السينما الإيرانية... رسائل من تحت الرماد

شبكة النبأ: مع ازدياد لمعان نجوم الفن السابع عالميا، تأخذ السينما الايرانية نصيبها هي الاخرى في ذلك المخاض الاجتماعي ذو الصبغة الدولية، خصوصا مع الدعم الفني والسياسي غير المسبوق في المحافل الدولية والغربية تحديدا. ويسعى رواد السينما في ايران الى ابراز العديد من القضايا الاجتماعية والسياسية داخل وطنهم، سيما ذات الابعاد الحقوقية والانسانية هناك، من خلال تلك المحافل والمهرجانات الفنية.

جائزة بي بي سي

فقد أُعلن في العاصمة البريطانية لندن عن فوز فيلم انفصال: نادر وسيمين للمخرج الإيراني أصغر فرهادي بجائزة هذا العام للسينما العالمية التي تقدِّمها القناة الرابعة في بي بي سي. ولم يتمكن فرهادي من حضور حفل توزيع جوائز المهرجان الذي جرى تنظيمه في لندن، إذ تسلَّم الجائزة نيابة عنه المخرج المنفِّذ للفيلم، نجار اسكندرفار.

وقد أعرب اسكندرفار عن سروره بالمناسبة قائلا: أنا سعيد للترحاب الدولي الذي لقيه الفيلم . وتم اختيار فيلم انفصال من قائمة الأفلام الخمسة التي كانت قد رُشِّحت للفوز بالجائزة. وقد ضمَّت لجنة التحكيم كلاًّ من المخرج ديفيد هير، ومخرج الأفلام الوثائقية غوريندر تشادها، ومخرج الأفلام الوثائقية الفائز بجائزة الأوسكار جون باتسيك، والمؤلف كازو إيشيغورو الفائز بجائزة البوكر، وكان انفصال، والذي لعب دور البطولة فيه كل من بيمان معادي وليلى حاتمي، أول فيلم إيراني يفوز بجائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين السينمائي في وقت سابق.

يُذكر أن فيلم الشريط الأبيض (The White Ribbon)، الفائز بجائزة الأوسكار، كان قد فاز العام الماضي بجائزة بي بي سي للسينما العالمية. بدورها، حصدت الممثلة الفرنسية إيزابيل هيوبرت، على جائزة الإنجاز السينمائي العالمي في مهرجان بي بي سي للأفلام لهذا العام.

وبعد استلامها للجائزة، قالت الممثلة، والتي حظيت بشهرة واسعة بعد دورها في فيلم مدرِّسة البيانو لعام 2001، إنها متأثِّرة بعمق لتلقي الجائزة.

برلين تعرض الفيلم الأخير

قرر منظمو مهرجان برلين الدولي للأفلام عرض الفيلم الأخير للمخرج الايراني جعفر بناهي في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر في العاصمة الألمانية احتجاجا على اعتقاله.وذكر المنظمون في بيان أن "مهرجان برلين السينمائي والأكاديمية الألمانية للأفلام سيعرضان في التاسع من تشرين الثاني/نوفمبر الفيلم الأخير لجعفر بناهي الذي يحمل عنوان +هذا ليس فيلما+ بهدف الاحتجاج الرسمي على اعتقاله والثناء على شجاعة المخرج السينمائي الذي يستمر في العمل على الرغم من المخاطر".والفيلم عبارة عن يوميات يظهر فيها المخرج ليتحدث عن المشاكل التي يواجهها أثناء ممارسته مهنته.

وكان القضاء الايراني قد ثبت في منتصف تشرين الأول/أكتوبر الحكم على جعفر بناهي بالسجن ست سنوات وبمنعه من إخراج الأفلام والسفر وإجراء المقابلات لمدة عشرين عاما على الرغم من التعبئة الدولية الداعمة للمخرج المشهور عالميا. بحسب وكالة فرانس برس.

وعرض "هذا ليس فيلما" للمرة الأولى في أيار/مايو في مهرجان كان.وبعدما نال المخرج جائزة الدب الفضي في مهرجان برلين سنة 2006، تلقى دعوة سنة 2011 للمشاركة في لجنة التحكيم ولكن مقعده بقي فارغا في إشارة من المنظمين إلى حريته المقيدة.

مخرج الشرق الاوسط 2011

فيما أعلن مهرجان أبوظبي السينمائي فوز المخرج الايراني أصغر فرهادي بجائزة (مخرج الشرق الاوسط) لهذا العام من قبل مجلة (فارايتي) الامريكية.وقال المهرجان في بيان انه سوف يسلم الجائزة الى فرهادي ليكون المخرج الرابع الذي يحوز هذه "الجائزة التقديرية في المهرجان."

ولفرهادي (39 عاما) أفلام منها (الرقص على الغبار) 2003 و/عن ايلي/ عام 2009 ونال جائزة الدب الفضي لافضل مخرج في مهرجان برلين و/انفصال نادر وسيمين/ الذي يشارك في مسابقة مهرجان أبوظبي هذا العام وسوف يمثل ايران عام 2012 في جائزة الاوسكار للافلام الناطقة بلغة أجنبية.

وقال البيان ان (انفصال نادر وسيمين) عرض للمرة الاولى في مهرجان برلين وحقق "نجاحا تاريخيا حيث نال جائزة أفضل فيلم وحظي بطله وبطلته بجائزة التمثيل وهو انجاز لم يحققه أي فيلم ايراني من قبل في مهرجان غربي... (والفيلم) دراما تصاعدية تدور حول صراع عائلة علمانية من الطبقة الوسطى مع عائلة فقيرة متدينة في ملاحقة لاسئلة متعلقة بالعدالة والحقيقة والشرف. انه فيلم يسلط الضوء على تعقيدات وتناقضات المجتمع الايراني المعاصر."

ونقل البيان عن المدير الدولي لمجلة فارايتي ألبرتو لوبيز قوله ان فيلم (انفصال نادر وسيمين) هو "وثيقة مضيئة عن اجتياز العوائق والانحياز لقوة السينما. لقد قدم لنا فرهادي قصة كونية سيتسنى لها أن تبقى ماثلة في الذاكرة". بحسب رويترز.

وتتضمن الدورة الخامسة للمهرجان أنشطة وأقساما يعرض فيها 179 فيلما روائيا وتسجيليا من 42 دولة اضافة الى ست مسابقات مختلفة للافلام الطويلة والقصير.

الاولى في ابو ظبي

كما منحت لجنة تحكيم الدورة الخامسة لمهرجان ابو ظبي السينمائي برئاسة المخرج السوري نبيل المالح افضل جائزتين في المهرجان الى فيلمين ايرانيين. ومنح فيلم "دجاج بالبرقوق" للايرانية مرجان ساترابي والفرنسي فانسان بارانو جائزة اللؤلؤة السوداء لافضل فيلم روائي.وتسلم الجائزة بارانو فيما كانت ساترابي قد غادرت المهرجان. وقال المخرج "هذه لحظة مميزة. ما يهمنا هو البعد الانساني ويسرنا حصولنا على هذا التقدير هذا. اردنا من خلال هذا الفيلم الوصول الى سحر السينما وقد عملنا مع ممثلين من كافة الجنسيات".ويؤدي ماتيو امارليك دور ناصر علي خان في الفيلم وهو افضل عازف لآلة الكمان التي يكسرها لفشله في الحب.

ومنحت لجنة التحكيم جائزتها الخاصة لشريط "انفصال نادر وسيمين" للمخرج اصغر فرهادي الذي حصل على جائزة الدب الذهبي في مهرجان برلين الماضي.وعقب اصغر فرهادي بتحية صانعي السينما الايرانيين "الذين يصنعون افلاما رائجة حول العالم".

وفي مسابقة الروائي منحت لجنة التحكيم جائزة افضل مخرج من العالم العربي لشريط "رجال احرار" للمغربي اسماعيل فروخي الذي عالج قصة حماية المسلمين في مسجد باريس لعدد من اليهود ايام الحرب العالمية الثانية. ومنحت جائزة افضل منتج من العالم العربي الى كل من زياد حمزة ورضا الباهي عن شريط "ديما براندو" التونسي الذي اخرجه الباهي.وذهبت جوائز افضل تمثيل رجالي لوودي هاريسون عن فيلم "المتراس" الاميركي وجائزة افضل ممثلة لجايشري سافراج عن دورها في الفيلم الجنوب افريقي "لاكي".وسجلت السينما المغربية حضورا كبيرا في المهرجان وحظي فيلم "على الحافة" لليلى كيلاني على تنويه للمثلات في الفيلم.

اما في مسابقة "آفاق جديدة" التي تراس لجنة تحكيمها المخرج الايراني بهمان غبادي فقد منحت جائزة افضل فيلم للمخرجة البرازيلية جوليا مورات عن "القصص موجودة حين نتذكرها".واشتكت المخرجة عند تسلمها جائزة اللؤلؤة السوداء من ظروف التصوير الصعبة في البرازيل وقالت "الآن بامكاني ان اسدد ديوني".

كما نالت سونيا غويدس جائزة افضل ممثلة في المهرجان في اول دور لها في السينما بعد ان قضت نحو 50 سنة في المسرح، ومنحت الجائزة مناصفة لها مع ميمونة عن دورها في الفيلم الاسباني (دموع من رمال) للمخرج بيدرو بيريز روسادو. ووجهت اخت الممثلة الفائزة التي تقاسمت معها البطولة في الشريط تحية الى شعب الصحراء الغربية بمناسبة الفوز. ونال جائزة لجنة التحكيم الخاصة في مسابقة "آفاق جديدة" شريط "صدفة الحصان الاعمى" الهندي للمخرج غورفندر سينغ بينما نال المصري عمرو سلامة عن شريطه "اسماء" جائزة افضل مخرج من العالم العربي.

ونال ماجد كدواني عن دوره في هذا الفيلم جائزة افضل ممثل واهدى المخرج والممثل الجائزة بدورهما لهند صبري التي تقوم بدور اسماء في الفيلم الذي يعالج قضية مرض الايدز في مصر.

ومنحت جائزة افضل منتج من العالم العربي للبناني المقيم في الولايات المتحدة سوني قدوح الذي انتج فيلم "هذا المكان الضيق" الذي تدور احداثه بين مخيم الشاطئ الفلسطيني والولايات المتحدة ويدعو الى نسيان الاحقاد والرغبة في الانتقام. ومنح بيتر سكارليت في بداية الحفل جائزة اللؤلؤة السوداء للتميز المهني للنجمة السكوتلندية - العالمية، الوحيدة الحاضرة في مهرجان ابو ظبي بين النجوم تيلدا سوينتون.

وقالت سوينتون اثر تسلمها الجائزة"لست متأكدة مما يجب قوله، التميز صفة كبيرة جدا لكن عندما افكر ان ذلك قد يعني انها اهداء لشخص يستمتع بوقته منذ خمسة وعشرين سنة بصحبة الزملاء والاصدقاء فيمكن لي من هذا الباب قبول الجائزة".

ولجهة الفيلم الوثائقي فقد تراست المخرجة المصرية تهاني راشد لجنة التحكيم لتقدم جائزة افضل فيلم الى شريط "مكان بين النجوم" للمخرج الهولندي ليونارد ريتيل هلمريش. اما جائزة لجنة التحكيم الخاصة فمنحت للمخرجة المكسكية تاتيانا هيزو عن فيلمها "المكان الاصغر" الذي يتناول احداث السلفادور والحرب الاهلية فيه وفقدان الآباء لابنائهم. ومنحت جائزة افضل مخرج جديد الى الهندية ايما انوال عن شريطها "صبي الماراتون" وقد نال هذا الفيلم ايضا جائزة تحكيم "النيتباك" التي تروج للسينما الاسيوية. ومنحت المخرجة الجزائرية الاصل صافيناز بوصبايا جائزة افضل مخرج من العالم العربي عن "الغوستو" الذي نال جائزة اتحاد النقاد الدوليين. اما المنتج المصري محمد حفظي فقد حاز عن فيلم "التحرير 2011: الطيب والشرس والسياسي" على جائزة افضل منتج في العالم العربي.

وقدمت جوائز اخرى في المهرجان مثل جائزة عالمنا التي تمنح لفيلم يدافع عن البيئة لشريط "الجبل الاخير" للمخرج الاميركي بيل هايني وتمنح هذه الجائزة بالتعاون مع مؤسسة ومدينة "مصدر" في ابو ظبي. وذهبت جائزة الجمهور الى شريط "سكيم" الجنوب افريقي من اخراج تيم غرين. بحسب وكالة فرانس برس.

وعرض مهرجان ابو ظبي السينمائي هذا العام ما يزيد على 150 فيلما في مسابقات عدة للروائي والوثائقي والقصير العالمي والقصير الخليجي فضلا عن مسابقة "عالمنا" واعتبر بيتر سكارليت المدير التنفيذي للمهرجان ان هذه الدورة قدمت مستوى عاليا من المهارات والابتكارات في مجال الفن السابع.

بيرسيبوليس

من جانبها رفضت المخرجة الايرانية مرجان ساترابي التي تشارك في مهرجان ابو ظبي بفيلم جديد لها الدخول في جدل حول مضمون فيلها السابق "بيرسيبوليس" الذي نال جائزة التحكيم الخاصة في مهرجان كان السينمائي (2007)، بعد رد الفعل السلبي والعنيف على عرض الفيلم عبر احدى القنوات التلفزيونية التونسية.

وقالت مرجان ساترابي انها لا ترغب بالخوض في مضمون الفيلم الذي اتهم من قبل السلفيين في تونس ب"التعدي على الذات الالهية" واكتفت بالقول ان الفيلم "سبق عرضه في تونس مرات دون ان يثير مثل ردة الفعل هذه... اعتبر ان عرضه هذه المرة جاء في وضع انتخابي مكهرب قليلا وهو ما استدعى ردة فعل مماثلة. كل ثورة تمر باوقات عصيبة".

غير ان مرجان ساترابي اكدت ايمانها بالشعب التونسي وقدرته على صنع مستقبل افضل "الشعب التونسي شعب يتقدم واريد فقط ان اتكلم عن حبي واعجابي بهذا الشعب الذي انتفض قبل الجميع ضد الدكتاتور ونجح بازالته، هذا فقط ما اود الوقوف عنده".كذلك عبرت ساترابي عن ايمانها ب"قدرة الشعب التونسي على صنع مستقبله. اؤمن بذلك والعالم كله عليه ان يؤمن بذلك ايضا".

وكان نحو 300 اسلامي متشدد هاجموا قبل ايام مقر تلفزيون "نسمة" في تونس وحاولوا احراقه إثر بثه فيلم "بيرسيبوليس" وتنظيمه حوارا حول التطرف الديني.وصرح نبيل القروي رئيس محطة "نسمة" بانه تلقى تهديدات بالقتل بعد بث الفيلم واعتبر انه سيواصل نهج القناة في سعيها للحداثة في المنطقة المغاربية موضحا "لم نطرد ديكتاتورا ليحل محله آخر".

وكانت هذه هي المرة الاولى التي يعرض فيها فيلم بيرسيبوليس باللهجة التونسية في تونس بعد عرضه بلغته الاصلية في اكثر من صالة في السينما في اوقات سابقة.وجاء هجوم السلفيين في تونس بعد اقتحام مسلحين لكلية الاداب في سوسة في جنوب البلاد بعد رفض تسجيل طالبة منقبة فيها وايضا بعد سلسلة من الاعتداءات التي استهدفت سينمائيين خصوصا من مثل نوري بو زيد الذي دعا مغني راب ينتمي الى حزب النهضة لقتله في اغنية اداها في تجمع للنهضة في تونس قبل اشهر.كذلك تلقت المخرجة ناديا الفاني تهديدات بالقتل على فيلمها الوثائقي الذي بات يحمل عنوان "العلمنة انشاء الله" بعدما كان عنوانه "لا الله لا سيدي" كما تم الهجوم على صالة سينما "افريقيا" وتحطيمها بعدما قامت بعرضه.

ويعرض مهرجان ابو ظبي لمرجان ساترابي وفانسان بارانو فيلمهما "دجاج بالبرقوق" حيث يتابعان اسلوبهما الساحر في ايجاد رسوم تشبه الممثلين هذه المرة ويؤدي دور البطولة فيها الفرنسي ماثيو امرليك بجانب ماريا دي ميديروس. بحسب وكالة فرانس برس.

ويؤدي امارليك دور ناصر الرجل الذي يفقد الحب ويكون عليه ان يبدأ كل شيء من نقطة الصفر في اطار حكاية مفعمة تأخذ من الواقع لتصنع خيالا استثنائيا. ويعرض الفيلم في اطار مسابقة الافلام الروائية الطويلة لمهرجان ابوظبي.

هوليوود تدعم صناع السينما

فيما أصدرت عدة منظمات رائدة تمثل الكتاب والمخرجين والممثلين في هوليوود والاكاديمية التي تمنح جوائز الاوسكار بيانا حاد اللهجة تعبيرا عن دعمها لصناع السينما الايرانيين المعتقلين.وتناول بيان الاعتقالات التي جرت في سبتمبر ايلول 2011 للمنتجة کتايون شهابي والمخرجين ناصر صفاريان وهادي افريده ومجتبى ميرطهماسب وشاهنام بازدار ومخرج الافلام الوثائقية محسن شاهرنزدار بسبب عمل قيل انهم ادوه لهيئة الاذاعة البريطانية.

وقالت صحيفة ديلي فارايتي المهتمة بالفن ان صفاريان وشاهرنزدار اطلق سراحهما منذ ذلك الحين لكن مصير الاخرين غير معروف. وخصت المجموعات أيضا بالذكر الاقامة الجبرية الحالية المفروضة على المخرج جعفر بناهي فضلا عن سجن الممثلة مرضية وفامهر التي حكم عليها بالجلد 90 جلدة من قبل السلطات الايرانية.

وقال بيان من الاكاديمية الامريكية للعلوم والفنون السينمائية التي تمنح جوائز الاوسكار "نشارك زملاءنا في جميع أنحاء العالم في الدعوة بشكل واضح لاطلاق سراح هؤلاء السينمائيين وسلامتهم وعودتهم الى صناعة الافلام." بحسب رويترز.

وقالت نقابة المخرجين "نأمل أن تطلق الحكومة الايرانية سراح هؤلاء السينمائيين وان تعترف بأن أعمالهم الابداعية لا تؤدي الا إلى اثراء المجتمع الايراني وتعزيزه."

إطلاق سراح ممثلة إيرانية

قالت منظمة العفو الدولية التي تتخذ من لندن مقرا لها إن السلطات الإيرانية أطلقت سراح ممثلة إيرانية بعد سجنها لمدة ثلاثة أشهر.وكانت محكمة إيرانية حكمت على مرضيه وفاميهر بالسجن لمدة سنة إضافة إلى 90 جلدة بسبب ظهورها في فيلم أسترالي عام 2009 يحمل عنوان طهران للبيع وتدور أحداثه حول ممثلة يحظر عليها الظهور على خشبة المسرح.

وتابعت منظمة العفو ان مدة الحكم على الممثلة الإيرانية خففت كما أن عقوبة الجلد ألغيت، مضيفة أنها تشعر بقلق بالغ بسبب وجود سينمائيين آخرين في السجون الإيرانية.وكانت وفاميهر ظهرت في الفيلم الممنوع في إيران بدون ارتداء غطاء الرأس، ورغم أن الفيلم لم يكن مخصصا للعرض في إيران، فإن الاعتقاد السائد أنه وجد طريقه إلى السوق السوداء في إيران.ودعت أبرز هيئة أمريكية معنية بصناعة السينما إلى إطلاق سراح السينمائيين الإيرانيين بمن فيهم وفاميهر.

ولا يزال مخرجان إيرانيان متخصصان في إنتاج الأفلام الوثائقية وهما كاتايون شهابي ومجتبى ميرطهمسب في السجن بعد اعتقالهما في شهر سبتمبر/ أيلول الماضي. واتهم شهابي بتزويد مؤسسات إعلامية خارجية من ضمنها القسم الفارسي في بي بي سي بمواد صنفت على أنها مسيئة لإيران، أما ميرطهمسب فسجن بسبب إنتاجه لفيلم حول حياة مخرج أفلام إيراني ممنوع في إيران يدعى جعفر بناهي. بحسب وكالة فرانس برس.

ويعتقد أن مخرجا آخر يقبع في سجن إيفين وليس من الواضح ما هي التهم الموجهة إليه.وتعرض تلفزيون القسم الفارسي في بي بي سي إلى التشويش في إيران في ظل الانتقادات التي توجهها الحكومة الإيرانية إلى البي بي سي.

القضاء الايراني يؤكد الحكم

في سياق متصل ثبت القضاء الايراني الحكم على المخرج الايراني جعفر بناهي بالسجن ست سنوات وبمنعه من اخراج الافلام طوال عشرين عاما ومن السفر واجراء المقابلات، رغم التعبئة الدولية الداعمة لهذا السينمائي المشهور عالميا.وقال احد افراد عائلة المخرج ان محكمة استئناف "ثبتت ادانة جعفر بناهي بالسجن ست سنوات ومنعه من انجاز الافلام وكتابة السيناريو لمدة عشرين عاما والسفر الى الخارج او اجراء المقابلات".

وكان الحكم على بناهي الذي لا يزال حرا على ما قال المصدر ذاته، صدر في كانون الاول/ديسمبر 2011 بعد ادانته بتهم "القيام بأنشطة مسيئة للامن القومي والترويج الدعائي المعادي للنظام" بعدما بدأ اخراج فيلم حول الاضطرابات التي اعقبت اعادة انتخاب الرئيس محمود احمدي نجاد في حزيران/يونيو 2009.

ويعتبر بناهي (51 عاما) المعروف بافلامه الاجتماعية الناقدة واللاذعة من اكثر مخرجي "الموجة الجديدة" في السينما الايرانية شهرة في الخارج حيث حاز جوائز عدة في اهم المهرجانات.وكان توقيفه في اذار/مارس 2010 وسجنه لمدة ثلاثة اشهر ومن ثم اصدار الحكم في حقه في كانون الاول/ديسمبر الماضي، اثارت موجة احتجاجات في الاوساط الفنية والسياسية الغربية التي رصت الصفوف لمطالبة طهران بالتخلي عن الملاحقات في حق السينمائي.

اعرق مهرجانات السينما ولا سيما مهرجانات كان وبرلين والبندقية جعلت من جعفر بناهي ضيف شرف على دوراتها مكرسة مقعدا فارغا له ومنظمة عروضا استعادية وفعاليات تكريمية دعما له.

ودانت الكثير من الحكومات الغربية توقيف السينمائي وادانته باعتبار انهما "يتنافيان مع التزامات ايران الدولية بشأن حقوق الانسان" على ما رأت وزيرة خارجية الاحاد الاوروبي كاترين اشتون.

الحكم الصارم الذي صدر في كانون الاول/ديسمبر انتقدته ايضا السلطة التنفيذية خصوصا وان علاقتها منذ متوترة منذ عدة اشهر مع السلطة القضائية التي يهيمن عليها التيار المتشدد في البلاد، بسبب عدة ملفات حساسة.

وكان رحيم اصفنديار مشائي مدير مكتب احمدي نجاد قال في كانون الثاني/يناير الماضي ان "الحكومة والرئيس لا يؤيدان الادانة".واوضحت العائلة "صدر الحكم لكنه لم ينفذ بعد وجعفر بناهي لا يزال طليقا".الا ان محامية السينمائي فريدة قيراط اوضحت لوكالة فرانس برس "لا اخبار لدينا. لم نحصل على تأكيد بصدور الحكم بعد".ولم يعلن القضاء عن الحكم بل ان صحيفة "ايران" الحكومية اشارت اليه موضحة ان محكمة الاستئناف ثبتت الحكم الاول على اساس التهم ذاتها اي "القيام بانشطة تمس بالامن القومي والدعاية المناهضة للنظام".

من جهة اخرى اشارت الصحيفة اليومية الى ان حكما اخر صادرا في حق المخرج الايراني محمد رسولوف الذي كان يساعد بناهي في مشروع الفيلم الذي ادينا على اساسه في كانون الاول/ديسمبر 2010، بالسجن ست سنوات خفض الى سنة واحد في اطار قرار الاستئناف ذاته. وقد حاز رسولوف في ايار/مايو جائزة فعالية "نظرة ما" في مهرجان كان عن فيلمه الاخير "الى اللقاء".وتواجه اوساط السينما الايرانية قمعا قاسيا طال الكثير من الفنانين والمثقفين المقربين من المعارضة منذ الاضطرابات التي تلت اعادة انتخاب احمدي نجاد. بحسب وكالة فرانس برس.

وقد اوقف اكثر من عشرة مخرجين وممثلين وصدرت في حقهم احيانا احكاما قاسية بتهمة "القيام بانشطة دعائية معادية للنظام" ومن بينهم عدة مخرجي افلام وثائقية اتهموا ببث "صورة سلبية" عن البلاد.وفي مطلع تشرين الاول/اكتوبر حكم على الممثلة مرضية وفامهر بالسجن سنة و90 جلدة لانها مثلت في فيلم يتناول الصعوبات التي تواجه الفنانين في ايران.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 23/تشرين الثاني/2011 - 26/ذو الحجة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م