بلد النخيل يعاني تردي إنتاج التمور

تقرير: علي صافي

 

شبكة النبأ: طالما تغنى العراقيون بالنخلة، حتى باتت رمزا من رموزهم والوطنية، ودليلا على خصب بلادهم منذ سالف الدهور، الا ان واقع زراعة التمور وتصنيعها بات هاجس مقلق للعاملين في ذلك القطاع من تجار ومزارعين على حد سواء، بعد ان تأثرت زراعة التمور وإنتاجها بعوامل الحرب والظواهر البيئية الأخرى مثل نقص المياه واتساع دائرة التصحر.

يقول ابو مهيب وهو احد مزارعي النخيل في منطقة الحسينية التابعة لمدينة كربلاء المقدسة، بات الامر من الصعوبة والتكليف بشكل غير مجدي، سيما مع التعقيدات والحالية.

ويتابع ابو مهيب، كنا نحصد ونسوق تمورنا دون مشقه، كون تمورنا كانت تحتل المرتبة الأولى دوليا أما الان فهي تقف من حيث الجودة بعد تمور السعودية وإيران.

ويضيف، هذا الأمر تسبب بضعف إقبال المصدرين والشركات التجارية، مما أسهم في خفض أسعار التمور بشكل كبير عما كان من قبل. ويشير، بعض الدول تشيع الى تلوث التمور العراقية بالاشعاعات السامة، لعزوف الدول عن استيراد التمور العراقية.

وحتى سنوات قليلة خلت كانت التمور العراقية تعد من اجود انواع التمور في العراق، نظرا لغزارة وتنوع اشجار النخيل، مثل الخستاوي والبربن والشراسي والزهدي. الا ان بعد الحرب الاخيرة انحسرت بساتين النخيل بشكل الافت مما تسبب بنقص اعداد الاشجار من 30 مليون الى اقل من 10 ملايين بحسب بعض المنظمات المعنية.

اما جاسم المسعودي وهو مزارع ايضا فقد أشكل على وزارة الزراعة إهمالها لصناعة التمور وتقصيرها المستمر في رعاية هذا القطاع الاقتصادي المهم حسب رأيه. فيقول المسعودي، نضطر في كل موسم تسويق الى بيع منتجاتنا بسعر زهيد، فاسلوب الدولة عقيم ولا يجدي نفعا للمزارع. ويتابع، تأخير المنافذ الحكومية استلام محاصيل التمور الى شهر كانون الثاني يؤدي بالفلاح الى بيع محاصيله الى مكاتب أهلية بأسعار زهيدة نتيجة لحاجته الى المال.

ويضيف، كما ان الامر لا يتم بطريقة عادلة، او حسب معادلة الطلب والعرض كما هو سائد في بقية التعاملات التجارية الاخرى.

ويختتم حديثه لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، غالبا ما نلمس وجود تواطؤ بين التجار ومكاتب التمور لغرض التحكم بالأسعار بشكل بخس.

وتصدر التمور العراقية في الغالب عن طريق البحر الى بعض دول شرق آسيا في الوقت الحاضر، مثل الهند والصين وباكستان. حيث يقول فاضل علي صاحب احد متاجر بيع وشراء التمور في كربلاء المقدسة، في الوقت الحالي وبعد عزوف ايران والاردن وتركيا عن استيراد التمور، اضطررنا الى فتح منافذ تسويق عن طريق دبي في دولة الامارات، والتي بدورها تصدر من هناك الى دول أخرى.

ويضيف، وأكثر أنواع التمور تصديرا هي الزهدي، بالإضافة الى الخستاوي الذي ينتج بقله حاليا.

ويرجع فاضل هبوط أسعار التمور العراقية الى سوء عناية الفلاح بمنتجه، فيقول التمور العراقية باتت تفتقر الى الجودة، بسب اعتماد الفلاح على أساليب إنتاجية قديمة غالبا ما تتسبب الى عفن وتردي المنتج. ويتابع، الدول المجاورة اهتمت بهذه الصناعة وتفوقت علينا كثيرا، فنحن لا نملك بنى تحتية كالمصانع الحديثة الموجودة هناك.

الى ذلك اكد مدير زراعة كربلاء السيد رزاق الطائي انهم يجهدون في تدريب الفلاحين على اساليب وطرق ارشادية وتعليمية تسهم في تحسين واقع انتاج التمور.

فيقول لـ(شبكة النبأ المعلوماتية)، قامت الحكومة مؤخرا باطلاق مبادرة زراعية لاعادة تأهيل زراعة وانتاج التمور مجددا، خصوصا بعد سنوات عجاف من الاهمال.

ويتابع، نسعى الى تشجيع المستثمرين من خلال اعطائهم القروض الميسرة لتشييد المعامل والمصانع أملا في تحسن الواقع الزراعي للتمور. ويختتم، كما باشرت الوزراة بافتتاح هيئة عامة في بغداد تقوم بإرشاد اصحاب البساتين الى عملية تعليب التمور.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 3/تشرين الأول/2011 - 5/ذو القعدة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م