نواحي مختلفة من جسده "الجهاز الهضمي، التنفسي، التناسلي..الخ"، بقيت حتى مع التقدم العلمي والطبي الكبير، عصية على العلماء والباحثين، اللذين يسعون جاهدين لطي صفحة السرطان والى الأبد من خلال إيجاد العلاج المناسب لملايين المصابين حول العالم.

فيما لا يستطيع احد أن ينكر التقدم الطبي الواضح الذي حققته العلوم البشرية في تعاملها مع الأمراض السرطانية، إضافة إلى الاكتشافات العلاجية والدوائية المستمرة، والتي جعلت البعض يشير إلى إمكانية الوصول إلى الخطوة الأخيرة في حل هذه المشكلة القاتلة، إلا إن الواقع ولغة الأرقام –مع التفاؤل بالمستقبل- تتحدث عن خسائر بشرية مليونية في كل عام تذهب ضحية للأورام السرطانية الخبيثة.

بروكولي خارق

اذ ابتكر باحثون بريطانيون "بروكولي خارقا" غنيا بمادة معروفة بمكافحتها أمراض القلب والأوعية الدموية وبعض السرطانات، وقد أصبح متوفرا في الأسواق البريطانية مؤخر، وقد توصل كل من مركز جون إينس ومعهد "إنستيتوت أوف فود ريسرتش" في نورويتش (شرق إنكلترا) بعد عملية تهجين تقليدي، إلى بروكولي مدعم بالمواد الطبيعية الصحية، وقد استندت الأبحاث إلى بروكولي بري اكتشف في العام 1983 يتمتع أساسا بنسبة مرتفعة من مركب "غلوكورافانين"، وقد سمي هذا البروكولي الخارق "بينيفورتيه" وهو يشبه البروكولي العادي لكنه يحتوي على غلوكورافانين بنسبة أكبر بمرتين أو ثلاث مرات، وقد أظهرت دراسات عدة أن هذه المادة تساهم في تقليص الالتهابات المزمنة وتكافح بعض انواع السرطان. بحسب فرانس بس.

بين عدد كبير من الدراسات أن استهلاك الفصيلة الكرنبية على انواعها (بروكولي وملفوف وقرنبيط وملفوف بلجيكي) بشكل منتظم من شأنه أن يقي من بعض الأمراض السرطانية، ويؤدي استهلاك البروكولي أقله مرات عدة في الأسبوع إلى تخفيض احتمال الإصابة بسرطان القولون والمستقيم وسرطان المعدة والرئة والبروستات، وبهدف الاستفادة منه ينبغي تناول البروكولي نيئا أو مسلوقا في الماء أو مشويا على نار خفيفة لكي يحافظ على منافعه جميعها وهو قد يفيد أيضا في مكافحة أمراض القلب والأوعية الدموية، وقد أوضح الاستاذ المحاضر في معهد "إنستيتوت أوف فود ريسرتش" أن "أبحاثنا قدمت معارف جديدة حول دور البروكولي والأغذية المماثلة، وهي تظهر كيف تؤدي هذه المعارف إلى تطوير فصائل مغذية أكثر من الخضار التي نستهلكها يوميا".

دواء جديد لسرطان المبيض

الى ذلك أظهر دواء تجريبي جديد، تأثيرا جيدا في علاج سرطان المبيض، في المريضات اللواتي لديهن اندماجا وراثيا بين المورثات BRCA1 أو BRCA2، وربما ممن ليس لديهن هذا الاندماج أيض، والدواء الذي يدعى "أولاباريب،" هو واحد من أدوية تجريبية تمنع نشاط البروتين المدعو "بارب"، والذي له دور مشابه للمورثين السابقين في إنتاج الحمض النووي المسؤول عن حدوث المرض، وفي التجارب السابقة، كانت مثبطات "بارب،" تحرض على موت الخلايا الورمية في سرطان الثدي والمبيض، لدى مرضى هذا النوع من الاندماج بين مورثي BRCA، عبر منع الخلايا من تطوير الحمض النووي الخاص بهن، وأكدت المشرفة على الدراسة الجديدة، الباحثة كارين جيلمون من وكالة "بي سي" الكندية للسرطان، أن هذه الدراسة تعتبر الأولى التي اقترحت فعالية هذا الدواء في مجموعة كبيرة من مرضى السرطان غير الوراثي والذي ليس له خيارات عديدة في العلاج، وتضمنت الدراسة 65 مصابة بسرطان المبيض، و26 مصابة بسرطان الثدي، وكليهما من النوع الشديد والمتطور، وبعضهن كان قد خضع لعلاجات كيماوية وغيرها من العلاجات المختلفة قبل البدء بتطبيق دواء "أولاباريب،" لديهن بجرعة 400 ميلغرام مرتين يوميا لمدة شهر، وتم تسجيل بعض التأثيرات الجانبية مثل الوهن، والغثيان والقيء ونقص الشهية، وبعد مرور أربعة أسابيع على العلاج لوحظ أن حجم الأورام في مرضى سرطان المبيض قد تقلص في 41 في المائة، من الحالات ذات الاندماج الوراثي، و24 في المائة من حالات عدم الاندماج، بينما لم تكن النتائج مشجعة في حالات سرطان الثدي خاصة تلك التي تعرف بالأورام ثلاثية السلبية والتي لا تستجيب للعلاجات الهرمونية أو غيره، وستعزز من فرص الشركة المشرفة عليها لعرض الدواء على منظمة الغذاء والدواء الأمريكية للموافقة على طرحه في الأسواق قريبا. بحسب سي ان ان.

الخلايا السرطانية تضيء

فيما نجح أطباء ألمان في استخدام أشعة الليزر أثناء الجراحة للكشف عن الخلايا السرطانية التي ربما ظلت مختفية لولا أن الأطباء جعلوها تضيء من خلال الليزر، وقال أطباء من مدينة ميونيخ إنهم استخدموا هذه التقنية الجديدة لأول مرة مع مريضات بسرطان المبيض، ويأمل الباحثون في استخدام هذه الطريقة مع أنواع أخرى من السرطانات حسبما ذكروا في مجلة "نيتشر ميديسين" البريطانية، غير أن علماء جامعة ميونيخ التطبيقية أكدوا أن هذه الطريقة لن تستخدم بشكل منتظم في الطب قبل أن يثبت أنها تحسن فرص العلاج لدى المريضات، ويعتبر سرطان المبيض من أكثر السرطانات انتشارا لدى النساء، وغالبا ما يكتشف هذا السرطان بشكل متأخر نسبيا لأنه يستطيع النمو فترة طويلة بدون أعراض مما يصعب على الطبيب الجراح العثور على جميع البؤر السرطانية خلال الجراحة مما يهدد بانتكاسة المريضة في حالة تبقي خلايا سرطانية بعد الجراحة.

لذلك ميز الباحثون تحت إشراف فاسيليس نتتسياكريتسوس من جامعة ميونيخ التطبيقية وجويتسين فان دام من جامعة جرونينجن في هولندا الخلايا السرطانية بمادة فوسفورية خضراء ربطوها بحمض الفوليك، وتمتلك معظم الخلايا السرطانية في المبيض على سطحها مستقبلا جاذبا لحمض الفوليك يرتبط بها وينقلها إلى داخل الخلية، وبهذه الطريقة تم تمييز الخلايا السرطانية وحده، وأكد نتتسياكريتسوس أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تمييز الخلايا السرطانية لدى الإنسان بشكل فوسفوري وأن الطرق الأخرى المستخدمة في تمييز الخلايا تعتمد إما على حامل لمواد لونية لا يستهدف الأورام السرطانية وحدها بل يتراكم هناك فقط أو أن هذه الطرق لم تستخدم حتى الآن سوى مع الحيوانات، كما أن التقنية الجديدة توفر صورا فوسفورية أوضح من الطرق السابقة، وقام العلماء خلال التجربة العملية بحقن تسع مريضات بالمادة اللونية الفوسفورية قبل الجراحة فتسللت هذه المادة كما هو متوقع إلى الخلايا السرطانية، ثم استخدم العلماء أثناء الجراحة ضوء ليزر من نوع خاص لجعل الخلايا السرطانية تضيء، أما الخلايا السليمة فظلت مظلمة. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

غير أن هذا الضوء لا يرى بالعين المجردة بل بكاميرات خاصة تصور الأنسجة خلال الجراحة، وأكد الباحثون أنهم عثروا لدى ثمان من إجمالي تسع مريضات خضعن للجراحة على بؤر سرطانية صغيرة لم يكن باستطاعتهم العثور عليها بالشكل الطبيعي، أما المريضة التاسعة فكانت مصابة بنوع من السرطان لا يكون مستقبلات جاذبة لحمض الفوليك مما حال دون تمييزه والكشف عنه بالضوء الفوسفوري، ويأمل العلماء الآن في أن يثبت هذا النظام أنه يحسن فرص العلاج، ويضطر الأطباء حتى الآن لعمل فتحة في منطقة البطن لدى المريضات لإعطاء الكاميرات مساحة جيدة للتحرك بحرية، ويعكف الأطباء على تطوير نظام جراحي بالمنظار لتقليص فتحة الجراحة بقدر الإمكان، كما يسعى العلماء لتطوير نظام الكاميرا بحيث يستطيع الكشف عن أنواع أخرى من السرطانات أثناء الجراحة.

أدوية ارتفاع ضغط الدم

في سياق متصل يجري خبراء دراسة ضخمة للتأكد مما إذا كانت الأدوية التي تستخدم في علاج ارتفاع ضغط الدم والمعروفة باسم "بيتا بلوكر" تفيد في كبح انتشار سرطان الثدي، وكانت دراسة سابقة أجريت على 800 سيدة أظهرت أن السيدات اللواتي كن قد تناولن من قبل هذه الأدوية كانت فرصة انتشار مرض سرطان الثدي لديهن أقل بنسبة النصف، يذكر أن معدل الوفاة نتيجة ما يعرف باسم "السرطان الثانوي" أي المتسبب عن انتشار المرض في أعضاء اخرى من الجسم عالية، ويدعم معهد أبحاث السرطان في المملكة المتحدة الدراسة الجديدة التي ستنظر في حوالي 30 ألف حالة، وإذا ما اثبتت هذه الدراسة استفادة المرضى من هذه الأدوية فستتم دراسة أخرى يعطى فيها هذا الدواء لمريضات سرطان الثدي، وانتشار سرطان الثدي إلى أجزاء أخرى من الجسم هو أكبر أسباب الوفاة بهذا المرض، ويعتقد أن المرض ينتشر في 30% تقريبا من حالات الإصابة به.

ووجدت الدراسة الأولى أن فرص نجاة المصابات بالمرض من الموت بعد تناول "بيتا بلوكرز" تبلغ 71%، كما حددت دراسة أخرى العملية البيولوجية التي توقف فيها "بيتا بلوكرز" تحرك الخلايا وبالتالي تمنع السرطان من الانتشار، ووجدت الدراسة أن حركة الخلايا تتوقف بوقف عمل جزيء موجود على سطح الخلية يدعى "noradrenergic receptor"، ويجري الدراسة الدكتور ديس باو من جامعة نوتنغهام بإنجلترا بالتعاون مع علماء من بلفاست بإيرلندة الشمالية وألماني، وترحب الدكتورة جولي شارب من إدارة المعلومات في معهد أبحاث السرطان بنتائج الدراسة قائلة "قد يكون هذا تطورا مثيرا ينجح في أنقاذ أرواح كثيرة ما دام "بيتا بلوكرز" عقارات مستخدمة بالفعل".

الشاي الأخضر وسرطان القولون

بدوره يعد احتساء الشاي الاخضر من العادات الصحية بشكل عام، رغم أن الدراسات العلمية في هذا الصدد محدودة، غير أن محاولة استكشافية جديدة -هي الاكبر من نوعها في العالم حتى يومنا هذا بحسب توماس سوفرلاين مدير قسم طب الأمراض الباطنة بمستشفى جامعة هاله بألمانيا والمشرف المشارك في البحث- تسعى لمعرفة ما إذا كان الشاي الاخضر يمكنه الحيلولة دون الإصابة بسرطان القولون، وتستهدف الدراسة استكشاف أثر الشاي الاخضر على تكون النسيج الذي يحتمل أن يتحول إلى ورم خبيث أو نسيج سرطاني، وتتولى منظمة "جيرمان كانسر ايد" وهي منظمة غير هادفة للربح ولا تتلقى تمويلا من الحكومة، سداد كلفة البحث باكملها والتي تبلغ 1ر2 مليون يورو "8ر2 مليون دولار" من التبرعات التي تتلقاه، وتقول كريستيانا تشوبه المتحدثة باسم المنظمة "لصالح الأشخاص المعنيين، نحن بحاجة لبحث كل الاحتمالات ومنها وسائل العلاج الطبيعية". بحسب وكالة الانباء الالمانية.

لقد بدأت التجربة التي تضم 300 ألف مشارك، لتوها، ويقول سوفرلاين " لقد تم اختيارهم للمشاركة في التجربة التي سوف تستمر ثلاث سنوات، لكن لأنها دراسة تعاقبية فإن آخر الحالات سيتم الانتهاء منها بعد ست سنوات من بدء التجربة"، كل المشاركين في التجربة والذين وقع عليهم الاختيار من ثلاثين مركز وعيادة طبية في ألمانيا، خضعوا لعمليات إزالة نسيج قولوني وتزداد احتمالات إصابتهم بسرطان القولون، ويريد الباحثون أيضا أن يعرفوا ما إذا كان الشاي الأخضر يساعد في الحيلولة دون تكرار ظهور تلك الأنسجة، بالإضافة إلى بعض المواد ذات المذاق المر والكافيين، يحتوي الشاي الأخضر على الهرمون النباتي "إيبيجالو كاتشين جاليت 3-جالات" المعروف اختصارا بهرمون "إي جي سي جي"، وقال سوفرلاين " أظهرت العديد من الأبحاث أن "هرمون" إي جي سي جي يحول دون تكون أورام البروستاتا والصدر والرحم"، ولإيضاح التجربة بشكل مبسط يمكن القول إنها تستخدم الشاي الاخضر في شكل كبسولات بجرعات لا تتجاوز كبسولتين في اليوم.

وتوضح جوليا ستينجل خبيرة العقاقير العلاجية بجامعة اولم في ألمانيا والمشرف المشارك في فريق البحث، "هذه الجرعة تعادل خمس إلى عشر أكواب من الشاي حسب طريقة الإعداد"، تحتوي الكبسولات على خلاصة بها كل المكونات الفعالة في الشاي ما عدا الكافيين الذي تمت ازالته، وتتلقى مجموعة من المشاركين كبسولات تحتوي على خلاصة الشاي الأخضر، فيما تتناول مجموعة أخرى عقاقير وهمية، ولا يعرف المشاركون أو الباحثون أي مجموعة تتناول أي عقار، وقالت ستينجل "هذا يجعل مسألة التقييم الموضوعي ممكنة"، والمشاركون في التجربة يتم إجراء اختبارات الدم لهم كل أربعة أشهر لقياس أداء الكبد والدم، كما يطلب منهم تحديد ما إذا كانوا شربوا الشاي الاخضر او تعاطوا أي عقاقير أخرى، وبعد فترة ثلاث سنوات سيتم إجراء مسح بالمنظار للقولون لمعرفة ما إذا كانت هناك أنسجة قد تكونت وعدده، ويشير المشرفون على التجربة إلى أنه حتى لو تبين أن الشاي الأخضر يحول دون تكون أنسجة سرطان القولون فمن غير المرجح أن يحتسي الاوروبيون عشرة أكواب منه يوميا، إلا أن الكبسولات متوافرة تجاريا بالفعل، وتؤكد ستينجل، "إذا ماثبتت فعاليته علميا، يمكن تناوله في شكل كبسولات كمكمل غذائي".

كثرة السوائل تقي من سرطان المثانة

من جهتها وجدت دراسة أميركية جديدة أن تناول الكثير من السوائل قد يوفر بعض الحماية للرجال ضد الإصابة بسرطان المثانة، ونقل موقع "ساينس دايلي" الأميركي عن الباحثين بجامعة "براون" الذين عرضوا نتائج دراستهم في مؤتمر دولي للجمعية الأميركية لأمراض السرطان، أن تناول الكثير من السوائل مرتبط بتقليص خطر الإصابة بسرطان المثانة عند الرجال بنسبة 24%، ورغم أن الدراسة لم تحدد السبب الكامن وراء الإرتباط بين الكميات الزائدة من السوائل المتناولة والحماية ضد سرطان المثانة، إلا أن الطبيبة المشاركة بالدراسة "جياشن جو" افترضت أن السوائل قد تطرد المسرطنات المحتملة قبل ان تسنح لها الفرصة للتسبب بتلف النسيج، ما قد يؤدي لسرطان المثانة، وقيّم الباحثون الإرتباط بين تناول السوائل وسرطان المثانة عند 47909 رجلاً خلال دراسة تواصلت 22 عام، وأجاب المشاركون عن اسئلة تتعلق بكميات السوائل التي تناولوها، ووجد الباحثون أن تناول أكثر من 2531 ميليلتراً في اليوم، ارتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان المثانة بنسبة 24%، ولاحظ العلماء أن الارتباط بين السوائل والإصابة بالسرطان كان اقوى عند الشباب، كما لاحظوا أن الرجال يتناولون كميات اقل من السوائل وخصوصاً المياه لدى التقدم بالسن. بحسب يونايتد برس.

الاسبرين يقلل السرطان الوراثي

من جهة اخرى خلصت دراسة بريطانية نشرت مؤخراً إلى أن تناول قرصين من الاسبرين يوميا على مدى عامين يقلل على المدى الطويل خطر الاصابة بسرطان الامعاء بنسبة نحو 60 بالمئة لدى الاشخاص الذين اصيب أفراد من عائلاتهم بالمرض، ويمكن ان تمثل نتائج هذه الدراسة أهمية لكل الناس بصورة عامة الا ان هناك حاجة لاجراء المزيد من البحث لتحديد الجرعة المثالية لمجموعات مختلفة من الناس، وفي السنوات الاخيرة احتدم الجدل بشأن مميزات تناول الاسبرين بشكل منتظم وهو ما يزيد خطر الاصابة بقرح المعدة والنزيف الداخلي لكنه يحمي أيضا من مشاكل القلب، ويعتقد جون برن من جامعة نيوكاسل ان دراسته -وهي أول تجربة ضابطة عشوائية بشأن تأثير الاسبرين على مرض السرطان- دليل هام جديد يعضد قضية الاسبرين، واستندت الابحاث السابقة بشأن علاقة السرطان بالاسبرين -وهو دواء رخيص طورته في الاساس شركة (باير) منذ أكثر من قرن مضى- الى دراسات اقل احكاما تقوم على الملاحظة. بحسب رويترز.

وركزت دراسة برن على الاشخاص المصابين بمتلازمة لينش وهي حالة جينية تجعل اصحابها عرضة لعدد من أمراض السرطان، وهي تؤثر على شخص واحد على الاقل من بين كل 1000 شخص ويتطور الامر لدى نصف هذا العدد تقريبا ليتحول الى اصابة بالسرطان تكون غالبا في الامعاء والرحم، ودرس برن وزملاؤه 861 مصابا بمتلازمة لينش بدأوا خطة علاج لمدة عامين من بينهم من تناولوا 600 مليجرام يوميا من الاسبرين ومن تناولوا دواء وهميا غير فعال في الفترة من 1999 الى 2005، ولم يتوصل تحليل أولي عام 2007 الى اي فرق في معدلات الاصابة بالسرطان بين المجموعتين، لكن اتضح ان التأثير تأخر وفي عام 2010 كان هناك اختلاف واضح مع وجود 19 حالة اصابة جديدة بسرطان الامعاء بين الذين يتناولون الاسبرين مقابل 34 حالة بين الذين لا يتناولونه.

اختبار منزلي لسرطان عنق الرحم

على صعيد مختلف قال علماء إن اختبارا منزليا للكشف عن الاصابة بسرطان عنق الرحم قد يساعد على وقاية الاف النساء اللواتي يصعب عليهن اجراء اختبارات بعمل مسحة في عنق الرحم بشكل منتظم، وحظى الاختبار الذي يكشف عن فيروس الورم الحليمي البشري المسبب لسرطان عنق الرحم بقبول واسع في تجربة شملت 20 الف امرأة في المكسيك وكان أكثر فعالية في الكشف عن العلامات المبكرة للمرض من الاختبارات التقليدية التي تجرى بعمل مسحة في عنق الرحم، وقال باحثون بريطانيون ساعدوا في تطوير هذا الاختبار واشرفوا على التجربة ان النتائج التي نشرت في دورية لانست الطبية تشير الى أن هذا الاختبار المنزلي بامكانه مساعدة الاف النساء اللواتي يعشن في بلدان يكون فيها اجراء اختبار بعمل مسحة من عنق الرحم صعب أو مستحيل، وتجرى الاختبارات بعمل مسحة من خلال ممرضة أو طبيب ويقوم خبير خلايا بالتحقق يدويا بعد فحص العينة تحت المجهر، لكن الاختبار الجديد يمكن ان تجريه المرأة في المنزل ويتم تقييم العينة من خلال نظام الي. بحسب رويترز.

وتشير منظمة الصحة العالمية الى أن سرطان عنق الرحم هو ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعا بين النساء في جميع أنحاء العالم وتسجل 500 الف حالة اصابة جديدة سنويا و250 الف حالة وفاة، وترتبط كل حالات سرطان عنق الرحم تقريبا بعدوى فيروس الورم الحليمي البشري التناسلي وهي العدوى الفيروسية الاكثر شيوعا في الجهاز التناسلي، وسرطان عنق الرحم أكثر شيوعا وأكثر فتكا في البلدان التي لا يمكن للنساء فيها اجراء اختبارات التشخيص المبكر للمرض وغالبا ما يتم الكشف عن الحالات بعد فوات الاوان فلا يفيد العلاج، وكشفت دراسة اجراها في سبتمبر ايلول معهد القياسات الصحية والتقييم في جامعة واشنطن أن حالات الاصابة والوفاة بسرطان الثدي وسرطان عنق الرحم اخذة في الزيادة في العديد من البلدان ولاسيما في الدول الفقيرة التي يموت بها مزيد من النساء في اعمار أصغر.

فحوصات جينية فردية

من جانبهم افاد علماء اميركيون انه من الممكن اجراء فحوصات فردية على انواع السرطان التي تصيب المرضى للبحث عن مجموعة واسعة من التحولات الجينية الموجودة في الاورام لكي يحصلوا على العلاج الانسب، وشملت دراستهم النوع الاكثر انتشارا لسرطان الرئة اي 80 % من الحالات. وقد نشرت نتائجها في صحيفة "انالز اوف انكولودجي" الاوروبية المتخصصة، الا ان الباحثين يطبقون هذا الفحص على انواع اخرى من السرطان (مثل سرطان القولون والمستقيم والثدي والدماغ) وينوون توسيع تحاليلهم لتشمل سرطانات الدم ومنها اللوكيميا الحادة، وهذا الفحص يرصد مجموعة من التحولات التي تحدث داخل الخلايا السرطانية وليس داخل الخلايا السليمة. بحسب فرانس برس.

ومعرفة الخصائص الجزيئية للاورام يسمح بتسريع تطوير علاجات مفصلة بحسب الحالة مراقبة تحولات جينية جديدة محتملة من شأنها ان تفشل العلاج، وتقول ليسيا سيكويت (كلية هارفرد للطب بوسطن) احدى المسؤولات عن الدراسة "اختيار العلاجات المناسبة يمكن ان يحسن نسبة التجاوب (مع الادوية) لدى مرضى سرطان الرئة هذا من 20 الى30 % راهنا الى 60 الى 75 % وقد يزيد من امد الحياة"، ويرصد الفحص المعروف باسم "سنابشوت" 50 موقعا للتحولات الجينية على 14 جينة رئيسية، واجريت فحوصات على عينات اخذت من 546 مريضا بن اذار/مارس 2009 واار/ماو 2010، ورصد تحول اكثر تحولات عدة في 51 % من العينيات (282).

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 24/تشرين الثاني/2011 - 27/ذو الحجة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م