اهربوا الإخوان قادمون!

هادي جلو مرعي

على مائدة جماعة الإخوان المسلمين، في ليلة رمضانية إجتمعت فعاليات دينية وسياسية، وأكاديميون ومثقفون، لبوا دعوة الجماعة لإفطار جماعي في مدينة نصر المعروفة في القاهرة..

في هذه الأثناء يتمدد الرئيس السابق محمد حسني مبارك على سرير المرض في مستشفى أكاديمية الشرطة بإنتظار الموعد القادم لمحاكمته في منتصف أوغست الحالي. وليس معروفا ما إذا كان الرئيس تناول طعام الإفطار، هذا في حال كان قد صام أصلا فالرجل بلغ به المرض حدا لم يعد معه قادرا على الوقوف..

قبل سنوات كان الآلاف من أعضاء الجماعة الإسلامية يرزحون تحت التعذيب في سجون مصر من( طرة) الى (النطرون)، وهي ذات السجون التي تحّول إليها كبار الوزراء والمسؤولين في حكومة مبارك.. في تلك السنين كان أركان الحكم يقيمون الولائم الرمضانية في الأحياء الكبرى بينما يبحث الإسلاميون عن كسرات الخبز وبعض الماء ليفطروا بعد يوم من الصيام، ولم يكن أحد ملتفتا إليهم.

هذه هي الحياة إذن، يوم لك ويوم عليك، فإذا كان لك لا تفرح، وإذا كان عليك فلا تبتئس، فكلاهما سينحسر. لكن، وهكذا يبدو فإن لا أحد لديه الرغبة في الإتعاظ من تجارب الآخرين، والذين سبقوه، فمن كان ليصدق إن زعامات مصر تجتمع على مائدة الإخوان المسلمين الذين خرجت من تحت عباءتهم تيارات وقوى وأحزاب وإنشقت عنهم جماعات وكفرتهم أخرى ؟ في الوقت الذي يبحث فيه رجال الحكم السابق عن مكان يؤويهم، للهاربين منهم، أو عن طعام يكفيهم، للقابعين في السجون..

الكثير من المصريين الذين فجروا ثورة يناير، وشباب ميدان التحرير، وقوى اللبرالية والقوميين والأقباط وفئات إجتماعية متحضرة تعيش هذه الأيام حال الصدمة في مواجهة التحولات السياسية الخطيرة التي تظهر سيطرة إخوانية على الشارع، وتتسلل رويدا الى باحات القصور السياسية والمساجد والجامعات والأحزاب، وتتهيأ لإجتياح مجلس الشعب..

 صورة غير مسبوقة وسط صمت العسكر الذين يبدو أنهم يخشون هم أيضا من غول الإخوان، ومنهم من بات قلقا من إمكانية جره الى المحاكم بتهم شتى خاصة وإن محام للرئيس السابق سرب حديثا منه يقول فيه : إن المشير طنطاوي كان عضوا في اللجنة التي أشرفت على قطع خدمات الأنترنت والإتصالات أيام الثورة، وكل ذلك بزن من حبيب العادلي وزير الداخلية المحبوس. !

الرعب يدب في أوصال القوى الوطنية وجماعات الشباب الغاضبين الذين يشاهدون ثورتهم تتلفع بعباءة مرشد الأخوان، وتتعطر من دهان الأخوة عند أبواب المساجد العامرة بالمؤمنين الذين ينتظرون دورهم للإدلاء بأصواتهم في أول إنتخابات ستجري بعد الثورة، وهم على يقين إن الصناديق ستمتلئ بالأوراق التي تشير الى فوز عريض للجماعة الإسلامية التي ستستحوذ على غالبية مقاعد مجلس الشعب.

إستنوا بكرى يا إخوانا..

hadeejalu@yahoo. com

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 28/أيلول/2011 - 29/شوال/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م