تاريخ البشرية والحلقة المفقودة بين الاجيال

كمال عبيد

 

شبكة النبأ: قبل وقت ليس ببعيد، تشاركنا في هذا الكوكب مع أنواع عديدة أخرى من البشر، جميعهم كانوا من الأذكياء، ومن الصيادين البارعين والواسعي الحيلة. لكن، لماذا لم يبق على قيد الحياة سوى النوع العاقل.

حيث تكثر النقاشات حول أصول الإنسان، لكن العلماء يجمعون على أن جميع انواع البشر تنحدر من مخلوقات أشبه بالقردة التي مشت منتصبة في افريقيا قبل أكثر من ستة ملايين سنة، وكان هذا الانسان المعروف بـ"هومو إرجاستر" صنع الأدوات وكان صياداً بارعاً. كما تظهر عظامه أنه كان عدّاء ماهراً، قادراً بفضل سرعته الفائقة على منافسة الرياضيين الأولمبيين المعاصرين، ويبدو أن الـ"هومو إرجاستر" تطور ليواكب ما عاناه على المدى الطويل من جفاف رهيب لحق بالغابات الاستوائية المطيرة، وأدى إلى تشكل صحارى شاسعة، وايضا ادى الانسان القديم تغير احياة في مختلف العصور والازمان.

الإنسان القديم

وفي هذا الاطار اكتشف العلماء شمال مدينة جوهانسبرج فى جنوب افريقيا بقايا بشرية متحجرة يعود تاريخها لمليوني سنة،  الاكتشاف الجديد يمثل نوعا كائنا قريب الشبه بالجنس البشري و قد يمثل حلقة بين الجنس البشري والكائنات قبل البشرية، و قد يغير الاكتشاف الكثير من المفاهيم .

وأجرى فريق من العلماء دراسة جديدة قد تغير من النظريات الموجودة عن مكان نشأة وتطور الإنسان القديم بعد فحص هيكلين عظميين لمخلوقين يرجع عمرهما إلى حوالي مليوني سنة تم العثور عليهما في جنوب أفريقيا.

وأثبت البحث الذي نشرت في مجلة  سايسنس مجازين العلمية أن هذين المخلوقين كانا حلقة من سلسلة تطور الإنسان وذلك بعد دراسة المخ والقدمين واليدين والحوض في هذه الهيكلين.

وقال البروفيسور لي برغر من جامعة ويتوايترسراند في جوهانسبورغ أنه تم التوصل إلى هذه النتائج بعد تشريح كافة الأعضاء الحيوية التي تميز الجنس البشري، وأضاف لي برغر أنه من المحتمل أن يكون هذان المخلوقان قد نشأ كل على حدة ولكن من غير المحتمل أنهما نشأ سويا دون وضع فرضية أنهما مرحلة مبكرة من جنس البشر.

وإذا صحت هذه النظرية فإنها ستستبعد كافة النظريات الأخرى بشأن نشأة وتطور الجنس البشري، وترجح الدراسة أن مخ هذين المخلوقين أكثر تطورا من مخلوقات أخرى إضافة إلى اليدين والأسنان وأطرافهما التي تشير إلى أنهما كان في الغالب يمشيان على القدمين.

يذكر أن الحفريتين تم العثور عليهما في أحد كهوف موقع للحفريات في مالابا شمال غرب جوهانسبورغ، عظام اليد في إحدي الحفريتين وهي لأنثى وتشير الدراسة إلى أنهما هيكلين لأنثي و ذكر صغير السن ويرجح أنهما أم وطفلها توفيا في وقت واحد نتيجة لانهيار الكهف الذي كانا بداخله، وبغض النظر عن صحة هذه النظرية، ما يجب الانتباه إليه أن الحفريتين تتميزان بمزيج من الملامح قديمة وحديثة.

وأثار هذا الاكتشاف ردود فعل كثيرة بين أوساط العلماء فقد قال البروفيسور وليام هاركورت سميث من المتحف الأمريكي للتاريخ الطبيعي في نيويورك إنه من المؤكد " أن سلالة واحدة من هاتين الحفريتين أدت إلى نشأة أول جنس بشري، من جانبه قال البروفيسور كريس سترينغر من متحف التاريخ الطبيعي في لندن إن هذه ليست نهاية القصة، فهناك حفريات أخرى لمخلوقات عثر عليها تشابهت مع ميزات الجنس البشري ولكنها تم الكشف عن أنها تحولت إلى جنس آكلي اللحوم، وأضاف سترينغر السؤال الآن هو هل يمكن العثور عل حفريات أخرى من هذا الموقع تتميز بملامح الجنس البشري.

حلقة مفقودة

فيما اكتشف علماء في جنوب افريقيا حفريات عظمية بشرية يعتقد انها قد تعود لام وابنها، وان عمرها حوالي مليوني عام في كهف بمنطقة ستيركفونتين جنوب جوهانسبرغ، ويعتقد الفريق الباحث التابع لجامعة ويتوتر ستاند ان هذا الاكتشاف يمثل حلقة هامة مفقودة في تاريخ تطور ما يسمونه الانسان القرد والانسان السابق للانسان الحالي.

وعثر العلماء على الحفريات بين بقايا عظمية لقطط متوحشة وظباء وفئران في مجرى مائى جاف، ويقدر العلماء سن المرأة بنحو 20 عاما بينما لا يتعدى عمر الطفل عشر سنوات.

ويعتقد العلماء ان المراة والطفل سقطا خطأ في المجرى، حيث لم يعثر الباحثون على اثار هجمات لحيوانات مفترسة.

ويعتقد الباحثون ان هذا الاكتشاف قد يحدث ثورة في فهمنا للتطور البشري حيث يخول الهيكل شبه التام للطفل تصورا افضل لشكل الاجداد الاوائل للبشر، وكان طول كل من المراة والطفل مترا و27 سنتمترا عند وفاتهما حوالي 1.80 مليون عام. ويعتقد العلماء ان وزن المرأة لم يتعد 33 كيلوغراما ووزن الطفل 27 كيلوغراما، ويناهز حجم مخ الطفل حوالي 450 سنتمترا مكعبا، وهو صغير للغاية مقارنة بحجم مخ الانسان الحديث الذي يتراوح بين 1200 و1600 سنتمتر مكعب.

دماغ بشري قبل 2500 سنة

الى ذلك عثر علماء آثار في بريطانيا على دماغ بشري محفوظ بشكل جيد يعتقد أنه واحد من أقدم الأدمغة البشرية التي تعود إلى شخص من العصر الحديدي البريطاني قتل في طقس تقليدي، وذكرت صحيفة دايلي مايل البريطانية ان العلماء عثروا على الدماغ في موقع موحل حيث كانت تجري عمليات تنقيب في موقع حيث سيقام مجمّع جديد لجامعة يورك في هيسلينغتون ببريطانيا، وفوجئ العلماء بأن الأنسجة الطرية محفوظة داخل الدماغ الذي يعتقد أنه يعود إلى 2500 سنة. بحسب يونايتد برس.

وأشاروا إلى ان الكدمات والعلامات على عظام جمجمة تظهر ان صاحبها وهو رجل يعتقد أنه كان في عمر يتراوح بين 26 و45 عاماً، قد قتل شنقاً ثم تقطيع جثته بعناية ودفن رأسه لوحده، وشكّلت الجامعة فريقاً من العلماء وعلماء الآثار والكيميائيين والبيولوجيين وعلماء الأعصاب لدراسة كيف بقي الدماغ محفوظاً رغم تحلل معظم أنسجته، ويدرس الفريق كيفية موت الرجل ودفنه كأسباب محتملة لـ"صمود" دماغه كل هذه السنوات.

ذاكرة قصيرة

بينما أكد علماء أمريكيون أن الذبذبات التي تحدثها النبرات والأصوات في الأذن الداخلية تظل موجودة رغم تلاشي هذه الأصوات والنبرات.

ولم يعرف العلماء حتى الآن السبب وراء بقاء صدى هذه الذبذبات في الأذن رغم زوال مصدرها غير أنهم يؤكدون أن هذه الذبذبات التابعة تعتبر بمثابة نوع من الذاكرة قصيرة المدى في الأذن الوسطى حسبما ذكر علماء جامعة أوريجون بمدينة بورتلاند بولاية أوريجون الأمريكية في مجلة بايوفيسكال جورنال الأمريكية، وأشار الباحثون إلى إمكانية أن يساهم اكتشاف وجود هذه الذبذبات التابعة في تفسير عدة ظواهر غامضة حتى الآن تتعلق بإدراك الأصوات مثل حقيقة ضرورة أن تكون هناك مسافات بطول معين بين الأصوات اللغوية المختلفة عند تعلم اللغة بشكل صحيح.

ويقع عضو السمع الأصلي للإنسان الذي يطلق عليه قوقعة الأذن في الأذن الوسطى وهي حلزونية مثل القوقعة فعلا ومليئة بسائل وبداخلها كذلك الخلايا الشعرية وشعيرات مختلفة الطول وتشبه الأوتار وتنتقل الذبذبات التي تصل قوقعة الأذن إلى ذبذبات في سائل الأذن والتي تسبب بدورها ذبذبات في شعيرات السمع المتصلة بأطراف الأعصاب التي تنقلها إلى مركز السمع في الدماغ. وتطور بعض الخلايا الشعرية قوة كرد فعل على الذبذبات التي تصل من قوقعة، وتعزز هذه القوة حساسية السمع.ولم يتوصل العلماء لتفسير كامل لهذه العمليات حتى الآن. ولكن العلماء كانوا يعتقدون من ناحية المبدأ أن الذبذبات وما يتبعها من ردود فعل تنتهي بمجرد انتهاء الأصوات التي سببتها.ولكن الباحثين تحت إشراف جيفو شينج من جامعة أوريجون أكدوا أن الأمر ليس كذلك حيث اكتشفوا أن قوقعة الأذن تظل تتذبذب اعتمادا على تردد الأصوات وقوتها وذلك بعد انتهاء هذه الأصوات. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وأشار الباحثون إلى أن بعض التراجعات الطفيفة في القدرة السمعية تخفض الذبذبات التابعة بشكل هائل، وأظهرت نماذج رياضية أن هذه الذبذبات التابعة تنشأ عن طاقة تتولد في قوقعة الأذن بعد انتهاء المصدر المحفز للصوت، وأكد العلماء ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث للوقوف على الآليات الدقيقة لحدوث هذه الذبذبات التابعة.

الإنسان القديم

من جهة اخرى أعلن باحثون أميركيون إن سلف الإنسان الذي كان يعرف ب "كسار البندق" (ناتكراكر) لتميزه بفك قوي وأسنان كبيرة، ربما لم يكن يأكل البندق، وقال الباحث المسؤول عن الدراسة في جامعة يوتا الأميركية، تيور سيرلينغ، إنه على الأرجح كان يتناول الأعشاب، وبالتأكيد لم يكن يكسر البندق، وأشار إلى أن هذا الإنسان المعروف باسم بارانثروبوس بويزي عاش قبل 2.3 ملايين عام تقريباً وكان يقتات على الأعشاب، وقال كيفين يونو المشارك في الدراسة إنها توفر دليلاً على أن هذا الإنسان لم يكن يكسر البندق لكنه كان بدل ذلك يقتات غالباً على الأعشاب، ولم يكن يتنافس على الطعام مع المخلوقات الأخرى التي تتناول الفاكهة والبندق بل مع تلك التي تتناول الأعشاب. بحسب يونايتد برس.

وأشار الباحثون إلى أن معدلات الكربون في الأسنان يمكن أن تكشف ما كان يأكله الإنسان القديم والحيوانات، وتبيّن ان في أسنان هذا الإنسان دليلاً على أن نظامها الغذائي العشبي مماثل لنظام الحيوانات آكلة الأعشاب التي عاشت في الفترة الزمنية نفسها.

بطن الإنسان

وفي هذا السياق أكد علماء أن بطن الإنسان تتدخل دائما في قراراته سواء كان هذا الإنسان مديرا لمؤسسة عملاقة أو سياسيا بارزا أو متسوقا يبحث عن عروض مخفضة في المتاجر.

ورأى البروفيسور أرمين فالك من جامعة بون أن القرارات الهامة قلما تتخذ من رأس الإنسان وحده بل تتخذ بمساعدة البطن مضيفا: لذلك لابد من توسيع نموذج إنسان الاقتصاد، ويتناقش خبراء من الاقتصاد وباحثون في المخ والسلوك الإنساني في المنتدى الخامس عشر لمؤسسة دايملر بينز عن عمليات اتخاذ القرار لدى الإنسان، وقال البروفيسور فالك الذي يرأس المنتدى إنه ليس هناك شخص يتخذ قراره بشكل موضوعي وبعيدا تماما عن العواطف حسبما ينص عليه نموذج "إنسان الاقتصاد. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وأكد فالك أن كلا من المشاعر والاندفاع والاستعداد لمواجهة المخاطر بل والتربية والجينات الوراثية تلعب دورا كبيرا في اتخاذ الإنسان قراراته. ودعا فالك العلماء لإعطاء هذه العوامل أهمية أكبر في أبحاثهم.

الإنسان القديم والإنسان الحديث

على صعيد اخر تكثر النقاشات حول أصول الإنسان،  لكن العلماء يجمعون على أن جميع انواع البشر تنحدر من مخلوقات أشبه بالقردة التي مشت منتصبة في افريقيا قبل أكثر من ستة ملايين سنة.

كان لهذه المخلوقات نسل واسع، انقرض معظمه، لكن المخلوق الأول الذي نعترف به كإنسان ظهر في أفريقيا قبل مليوني عام.

وكانت هذه الأنواع من البشر قادرة في بنيتها على التعامل مع الحرارة. فقد كانت ملساء وصلعاء الى حد كبير، مما سمح لها بالتعرق بشكل أفضل، كما كانت مخلوقات الـ"هومو إرغاستر" قادرة على السفر والمطاردة في منتصف النهار، وهو الوقت الذي تستريح فيه غالبية الحيوانات الأخرى، ومعلوم أن هذا المخلوق سافر لمسافات طويلة وخرج من القارة الأفريقي، وكان آكل اللحوم هذا أول إنسان يغادر أفريقيا ليستعمر آسيا وهناك، حيث البيئة الجديدة والخصبة، تطوّر وحصل على اسم جديد: الانسان المنتصب أو "هومو إركتوس".

وتظهر الآثار أن هذا الانسان توزع على رقعة واسعة امتدت من تركيا إلى الصين، وإن لم يكن عدد السكان بكبر هذه المساحة.بنية رياضية ظهر الانسان الأول في أفريقيا قبل مليوني عام الهجرة بدأت من افريقيا إلى أوروبا يقول البروفسور كريس سترينغر عالم السلالات البشرية في متحف التاريخ الطبيعي: "كانت تلك مجموعات صغيرة من الصيادين والجامعين. كانوا أناساً كثيري التنقل في بلاد مفتوحة، هدفهم الحصول على الغذاء قبل المنافسة. وبهذا المعنى، كانوا يشبهوننا كثيراً من حيث الشكل العام والبنية الجسدية".

وتظهر آخر الاكتشافات أن الإنسان العاقل غادر أفريقيا قبل نحو 120 ألف عام. اذ سافرت مجموعات صغيرة لا تتعدى مئة شخص في الموجة الاولى للهجرة، ثم انتشروا ، ليصل بعضهم الى اوروبا، فيما انتقل آخرون إلى الهند. وتشير الآثار إلى أن وصولهم تزامن مع حدث كارثي، فقبل 74 ألف عام، ثار بركان توبا في جنوب شرق آسيا، مسبباً أضخم انفجار يشهد له منذ مليوني عام، من حيث الحجم واندفاع الحمم البركانية.

وادى الانفجار إلى انخفاض درجة حرارة الأجواء عدة درجات، كما صهر صخوراً بحجم يغطي مساحة بريطانيا وبعمق 10 امتار، وتسبب في نشوء سحاب بركاني حملته الرياح ليغطي مساحة كبيرة من سماء آسيا وأجزاء من شبه القارة الهندية. ولا يزال لذلك أثر في الأجواء حتى تاريخنا هذا، اما الإنسان المنتصب، فكان حجمه أكبر بقليل من الانسان الـ"إرغاستر". لكن السؤال هو كيف بقي الأول على قيد الحياة فيما انقرض الآخر؟

الجواب الجليّ هو أننا كنا نتمتع بدماغ أكبر. لكن تبيّن أن ما يهم ليس الحجم الكلي للدماغ، وإنما الأجزاء الأوسع فيه. فالانسان المنتصب لم يخصص مساحة كبيرة من دماغه للتحكم باللغة والكلام، على حد قول جون شيا، أستاذ علم السلالات البشرية في جامعة "ستوني بروك" في نيويورك، وأدى حسن التخطيط والاتصالات والتجارة من بين أمور أخرى، الى تطوير أفضل للأدوات والأسلحة التي انتشرت بسرعة بين السكان.

وتظهر السجلات الأحفورية أن الانسان المنتصب صنع قبل مليون عام الفأس العادية التي تصنّع الآن، إلا أن أسلافنا، وعلى النقيض منا، صنعوا أسلحة أصغر حجما وأكثر تطورا، مثل الرمح ذو المزايا الواضحة عندما يتعلق الأمر بالصيد والقتال. بحسب البي بي سي.

وتمكن الانسان العاقل بفضل تمتعه بالمزايا ذاتها من أن يصبح مكمّلاً لإنسان منافس آخر هو الانسان البدائي "نياندرتال" الذي انقرض قبل ألف عام بسبب شح المؤن الغذائية في العصر الجليدي.

العسراء ليسوا.. نوابغ

يبدو خلافاً للاعتقاد السائد بأن العسراء أكثر ذكاء وموهبة من غيرهم، فقد أجرى بروفسور دراسة أكد من خلالها انهم ليسوا نوابغ، وذكرت صحيفة "دايلي ميرور" البريطانية ان البروفسور مايك نيكولز أجرى دراسة أثبتت ان التلاميذ العسراء أقل نجاحاً من الذين يكتبون بيدهم اليمنى ما يبدد الوهم بأنهم أكثر ذكاء وأفضل في القيام بأمور كثيرة من بينها ممارسة الرياضة.

وقال نيكولز، وهو من جامعة "فليندرز" في أدلايد الأسترالية، انه أجرى دراسة على 5 آلاف ولد ،10% منهم عسراء، ودقق في أدائهم المدرسي واستمع إلى رأي أساتذتهم فيهم، وخلص إلى ان "العسراء يميلون ليكونوا أسوأ من الذين يستخدمون أياديهم اليمنى، وأوضح نيكولز، وهو أعسر بدوره، انه من غير الصحيح أيضاً ان الكتابة باليد اليسرى هي نتيجة "خلل عند الولادة"، لكنه زعم ان تراجع قدرات العسراء في التعلم شبيه "بالنتائج السلبية" التي تنجم عن الولادة قبل الأوان، وقال ان "نسبة النقص التي نشهدها نتيجة كون المرء أعسر شبيهة بالنسبة التي تسجل عند الولادة المبكرة، فهي صغيرة وإنما ذات تأثير كبير.

وردت مجموعات العسراء الدولية على مزاعم نيكولز، مشيرة إلى عدد المشاهير والناجحين الذين يكتبون باليد اليسرى ومن بينهم الرئيس الأميركي باراك أوباما و4 من مصممي كومبيوتر ماكينتوش الخمسة.

الإنسان قبل 8 آلاف سنة

كما ثبت ان مضغ نبات الكولا له بعض الفوائد أظهرت حفريات حديثة بالأدلة أن التجمعات السكانية بيرو كانت تمضغ بالفعل أوراق نبات الكوكا قبل ثمانية آلاف عاما مضت، وأظهرت الأطلال المهدمة المدفونة تحت منزل في شمال غرب بيرو ادلة على مضغ أوراق الكوكا ووجود صخور غنية بالكالسيوم، هذه الصخور كانت قد حرقت لاستخراج الجير، وبمضغه مع الكوكا كان من الممكن انتاج مزيد من المواد الكيميائية النشطة، وقال فريق من الباحثين نشر ابحاثه اخيرا في مجلة "العصور القديمة" إن هذا الكشف دفع أول استخدام لأوراق الكوكا ثلاثة آلاف عاما إلى الوراء، وتحتوي أوراق الكوكا على مجموعة من المركبات الكيميائية المعروفة باسم القلويات. وقد اصبح أشهر هذه المواد في العصر الحديث مادة الكوكايين، الذي يتم استخراجه وتنقيته بواسطة عمليات كيميائية معقدة.

أغراض طبية

لكن مضغ أوراق الكوكا لأغراض طبية عرف منذ وقت طويل يرجع إلى عهد حضارة الإنكا.

وللقلويات الأخرى الموجودة في أوراق الكوكا تأثيرات أخرى مثل الحد من الجوع ومساعدة عملية الهضم، ويمكنها أيضا التخفيف من آثار التواجد على ارتفاعات عالية في ظروف ينخفض فيها الأكسجين، وقد تم العثور على أدلة تثبت أن مضغ أوراق الكوكا يعود إلى ثلاثة آلاف عام مضت، إلا ان خلطها بالمواد الغنية بالكالسيوم من اجل استخلاص المزيد من القلويات لم يبدا سوى في عصور أحدث كثيرا، الآن عثر توم ديلاي وزملاؤه من جامعة فاندربيلت في الولايات المتحدة أدلة على مضغ أوراق الكوكا وصخور غنية بالكالسيوم أحرقت وكشطت لتوريد رماد للمضغ، وقد عثروا على الأدلة مدفونة تحت ارضيات منازل سكان في شمال غرب بيرو، حيث كانت الظروف مواتية لحفاظ على ما يعتبر عادة بقايا عضوية لحضارة ماضية، وتعود العينات إلى من قبل 8 آلاف سنة، ولكن الدكتور ديلاي قال لبي بي سي نيوز ان مفاجأة أخرى تتمثل في توزيع ما تم العثور عليه.

واوضح "إن ما لدينا من أدلة يشير إلى أنه خلافا لما يحدث في المجتمعات الغربية، حيث يمكن الحصول على النباتات الطبية فقط في حالة توفر الامكانيات الاقتصادية، بينما لم يكن هذا هو الحال في بيرو ذلك الوقت، وتبذل حاليا جهود دولية للحد من انتاج الكوكا في جبال الأنديز بسبب ارتباطها بانتاج الكوكايين لكن الدكتور ديلاي يجادل بأن هناك أشياء أخرى كثيرة ترتبط بهذا النبات/ ويقول "جادل البعض بأن مضغ الكوكا تقليد حديث نسبيا بمعنى أن عمره لا يزيد عن عدة قرون أو ألف سنة، لكنه تقليد عميق الجذور الاقتصادية والاجتماعية والدينية حتى في جبال الانديز، وقال بيتر هوتون من كينجز كوليدج بلندن، رئيس تحرير مجلة علم الأدوية الاثنية، لبي بي سي ان الاكتشافات "كبيرة" من حيث العودة لقرون الى الوراء لرصد عادة مضغ الكوكا خاصة بعد ان تم العثور على كل من أوراق نبات الكوكا والصخور الحاملة للكالسيوم في نفس المكان. بحيب البي بي سي.

واضاف انه اذا ما بدا ان الاستهلاك كان يقتصر على عدد قليل من البشر لن يكون مثيرا للاستغراب.

تاريخ البشرية

الى ذلك كشف الباحثون عما قد يكون أحد الأسلاف المباشرين للجنس البشري، يتعلق الأمر بكائن أطلق عليه الإسم اللاتيني أرديبيتيكوس راميدوس، يعود تاريخ وجوده إلى ما قبل أربعة ملايين وأربعمائة ألف سنة، نشر بشأنه مقال في مجلة ساينس، وقد عثر على حفريات هذا الكائن في إثيوبيا عام 1992، لكن الكشف عن أهميتها تطلب سبعة عشر عاما.

وتُعدُ بقايا هيكل أنثى هذا الكائن -وأطلق عليها اسم "أردي"- أهم قطعة متكاملة من الحفريات.

فقد تمكن فريق الخبراء الدولي من تجميع على أهم عظام هيكلها بما فيها الجمجمة بأسنانها والذراعان والكفان والحوض الساقان والقدمان، وتمكن الخبراء من العثور على شظايا يعتقد أنها لـ36 من أفراد المجموعة من بينهم صغار وذكور وإناث، ويقول العلماء إن بعض خصائص هذا الكائن تشبه إلى حد كبير خصائص القردة القديم، فيما يشبه البعض منها بخصائص تنبئ بملامح شبيهة بالملامح البشرية، تطور كانت أردي تتقن التسلقلا على الأشجار لكنها كانت قادرة على المشي، ويضيف هؤلاء الخبراء قائلين إن أردي –التي يبلغ ارتفاعها مترا وعشرين سنتيمترا- كانت تتقن تسلق الأشجار لكنها كانت تستطيع المشي على قدمين كذلك. غير أنها لم تكن تمتلك قدما مقوسة مثل أقدامنا، ما يعني أنها لم تكن قادرة على الجري أو المشي لمسافة طويلة.

وقال عضو الفريق البروفيسور أوين لافجوي من جامعة كينت ستيت بأوهايو الأمريكية لبي بي سي: " إنها كانت تقضي نصف حياتها فوق الأشجار، حيث كانت تقتات، لكن عندما تنزل إلى الأرض فقد كان بإمكانها المشي بطريقة مستقيمة كما نفعل أنا وأنت، وكون أردي كانت تعيش في الغابة قبل أقل من خمسة ملايين سنة قد يتعارض مع الاعتقاد السائد بأن تطور الجنس البشري جاء بسبب انقراض الغابات في بعض المناطق الإفريقية الذي دفع به إلى المشي على الأرض.اويعتقد العلماء أن أرديبيتيكوس قد يقربهم من الحلقة المفقودة التي تربط البشر بالقردة العليا من الشيمبانزي، ونظرا لأن ملامح أرديبيتيكوس لا تظهر على القردة الإفريقية المعاصرة فقد تكون هذه الحلقة المفقودة أقدم مما كان يُعتقد – حوالي سبعة ملايين أو تسعة ملايين سنة.

بسبب الانسان

فيما بدأت السلاحف تختفي من جزيرة فانواتو بعد وصول الانسان، اظهرت دراسة استرالية ان الانسان كان له دور محوري في اختفاء السلاحف العملاقة من وجه البسيطة قبل حوالي 3000 عام، وهذه الدراسة التي نشرت في مجلة الاكاديمية الامريكية للعلوم من اولى الاثباتات بان الكائن البشري ساهم بشكل كبير في اختفاء عدد من الحيوانات البرية العملاقة.

واكتشف الفريق العلمي الاسترالي هياكل عظمية تعود الى سلاحف عملاقة، لكن دون جماجم او دروع، على جزيرة فنواتو شرق استراليا.

ويعود عمر تلك العظام الى ما بعد وصول الانسان الى الجزيرة بمئتي عام فقط، مما يعني ان الانسان صاد السلاحف من اجل لحمها حتى الانقراض.

لكن تلك السلاحف عمرت اطول من غيرها من الحيوانات كبيرة الحجم مثل الماموث المصوف، وبينما انقرضت حيوانات استراليا العملاقة قبل حوالي 50 الف سنة، عمرت السلاحف بعد ذلك الى ان وصل البشر الى الجزيرة، ويحتدم الجدل منذ 150 عاما حول ما ادى الى انقراض الحيوانات البرية الضخمة، وذلك منذ اكتشف تشارلز داروين بقايا كسلان عملاق في تشيلي، ومن الفرضيات ايضا ان تلك الحيوانات انقرضت بسبب عوامل مناخية او بسبب ارتطام نيزك بالارض في مرحلة من المراحل.

يهدد حياة الانسان

حيث ان الملاريا تنتقل سريعا عن طريق البعوض،  افادت ابحاث صدرت حديثا بأن صنفا جديدا من الملاريا وهو طفيلي البلاسموديوم كنولزي الذي كان يصيب القرود بات يشكل خطرا على حياة الانسان، وافادت التقارير ان هذا النوع من الملاريا بات يصيب الانسان بشكل كبير وقاتل في ماليزيا حسبما اعلنت دراسة نشرت حديثا جاء فيها ان هذا النوع من الملاريا بالغ الخطورة في حال لم يتم معالجته على وجه السرعة.

وجاء في البحث الذي كشف عنه ان البولاسموديوم كنولزي هو صنف الملاريا الذي رصد عند ثلثي المصابين في ماليزيا، الا ان الباحثين قالوا ان غالبية الحالات ليست مستعصية وفي حال بدء العلاج بسرعة فتعتبر بسيطة اذ يمكن استخدام الكلوريكوين والبريماكوين وهي ادوية تستعمل لعلاج الملاريا، ولكن الدراسة كشفت بأن بين كل 10 مصابين بهذا النوع من الملاريا حالة تتطور الى ضيق في التنفس ومشاكل كلى، وانه تم حتى الآن احصاء حالتي وفاة بسببها، وعلى الرغم من ان نسبة الوفاة بسبب هذا الصنف من الملاريا لم تتخط 2 بالمئة، فانه لا يزال يعتبر قاتلا كنوع الملاريا المعروف بالـ بلاسموديوم فالسيباروم.

الانتشار

واعتبر الباحثون انه لا يمكن حتى الآن تحديد النسبة الصحيحة لتسبب هذا النوع من الملاريا بالوفاة بسبب الحالات القليلة التي تمكنوا من احصائها حتى الآن.

ونقلت الدراسة ان المصابين بالصنف الجديد من الملاريا يعانون جميعهم من نقص بالصفائح الدموية وهو امر غير معهود عند المصابين بالملاريا من اصناف اخرى، لكن الدراسة افادت بأن على الرغم من اهميتها، فان النقص بالصفائح الدموية لم يؤد عند المصابين بأي نزيف او مشاكل اخرى في الدم، كما اشار الباحثون الى ان الانخفاض في الصفائح الدموية لدى المصابين بالملاريا قد يكون مؤشرا الى اصابتهم بهذا النوع الجديد وغير المعهود عند الانسان، وقال احد المشاركين في اعداد الدراسة ان "ازدياد عدد السياح في جنوب شرقي آسيا قد يؤدي الى رصد حالات جديدة لهذا النوع من الملاريا في البلدان الغربية"، مضيفا بأن "على الاطباء والمختبرات الانتباه لهذاالنوع الجديد من الملاريا والبدء بمعالجته على وجه السرعة لان أي تأخير في ذلك قد يؤدي الى تطور حالة المصاب بشكل سيء.

مرآة أمام البشرية

كما اشارت بحوث الجينات الوراثية والاختبارات التي تجرى على الحيوانات تظهر كقضية اساسية في الفيلم، اعاد فيلم صحوة كوكب القردة تسليط الضوء على سلسلة افلام كوكب القردة التي اطلقت منذ اكثر من 40 عاما. والسؤال الذي يمكن طرحه هنا ما الذي تقوله هذه الافلام عن القردة للنوع الانساني، لقد اهتمت السينما بقصص الحب مع القرود. ففي الثلاثينيات ظهر كنغ كونغ يقاتل فوق ناطحة السحاب "امباير ستيت" التي كانت اعلى مبنى في العالم في حينها، بينما طرزان يدرب تشيتا في الغابة.

كما تظهر غوريلات في افلام اخرى امثال "ما يتي جو يونغ" و "أمي الغوريلا الناطقة في الكونغو" وكذلك البشر- القرود في مقدمة فيلم "اوديسة الفضاء 2001 ".

بيد ان واحد من اهم المشاهد الخالدة في الذاكرة من سينما القرود هي صورة الغوريلا على ظهر حصان في الفيلم الكلاسيكي كوكب القردة عام 1968، حيث تظهر غوريلا مرتدية زيا عسكريا وتحمل بندقية، ويقول روبرت وايت مخرج فيلم صحوة كوكب القردة إن "الشيء المهم في ميثولوجيا القرود انها بمجملها عنا وعن عالمنا، ويضيف "هذا المشهد الذي يقلب فيه العالم، انه ينقر على مخاوفنا البدائية .. ويقدم فكرة ان العالم حيث لا نكون نحن فيه الأولون".

تجري احداث قصة فيلم وايت في سان فرانسيسكو في وقتنا الراهن، وتأتي بعد 10 سنوات من اعادة صنع تيم برتون لفيلم كوكب القردة الذي تعرض لانتقادات شديدة ومثل فيه مارك ولبرغ وهيلينا بونهام كارتر وتيم روث، إن ظاهرة كوكب القردة بدأت مع رواية بيير بولي عام 1936 والفيلم الذي انتج عام 1968 من بطولة تشارلتون هستون والذي امتد في سلسلة افلام من اربعة اجزاء فضلا عن مسلسل تلفزيوني عام 1970 ورسوم متحركة.

بيد ان افلام كوكب القردة لم تكن مجرد افلام عن قرود مدججين بالسلاح مع كثير من الخيال العلمي، ويصف ريج هاندلي مؤلف كتابي معجم كوكب القردة (2010) تسلسل زمني لكوكب القردة (2008) هذه الافلام بقوله "تبدو في الظاهر انها عن القردة لكنها في الواقع عن البشر".

ويضيف "انهم يحملون مرايا امامنا – وثمة انعكاسان في هذه المرآة الا ان لا احد منهما يبدو مغريا جدا، ونرى في الفيلم الاول بشرا يختزلون الى متوحشين لا عقول لهم، وقرود ذكية تقلد حرفيا السلوك البشري وتقوم بافعال سيئة مثلهم : فما زالوا يظهرون تعصبا ودوغمائية دينية وبارانويا عسكرية".

تقسيمات مجتمع القردة

وعلى مستوى اخر "مشروع نيم" فيلم وثائقي عن تجربة اجريت السبعينيات تهدف لاظهار ان الشمبانزي يمكن ان يتعلم الاتصال عبر اللغة وحتى مجتمع القردة له تقسيماته فبشر الغابة (اورانغوتانس) يظهرون كقادة سياسيين وقرود الشمبانزي كمثقفين وعلماء والغوريلات كعسكر يعتمدون على عضلاتهم، ويقول هاندلي ان "كل من البشر المتوحشين والقرود الذكية المتغطرسة هم في الواقع انعكاس للاإنسانية الانسان"، مشيرا الى ان السلسلة تستكشف قضايا اخرى امثال البارانويا النووية والتطرف الديني والقسوة الحيوانية.

وفي عام 2011 ثمة قضايا اخرى سيتم عرضها في فيلم صحوة كوكب القردة الذي يعتمد بحوث الجينات الوراثية والاختبارات التي تجرى على الحيوانات كقضية اساسية في الفيلم، كما يبحث في العلاقة بين الاباء والابناء، يؤدي الممثل جيمس فرانكو في الفيلم دور ويل رودمان العالم الذي يبحث عن علاج لمرض الزهايمر، وينجم بحثه جزئيا من ان والده (يؤدي دوره الممثل جون ليثغو) كان مصابا بهذا المرض.

وعندما يتم اغلاق المشروع يواصل رودمان العمل بتجاربه في بيته على شمبانزي يؤدي دوره الممثل اندي سيركيس. وينتهي الامر بهذا القرد ذي الذكاء العالي في ان يجد لنفسه ملجأ خاصا وتتسارع الاحداث لتصبح الامور خارج سيطرة الانسان.

يقول روبرت وايت "انها قصة سبارتكوس ... انهم قلة من القردة الذين يثورون ضد مضطهديهم، ولكنه بعد ذلك فيلم هروب ايضا، فهم يحاولون اكتشاف الفردوس".

ويضيف وايت انه كان حذر من تضمين عدد كبير من المراجع الى الفيلم ولكن كان ثمة الكثير من المرح لتقديمه، حتى هناك مشهد لتشارلتون هستون في فيلم الوصايا العشرة يظهر في جهاز التلفزيون في ملجأ القرد، وثمة مفارقة في توقيت برمجة عرض الفيلم في الصالات الذي جاء في الاسبوع نفسه الذي عرض فيه فيلم "مشروع نيم" وهو فيلم وثائقي عن تجربة اجريت السبعينيات تهدف لاظهار ان الشمبانزي يمكن ان يتعلم الاتصال عبر اللغة اذا تمت تنشئتة كما يربى الطفل البشري، يقول وات ثمة اصداء لقصته في فيلمنا، الا ان ملهمنا الاساسي كان اوليفر "هيومان ـ زي" ، وهو شمبانزي يفضل السير منتصب القامة، ويعتقد الناس انه الحلقة المفقودة، وفي مكان اخر من الطيف الثقافي، ستقدم الفنانة راتشيل ميري مشروعها السينمائي الاخير في مهرجان بمدينة ليفربول في سبتمبر/ايلول القادم.

وتقدم فيه عبر بجهاز فيديو متعدد القنوات لقرود الشمبانزي فيلما مبنيا على استجاباتهم عند مشاهدتهم لافلام كارتون وافلام وثائقية وروائية، ويظل السؤال بدءا من الحديث عن سلسلة افلام كوكب القردة الى فيلم صحوة كوكب القردة الذي يعرض الان عن الامتياز الذي حظيت به هذه الافلام.

يقول هاندلي "جزء من الاقبال يأتي من بقاء قوة القضايا الاصلية" فالمشكلات التي كان لها صداها لدى جمهور الافلام الاولى مازال لها صداها في يومنا هذا: ما زلنا نسيء معاملة الحيوانات وندمر البيئة ونحس بخطر ان نكون محاصرين".

ويضيف المخرج وايت ان " ان كوكب القردة يتحدى فينا مدى تفكيرنا بالعالم، وهو يثيرنا ايضا من وجهة النظر الترفيهية".

أشعلوا النار

الى ذلك أظهرت دراسة تاريخية حديثة أن البشر أشعلو النار منذ 790 ألف عام، وهي مهارة ساعدتهم على الهجرة من افريقيا إلى أوروبا، ومن خلال تحليل أحجار من الصوان في موقع أثري على ضفة نهر الأردن اكتشف باحثون «أن الحضارات القديمة تعلمت كيفية إشعال النيران وهي نقطة التحول التي سمحت لهم بالإقدام على المغامرة في أراض غير معروفة».

وكانت دراسة سابقة للموقع نشرت في عام 2004 أظهرت «أن الإنسان كان قادراً خلال هذه الحقبة القديمة من الزمن على التحكم في النار كنقلها باستخدام وسائل من الأغصان المشتعلة على سبيل المثال». لكن العلماء الآن يقولون «إن الإنسان القديم استطاع بالفعل إشعال النار بدلاً من الاعتماد على ظاهرة طبيعية مثل البرق» .

وقال العلماء إن هذه الاستقلالية ساعدت على الهجرة باتجاه الشمال، ورسمت الدراسة الجديدة - المنشورة في عدد حديث من دورية مراجعات العلوم الرباعية - خريطة لطبقات أثرية يبلغ عددها 12 في موقع جسر بنات يعقوب شمال فلسطين. قال القائمون على الدراسة إن عينات أحجار الصوان التي عثر عليها في المكان نفسه خلال 12 حضارة تعتبر دليلاً على قدرة الإنسان على إشعال النار، على الرغم من أن الوسائل المستخدمة غير واضحة، مشيرين إلى أنه بسبب وجود الموقع الأثري في وادي الأردن، وهو مسار رئيس بين إفريقيا وأوروبا، فإن ذلك يقدم دليلاً على الهجرة البشرية.

حيث قال علماء إنهم ربما توصلوا إلى ما يعتقد أنه الحلقة المفقودة التي تحدث عنها داروين بين الإنسان والقرد، بعد العثور على بقايا هيكل عظمي لطفل في كهف يعرف باسم «مهد الإنسانية» في إفريقيا الجنوبية. وذكرت صحيفة «التايمز» اللندنية، أمس، أن الهيكل العظمي الذي يبدو أنه كامل تقريباً، هو لطفل عاش على الأرجح قبل نحو مليوني سنة، ويعتقد أنه كان ينتمي إلى أسلاف الإنسان القديم الذي مر بمراحل تطور رئيسة كانت تضم الإنسان والقرد معاً، ولاحظ العلماء أن الأحفوريات البشرية تكون عادة متناثرة وصغيرة الحجم، لكنهم قالوا إن بقايا الهيكل العظمي ستساعدهم على تخيل الشكل الذي كان عليه الإنسان البدائي ومراحل تطوره.‏

وفي ذات الوقت أعلن باحثون أن هيكلا عظميا لانسان عاش قبل 4.4 مليون سنة يظهر أن البشر لم يتطوروا عن أسلاف يشبهون قرد الشمبانزي، وقال الباحثون ان الحقيقة أن الحلقة المفقودة أي الجد المشترك بين الانسان والقردة الحديثة كان مختلفا عن الاثنين وتطورت القردة تماما بقدر ما تطور الانسان عن هذا الجد المشترك، ويؤكد العلماء على أن "اردي" ربما تكون الان أقدم اسلاف الانسان المعروفين لكنها ليست الحلقة المفقودة. وقال تيم وايت من جامعة كاليفورنيا بيركيلي الذي ساعد في قيادة فريق البحث "على بعد 4.4 مليون سنة وجدنا شيئا قريبا جدا منها (الحلقة المفقودة)، ووصف العلماء الهيكل العظمي الجزئي لانثى تمثل أرديبيتيكوس راميدوس. وعاش هذا النوع قبل 4.4 مليون سنة فيما اصبحت اليوم اثيوبيا.

وهذا الكائن الذي يبلغ طوله 120 سنتيمترا أقدم بمليون سنة من "لوسي" وهي هيكل استرالوبيتيكوس أفارينسيس الذي يعد من أهم الاصول البشرية المعروفة.

وترجح الوراثة أن يكون الانسان وأقرب أقربائنا الاحياء وهو قرد الشمبانزي قد تباينا قبل ستة أو سبعة ملايين سنة رغم أن بعض الابحاث ترجح أن يكون ذلك حدث منذ أربعة ملايين سنة، وكتب الباحثون في تقريرهم بمجلة ساينس أن الواضح تماما أن "اردي" واحدة من اسلاف البشر وأن السلالات المنحدرة منها لم تصبح قردة شمبانزي أو اي نوع من القردة المعروفة حاليا، وكان لاردي رأس يشبه رأس القرد وأصابع قدم متقابلة تسمح لها بتسلق الاشجار بسهولة لكن يديها ومعصميها وتجويف الحوض لديها يظهرون أنها كانت تسير منتصبة كالبشر لا منحنية على مفاصل الاصابع كالشمبانزي والغوريلا.

وقال وايت "الناس لديهم اعتقاد أن الشمبانزي الحديثة لم تتطور كثيرا وأن الجد المشترك الاخير كان مثل الشمبانزي تقريبا وأن ...النسل البشري...هو الذي طرأ عليه كل التطور.

الغوريلا و الإنسان

بحسب دراسة أميركية أن الغوريلا هي التي نقلت مرض الملاريا إلى الإنسان وليس الشبمانزي. وتوصل الباحثون إلى هذه النتيجة بعد تحليل جيني لنوع الملاريا الذي يصيب القردة. وذكرت تقارير علمية مطلع العام الجاري أن دراسات عثرت لدى الغوريلا أيضاً على الملاريا من نوع بلاسموديوم فالسيباروم، ولكن الغوريلا كانت من بين قردة أخرى عثر لديها على الملاريا، أما الآن فذكر الباحثون تحت إشراف الأستاذة بياتريس هان، أنهم اكتشفوا أن أصل الملاريا البشرية هو الغوريلا. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية إلى أن الملاريا تصيب نحو 500 مليون شخص سنوياً يموت منهم أكثر من مليوني شخص معظمهم من الأطفال، وقام باحثو جامعة ألاباما الأميركية بفحص نحو 3000 عينة لمخلفات القردة تعود لقردة شمبانزي ونوعين من الغوريلا والشمبانزي صغيري الحجم، واكتشفت هان وزملاؤها الملاريا لدى الشمبانزي، وكذلك لدى الغوريلا الغربية. وكان 32 إلى 48 من الحيوانات التي خضعت للدراسة مصابة بعدوى طفيل الملاريا. وعثر الباحثون خلال التحليلات على تسعة أنواع من الملاريا وحيدة الخلية منها ثلاثة أنواع لم تكن معروفة للعلماء حتى الآن. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وفحص الباحثون أكثر من 1100 عينة جينية ووجدوا أن هناك صفات جينية مشتركة بين أصل طفيل الملاريا من نوع بلاسموديوم فالسيباروم المعروف ونوع من الطفيل الذي يتخذ من الغوريلا عائلاً له. ويرجح الباحثون الآن أن يكون حدث واحد فقط قد جعل من الممكن انتقال عدوى الملاريا من الغوريلا إلى الإنسان. ولكن لم يستطع الباحثون معرفة متى تم هذا الحدث، وكذلك لا يعرفون ما إذا كانت الغوريلا لاتزال تمثل مصدر عدوى للإنسان بالملاريا أم لا.

‏إصبع متحجر

فقد تكون عظام إصبع خنصر طفل عُثر عليها في سيبيريا دليلاً على فصائل بشرية غير معروفة حتى وقتنا هذا، تعايشت مع أسلافنا وكذلك مع فصيل «نياندرتال» قبل 4000 سنة، حسبما قال فريق من العلماء الألمان. وقال الدكتور يوهانس كراوس من معهد «ماكس بلانك» لعلوم الإنسان والتطور في ليبزغ، عن مادة جينية تم سحب عينة منها من عظمة إصبع خنصر، يعتقد فريقه من الباحثين أنها تنتمي إلى فصائل جديدة تماماً من البشر «بدا تسلسل (الحامض النووي) أشبه إلى حد ما بالبشر، غير أنه كان مختلفاً تماماً».

ومن المحتمل أن يكون ذلك «المخلوق» الذي أطلق عليه العلماء «السيدة إكس» واحداً من ثلاثة فصائل بشرية على الأقل كانت تعيش في ذلك الوقت. وقال العلماء إنهم لا يستطيعون تصور الشكل الذي كان عليه ذلك الفصيل البشري من تلك العظمة الفضية الصغيرة. لكنهم يعتقدون أنه كان فصيلاً أقرب إلى الإنسان المعاصر عن فصيل نياندرتال ببنيانه العضلي الضخم، ولأنه كان يحيا في فترة العصر الجليدي، بقسوته، يعتقد أن فصيل «السيدة إكس» كان يصطاد الحيوانات ويكسو نفسه بالفراء والجلد لحمايتها من البرد القارس. ويدرك الخبراء بالفعل أن الفصيل البشري وفصيل نياندرتال تعايشا معاً شمال آسيا وفي أوروبا طوال 15 ألف سنة. ويشير الدليل الجديد القائم على الحامض النووي المستخرج من شظية عظم إصبع عثر عليه في أحد الكهوف إلى احتمال وجود فصيل ثالث معهما، ولا يستبعد العلماء احتمال تطور الإنسان القديم، ولايزال الجدل مستعراً حول ما إذا كان عرق «الهوبيت»عرق بشري قزمي- الذي اكتشفت بقاياه عام 2003 على جزيرة فلور الإندونيسية، عرقاً منفصلاً عن عرقنا البشري. الكشف الجديد غريب من نوعه، فهو يعتمد بشكل كامل على دليل جزيئي من الحامض النووي. ويدلل على ظهور سلالة مختلفة تماماً من البشر، هاجرت من أفريقيا قبل نحو مليون سنة، وعثر العلماء على عظمة الإصبع في كهف دينيزوفا في جبال ألطاي جنوب سيبيريا، وتعود إلى طفل يناهز عمره السادسة، وجرى استخراجها من طبقة صخرية يرجع تاريخها إلى 30 -48 ألف سنة مضت. وكتب كراوس ورفاقه في مجلة «نيتشر» يقولون إنهم تتبعوا تسلسل الحامض النووي من الـ«ميتاكوندريا»، وهو جزء من الخلية يتحدر دون تغير تقريباً من المرأة إلى أطفالها، وقارنوه بالحامض النووي الخاص بالإنسان والنياندرتال والقردة. بحسب وكالة الانباء الالمانية .

ونظراً لعدم وجود أي أدلة مادية أخرى، قام الفريق العلمي بقيادة كراوس بتحليل مادة الميتاكوندريا المحفوظة داخل العظمة.

إنسان النياندرتال

وعلى صعيد مختلف  قال باحثون إن التزاوج بين الإنسان المعاصر وإنسان النياندرتال، الذي انقرض قبل نحو 24 ألف سنة، وسلالة قريبة أخرى قد يكون له الفضل في نقل جينات عززت أنظمة المناعة عندنا، وذكر موقع «هلث دي نيوز» الأميركي أن باحثين في جامعة ستانفورد وجدوا أن الإنسان المعاصر وإنسان النياندرتال والدنيسوفانس يتشاركون السلف الإفريقي نفسه، لكن هذه المجموعات انفصلت إلى مجموعات متعددة قبل 400 ألف عام، وذكر العلماء أن إنسان النياندرتال توجه إلى أوروبا وغرب آسيا، فيما هاجر الدنيسوفانس إلى شرق آسيا، وبقي الإنسان المعاصر في افريقيا إلى ما قبل نحو 65 ألف عام، لكن عندما توسع امتداد الإنسان المعاصر إلى خارج افريقيا اتصل مع المجموعات الأخرى وتزاوج معها. بحسسب يونايتد برس.

وقد توفي آخر إنسان من سلالة النياندرتال قبل 30 ألف عام، لكن الدراسة أظهرت أن بعض البشر المعاصرين لديهم 4٪ من الحمض النووي للنياندرتال، كما ان لدى بعضهم 6٪ من الحمض النووي للدنيسوفانس. وذكر العلماء أن هذا التزاوج بين السلالات أعطى البشر المعاصرين متغيرات جديدة في جيناتهم المتعلقة بالنظام المناعي. وقال الباحث المشارك في الدراسة بيتر بارهام، إن «التزاوج لم يكن فقط حادثة عشوائية حصلت، بل أعطى بعض المنافع لجينات الإنسان المعاصر.

رائحة القدم

فيما كشف علماء نيوزيلنديون عن أن رائحة قدم الإنسان تجذب نوعاً من العناكب في شرق إفريقيا، يمكن أن يساعد على مكافحة مرض الملاريا. وذكرت رابطة الصحافة النيوزيلندية، أمس، أن باحثين من جامعة كانتربري استخدما جوارب مستعملة، ليكتشفا أن نوعاً من العناكب تجذبه رائحة القدم النفاذة، يسمى إفاركا كاليسيفورا، يتغذى على البعوض الناقل للملاريا، ويأتي ذلك بعد دراسة الباحثين فيونا كروس وروبرت جاكسون لهذا النوع من العناكب في شرق كينيا، الذي يتغذى على البعوض الناقل للملاريا، وتجذبه أيضاً رائحة جسم الإنسان. وقال الباحثان إن النتيجة التي توصلا إليها ربما تلعب دوراً في الحد من الملاريا. وكالة الانباء الالمانية.

 ويمكن أن تساعد تلك العناكب على مكافحة الملاريا، إذا توافرت الجرأة لدى الناس للاحتفاظ بها داخل بيوتهم.

هيكل عظمي قبل التاريخ

ويعود عمر الهيكل العظمي إلى 10 آلاف عام انتشل خبراء بقايا هيكل عظمي لطفل من قبل التاريخ من مغارة مغمورة تحت الماء في المكسيك، بعد أربع سنوات من اكتشاف الغواصين للهيكل المحفوظ بشكل جيد، ويكشف عن معلومات عن مسار هجرة الانسان في قديم الزمن.

ويرجع تاريخ الهيكل العظمي للطفل الذي أطلق عليه اسم يونج هول تشان الى أكثر من 10 آلاف عام، وهو من أقدم العظام البشرية التي اكتشفت في الاميركتين. واكتشف الهيكل عام 2006 غواصان المانيان كانا يستكشفان المغارات الصخرية المغمورة في المياه التي تشتهر بها ولاية كوينتانا رو في شرق المكسيك. بحسب رويترز.

وقال المعهد الوطني المكسيكي للاثار والتاريخ إن العلماء قضوا ثلاث سنوات في دراسة الهيكل العظمي وهو في محله بالمغارة قبل ان يقرروا انه يمكن رفعه بشكل آمن الى السطح لمزيد من الابحاث. ويشرف المعهد على دراسة موجات الهجرة الاولى الى شرق المكسيك لتعميق فهم حركة البشر عبر مضيق برينج في نهاية العصر الجليدي الاخير. وسمي الهيكل على اسم المغارة التي اكتشف فيها يونج هول تشان وهي مغارة مظلمة على بعد 8.3 أمتار من السطح.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 25/أيلول/2011 - 26/شوال/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م