إصدارات جديدة: المسلمون في الأندلس والتحالف مع اليهودي

 

 

 

 

 

الكتاب: فنون وتاريخ المسلمين في الأندلس

الكاتب: محمود يوسف خضر

الناشر: دار السويدي في أبو ظبي

عدد الصفحات: 418 صفحة كبيرة القطع

عرض: رويترز

 

 

شبكة النبأ: يسجل باحث فلسطيني جوانب من تاريخ المسلمين في الاندلس ومنها تحالف اليهود مع المسلمين في الاستيلاء على غرناطة مسجلا أن بذور انهيار الدولة كانت كامنة منذ البداية بسبب انتقال الضغائن والخصومات القبلية مع العرب الذين دخلوا الاندلس وأقاموا بها.

ويقول محمود يوسف خضر في كتابه (فنون وتاريخ المسلمين في الاندلس) ان المسلمين استولوا على غرناطة التي كانت حاضرة رومانية "ومركزا أسقفيا كبيرا... بعد حصار طويل بعد أن تحالف يهود المدينة معهم وأعانوهم على فتحها والاستيلاء عليها."

وصدر الكتاب عن دار السويدي في أبوظبي ويقع في 418 صفحة كبيرة القطع مزينة بعشرات الصور لزخارف ومقتنيات أثرية من فنون العرب في الاندلس منها عملات وأعمدة وتيجان أعمدة وقباب وأسوار ونقوش وتماثيل وانية ولوحات وفنون معمارية يقول انها ظلت مصدر اشعاع فني استلهمت منه عمارة الكنائس باسبانيا فيما بعد.

وخضر الذي ولد في القاهرة وتخرج في جامعة عين شمس بالعاصمة المصرية يلقي أضواء على خلافات بين قادة الجيش العربي الذي غزا الاندلس ومنها أن طارق بن زياد عبر المضيق المسمى باسمه الى الان عام 711 ميلادية وتوالت انتصاراته لمدة عام كامل ثم تلقى من قائده في المغرب موسى بن نصير أمرا بألا يتقدم "حتى يلحق به وتوعده بالعقاب اذا توغل بغير اذنه" فاستجاب وانتظر قدومه.

ولا يستبعد المؤلف وجود غيرة شخصية بسبب "الفوز السريع" الذي حققه طارق بن زياد "اذ كان للغيرة والحسد أثرهما أيضا في نفس موسى فلحق به ولما التقاه طارق في ضواحي طليطلة أنبه موسى وبالغ في اهانته وزج به الى السجن بتهمة العصيان وعدم اطاعة أوامره كما أنه هم بقتله. ولكنه سرعان ما عفا عنه ورده الى منصبه بتدخل من الخليفة الاموي الوليد بن عبد الملك" في دمشق.

ويرى أن القسطنطينية عاصمة الامبراطورية البيزنطية التي تأخر دخول المسلمين اليها حتى عام 1453 ميلادية كان يمكن الاستيلاء عليها عام 713 ميلادية لو سمح لقادة الجيش العربي في الاندلس بالتقدم اليها.

فيقول ان موسى بن نصير شرع في اختراق الجنوب الاوروبي بهدف الوصول الى روما مركز المسيحية وكان يسهل عليه تنفيذ الخطة في ظل اضطراب الدول الاوروبية ولكن الوليد بن عبد الملك حذره أن يتوغل فقضي على "مشروع موسى بغزو روما ثم دخول القسطنطينية فارتد مرغما" ثم استدعى الوليد بن عبد الملك القائدين موسى بن نصير وطارق بن زياد.

وينقل المؤلف عن مصادر تاريخية أن الوليد بن عبد الملك أمر باستدعائهما لثلاثة أسباب هي خشيته على جيش المسلمين بالاندلس بعد خلاف موسى بن نصير وطارق بن زياد "وخوف الوليد من أن يتجه موسى بما عرف عنه من طمع ودهاء الى الاستقلال بذلك الملك الجديد النائي عن الخلافة وثالثهما ما بلغ الوليد من وفرة الاموال والتحف والسبايا التي غنمها المسلمون من الاندلس... حمل من السبايا ثلاثين ألفا منهم مئات من أشراف القوط" وعاد القائدان الى دمشق عام 715 ميلادية.

ويقول ان نهاية القائدين اللذين عادا ومعهما "نفيس التحف والاموال والغنائم ما لا يقدر ولا يوصف. ومن نفيس أشراف السبي عدد عظيم" لم تكن تتفق مع ما قدماه من "انجاز" من وجهة نظر الخليفة الجديد.

فيسجل أن الوليد بن عبد الملك توفي بعد وصولهما الى دمشق بأربعين يوما ولم يحسن خلفه سليمان بن عبد الملك معاملة موسى بن نصير وسخط عليه "وبالغ في اهانته وسجنه" ثم عفا عنه.

ويرجح أن الخليفة الجديد حين كان وليا للعهد أمر موسى بن نصير بالتباطؤ عن دخول دمشق الى أن يموت أخوه الوليد بن عبد الملك "ويستولي هو على الغنائم والاموال والسبايا القادمة مع موسى" الذي رفض ذلك فأساء سليمان معاملته بعد أن ولي الخلافة ولولا تدخل أحد أصدقاء الخليفة لمات موسى بن نصير في السجن. أما طارق بن زياد فلم تتحدث عنه المصادر العربية الا نادرا وانتهت حياته بدمشق في صمت.

ويقول خضر ان سليمان عزم على تعيين طارق بن زياد واليا على الاندلس ولكنه تراجع بعد أن تأكد له ما يتمتع به من هيبة ونفوذ فخشي أن يستقل بذلك القطر الغني النائي عن الشام.

وينقل خضر عن المستشرق البريطاني ستانلي لين بول قوله ان دولة العرب في قرطبة "كانت أعجوبة العصور الوسطى بينما كانت أوروبا تتخبط في ظلمات الجهل. فلم يكن سوى المسلمين من أقام بها منابر العلم والمدنية."

ولكن المؤلف يسجل أن الدولة الجديدة حملت منذ البداية بذور الخلاف والشقاق حيث انتقل العرب حاملين الميراث القبلي القديم اذ "هبت كوامن الخصومة والنفور بينهم" وهذا ما أدى الى انهيار الدولة بسقوط غرناطة عام 1492 حيث سلمها الملك أبو عبد الله محمد الصغير للملك فرديناندو الخامس.

ويقول ان الصراع على الحكم في العالم العربي بين دمشق حيث الامويون وبغداد حيث العباسيون كانت له انعكاساته على دولة المسلمين في الاندلس وما يحيط بها من ممالك مسيحية اذ حاول الملك الفرنسي شارلمان انتزاع الاندلس من أيدي المسلمين بعد تكرار غزواتهم لجنوب بلاده. ويضيف أن الخلافة العباسية في بغداد لم تكن بعيدة عن "تأييد سياسة الفرنج" بهدف مناوأة بني أمية الذين تمكنوا من انتزاع هذا القطر النائي وأقاموا فيه دولة قوية فأقام الخليفة المأمون "صداقة مع الفرنج وتبادل معهم السفراء وكذلك فعل (هارون) الرشيد الذي وطد علاقته بشارلمان."

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 23/تشرين الأول/2011 - 25/ذو القعدة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م