نقابة تضامن الاصنام الساقطة

صدام والقذافي

محمد الوادي

من مفارقات الاصنام العربية الحاكمة انها لاتحب بعضها البعض ولاتتمنى الخير لبعضها، وهذه صفات غير شاذة بل و طبيعية جدا في اطار العقل الصنمي الديكتاتوري الذي يستوطنه الشذوذ كله و الذي لايقبل ان ينافسه احد على زعامة مزعومة او وهم قيادة تشبه في سماتها وهم الحمل الكاذب !! الاغرب في هذا الموضوع ولكن بعد سقوط وهزيمة هذه الانظمة الديكتاتورية الحاكمة فان بقايا عوائل هذه الاصنام الساقطة تتضامن فيما بينها في العواطف والمشاعر وايضا في البيانات والاهم في طعم الهزيمة النكراء التي تجرعها المصرين على ارث الصنمية الدموية هذه.

 وقد يكون الخبر الذي نقلته صحيفة ايلاف عن تضامن بقايا صنم العراق مع بقايا صنم ليبيا وتوعدهم لثوار ليبيا بالانتقام هو خير دليل عن مدى السطحية والفراغ الفكري والوجداني والانساني الذي تعاني منه هذه الدوائر الخاصة والتابعة لحكم الاصنام الساقطة.

ورغم ان هذه الاصنام لم تكن مشرفة حتى في طريقة هزيمتها فاشتركت بين اللوذ بحفرة كما في العراق او هارب في ليلة ظلماء مثلما حدث في تونس واخر متوسد فراش المرض في قاعة المحكمة في اسخف نتاج تمثلي مصري ورابع يسحبونه من انبوب الصرف الصحي كما حدث في ليبيا بل واخر مازال يلوح للشعب بكفوف الموت الذي نجا منه باعجوبة كما في اليمن، لكن مع ذلك تجد من عوائل وابناء هؤلاء من يخرج على الناس اما مهدد او متوعد او مستخف او مازال مصر على ان يأخذ دور العنتريات الفارغة وكأن الشعب عبله وعليه فقط تأدية دور العشق و الهيام به حيا كان او ميتا و في كل حال من الاحوال.

وبعيدا عن مرارة الحديث في هذا الجانب اعتقد ان للموضوع جانب من الفكاهة والسخرية التي لايستهان بها، فمع خبر التضامن الصنمي الذي نقل على ايلاف اعتقد بات من الضرورة الملحة ان تؤسس نقابة خاصة تحت يافطة نقابة الاصنام الساقطة فما كان يفرقهم في كرسي الحكم او في حياتهم اصبح الان في الماضي وان كل عوامل الاتحاد والوحدة بينهم اصبحت متوافرة وبكثافة غير مسبوقة بعد ان اشتركوا جميعا وكلا حسب دوره وحجمه في تفرقة هذه الامة المغلوبة على امرها اثناء فترة حكمهم الديكتاتوري العتيد.

كما اعتقد ستكون هذه النقابة الساقطة كنوع من العلاج النفسي لتخفيف وطأة الهزيمة اولا وثم للضحك على بعضهم بعض او ضحكهم على انفسهم، لأني على يقين اذا اجتمعوا هؤلاء سيتبارون فيما بينهم للكلام عن بطولات وهمية فارغة كان يمثلها هذا الصنم او ذاك وان الاستعمار الغربي عمل على اسقاطهم لانهم كانوا يمثلون " حرز " الامة الامين في الدفاع عن حقوقها.

مع العلم ان كل هذه الاصنام الساقطة هي صنيعة استعمارية أدت دورها في تخلف الامة وتراجعها الخطير بامتياز غير مسبوق وقسمت الامة الى صفين الاول شبعان حد التخمة واستهلاكي في كل شيء حتى في اخباره وفضائحه الجنسية !! والصف الاخر جوعان همه الاول توفير لقمة العيش فيما تحوم فوق راسه اقمار صناعية هندية وايرانية وصينية واسرائيلية وطبعا غربية وتحيط به دول نووية من الهند وباكستان وايران الى اسرائيل لكن حان وقت سقوط هذه الانظمة الصنمية لان دورها استهلك بشكل اكثر بكثير من الحدود المعقولة فحان وقت اقتلاعها من قبل العراب والصانع الغربي.

اتوقع ان يدعم الجميع هذه النقابة الصنمية الساقطة برموزها الحالية ومع كل الاضافات المتوقعة لها، لانه على الاقل هناك جانب سيكون ايجابي في الموضوع يتلخص بان بقايا هذه العصابات الحاكمة لها وجوه وسمات معروفة ومفضوحة وستبقى ماثلة امام الجميع حتى يتذكر العرب كل العرب دون استثناء أن هذه النماذج وليس غيرها هي سبب مصائبنا الانسانية والاجتماعية والفردية والسياسية والاقتصادية والدينية والقومية بل وحتى مصائبنا الرياضية وتخلفنا العربي حتى في هذا المجال !!

ولامانع ان تفتح هذه النقابة الساقطة فروع مختلفة لها في كل بلادنا العربية فعلى الاقل اذا كان الاصنام الساقطين كانوا سبب تخلف وفرقة الامة فليكن رؤية بقايا حجر من هذه الاصنام الساقطة الحافز الاكبر لتوحدنا الانساني والعربي والحافز الاكبر على اصرارنا على طريق الدستور والقانون والديمقراطية وطريق التقدم العلمي والاجتماعي. وطالما بقي أبد الدهر " أن شر البلية مايضحك " ومن هذا المنطلق فلندعم نقابة الاصنام الساقطة.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 31/تشرين الأول/2011 - 3/ذو الحجة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م