دولة العراق الإسلامية... من يقف وراءها؟

كتب المحلل السياسي

 

شبكة النبأ: لا شك ان ما حدث من اعمال ارهابية في مناطق متعددة من العراق شكل مؤشرا خطيرا نحو اتجاه عودة التنظيمات الارهابية على الساحة العراقية، فأن مايحدث من اعمال ارهابية وقفت خلفها التنيظمات المختلفة كدولة العراق الاسلامية وغيرها وهو الأمر الذي تعترف الجهات الأمنية برجوع هذه التنظيمات وعودة نشاطها بعد ان وزهت منشورات تهدد القوى الأمنية وقتل الشيعة ايضاً فضلا عن استهداف العشائر السنية التي تخالف مبادئها. وهذا ما تبين من خلال استهداف الشخصيات المؤسسات والمساجد والحسينيات.

ودولة العراق الإسلامية هو تنظيم يعتبر مظلة لعدد من الجماعات الارهابية وتأسست في 15 أكتوبر 2006 في العراق. وهذه المجموعة ظهرت من خلال عدد من الجماعات قبل الإعلان عن تأسيس الدولة. وانها تسببت في مقتل جنود ومدنيين عراقيين.

تم دعم وموالاة هذا التنظيم من قبل عدد من المجموعات المتمردة بما فيها من سبقتها مثل مجلس شورى المجاهدين في العراق، تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين، جند الصحابة، التوحيد والسنة، جيش الطائفة المنصورة وعدد من الجماعات والتي يصنف أتباعها كسُنة. وهي تهدف لإقامة دولة الخلافة الإسلامية في المناطق التي يغلب عليها السنة في العراق. وهي تدعي أن لها وجودا في محافظات بغداد، ديالى، الأنبار، كركوك، نينوى، صلاح الدين وأجزاء من واسط وبابل. فيما أعلنت في أول الأمر أن بعقوبة هي عاصمة لها.

ورجح محللون سياسيون ان بعض هذه الجماعات مرتبطة بتنظيمات بعثية ساهمت في تنشيط وإعادة تنظيم صفوف المجاميع الارهابية. ويعتقد محللون سياسيون في صحيفة نيويورك تايمز ان مايحدث هو رسالة قاسية قاسية للحكومتين العراقية والأمريكية، مفادها أنه بعد إنفاق مئات من المليارات من الدولارات وتكبد خسارة آلاف الأرواح، ولا يزال المسلحين قوة لا يمكن الاستهانة بها وتهديدا خطيرا على العراقيين والقوات الأمريكية التى لا تزال فى البلاد.

وهدد قال المتحدث باسم "دولة العراق الاسلامية" أبي محمد العدناني: الحمد لله بأننا نسير على الطريق الصحيح وأبشر فإنّ هناك أيامًا زرقاوية وان دولة العراق الاسلامية تستعد لضربة واسعة النطاق.

ورأى محللون سياسيون أن الهجمات بدت منسقة أظهرت الحقيقة المؤلمة وهى أن قليل من الأماكن فى العراق تنعم بالأمان، فحتى أعداد الجنود الأمريكيين التى قتلت العام الحالى ارتفعت بصورة كبيرة، قبيل انسحابها المزمع فى نهاية العام. لاسيما وان الهجمات تعددت أشكالها، فكان بينها الهجمات الانتحارية، وتفجير السيارات، والقنابل اليدوية، والمسلحين.

إذ إنها دليل على عودة المسلحين (دولة العراق الاسلامية) الذين استعادوا قدرتهم على شن مثل هذه الهجمات العنيفة. غير أنها أظهرت أيضا مدى تعدد التهديدات التى تواجه العراق فى وقت محوري فى تاريخه.

إجراءات واعتقالات

من جهة أخرى وبعد ورود معلومات استخباراتية عن نية جماعات مسلحة في محافظة نينوى تنفيذ هجمات ضد المدنيين خلال أيام العيد، تمكنت قوة من الفرقة الثانية في الجيش العراقي من القبض على خلية مسلحة تنتمي لما يسمى بدولة العراق الإسلامية.

في هذه الاثناء انتشرت القوات الأمنية في الأماكن الترفيهية والمراقد الدينية ضمن إطار خطة أمنية وضعتها قيادة الفرقة الثانية في الجيش العراقي من أجل حماية المواطنين.

من جانب آخر أعلنت وزارة الدفاع العراقية اعتقال مخلف محمد حسين العزاوي الذي يشتبه في أنه قائد ما يسمى بـ "دولة العراق الاسلامية" فرع تنظيم القاعدة في العراق.

وقال اللواء محمد العسكري المتحدث باسم الجيش العراقي إن الجيش العراقي اعتقل العزاوي المعروف باسم أبو رضوان مع 3 من قياديي دولة العراق الإسلامية وذلك في منطقة الجزيرة الواقعة غرب سامراء. حسب بي بي سي.

وذكر المتحدث ان القياديين الآخرين الذين اعتقلوا في العملية يعتبرون أيضا من أخطر المطلوبين لدى السلطات العراقية. وأوضح ان الثلاثة هم محمد سعد مزاحم الدراجي مسؤول عن وحدة الاغتيالات، وفوزي عباس علي البدري الملقب بأبو الرحمن والذي برز من خلال خطف الجنود واحراق جثثهم، فيما يعد قاسم محمد طه أحد أهم المتورطين في تفجيرات صلاح الدين.

وكان العسكري يشير بذلك الى مقتل 58 شخصا في تكريت التي تبعد 160 كيلومترا شمال بغداد وذلك في نهاية آذار/مارس، حين هاجمت مجموعة مسلحة تابعة لتنظيم القاعدة مقر محافظة صلاح الدين. وأضاف المتحدث باسم وزارة الدفاع أن قوات من الجيش العراقي اعتقلت أيضا 18 مطلوبا في عملية أمنية في محافظة نينوى ـ شمال بغداد ـ في منطقة قريبة من الحدود السورية العراقية.

وتاتي هذه الاعتقالات بعد تهديد دولة العراق الإسلامية بالثأر لمقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في باكستان على أيدي قوات اميركية. كما تأتي بعد محاولة عناصر في التنظيم الفرار من سجن الرصافة في بغداد مما أسفر عن مقتل 17 شخصا.

وكانت وزارة الداخلية العراقية قد أعلنت في آذار/مارس الماضي عن اعتقال 25 من قيادات تنظيم القاعدة في مجموعة عمليات أمنية استمرت لثلاثة اشهر.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 7/أيلول/2011 - 8/شوال/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م