بلاد القوقاز... سجال التطرف الديني والحكومي

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: ما زالت بعض بلدان القوقاز تعيش حالة متباينة بين "التشديد و التشدد" في التعامل مع الحريات الدينية حتى مع مرور أكثر من عشرين عاماً على انفراط عقد الاتحاد السوفيتي الذي كان يحكم جمهوريات أسيا الوسطى بالحديد والنار، ويبدوا إن الحساسية المكتسبة تجاه الدين في (اذربيجان وأوزبكستان وطاجيكستان) قد انتقلت بدورها إلى الحكام الجدد اللذين يحاولون إيقاف المد الديني المتنامي في بلدانهم عبر إصدار التشريعات وسن القوانين التي تمنع وتعاقب ممارسة الشعائر الدينية بحرية وبلا قيود، متخذين من ذرائع "التطرف والإرهاب والتشدد" وسائل لتطبيق هذا المنع.

في حين شهدت مناطق أخرى من القوقاز الروسي مزيداً من الحركات الدينية ذات الاتجاهات الأصولية المتشددة، وربما تأتي في مقدمتها أفغانستان وباكستان والشيشان...الخ، حيث تعيش صراعاً مستمراً مع تنظيمات دينية مسلحة راح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء، خصوصاً بعد الحملة "واسعة النطاق" التي قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية ضد الإرهاب الدولي وانقسام هذه الدول إلى حليف أو مستهدف.

وفي خضم هذا التناقض الواضح في الاتجاهات الدينية التي تعيشها هذه المنطقة، يبدوا ان الاستقرار الديني ما زال حلم بعيد المنال في الوقت الراهن، خصوصاً وان الكثير من القضايا الراهنة لم تحل، والكثير من الولاءات لم يحسم أمرها بعد.    

قمع الحريات الدينية

فقد حذرت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون طاجيكستان واوزبكستان من أن جهود قمع الحريات الدينية قد تؤتي نتائج عكسية، وقالت ان هذا قد يقود الى زيادة التعاطف مع وجهات النظر الاصولية في اسيا الوسطى وهي منطقة تعتبرها الولايات المتحدة بالغة الاهمية لاستقرار افغانستان في المستقبل، واجتمعت كلينتون مع الرئيس الطاجيكي امام علي رحمانوف والرئيس الاوزبكي اسلام كريموف لتوجيه الشكر الى الدولتين الواقعتين في اسيا الوسطى على تعاونهما مع الحرب التي تقودها الولايات المتحدة في افغانستان المجاورة، وقال مسؤولون امريكيون انها شددت للرئيسين على أن الحرية الدينية مرتبطة بأمن المنطقة في المستقبل، واضافت كلينتون في مؤتمر صحفي بعد اجتماع مع رحمانوف في دوشنبه في اليوم الاخير من أحدث رحلة خارجية "أعارض القيود على الحرية الدينية وشعرت بهذه المخاوف"، وقالت ان الجهود المبذولة لتنظيم الدين "قد تؤدي لاختفاء التعبير الديني المشروع وقد يقود هذا الى الكثير من الاضطرابات والاستياء"، وجاءت زيارة كلينتون الى الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين بعد رحلة الى أفغانستان وباكستان تركزت على الجهود الامريكية لايجاد حل سياسي للصراع المستمر منذ عقد في أفغانستان. بحسب رويترز.

وروجت أيضا لزيادة التكامل الاقتصادي الاقليمي في اطار خطة يطلق عليها المسؤولون الامريكيون "طريق الحرير الجديد"، وتحرك كريموف ورحمانوف للحد من الحرية الدينية في بلديهما اللتين لا تزالان تحت الحكم الشمولي بعد عقدين من تفكك الاتحاد السوفيتي، وسنت طاجيكستان التي يبلغ عدد سكانها 7.5 مليون نسمة قوانين في اغسطس اب تحظر على الشباب الصلاة في المساجد والكنائس وغيرها من دور العبادة وهي خطوة انتقدها الزعماء الدينيون، ويقول رحمانوف الذي يحكم البلاد منذ عام 1992 ان هناك حاجة لاتخاذ اجراءات صارمة لمنع انتشار الاصولية الدينية في دولة فقيرة تشترك في حدود سهلة الاختراق طولها 1340 كيلومترا مع افغانستان، وقالت كلينتون في طاجيكستان "يتعين ان تنظروا الى العواقب"، واضافت "نامل في ان تكون هناك اعادة تفكير في اي قيود في المستقبل لاننا نعتقد ان ذلك سيزيد التعاطف مع وجهات النظر الاصولية التي تهدد بدورها الاستقرار والامن في البلاد"، ووقعت اشتباكات بين حكومة رحمانوف العلمانية المدعومة من موسكو والمعارضة الاسلامية خلال حرب أهلية من 1992 حتى 1997 قتل فيها عشرات الالاف.

وتجاهل الرئيس مطالب سابقة من الغرب باحترام حرية الرأي، وأمر بعودة الطلاب الذين يدرسون في مدارس دينية بالخارج الى البلاد وقمع اتجاها متزايدا للزي الاسلامي، وقال مسؤولون امريكيون ان كلينتون أثارت أيضا هذه المسألة مع اسلام كريموف رئيس أوزبكستان باعتبارها أحد مصادر القلق ضمن عدد من قضايا حقوق الانسان التي تشمل أيضا حرية الصحافة والاتجار في البشر والاصلاحات سياسية، وينظر الى كريموف على نطاق واسع باعتباره أحد من أشد الزعماء ممارسة للقمع في المنطقة، وقال أحد المسؤولين الاميركيين ان كريموف الذي يقول انه يعتزم اجراء اصلاحات كرر هذه التعهدات لكلينتون، وقال مسؤولون امريكيون ان رحلة كلينتون في اسيا الوسطى وهي الثانية لها الى المنطقة في أقل من 12 شهرا تهدف الى حد كبير الى تقديم الشكر الى طاجيكستان واوزبكستان على المساعدة التي قدمتها الدولتان في الصراع بأفغانستان، واضافوا أنها تريد أيضا توسيع نطاق علاقة توفر للولايات المتحدة "بابا خلفيا" مهما الى أفغانستان وطريق امدادات بديلا يمكن أن يكون حيويا اذا انهارت العلاقات مع باكستان حليفتها الرئيسية في المنطقة، وطاجيكستان وأوزبكستان هما جزء مما تسميه واشنطن شبكة التوزيع الشمالية وهي خط امداد للقوات التي تقودها الولايات المتحدة لمحاربة حركة طالبان وتمتد أيضا عبر روسيا ولاتفيا وجورجيا وأذربيجان وقازاخستان، وتتزايد أهمية شبكة التوزيع الشمالية في الوقت الذي تتعرض فيه علاقات الولايات المتحدة مع باكستان لضغوط بسبب اتهامات واشنطن بأن عناصر في الحكومة الباكستانية يرتبطون بعلاقات مع متشددين ينحى عليهم باللائمة في هجمات على القوات الامريكية بافغانستان.

منع الصلاة في المساجد

من جهته منع الرئيس الطاجيكي أمام علي رحمانوف الشبان من الصلاة في المساجد والكنائس مما دفع زعيما مسلما الى وصف الخطوة بأنها "هدية مروعة" في شهر رمضان، ووقع رحمانوف الذي يتولى السلطة منذ عام 1992 على مشروع قانون "المسؤولية الابوية"، ويقول ان هناك حاجة لإجراءات صارمة لمنع انتشار الأصولية الاسلامية في بلاده التي يسكنها 5 ر7 مليون نسمة 98 في المئة منهم مسلمون، ونص القانون الذي بدأ العمل به على منع جميع السكان دون سن 18 عاما باستثناء من يدرسون في المدارس الدينية من العبادة في المساجد أو الكنائس أو غيرها من المواقع الدينية، كما يحظر على الفتيات ارتداء الحلي باستثناء الاقراط ويمنع من هم دون سن 20 عاما من رسم الوشم أو ارتياد الملاهي الليلية أو مشاهدة الافلام أو قراءة مواد "تروج للاباحية والعنف والتطرف والارهاب"، ولم تتضح عقوبة مخالفة هذا الحظر، وقال أكبر توراجونزودا وهو عالم دين اسلامي "خلال شهر رمضان وقبل شهر فقط من الذكرى العشرين لاستقلال طاجيكستان قدمت السلطات هدية مروعة لكل المؤمنين". بحسب رويترز.

وأضاف "قبل تبني هذا القانون كانت السلطات قد أصبحت بالفعل بعيدة تماما عن الشعب واحتياجاته والان هم يحولون هذه الفجوة الى هوة سحيقة من الانفصال التام"، وتجاهل رحمانوف نداءات من الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي باحترام حرية التعبير، واشتبكت حكومته المدعومة من موسكو مع المعارضة الاسلامية خلال الحرب الاهلية التي دارت خلال الفترة من 1992 الى 1997، وفي العام الماضي أعاد رحمانوف الذي يتمتع بسلطات واسعة العديد من الطلبة الطاجيك الذين يدرسون دراسات دينية من الخارج وقمع الاتجاه المتزايد نحو الزي الاسلامي، وسجن 158 شخصا بتهمة "التطرف الديني" في طاجيكستان المتاخمة لافغانستان والصين في 2010 وهو عدد يزيد خمس مرات عن 2009، وقال توراجونزودا وهو زعيم معارض سابق "لابد أن الرئيس نسي ان القانون الالهي يعلو القانون الوضعي، لهذا أشك في أنه انطلاقا من الخوف من الغرامات قد يتوقف الشبان عن عبادة الله بالصلاة".

حظر الحجاب في مدارس اذربيجان

الى ذلك قالت السلطات الاذربيجانية انها ستعاقب اولياء امور الطالبات الذين يتحدون الحظر المفروض على ارتداء الحجاب في مدارس هذا البلد الذي تدين غالبيته بالاسلام ولكنه رسميا دولة علمانية، وقالت المتحدثة باسم الوزارة زامينا عليغيزي "سنتخذ اجراءات ضد اولياء الامور الذين لا يسمحون لبناتهم بالحضور الى المدرسة بسبب الحظر على ارتداء الحجاب"، ويحظر ارتداء الحجاب في المدارس بموجب قوانين تحدد الزي الذي يجب ان يرتديه الطلاب في الدولة التي كانت جمهورية سوفياتية سابقة، حيث تسعى السلطات الى منع انتشار الاسلام المتطرف، وخرج العديد من المسلمين المتزمتين في تظاهرات احتجاجا على الحظر، الا ان عليغيزي قالت ان اولياء الامور الذين يبقون على بناتهم في المنازل يخالفون القانون، واضافت "نحن نتلقى مكالمات من فتيات لا يكشفن عن هوياتهن يقلن فيها انهن يرغبن في الحضور الى المدرسة ولكن اولياء امورهن لا يسمحون لهن ويقولون ان عليهن ارتداء الحجاب"، وانتقدت وزارة الخارجية الاميركية حظر الحجاب في تقرير حول الحريات الدينية في العالم نشر مؤخراً يصف ذلك بانه تطور "سلبي"، وانتقدت وزارة الخارجية الحكومة الاذربيجانية على استمرارها في اغلاق العديد من المساجد وزيادة الغرامات على مخالفة القانون الذي ينظم النشاطات الدينية، ويشكل المسلمون الشيعة غالبية سكان اذربيجان، ولكن بعد عقود من الحكم السوفياتي أصبحت من بين أكثر الدول علمانية في العالم الاسلامي ومن اهم مزودي الغرب بالطاقة وحليف لحملة الحلف الاطلسي في افغانستان. بحسب فرانس برس.

فيما ذكر تلفزيون أذربيجان أن محكمة قضت في وقت سابق على سبعة أعضاء في جماعة اسلامية محظورة بالسجن فترات طويلة بتهمة تشكيل وحدات عسكرية غير قانونية والاعداد لهجمات ارهابية، وقضت المحكمة على موفسوم محمدوف رئيس الحزب الاسلامي بالسجن 12 عاما وعلى ستة اعضاء اخرين بالحزب بالسجن فترات تترواح بين خمسة أعوام و11 عاما ونصف العام، وحظرت السلطات الحزب الاسلامي في منتصف التسعينات للاشتباه في قيامه بالتجسس لصالح ايران المجاورة لكنه واصل انشطته في السر، وقال الحزب في بيان "كل التهم الموجهة لاعضاء حزبنا ليس لها اساس، نناشد الحكومة وقف الاجراءات القمعية المنظمة"، ويقول محللون ان الحكومة حريصة على القضاء على أي تحد من الاسلام السياسي يضر الاستقرار في البلد المصدر للنفط والغاز، وشارك المئات في احتجاجات هذا العام طالبوا فيها بالحق في ارتداء الحجاب بالمدارس.

حملة على بيع المشروبات الكحولية

على صعيد مختلف قال متحدث باسم رئيس جمهورية الانجوش الروسية التي تسكنها أغلبية مسلمة ان الرئيس شكل هيئة من رجال الدين والمسؤولين لشن حملة على تجار المشروبات الكحولية في السوق السوداء خلال شهر رمضان، ورغم انها موجهة رسميا للمبيعات غير المشروعة إلا أن هذه الخطوة تستهدف فيما يبدو استهلاك المشروبات الكحولية بوجه عام والذي يُباع معظمها سر، ووصف يونس بك يفكوروف رئيس الانجوش الهيئة الجديدة بأنها "شرطة آداب"، ومنذ انهيار الشيوعية قبل 20 عاما اختفت المشروبات الكحولية على نحو متزايد في الاقاليم الاسلامية في روسيا التي شهدت صحوة إسلامية، وقال حسين بلييف المتحدث باسم رئيس الانجوش "المجموعة مكلفة بأن تتأكد من أن تجار التجزئة والمقاهي لا يبيعون المشروبات الكحولية خلال شهر رمضان دون الحصول على كل التصاريح اللازمة"، وبات من الصعب على نحو متزايد الحصول على تراخيص لبيع الكحوليات في منطقة شمال القوقاز التي تسكنها أغلبية مسلمة حيث يدلي كبار المسؤولين بتصريحات علنية ضد الخمور مما دفع كثيرا من الباعة الى التحول لبيعها سر، كذلك تضرر بيع الخمور بسبب هجمات متمردين إسلاميين تستهدف عادة تجار الخمور في المنطقة. بحسب رويترز.

عدم الصيام يكلّفهم أرواحهم

من جهة اخرى أعلنت إدارة التحقيقات في جمهورية داغستان الروسية انه تبيّن ان الشبان الأربعة الذين عثر على جثثهم في وقت سابق، قتلوا لعدم التزامهم بالصيام خلال شهر رمضان، ونقلت محطة 'روسيا اليوم' عن متحدث باسم الإدارة انه عثر على الجثث على بعد 150 متراً من قرية باتاشيورت، مشيراً الى ان الشبان اجتمعوا في مرج بغابة مجاورة، حيث أكلوا وتناولوا مشروبات كحولية، ورجح المتحدث وقوف متطرفين وراء مقتل الشبان الـ4، بسبب عدم التزامهم بالصيام خلال شهر رمضان، كما عثر المحققون في مكان الجريمة على سيارة من طراز 'واز' تعود لأحد القتلى، وعلى كافة الممتلكات الشخصية التي كانت بحوزة الضحايا بما فيها هواتفهم المحمولة والنقود، مما يشير الى ان القتلة نفذوا الجريمة ليس بهدف السرقة، وكان سكان بلدة بوتاشيورت أفادوا،عن العثور على جثث 4 أشخاص تعرضوا لإطلاق نار، وتوجه فريق من المحققين إلى المنطقة للعمل على تحديد هوية القتلى، ولفت المتحدث باسم إدارة التحقيقات في جمهورية داغستان إلى انه 'بحسب المعلومات الأولية فإن القتلى جميعاً سكان محليون وأحدهم شرطي'، يشار إلى أن جمهوريات شمال القوقاز تشهد أعمال عنف متفرقة ومواجهات مع قوات الأمن، تقف وراءها مجموعات اسلامية متطرفة. بحسب يونايتد برس.

مقتل امام في القوقاز

فيما قتل مسلحون اماما طاعنا في السن بالرصاص في منزله في جمهورية داغستان بالقوقاز الروسي المضطرب بحسب ما افادت وزارة الداخلية المحلية، في رابع حادث قتل من نوعه منذ نيسان/ابريل، وقالت وزارة الداخلية في بيان ان مسلحين اثنين دخلا بيت امام مسجد قرية في شمال شرق داغستان ليلاً و"اطلقا عليه نيران اسلحتهما الرشاشة، فاردياه قتيلا"، وقالت متحدثة باسم الشرطة المحلية ان الامام القتيل يدعى زين الدين ضيزاييف وهو من مواليد العام 1927، وهذا الحادث هو الرابع الذي يقتل فيه امام في داغستان ذات الغالبية الاسلامية منذ نيسان/ابريل هذا العام.وتشهد المنطقة المطلة على بحر قزوين عمليات اطلاق نار شبه يومية وتفجيرات يلقي المسؤولون بالمسؤولية فيها على المجرمين والاسلاميين المرتبطين بالشيشان المجاورة، وتعاني المنطقة من فقر وفساد فيما يسعى المتشددون لاقامة دولة اسلامية مستقلة عبر شمال القوقاز. بحسب فرانس برس.

من ناحية اخرى صدرت احكام بالسجن على ثلاثة رجال مسلمين بعد ادانتهم بالاعتداء بالضرب على مفتي المنطقة امام مسجد في مدينة بلوفديف، بحسب ما ذكرت المحكمة، وقالت المحكمة ان حكما بالسجن لمدة عامين ونصف عام صدر الخميس بحق اشيم اساموف الرئيس السابق لمجلس امناء مسجد دزهومايا، اكبر مساجد مدينة بلوفديف، بعد ادانته بالاعتداء على المفتي عثمان حلمي، واضافت المحكمة انها اصدرت بحق فائق حسينوف نجل اساموف حكما بالسجن لمدة عامين فيما حكم على شخص ثالث شارك في العراك ويدعى سمايل محميدوف بالسجن لمدة عام، كما جرى اعتقال اربعة رجال اخرين في العراك ووجهت اليهم تهم التخريب والاعتداء وعرقلة الحرية الدينية، وحكم عليهم بالسجن لمدة عام مع وقف التنفيذ، واندلع العراك فيما كان مكتب المفتي يستعد لرفع قضية ضد اساموف لطرده من منصبه، طبقا لمسؤولين مسلمين.وكان اساموف رفض مغادرة المسجد بعد ان فشل في اعادة انتخابه لمنصبه في ايار/مايو ودفعه غضبه الى الاعتداء على المفتي الاثنين، بحسب المسؤولين، ويشكل المسلمون في بلغاريا نحو 10 في المئة من عدد السكان، ومعظمهم من اصول تركية، الا ان زعامتهم الدينية منقسمة الى معسكرين متخاصمين منذ انهيار الشيوعية، وكان يتوقع ان يؤدي اختيار مفت جديد في ايار/مايو وتثبيته من قبل محكمة بلغارية الى تبديد هذا الانقسام.

حظر التنانير القصيرة والمغازلة

في سياق متصل أخذت المدارس البلغارية المعروفة بصرامة نظامها في عهد الشيوعية تفرض مجددا قواعد الحشمة بعدما أصبحت المغازلة سائدة بين المراهقين في الأروقة و ملابس الفتيات تزداد قصر، ففي أول يوم دراسي، أشارت صحيفة "24 آورز" إلى أن نظام إحدى المدارس الثانوية قد نص على الآتي "ينبغي ألا يقوم الطلاب بسلوك حميم لا في الصفوف ولا في المدرسة"، وبحسب الصحيفة، فقد وردت فقرة مماثلة في النظام الداخلي المعتمد في مدرسة في مدينة شومين، شمال غرب البلد، وتمنع قوانين هذه المدرسة الطلاب من انتعال "أحذية خطيرة بما فيها أحذية التزلج والأحذية المزودة شفرا"، وقد أعاد الكثير من المدارس اعتماد الزي الموحد، وفي عهد الشيوعية، كان النظام الصارم يفرض الزي الموحد الأبيض والأسود والشعر القصير، لكن مع انهيار الشيوعية، انهارت هذه النظم جميعها.وأصبحت الملابس الداخلية البارزة من تحت الثياب والمجوهرات الغريبة العجيبة والملابس غير المحتشمة من المشاهد المألوفة حتى في مدارس النخبة، وقال أحد المدرسين الذي يدعو إلى "حد أدنى من الحشمة" إنه "من الصعب استقطاب انتباه الصبيان عندما تكون الفتيات في الصف بلباس غير محتشم"، من ثم منعت مدرسة "فاسيل ليفسكي" الثانوية الفتيات من ارتداء "تنانير تعلو اكثر من 10 سنتمترات عن الركبة وكعوب أعلى من أربعة سنتمترات وقمصان تظهر عن الخصر". بحسب فرانس برس.

القاعدة وحركة التمرد

من جانبه ذكر تقرير مطول وضعته مؤسسة بحثية شهيرة في واشنطن أن تنظيم القاعدة يقدم دعما ماليا متزايدا لحركة التمرد الإسلامي في شمال القوقاز ويناصره، وتتعرض المناطق ذات الاغلبية المسلمة على طول الحدود الجنوبية لروسيا لعمليات تفجير واطلاق نار بشكل شبه يومي ينفذها متمردون يقاتلون لاقامة دولة إسلامية منفصلة، وتفاقم الصراع بسبب حربين في الشيشان بعد سقوط الاتحاد السوفيتي، وقال مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية إن المتمردين الذين يسعون لاقامة امارة القوقاز من البحر الاسود إلى بحر قزوين يتلقون دعما متزايدا من جماعات تربطها صلات بالقاعدة، وقال جوردون هاهن الذي وضع التقرير ان التقليل من شأن الخطر الذي تمثله امارة القوقاز "يزيد فقط من امكانية تعرضنا للهجوم". بحسب رويترز.

وأضاف هاهن وهو باحث كبير أيضا في معهد مونتيري للدراسات الدولية بالولايات المتحدة "لعبت القاعدة دورا مهما في نشر الجهادية وتقديم الدعم المالي والتدريب والافراد الى المجاهدين في الشيشان والقوقاز"، ويعيش قرابة نصف المسلمين في روسيا وعددهم 20 مليونا في شمال القوقاز، وفي العام الماضي أطلق موقع أنصار المجاهدين التابع للقاعدة باللغة الروسية ليضاف الى زهاء 12 موقعا باللغة الروسية تمثل التمرد في الشيشان أو تناصره، وقال هاهن في التقرير ان هذه المواقع تنشر بانتظام متزايد بيانات تأييد من "جهاديين" كبار مثل أبو محمد المقدسي الذي ألهم تنظيم القاعدة في العراق وهو مسجون حاليا في الاردن، وكان الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف وصف التمرد في الشيشان بأنه التهديد الامني الرئيسي أمام روسيا قبل انتخابات الرئاسة المقررة في مارس اذار 2012 والتي سيخوضها الرئيس السابق فلاديمير بوتين الذي يشغل حاليا منصب رئيس الوزراء.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 6/تشرين الثاني/2011 - 9/ذو الحجة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م