كربلاء تضج بالحزن والاستياء أثناء تشييع شهدائها

مجزرة النخيب... خيبة أمل تضاف الى مشاعر إحباط المواطنين

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: بمرارة شابها الحزن شيع اهالي محافظة كربلاء المقدسة شهدائهم الذي سقطوا مؤخرا ضحايا لعملية ارهابية استهدفتهم وهم في طريق عودتهم من دولة سوريا المجاورة. حيث قامت مجموعة مسلحة بايقاف قافلة المسافرين واعدام  22 من الرجال التي كانوا فيها.

وعبر المشيعون التي غصت بهم شوارع المدينة المقدسة عن مشاعر الحزن والإحباط الذي نالهم بعد تلك العملية سيما ان معظم المسافرين كانوا في طريق العودة من اداء مناسك العمرة في الديار المقدسة.

كما كان لعودة استهداف المسافرين التي استطاعت القوى الامنية خلال السنوات القليلة الماضية مكافحتها بعد انتفاضة العشائر العراقية في محافظة الانبار على تنظيم القاعدة الارهابي الذي ينظم تلك العمليات الاجرامية بدوافع طائفية، كان لعودتها بهذا الشكل مدعاة للقلق والاستياء، فضلا عن التنديد باخفاق القوات الامنية في التصدي لتلك الفلول الاجرامية وفشلها ايضا في تأمين الطرق الخارجية التي تعتبر منافذ بالغة الاهمية.

وقد انطلقت جحافل المشيعين لضحايا مجزرة النخيب والتي راح ضحيتها 22 شهيد من وسط المدينة المقدسة، مرورا بشوارع المدينة الرئيسية، ومنطقة ما بين الحرمين الشريفين، التي تتوسط مرقدي الإمام الحسين عليه السلام وأخيه العباس.

ضم منطقة النخيب

من جانبه دعا السيد محافظ كربلاء المهندس آمال الدين الهر محافظ كربلاء المقدسة على خلفية الجريمة التي وصفها بالبشعة، الزوار الكربلائيين المتجهين الى اداء مراسم زيارة قبر السيد زينب الكبرى عليها السلام في سوريا الى ضرورة اعادة النظر بذلك، خصوصا بعد الخرق الامني الذي حدث.

مطالبا في الوقت نفسه باعادة منطقة النخيب اداريا الى محافظة كربلاء مرة أخرى، معتبرا ان ما قام به النظام البعثي المقبور باقتطاعها وضمها الى محافظة الأنبار المجاورة أمرا غير شرعي او قانوني.

فيما شدد ايضا عضو مجلس النواب العراقي عن محافظة كربلاء الاستاذ فواد الدوركي الذي كان ضمن المشيعين، على ضرورة تجنب السفر عبر الطريق البري خلال هذه الفترة، خصوصا ان تلك المجاميع الارهابية عاودت نشاطها في تلك المنطقة ولم تستطع الاجهزة الامنية القاء القبض عليها حتى الان.

كما طالب في الوقت ذاته بتشكيل قوات امنية اتحادية لتأمين الطريق الدولي الى سوريا والاردن، بعد اخفاق القوات المحلية لشرطة الانبار في تأمين ذلك.

من جهتها اعلنت غرفة عمليات الانبار عن العثور على تسعة ناجين آخرين من الحادثة، وقال مصدر في غرفة عمليات الانبار انه تم العثور اليوم الثلاثاء على تسعة ناجين آخرين من النساء والاطفال، ليصبح العدد الكلي للناجين الذين عثر عليهم 18 ناجيا، وجميعهم من النساء والاطفال. واضاف المصدر ان هؤلاء الناجين نقلوا الى المراكز الصحية في الانبار بسبب سوء وضعهم الصحي والصدمة النفسية التي يعانون منها.

إعلان الحداد

من جانبه أعلن نائب رئيس مجلس محافظة كربلاء نصيف الخطابي ان مجلس المحافظة قرر اليوم اعلان الحداد في المحافظة على ارواح ضحايا حادثة النخيب. وقال الخطابي إن "المجلس قرر اعلان حالة الحداد في جميع مؤسسات المحافظة على ارواح ضحايا حادثة النخيب الذين قضوا على يد مجموعة ارهابية في منطقة النخيب".

وأضاف ان "المجموعة الارهابية اعترضت في الكيلو 160 في منطقة النخيب حافلتين تقل معتمرين من اهالي كربلاء احدى الحافلتين كانت عائدة من سوريا والأخرى في طريقها الى سورية". وتابع الخطابي ان "الارهابيين قاموا بعزل الرجال عن النساء والاطفال وصادروا اجهزة الاتصال من جميع ركاب الحافلتين ومن ثم قاموا بقتل الرجال والتمثيل بجثثهم".

مشيراً الى ان" طفلة تمكنت من عدم تسليم هاتفها ومن ثم اتصلت باحد اقاربها الذي اتصل بدوره بالجهات الامنية". واوضح إن "الجهات الأمنية سارعت الى مكان الحادث وتمكنت من العثور على الضحايا بالاضافة الى النساء والاطفال، وتمكن ايضا من القبض على احد المشتبه بهم في تنفيذ هذه الجريمة اذ وجد بحوزته اجهزة اتصال وسلاح ناري"، مبيناً ان التحقيقات جارية مع المشتبه به".

صحوة الانبار

الى ذلك الشيخ احمد ابو ريشه رئيس صحوة الانبار يخصص مكافأة مالية قدرها خمسين مليون دينار عراقي لمن يدلي بشهادة يتم من خلالها التعرف على منفذي مجزرة النخيب، وقد حمل الحاج ابو ريشة مسؤولية ذلك الحادث البشع الاجهزة الامنية واصفا تلك القوات بالعجز عن حفظ سلامة المواطن العراقي.

وابدى ابو ريشة ايضا عن استغرابه عما اعتبره تصريحات غير مسؤولة يطلقها بعض السياسيين والامنيين عن جاهزية القوات الامنية.

مستشهدا بمجزرة النخيب كدليل واضح على عدم قدرة الاجهزة الامنية على مسك زمام الامن في البلد وان هناك قصور وتواطي مفضوح من قبل الاجهزة الامنية مع الزمر الاجرامية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 14/أيلول/2011 - 15/شوال/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م