احذر...! مشروبات خطرة على صحة الإنسان

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: ارتبطت دوما المشروبات الغازية والأخرى الحلوة منها او المنشطة بزيادة مخاطر الإصابة بالأمراض عديدة كضغط الدم وداء السكري مثلاً، حيث أن مصنعي هذه المشروبات يمكنهم وضع ما يريدون من مواد فيها، والترويج لها بالسبل التي يريدون، ولكن ذلك سيؤدي حتما الى استهلاك عشوائي لها وبالتالي الوقوع في مشاكل صحية كبيرة.

كما ان التسويق الشرس لهذه المشروبات وعرضها بكميات اكبر واسعار ابخس، اضافة الى ادمان الناس عليها، سبب مخاطر صحية عديدة، وكما في الدراسات الحديثة يوجد عشرات الملايين من الناس يستهلكون من لترين الى ثلاثة يوميا في الدول المتقدمة، ولكن عندما يصحّ الجسم يصح العقل، ويتعافى، ويفكر بطريقة سليمة، تحسِّن حياة الانسان، وبذا أصبحت الصحة مطلبا عالميا.

المشروبات الحلوة

كشفت دراسة حديثة وجدت سبباً إضافياً لخفض استهلاك هذا النوع من المشروبات، وهي أنها قد تساهم في رفع ضغط الدم، وتقول الدراسة المنشورة في الدورية الطبية لضغط الدم الصادرة عن "جمعية أمراض القلب الأمريكية" ونقلها موقع "هيلث.كوم" إن تناول مشروب محلى واحدا في اليوم ربما كفيل برفع ضغط الدم، وتزداد احتمالات ارتفاع ضغط الدم الانقباضي والانبساطي بواقع 1.6 و0.8 نقطة على التوالي كلما تناول الفرد أي نوع من المشروبات، سواء الغازية أو عصير الفواكه.

ولم تثبت الدراسة التي شملت نحو 2700 مشارك من الجنسين في متوسط العمر من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، بشكل قاطع دور المشروبات المحلاة في زيادة ضغط الدم، لكنها لفتت إلى أن من يستهلكون المشروبات الغازية والمشروبات المماثلة، عادة لا يتبعون أنظمة غذائية صحية، ما يجعل من الصعب تحديد التاثير الفعلي لتلك المشروبات. بحسب السي ان ان.

ورغم الوضع قيد الاعتبار أن تناول تلك المشروبات يعني استهلاك المزيد من السكر والسعرات الحرارية فضلاً عن عوامل أخرى، أقر الباحثون أن الأسئلة المتعلقة بالنمط الغذائي في الاستبيان ليست مضمونة، وأن العلاقة بين المشروبات السكرية وضغبط الدم ربما شكلتها عوامل إضافية مجهولة."بين المشروبات المحلاة بالسكر وضغط الدم التي شكلتها عوامل إضافية مجهولة.

وانتقد دكتور مورين ستوري، رئيس السياسة العلمية في "رابطة المشروبات الأميركية"، وهي مجموعة تجارية تمثل مصنعي الصودا والمشروبات المحلاة الأخرى، الدراسة قائلاً إن متوسط زيادة ضغط الدم فيها "غير منطقي"، وضمن هامش الخطأ القياسي، وأضاف بأن الدراسة اقتصرت على شريحة كبيرة من الناس ولم تقم بمتابعة المشاركين فيها على مر الزمن "لا يمكن لها التأكيد بشكل مؤسس أن المشروبات الحلوة والمحلاة تسبب ضغط الدم بأي طريقة.

ولضغط الدم قراءتان: القراءة العليا هي الضغط الانقباضي الذي يجري قياسه في الشرايين عندما يقوم القلب بالانقباض لدفع موجة من الدم عبر شجرة الشرايين. اما القراءة الدنيا فهي الضغط الانبساطي التي تعكس الضغط خلال موجات ضخ الدم عندما يرتاح القلب بين ضرباته. بحسب البي بي سي.

تعريف لضغط الدم: تقوم الشرايين بتنظيم الضغط وكمية الدم المارة بها عن طريق التمدد والتقلص المنتظم مع نبضات القلب فإذا ما فقدت هذه الشرايين مرونتها لأي سبب من الأسباب عندها تزيد مقاومة الشرايين لمرور الدم فيرتفع ضغط الدم ولذلك فإن مقاومة جدران الشرايين لمرور الدم يعتبر عاملاً هاماً لمعرفة مستوى ضغط الدم والسيطرة عليه،ورغم أن نتائج الدراسة غير قاطعة، يرى معدوها ضرورة خفض استهلاك المشروبات المحلاة، وليس الملح فقط، مراعاة لصحة القلب.

المشروبات الغازية

فيما حذر باحثون أميركيون من أن تناول المشروبات الغازية المخصصة للحمية تزيد من خطر الإصابة بالجلطات بنسبة 50%، وذكر موقع "هيلث داي نيوز" أن الدراسة التي أعلن عنها باحثون في المؤتمر الدولي حول الجلطات الذي عقد في لوس أنجلس في وقت سابق هذا الشهر استندت إلى أبحاث شملت 2500 شخص وهي غير حاسمة بعد، ولم تحدد المكون في هذا النوع من المشروبات الذي يسبب الجلطات وما إذا كان نمط حياة من يتناول هذه المشروبات عاملاً مؤثراً، وحذر الباحثون من أن المشروبات الغازية المخصصة للحمية قد تكون مضرة، حيث تستبدل السعرات الحرارية الموجودة في السكر بمواد كيميائية قد تكون مضرة، وانتقد بعض الباحثين الدراسة وقالوا إن الأشخاص الذين يتناولون المشروبات الغازية يعانون أكثر من غيرهم من السكري أو زياردة في الوزن ما يجعلهم اكثر عرضة للإصابة بالجلطات، فيما ذكرت دراسة أعدتها جمعية أمريكية تهتم بالصحة العامة أن المشروبات الغازية تحمل مخاطر أكبر مما كان البعض يتصور، إذ أنه إلى جانب مساهمتها في السمنة الزائدة والسكري، فإن بعض مكوناتها، وتحديداً المواد الملونة التي تدخل في صناعتها، قد تزيد من خطر الإصابة بالسرطان، وقالت الدراسة التي أشرف عليها "مركز العلوم للصالح العام" التابع للجان حماية المستهلك الأمريكية إنه خاطب إدارة الأغذية والأدوية في الولايات المتحدة طالباً منها منع استخدام ملونات الكراميل المستخدمة في أنواع شهيرة من المشروبات الغازية، وإصدار قرار باعتبارها من المواد المسرطنة.

وقالت ميشال جاكوبسون، مدير المركز، إن ملونات الكراميل تنتج عبر طبخ مزيج من سكر الذرة والأمونيا تحت ضغط شديد وفي ظل حرارة مرتفعة، وقد ثبت أن هذه العملية تنتج مادة "ميثيليميدازول 2" و"ميثيليميدازول 4" وقد دلت الاختبارات على أنهما يمكن أن يتسببا بسرطان الكبد والرئة لفئران المختبر.

وأضاف جاكوبسون: "صحيح أنه هذا الخطر محدود، ولكنه ملحوظ، والمنظمات الحكومية لم تقم بأي عمل لمواجهته. بحسب يونايتد برس.

وتشير الأنظمة الصحية في ولاية كاليفورنيا مثلاً إلى أن مادة "ميثيليميدازول 4" من المواد التي لا يجب أن يستهلك المرء منها أكثر من 16 ميكروغرام يومياً، وإلا فإن فرص إصابته بالسرطان قد تتزايد، في حين أن كل عبوة من عبوات المياه الغازية العادية تحتوي على 130 ميكروغرام من هذه المادة.

ودعت جاكوبسون، وفقاً مجلة "تايم" الشقيقة لـCNN إلى وضع تحذيرات على عبوات المياه الغازية، أو حظر استخدام المادة في صناعات المواد الغذائية والمشروبات. بحسب سي ان ان.

ولكن جمعية منتجي المشروبات التي تضم كبرى شركات الصودا والمياه الغازية ردت بنفي وجود علاقة بين "ميثيليميدازول 4" ومرض السرطان، واعتبرت التقرير الذي أورده "مركز العلوم للصالح العام" مجرد "وسيلة إضافية لإخافة المستهلكين" على حد تعبيرها.

مشروبات الطاقة

وفي سياق متصل حذّر أطباء أمريكيون من خطر تناول الاطفال مشروبات الطاقة التي تحتوي على الكافيين والمكملات العشبية، وذكر موقع "لايف سيانس" أن الأكادمية الأمريكية لطب الأطفال، التي تعتبر أكبر منظمة لأطباء الأطفال في الولايات المتحدة حذرت من مخاطر مشروبات الطاقة ودعت إلى التفريق بينها وبين المشروبات الرياضية التي يمكن أن يتناولها الاطفال الذين يمارسون الرياضةوقالت الطبيبت، ان مارسي شنايدر وهولي بنجامين في بيان إن المراجعات تظهر أن لا مكان للكافيين وغيره من المكملات الموجودة في مشروبات الطاقة في غذاء الأطفال والمراهقين، وقالت الطبيبتان إنه يمكن لبعض الأطفال أن يتناولوا المشروبات الرياضية طالما أنهم يمارسون ما يكفي من الحركة لإحراقها. بحسب يونايتد برس.

وأوضحت بنجامين أن بدانة الأطفال ليست نتيجة إفراطهم في الأكل بل نتيجة تناولهم مشروبات تحتوي على كمية كبيرة من الوحدات الحرارية، ودعت إلى الحدّ من تناول الحليب والعصير حتى مقابل الإكثار من تناول الماء،وكانت دراسة سابقة قد أظهرت أن بعض الأطفال الذين تناولوا مشروبات الطاقة تعين نقلهم إلى مستشفيات للعلاج من التسمم.

المشروبات المنشطة

كما افادت دراسة صادرة في الولايات المتحدة ان تناول المشروبات المنشطة الرائجة قد تحتوي على كمية من الكافيين تتخطى الكمية الموجودة في القهوة، ولكن هذه المواد الموجودة في المشروبات المنشطة، حين تضاف الى مشروبات اخرى كالكحول، من الممكن ان تؤدي الى مخاطر صحية جدية.

ويقول الدكتور جون هيجينز من كلية هيوستن الطبية في ولاية تكساس ان "من المعروف عن المشروبات المنشطة الرائجة اتوائها على ربع كوب من السكر وكمية كافيين تتراوح بين 70 و 200 جراما، في الوقت الذي تحتوي فيه الكمية ذاتها من القهوة على كمية تتراوح بين 40 و 150 جراما من الكافيين".

ولكن الاخطر، حسب الدراسة التي نشرت في مجلة "مايو كلينيكس بروسيدنجر" الصادرة عن الجامعة، يكمن في عدم ذكر الشركات المنتجة للمشروبات المنشطة احتواءها على مواد كالمنشط المستخرج من الاعشاب "جوارانا" او مادة الحمض الاميني "تورين" واعشاب وفيتامينات ومواد معدنية تختلط بالكافيين في هذه المشروبات بشكل قد يعرض الصحة للأذى، والقلق في هذا المجال حسب الدراسة يكمن في كيفية تأثير اختلاط الكافيين بالمواد الاخرى وانعكاسها على سرعة نبض القلب، وضغط الدم وحتى الصحة العقلية، وذلك في حالات الافراط في تناول المشروبات المنشطة ومزجها على سبيل المثال بالكحول، وتطرقت الدراسة الى الابحاث التي اجريت منذ عام 1976 على المشروبات المنشطة وآثارها الجانبية على الصحة وتبين ان ما كتب يعتبر غير كاف لمعرفة الاثر الحقيقي لهذه المشروبات على الصحة، وقد اظهرت بعض الدراسات التي اجريت على بالغين يقومون بمجهود جسدي ان هذا النوع من المشروبات يؤدي الى ارتفاع ضغط الدم ونبضات القلب، لكنها افادت في الوقت نفسه ان ما يحكى عن أخطار اكبر كامكانية تعرض مستخدمي المشروبات المنشطة الى نوبات قلبية ووفاة ليست ليست جدية.

لكن بعض الدول كفرنسا والدنمارك قد منعت مثلا بيع وتسويق مشروب رد بول المنشط بعد ان اظهرت دراسات اجريت على جرذان تم اطعامها مادة التورين اتصرفات غريبة من بينها القلق وتشويه الذات، ولكن تناول التورين اظهر امكانية التسبب بتصرفات غريبة، ويقول الدكتور هيجينز ان "المشروبات المنشطة تزيد خطر التعرض للجفاف ما يجعل من المياه والمشروبات الرياضة التي تحتوي على مواد عدنية والنشويات اكثر صحة وامانا للمستهلك. بحسب البي بي سي.

وعن المشروبات المنشطة المتوفرة قالت الدراسة ان غير الرياضيين لا يجب ان يتناولوا اكثر من جرعة واحدة في النهار الواحد وعدم مزجها بتاتا بالكحول". اما الذين يعانون من ارتفاع بضغط الدم فقد افادت الرسالة الى انه "لا يجب اطلاقا ان يتناولوا هذه المشروبات". وبالنسبة للمستخدمين الذين يتناولونها قبل او مع الرياضة لتفادي الشعور بالتعب فيجب ان يشربوا كمية كبيرة من الماء بعد الانتهاء من تمارينهم لتفادي خطر الجفاف، حسبما جاء في الدراسة.

ريد بول

من جانب اخر ما أسرع وسيلة لإتلاف الكمبيوتر الدفتري؟ ربما يكون إسقاط الكمبيوتر على الأرض هو أول إجابة تتبادر إلى الذهن، لكن سكب المشروبات على لوحة مفاتيح الكمبيوتر هو على الأرجح أسوأ حادث يمكن أن يتعرض له الجهاز. ولهذا ينصح دائماً بإبعاد أكواب القهوة أو الشاي أو أي مشروبات أخرى عن الكمبيوتر الدفتري لأن السوائل هي التي تسبب أكبر الضرر للأجهزة الإلكترونية بصفة عامة.

وعلى الرغم من أن الكثيرين يحبذون العمل على الكمبيوتر أثناء احتساء مشروب ساخن أو بارد فإن هذا الفعل دائماً ما يكون محفوفاً بالمخاطر، أعلن وزير الصحة الشيشاني ركمان برتييف أن بيع مشروبات الطاقة على غرار "ريد بول" يحظر على المراهقين دون سن الـ18 لما تتسببه من أضرار صحية فضلا عن أنها تعتبر مشروبات "غير إسلامية، وكتبت وسائل إعلام أن هذا الحظر يأتي الأخير في سلسلة من قيود أخرى منها منع بيع الكحول إلا لفترة صغيرة محدودة في الصباح وإغلاق المطاعم والمقاهي في شهر رمضان وفرض ارتداء الحجاب على المرأة في المباني الحكومية. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

ورحب المحافظون بهذه القيود التي أثارت بدورها غضب العديد من الشيشانيين المعتدلين الذين يتزايد شعورهم بالإحباط أمام قوانين تطبق فقط على الأراضي الشيشانية وتتعارض والقوانين الروسية.

الصودا

على صعيد اخر ربما تحظى مشروبات غازية معينة محلاة بمواد خالية من السكر «الصودا الدايت» بإمكانية منع النوع الأكثر شيوعاً من حصى الكلى وذلك اذا كان بحث لمختبر أميركي صحيحاً. ووجد باحثون من مستشفى ماساتشوستس العام في بوسطن أن الأنواع الدايت من مشروبات الصودا الشعبية العديدة ذات النكهة الحمضية تحتوي على كميات مرتفعة نسبياً من مركب يسمى «سترات». ومن المعروف ان السترات يثبط تكوّن حصوات أكسالات الكالسيوم وهو النوع الاكثر شيوعاً لحصوات الكلى. وتشير هذه النتائج التي نشرت في دورية المسالك البولية الى أن مشروبات الصودا دايت قد تكون سلاحاً إضافياً لبعض الناس العرضة لتكوين حصوات بالكلى. ويتكون حصى الكلى عندما يتضمن البول كميات كبيرة من العناصر المكونة لبلورات مثل الكالسيوم وحمض اليوريك ومركب يسمى اكسالات عن الذي يمكن تخفيفه بالسوائل المتاحة. وتعتمد معظم حصى الكلى على الكالسيوم وعادة ما تكون ممزوجة بالاكسالات. وقال طبيب المسالك البولية الباحث الدكتور بريان ايسنر، إن أحد أسباب تكوين حصوات عند أناس معينين هو أن بولهم يتضمن سترات قليلة نسبياً. وتعد مكملات سترات البوتاسيوم منذ فترة طويلة علاجاً لمنع تكون حصوات أكسالات الكالسيوم وكذلك لنوع آخر من حصوات تسمى حصوات حمض اليوريك بين الناس المعرضين للإصابة بها. وفي دراسة أجريت قبل 10 أعوام وجد أحد الباحثين من زملاء ايسنر ان عصير الليمون المعد بالمنزل فعال في رفع مستويات السترات في البول لدى الاشخاص العرضة للاصابة بحصى الكلى. وتبقى الطريقة التي يمنع بها «علاج عصير الليمون» تكوّن حصوات الكلى غير واضحة، غير ان بعض الاطباء يوصون المرضى بها كما يقول ايسنر. وبشكل عام وجدت الدراسة ان مشروبات الصودا الدايت القائمة على الحمضيات لديها مستويات أعلى من السترات الى حد ما من عصير الليمون المصنوع بالمنزل. بحسب رويترز.

مـاء جوز الهنـد

على صعيد مختلف يعد ماء جوز الهند الشراب المفضل الجديد بين كثير من الرياضيين، وواحداً من أسرع التجارات الغذائية انتشاراً وربحاً في أوروبا في الفترة الأخيرة، وانتشر في الأسواق الإماراتية والخليجية والآسيوية أخيراً، فمع انتشار فوائده الصحية بين الأفراد، لاحتوائه على المواد المغذية للجسم، استطاع هذا الشراب أن يحتل مكانة جديدة عالية بين المهتمين بالصحة والمشاهير، مثل مادونا وديمي مور، إلا أن الأمر لا يخلو من المبالغة بحسب خبراء تغذية أستراليين.

ماء جوز الهند يعتبر آمناً للأطفال والمرضعات، ولم يتم التعرف إلى أي نوع من الأضرار الجانبية، إلا أن هناك بعض المحاذير، تفادَ زيت جوز الهند إن كنت تعاني من مشكلات في القلب أو الكِلية، أو إن كنت تتبع نظاماً غذائياً منخفض البوتاسيوم، واستشر الطبيب عن كمية ما تتناوله من ماء جوز الهند إن كنت تتناول البوتاسيوم، يقول المروجون لذلك الشراب إن ذلك السائل الصافي بداخل حبة جوز الهند الصغيرة، هو منجم غذائي معزز للصحة، ومع وصول مبيعاته في البرازيل إلى نحو 300 مليون دولار في السنة، وكونه واحداً من أسرع أصناف الغذاء انتشاراً في بريطانيا، وتضاعف مبيعاته العام الماضي في أميركا، باستثمارات بالملايين، لا يمكن تجاهل آخر صرعات الصحة المنتشرة في العالم، وكان ذلك الشراب ولايزال واحداً من المشروبات الشهيرة في الدولة، وينتشر بين الكافتيريات الصغيرة والأماكن الشعبية، التي تعرف محلياً باسم «ناريل»، قد يكون من الخطأ الخلط بين ماء جوز الهند الشهير حالياً، وحليب جوز الهند الأبيض الكثيف، حيث يستخدم الشعب الجامايكي الشراب الأول لتقوية القلب، بينما يستخدمه آخرون للطاقة ودعم الجسم بالمعادن والفيتامينات الغنية، إلا أن ذلك لم يمنع خبراء تغذية أستراليين من مركز «نيوتريشون بروفيشونالز أستراليا» الذين قالوا لـ«دايلي تلغراف» «حتى هذه اللحظة لن ننصح بماء جوز الهند لزبائننا»، وأكدت ذلك خبيرة التغذية ألويسا هوريغان، قائلة «أعتقد أن الادعاءات وما ينتشر من فوائد متكاملة لماء جوز الهند أمر مبالغ فيه، فقد يكون غالباً غير مؤذٍ، ويحتوي على بعض المركبات المعدنية، إلا أنه ليس غنياً بالمواد الصحية والغذائية المفيدة للجسم.

يعد ماء جوز الهند شراباً قليل الدسم منخفض السعرات، ويعد بديلاً صحياً عن السكر الموجود في المشروبات الغازية والعصائر، ومنعشاً طبيعياً لا يحتوي على إضافات غير طبيعية أو محليات صناعية، حيث يتم شربه مباشرة من حبة جوز الهند الصغيرة، بعد كسر مكان صغير، وهو شراب خالٍ تماماً من الكوليسترول، وخالٍ من الدهون بنسبة 99٪، ومنخفض الكاربوهيدرات، كما يحتوي على معادن مهمة مثل الزنك، والسيلينيوم، وإيودين، وماغنيسيوم، والكبريت، والبورون، وحمض السكوربيك، ومجموعة فيتامينات بي. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

إلا أن هوريغان ترى أنه يحتوي على مركبات عدة لا تعد ذات أهمية كبيرة للجسم، كما أنها حذرت من أن المصدر المعلب من هذا الشراب قد لا يكون بالجودة العالية ذاتها للشراب الأصلي مباشرة من الثمرة، متسائلة «ما العمر الافتراضي لهذه المواد المعلبة؟ وهل يتوقف مفعولها المغذي للجسم عند تعليبها وعرضها في الأسواق لفترات؟»، محذرة من أنه على الرغم من أنه شراب منخفض الدهون والسكريات إلا أن هذا لا يعني أنه عديم السعرات الحرارية، إلا أنها في الوقت ذاته ترى أنه أفضل من المشروبات الرياضية، فهو محلول متعادل التوتر (أي يحتوي على تركيز للأملاح مساوٍ للأملاح الموجودة في خلايا الجسم) حيث يوفر الشراب الكثير من الفوائد التي تكون المشروبات الرياضية، منها الكالسيوم «الكهرل» أو الذي يحتوي على أيونات حرة لتوصيل الطاقة، والماغنيسيوم، والفوسفور، والصوديوم، والبوتاسيوم، ولكن في صيغتها الطبيعية، وقالت هوريغان «على الرغم من أن طبيعية ماء جوز الهند يمكن أن تكون نقطة إيجابية في تسويقه، إلا أن الجسم عادة لا يتعرف إلى الأثر الناتج من ماء جوز الهند أو من الشراب الرياضي»، وعلى الرغم من أن دراسة ماليزية مصغرة كشفت أن شراب جوز الهند يسبب نسبة أقل من الغثيان، وانزعاج المعدة، والشبع، ويوفر الترطيب للجسم، إلا أنها تصر على ألا تنصح به الرياضيين، حتى الآن «فعلى الرغم من توافر الكربوهيدرات فيه، والكهرل الموصل للطاقة، إلا أن مشروبات الرياضيين مصممة ومركبة خصوصاً لهم، ومستويات المواد المفيدة لهم فيه تكون في معدلها ونسبتها الصحيحة، بينما يمكن لبقيتنا أن يحصل على الترطيب المناسب والمكونات الصحية للجسم فقط باعتماد نظام غذائي صحي، يؤكد مروجو شراب جوز الهند أنه يبطئ من عملية التقدم في السن، ويمكن أن يسبب مظهراً أكثر شباباً ونعومة للبشرة، وأنه غني بمادة «سيتوكينين» وهي مجموعة من الهرمونات التي تساعد الجسم على تنظيم نمو الخلايا، وتقويتها، مشيرين إلى أن احتواءه على البوتاسيوم، ومضادات الأكسدة، وحمض اللوريك، يقوي البشرة ويرطب الأنسجة الضامة، ويقلل من مخاطر الأمراض المرتبطة بتقدم العمر، حيث ينصح البعض بتغميس قطنة في هذا الشراب ومسح البشرة بها للتخلص من مشكلات البشرة الخارجية منها حب الشباب، والسيلوليت، والأكزيما، وتشققات البشرة، والتجاعيد، والكَلَف، إلا أن هوريغان تدحض كل هذه المعلومات، لأنها لا تعتمد على دراسات علمية يمكن أن تثبت أياً منها.

وقد يكون شراب جوز الهند جديراً بأن يكون مفيداً كفائدة نقل الدم للجسم، فبحسب الأمم المتحدة، فإن الصفات الكيميائية لماء جوز الهند، مشابهة لبلازما الدم، وتم استخدامه عبر نقله في الوريد لإنقاذ حياة الأفراد في الدول النامية، وخلال الحرب العالمية الثانية، وفي المحيط الهادئ، تم استخراجه مباشرة في حالات الطوارئ، من الثمرة لعلاج الجنود المصابين، كما استخدم علاجاً منزلياً للجفاف المصاحب لأمراض خطرة مثل الكوليرا، والأمراض المعوية، على الرغم من أن دراسة غرب هندية حذرت من استخدامه في الحالات الشديدة الخطورة، وتوافق هوريغان على أنه يمكن أن يكون بديلاً عن سوائل الأملاح المغذية في الطوارئ، إلا أنه لا يعين على توفير ما يكفي من الغلوكوز.

ويمكن لماء جوز الهند أن ينظم ضغط الدم، والسكري في الدم، والكوليسترول، حيث كشفت دراسات أنه يمكن أن يقوي الدورة الدموية، ويقلل من ضغط الدم، ومن مخاطر النوبات القلبية، والسكتات، بحسب مدير مركز أبحاث جوز الهند الدكتور بروس فايف، وصاحب كتاب «ماء جوز الهند للصحة والشفاء.

وكشفت دراسات فلبينية أن هذا الشراب مفيد للهضم وصحة المثانة، ويقي من حصى الكلية، كما أنه مسهّل طبيعي ومنظّف للجسم، مشيرة إلى أن شرب ماء جوز الهند ثلاث مرات في الأسبوع يمكن أن يقلل من حجم حصوات الكلية ويقلل من الحاجة من القيام بالجراحة.

125 سنة

وفي الثامن من أيار/مايو عام 1886 اكتشف الصيدلاني الأمريكي جون بيمبرتون وصفة أسطورة كوكا كولا، واليوم وبعد مرور 125 عاما على هذا الاكتشاف أصبح هذا المشروب الحلو يدر على أصحابه عشرات المليارات سنويا وذلك بفضل آلة إعلامية بالغة النشاط.

ما تستطيعه مدينة ديزني لاند للإنتاج الإعلامي تجيده كوكا كولا منذ وقت طويل وهو حسن تقديم إعلانات عن مشروبها يظهر فيه الكبار والصغار على السواء سعداء ومنتشين بهذا المشروب الأمريكي. لقد نجحت شركة كوكا كولا على مدى 125 عاما في بناء عالم متكامل من الإعلانات يعود عليها بمليارات الدولارات سنويا، بلغت أرباح كوكا كولا في مدينة أتلانتا الأمريكية نحو 12 مليار دولار العام الماضي، ولا يكاد يكون هناك على وجه الأرض مكان يخلو من آلة بيع للكوكا كولا تعمل بشكل ذاتي.

قال رئيس أرشيف الشركة فيليب موني إن كوكا كولا هي ثاني أشهر كلمة على مستوى العالم. ويتولى موني مهمة رعاية إرث شركة كوكا كولا ويرأس المتحف الخاص بها والذي يزوره نحو مليون شخص سنويا، وتقدر شركة انتربراند الاستشارية أن سعر علامة كوكا كولا يزيد عن 70 مليار دولار. فلا يكاد يجهل شخص في العالم شكل زجاجة كوكا كولا المميز واسمها المكتوب باللون الأبيض وهو ما جعل كوكا كولا تحتل المركز الأول في قائمة أشهر مئة علامة تجارية في العالم، وللمقارنة فإن أشهر علامة تجارية في ألمانيا، علامة مرسيدس، تحتل المركز الثاني عشر فقط وتقدر قيمتها بنحو 25 مليار دولار.

وتحتل شركة بيبسي، العدو اللدود لكوكا كولا، المركز الثالث والعشرين وتقدر قيمتها بنحو 14 مليار دولار، وهي بالطبع هزيلة مقارنة بكوكا كولا، وتعتبر علامة بيبسي أكثر العلامات التي تكدر صفو صدارة كوكا كولا في عالم المشروبات وهي لا تتوقف عن انتزاع زبائن لكوكا كولا ولكن ذلك لا يمكنها من انتزاع مركز الصدارة مكانها، بلغ نصيب شركة كوكا كولا في عالم المشروبات الغازية في وطنها الأم الولايات المتحدة 17% حسب تقييم مجلة "بيفيريدج ديجيست" مقارنة بـ 5ر9% لشركة بيبسي كولا. وأصبحت كولا لايت نفسها أكثر شعبية من كوكا كولا.

ويجيد صانعو كوكا كولا دائما إثارة شهية الناس نحو كوكا كولا متحدثين من آن لآخر عن أسطورة الوصفة الأصلية لكوكا كولا المحفوظة في أمانات مصرف صان تراست في مدينة أتلانتا ذلك الشراب الذي يعتبر بمثابة الكأس المقدسة في عالم المشروبات الغازية، ويؤكد الموثق موني أن هذه الوصفة السحرية محفوظة منذ عقود في أمانات البنك المذكور رافضا التعليق على ما إذا كان قد أمسك هو ذاته بهذه الوصفة بيده يوما ما أم لا وكذلك رفض التعليق عما إذا كان من الصحيح فعلا أن شخصين فقط هما اللذان يمتلكان مفتاح هذه الوصفة، هذا الحرص المزعوم في حفظ أسرار الشركة متعمد، فهناك من يزعم من وقت لآخر أنه توصل لسر كوكا كولا، وذلك كما حدث مطلع العام الجاري عندما ظهر كتاب وصفات قديم لصيدلاني زميل لمخترع كوكا كولا جون بيمبرتون، ةوانكتب وسائل الإعلام الأمريكية على هذه القضية وتبين في النهاية أن وصفة الشراب المذكورة في الكتاب أقرب للطب منه لكوكا كولا وهو ما جعل العالم يتعجب وجعل كوكا كولا تتصدر عناوين الصحف مرة أخرى. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

قال موني:"لم يكتشف أحد حتى الآن الوصفة الأصلية لكوكا كولا، بل إن شركات التعبئة في جميع أنحاء العالم لا تمتلك سوى جزء صغير من هذا السر، حيث تتسلم هذه الشركات المواد الحاسمة في صناعة هذا الشراب جاهزة من أمريكا وهو شيء إيجابي.. فطعم كوكا كولا هو نفس الطعم تقريبا في كل أنحاء العالم، ولكن الشركة لا تتعامل مع منتجاتها الأخرى بنفس هذه الدرجة من الصرامة حيث تسمح ببعض التغييرات في مذاق مشروباتها الأخرى "فالأوروبيون يفضلون بعض المرارة في المشروبات الغازية الأخرى في حين يحبها الأمريكيون حلوة بعض الشيء، يبلغ عدد أنواع المشروبات التي تنتجها كوكا كولا في أنحاء العالم نحو 3500 مشروب، وضع الصيدلاني بيمبرتون من أتلانتا أساس هذه الإمبراطورية عندما أعلن في الثامن من أيار/مايو 1986 عن تطوير معادلة ضد الصداع والإرهاق وذلك حسب وثائق أرشيف الشركة، ولكن رجل الأعمال أسا كاندلر هو الذي بدأ في تسويق هذه العلامة بشكل واسع عام 1888 بعد أن اشترى حقوق الملكية من بيمبرتون.

الافراط في شرب

الى ذلك يحذر الاطباء من ان الافراط في تناول مشروبات الكولا الغازية قد يؤثر بشكل كبير على العضلات، بل قد يشلها تماما، وجاء في تقرير نشرته مجلة طبية دولية ان ذلك راجع لكون الافراط في تناول هذه المشروبات يؤدي الى انخفاض البوتاسيوم في الدم الى مستويات خطيرة، ويستشهد الاطباء بحالة مربي نعام استرالي نقل الى المستشفى في حالة خطيرة بعدما كان يتناول ما بين 4 و10 لترات من الكولا يوميا، واصيب الرجل بشلل في رئتيه من جراء افراطه في شرب الكولا، لكن حالته الصحية عادت الى ما كانت عليه بعدما قلل من المشروب، كما ذكر التقرير حالة سيدة حامل كانت تستهلك ثلاثة لترات من الكولا يوميا لمدة ست سنوات، فادى بها ذلك الى حالة ارهاق مستمر وفقدان شهيتها وقيء متواصل.

كما اظهر جهاز الكتروني ان نبض قلبها كان غير منتظم، مما عزاه الاطباء الى فاقة في البوتاسيوم.

وعندما اوقفت السيدة شرب الكولا، عادت الى وضعها الصحي الطبيعي، بسرعة ودون مشاكل، ويلح صناع مشروبات الكولا ان متجاتهم غير مضرة ان هي استهلكت باعتدال. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 29/تشرين الأول/2011 - 1/ذو الحجة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م