إذا تعمدك المغيب

فريد النمر

"لك يا سيدي "الشيرازي" من مواقيت الحب رشفة من صلاة وفردوس من دعاء ياسيد النبلاء"

دعني أمرّ على انكسار مسائي المخبوء في المهج الغروب

فملامح اللحظات تقترف الصدى

وأنامل الومضات في قاموسها

لغة تشف أصليها بين المرافئ والدروب

 

وأنا انبثاق الجرح يكتبني

بشوط غريزة خضراء حلما صاخبا

 كم أرهق الغسق الجريح

إذا تعلق بالغيوب

 

كم أقرأ الوجعَ المراق على فمي

ويداي في الألم المضرج تتوسل الضوء

و في كنه التلاوات الحزينة

يا جبين الكبرياء... تلمّ رائحة الخطوب

 

وعلى انتباهة رشفة الفجر المولّه بالمحاذير الشظية

 تنقش الالاء صوت عزائم

في سكرة الوقت المذوّب كالأحاسيس الرقيقة

وهي تنتحل الألوان في النبض الطروب

 

ياسيدي

وعلى مواقيت الحقيقة

رشفة الموت الذي مازال يغتسل السماء

ويوغل المعنى بوجه الليل كالأسارير البريئة

لم يكن للجرح موعد ضفة من ضوء تختزل اللظى

والليل يفترع الرفوف على انتضاءات القلوب

 

هذي سكارى الوقت تفتتح الدموع حكاية

 منذ كنت في ألق الصلاة

تمتد من عمق الضلوع الى الضلوع

واذا توضأت الثقوب

 

يا سيدي...

تتأمل الماء المهدهد من رعاف الموت

كيف يحك من جسد النماء دعاءه

ويدير جمرا غائر الوجد على آمالنا

في كل خفقة صادقٍ تعب بمعناه يئوب

 

ودفاتر الكلمات تنقش صوتها بالفجر

 وتصب في ورق التواشيح الغريبة حزنها

ويد المشيئة في لحاظِ الوقت

تنداح في خرق التعاويذ الجريئة

كلما أتعبت من رؤياك أنفاس الندوب

 

يا سيدي..

تتفطر النبضات من ثغر المجاهيل الكئيبة

 وتصوم في سحر الكلام قيثارة الوتر المرفه

 أينما يبتل بالوجع المراق غناؤنا

مذ طوق الأمس الجريح بعيدهِ

والماء يغتسل النضوب

 

ياسيدي..

دعها أباريق الصبابة تستهل جموحها

من موعد الألم القديم مناحة

أوكلما أدركت من رمل الحقيقة قبضة

 تستاف من مقلِ الزنابق روحها

خدشت بجوقتها البكاء

يا موسم الدمع الشهي.. فهل ترى ينتابنا بلل الرحيل

والجرح منتفض القوى على سلال الغيب كاليمّ الغضوب

 

هذي احتمالات الضفاف تجردت فوق المواجيد العتيقة

أو كلما جربتها

عادت تقاطر لحظة الحزن بعنوان الدعاء

بموراقاتٍ لا تذوب

 

والسنبلات البكر حين تكاثرت

مازال يرمق وقتها الليل...

وفي لمحاتها قبلٌ تخضِرّ بالورود

 قداسة الوقت المرفه رأفة

وسنابل الأمل الكبير نوافل كالذكر تورقها الطيوب

 

وسلالم التقوى تصعّد زورق القلب المهدهد بالضياء

 وتشد أوتار الحقيقة في دمي وترا

 وتشفع صوتها بالحب في الرمق النحيب

 

والسادرون... مساؤهم يجتاح موسقة الغياب

وقد تعطش نبضهم للروح يرشف عودها

كالهمس في الوله الرطيب

 

يا سيدي ما للرحيل

وقد تغشى جهاتنا

ولماك في فكر الأحبة قبة بيضاء تنسج فتحها

 ومعالم زكيتها شرفا يغادرها اللهيب

 

يا لحظة في لثغة الضوء المقدس

خذنا لقلبك في رداء الإنتماء

واوسع طريقك همة.. عن وقت موسمنا الجديب

... فلقد تعمدنا المغيب

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 21/أيلول/2011 - 22/شوال/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م