السياسة العراقية... box office and top ten

حيدر الجراح

 

شبكة النبأ: في غالبية القنوات الفضائية توجد فقرات او برامج خاصة بأفضل عشرة أفلام في شباك تذاكر السينما العالمية، وهي ما اصطلح على تسميته (Top ten). ومراتب الأفلام لا تستقر في غالب الأحيان، اذ انها قد ترتفع او تنخفض تبعا لحجم مبيعات وحجز لتذاكر.

وهي مادة اقرب ما تكون الى الإعلانات التي تقدمها بعض الفضائيات وخاصة التي تكون اوقات بثها مكرسة للأفلام والمسلسلات وهذه المادة هي (box office) والتي تعني (شباك التذاكر) وتقوم بتقديم فكرة ملخصة عن مراتب الافلام وايراداتها في دور العرض السينمائية الامريكية طيلة اسبوع كامل.. وعادة ما تكون إيرادات الافلام بملايين الدولارات وهي التي تحدد مرتبة الفلم بغض النظر عن القصة او الإخراج او الممثلين.

تتقدم افلام وتتأخر اخرى واحيانا تتناوب في تبادل مراكزها، وهي ايضا تخضع للتأثير الإعلامي الذي تبديه وسائله للافلام المعروضة احتفاءا او نقدا لهذه الاعمال. وللأفلام جوائز ومواقع عديدة لعل أشهرها جائزة الأوسكار للأفلام الدرامية، الذي تفوز به عدد من الأفلام كل عام (اخراج – تمثيل – موسيقى – سيناريو).

ايضا هناك مواقع عديدة وجوائز على العكس من المواقع والجوائز الرفيعة مثل الجوائز التي تقدم عادة لأسوأ الافلام او موقع (الطماطم الفاسدة) والذي أنشأه سين دوانغ وكان تاريخ اطلاقه على الشبكة العنكبوتية في العام 1998.

والطماطم الفاسدة (بالإنجليزية: Rotten Tomatoes‏) هو موقع ويب متخصص في استعراضات، ومعلومات، وأخبار الأفلام وألعاب الفيديو. والاسم مستمد من تقليد تاريخي وهو رمي الطماطم الفاسدة وغيرها من المنتجات في المسرح خاصة إذا كان الأداء سيئا.

هذا على مستوى فنون الافلام، لكن ماذا عن أحداث أخرى في جغرافيات مغايرة؟... لنأخذ العراق مثلا، منذ الانتخابات بنتائجها الملتبسة وتداعياتها والأخبار هي نفسها، يتقدم خبر معين ليحتل المقدمة في وسائل الاعلام العراقية وحديث الشارع.. بعد حين يأتي خبر آخر يحتل المرتبة الثانية وهكذا حتى المراتب العشرة الاولى.

لا تستوعب ما يجري أمامك اذ سرعان ما تتغير خارطة المواقع ومراتبها، ما كان خبرا اول يصبح خبرا عاشرا وما كان في المرتبة الثامنة يتقدم الى المرتبة الثالثة. ذائقة السياسيين هي نفسها اضافة الى ذائقة الجمهور الذي لا يمل من سماع الاخبار وترديدها واضافة الزيادات عليها.

في موسم الصيف تكون (Top ten) الواقع العراقي هو الكهرباء الوطنية في المركز الأول وتكون ملفات الفساد المالي في المركز الثاني يليه ملف الانسحاب الأمريكي والوزارات الامنية والمادة 140 ومجلس السياسات الإستراتيجية واتفاقات أربيل... في اليوم التالي تبقى الكهرباء متسيدة للمركز الاول وتتغير مراكز الأخبار الأخرى.. لا يكسر رتابة هذه المراكز الا الخروقات الأمنية التي تتقدم الى المركز الاول لفترة وجيزة ثم تعاود بقية الاخبار احتلالها لمراكزها.

لا يقتصر الحراك السياسي العراقي على مقارنته بال (Top ten) بل يشمل ايضا مقارنته بال (box office) وأفلام كثيرة تتنافس ليس على جمهور الصالات السينمائية بل على جمهور الناخبين الذين رشحوا الممثلين للقيام بأدوارهم، وهي ليست سينمائية الا ان الاعلام ومن خلال تكثيف حضورهم يشارك احيانا في صناعة نجومية لهم.

من منا ينسى الظهور المتكرر لحيدر الملا وميسون الدملوجي ومها الدوري وحنان الفتلاوي وصباح الساعدي ومحمود عثمان وحيدر العبادي وغيرهم الكثير من النواب الذين أدمنت الشاشة التلفزيونية على حضورهم وهم يقومون بأدوارهم امام عدسات الكاميرا؟

يمكن لوقائع الحراك السياسي العراقي اليومي ان يخضع لتصنيفات الفن السابع.. يمكننا مثلا ان نرشح بعض الأحداث والمواقف على اعتبارها من الافلام الدرامية واخرى من افلام الاكشن وغيرها من أفلام الرعب وأخرى من أفلام الكوميديا الخفيفة او افلام الكوميديا العاطفية.

بعض هذه الافلام تتقدم على الاخرى في شباك التذاكر العراقية (صحف – تلفزيون) من خلال المتابعة وبعضها تتاخر ولكنها دائما ما تتبادل مواقعها بين تقديم او تاخير، هل لدينا أوسكار عراقي؟ قد نطمح لذلك الا ان جميع ما يعرض حاليا من أفلام يستحق من الجمهور حمل الطماطم الفاسدة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 11/تشرين الأول/2011 - 13/ذو القعدة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م