ليبيا بين الشرق والغرب... ترحيب الناتو وامتعاض الصين وروسيا

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: انقسمت دول العالم حول الأحداث في ليبيا منذ بداية الثورة، سيما ما بين الدول الحليفة لنظام القذافي المطاح والدول الغربية التي طالما كانت مناهضة له على الرغم من الفسحة القصيرة في العلاقات القذافي في السنوات القليلة الماضية.

فيما بدت الرغبة الجامحة لتلك الدول مجتمعة في سعيها للحصول على موطئ قدم جديد في ليبيا ما بعد الديكتاتورية، مما دفعها الى محاولة التأثير في اعادة ترتيب البيت الداخلي الليبي وفق ما يؤمن مصالح الجميع، وهو ما سوف يترجم على من اجراءات خلال الفترة القادمة بحسب المراقبين، على الرغم من استمرار التهديد المتمثل في بقاء القذافي طليقا مع جيوب كتائبه ومواليه المنتشرون في بعض مناطق البلاد. 

اجتماع الجامعة العربية

فقد دعت لجنة متابعة مبادرة السلام العربية إلى العمل سريعاً من أجل إعادة الاستقرار والأمن في ليبيا، في أعقاب دخول الثوار المناهضين لنظام العقيد معمر القذافي إلى العاصمة طرابلس، والسيطرة على مجمع "باب العزيزية"، مقر إقامة الزعيم الليبي، الذي ما زال مكانه مجهولاً.

واقترحت اللجنة الوزارية، في ختام اجتماعها بالعاصمة القطرية الدوحة، دعوة المجلس الوطني الانتقالي الليبي لحضور اجتماع مجلس الجامعة العربية، الذي سيعقد السبت 27 أغسطس/ آب الجاري، على المستوى الوزاري، لمناقشة الوضع العربي الراهن، بما في ذلك التطورات في ليبيا وسوريا.

واعتبر بيان، صدر عن الاجتماع، أن التطورات الجارية في ليبيا "تبشر بقرب الشعب الليبي من تحقيق تطلعاته للحرية والكرامة الإنسانية"، كما دعا "كافة القوى الليبية إلى التحلي بروح التسامح، ورفض الانتقام، في ظل حرمة شهر رمضان الكريم، ومكانته في المجتمعات الإسلامية، ومن أجل بناء ليبيا جديدة."

ولفت البيان إلى أن وزراء الخارجية المشاركين في الاجتماع، يقدرون معاناة  الشعب الليبي طيلة الفترة الماضية، جراء عدم توفر الاحتياجات الحياتية الأساسية، وعدم صرف الرواتب للعاملين في الدولة للخمسة أو الستة أشهر الماضية.

ودعا البيان أعضاء مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسؤولياتهم الإنسانية تجاه الشعب الليبي في هذه الظروف القاسية التي يعيشها، وذلك بالموافقة على صرف مبلغ 2.5 مليار دولار أمريكي من الأموال الليبية المجمدة بشكل عاجل، لصرف هذه الرواتب، وتوفير الاحتياجات الإنسانية للشعب الليبي، قبل حلول عيد الفطر المبارك.

من جانبه، قال الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، الذي تترأس بلاده الدورة الحالية للجنة المتابعة، إن اللجنة اقترحت عقد اجتماع استثنائي السبت القادم بالقاهرة، لمناقشة الوضع العربي الراهن، وخاصةً إعادة عضوية ليبيا، ممثلة في المجلس الوطني الانتقالي، للجامعة العربية.

وتابع المسؤول القطري، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الرسمية للدولة الخليجية "قنا"، أن اجتماع لجنة المبادرة ناقش كذلك الوضع في سوريا، مشيراً إلى أنه ستتم مناقشته هذا الملف مرة أخرى في اجتماع القاهرة، إذا كان هناك توافق على ذلك، لافتا إلى أنه تم إعلان بيان حول ذلك.

وأضاف قائلاً: "إننا نترحم على أرواح الشهداء الليبيين الأشقاء، ونتمنى الآن الاستقرار ووحدة الأراضي لليبيا، كما نتمنى أن يسود العدل والتسامح والقانون بين كل الليبيين."

واستطرد: "الآن انتهت معركة، وبدأت معركة البناء والوئام بين الشعب الليبي، ونعتقد أنها لا تقل أهمية عن المعركة السابقة"، بحسب قوله.

القتال حتى النهاية

من جانبه تعهد الزعيم الليبي معمر القذافي بالقتال حتى الموت أو النصر وذلك بعدما أجبره المعارضون على ترك معقله في العاصمة طرابلس في ضربة بدت حاسمة لانهاء حكمه الممتد منذ 42 عاما.

واقتحم المعارضون المبتهجون معقل القذافي في منطقة باب العزيزية في طرابلس وصادروا أسلحة وهشموا رموزا لحكومة سيغير سقوطها شكل ليبيا ويبعث برسالة تحذير الى رؤساء عرب يواجهون احتجاجات شعبية على حكمهم.

وقال القذافي ان انسحابه من مقره في وسط طرابلس كان خطوة تكتيكية بعدما استهدفته 64 غارة جوية لحلف شمال الاطلسي وتعهد بالنصر أو الشهادة في قتاله ضد الحلف.

وحث القذافي الليبيين على تطهير الشوارع من الخونة وقال انه جاب طرابلس متخفيا. وأضاف "انا خرجت قليلا في مدينة طرابلس من غير أن يراني أحد ... ولم أحس ان طرابلس في خطر."

ونقلت قنوات اعلامية موالية للقذافي كلمته ليل يوم الثلاثاء ومازال مكانه بعدما ترك باب العزيزية غير معروف لكن بدا أنه كان في طرابلس على الاقل حتى الايام القليلة الماضية.

وبعد أن حل الظلام ليل الثلاثاء عقب يوم سيطر فيه المعارضون على طرابلس دون أن يواجهوا مقاومة كبيرة ودون أن تسقط خسائر كثيرة في صفوفهم وردت أنباء عن قتال شرس في مدينة سبها الصحراوية الجنوبية التي يتوقع معارضون أن تكون الحصن الاخير للموالين للقذافي. وذكرت قناة العربية أن قوات القذافي قصفت بلدتي زوارة والعجيلات غربي طرابلس.

وقال مراسلون لرويترز في طرابلس ان دوي اطلاق نار مازال يتردد حول وسط المدينة مع حلول الظلام كما وقعت حالات نهب.

وقال متحدث باسم المعارضين يدعى عمر الغيراني ان قوات القذافي أطلقت سبعة صواريخ جراد على مناطق سكنية في العاصمة مما دفع الناس الى ترك منازلهم ذعرا. وأضاف لرويترز أن قوات القذافي أطلقت أيضا قذائف مورتر على منطقة مطار طرابلس.

وأشار اطلاق النار المتواصل الى أن الصراع الممتد منذ ستة شهور في ليبيا لانهاء حكم القذافي لم ينته بعد.

وأوضح متحدث باسم القذافي أنه مستعد لمقاومة قوات المعارضة لمدة شهور أو حتى سنوات. وقال المتحدث موسى ابراهيم عبر الهاتف لقنوات موالية للقذافي ان قوات القذافي ستحول ليبيا الى "بركان وحمم ونار" تحت أقدام من وصفهم بالغزاة وعملائهم الخونة. وأضاف أن زعماء المعارضة لن يهنأوا بالسلام اذا نفذوا خططهم بالانتقال من معقلهم بمدينة بنغازي الشرقية الى العاصمة طرابلس.

وانقسمت الاراء حول مكان القذافي. وقال العقيد أحمد باني لقناة العربية ان المعارضين يعتقدون أن القذافي ربما يكون في أحد المخابئ الكثيرة في طرابلس. وأضاف أن العثور عليه سيتطلب وقتا طويلا.

وحذر مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي من أنه من المبكر للغاية اعلان انتهاء معركة طرابلس. وأضاف عبد الجليل الذي كان حتى فبراير شباط وزيرا في حكومة القذافي أن حسم المعركة في العاصمة لن يتم الا عند القبض على القذافي وأبنائه.

ووعد محمود جبريل رئيس حكومة المعارضة بانتقال نحو الديمقراطية لكل الليبيين وقال ان العالم بأسره ينظر الى ليبيا وحذر من العدالة المتسرعة. وأضاف أنه يجب ألا يلطخ الليبيون الصفحة الاخيرة من ثورتهم.

وقال انه شكل كيانا جديدا يضم قادة ميدانيين من مختلف المجموعات الثورية لتنسيق الامن. ولليبيا تاريخ طويل من التوترات بين القرى والقبائل وبين العرب والبربر وبين شرق وغرب البلاد التي كانت مستعمرة ايطالية عام 1934 .

وأحجمت قوى غربية تدعم المعارضة الليبية بالقوة الجوية عن اعلان النصر على الرغم من حرصها على عودة سريعة للنظام مع الوضع في الاعتبار مخاوف الانقسامات العرقية والقبلية بين المعارضين مما قد يخلق نوعا من الفوضى يقوض امال استئناف تصدير النفط الليبي.

لكن سقوط القذافي والصور التي تناقلتها فضائيات عربية لمعارضين يقتحمون مقره ويعبثون بمقر حكمه الطويل قد تعطي دفعة لاحتجاجات أخرى في العالم العربي.

وكسر مسلحون تمثالا للقذافي في منطقة باب العزيزية التي لم يكن يسمح لاحد بدخولها وظلوا يركلون رأس التمثال. ومزق اخرون صورا له أو تسلقوا نصبا على شكل قبضة مغلقة وضعه القذافي بعد غارة جوية أمريكية عام 1986 .

وارتدى معارض اخر قبعة عسكرية من النوع الذي يحبه العقيد الذي تولى السلطة في ليبيا عام 1969 وقال انه أخذها من غرفة نوم القذافي. وهتف بعض المعارضين في باب العزيزية قائلين "بيت بيت غرفة غرفة" داعين لتفتيش المخابئ والانفاق ومستخدمين العبارات التي استخدمها القذافي قبل ستة أشهر عندما تعهد بسحق المعارضة.

وقال عبد الحكيم بلحاج وهو قيادي في صفوف المعارضين أنه لا يعلم مكان وجود القذافي أو أبنائه وانهم يجرون مثل الجرذان. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج "نحن في المراحل الاخيرة لهذا النظام .. لكنه مازال وقتا صعبا للغاية وخطيرا. لم ينته الامر بعد."

ورقص شبان في الساحة الخضراء بطرابلس ليل يوم الثلاثاء ولوحوا بعلم المعارضة الليبية بينما تردد اطلاق نار على الرغم من بقاء معظم سكان العاصمة البالغ عددهم مليوني نسمة في منازلهم.

وقال مسؤولون في المعارضة الليبية انهم يأملون في الانتقال من بنغازي في الشرق الى العاصمة الاسبوع الحالي وتحدثوا عن محاكمة القذافي في ليبيا بدلا من ارساله الى لاهاي حيث يوجد مقر المحكمة الجنائية الدولية التي وجهت اتهامات للقذافي واثنين من أبنائه.

وقال رئيس الاتحاد الدولي للشطرنج وهو روسي الجنسية وزار طرابلس في يونيو حزيران ان القذافي اتصل به يوم الثلاثاء وقال له انه سيبقى في طرابلس وسيقاتل حتى النهاية.

لكن لا توجد أمام القذافي خيارات كثيرة يذهب اليها. وقال عبد الجليل ان من المتوقع ان تستقبل مدينة سرت مسقط رأس القذافي الواقعة على ساحل البحر المتوسط بين طرابلس وبنغازي المعارضين خلال وقت قصير. وتحدث عبد الجليل عن الحاجة "لتطهير" مناطق صحراوية جنوبية مثل سبها والقتال فيها.

قل تلفزيون العروبة كلمة لمعمر القذافي تعهد فيها "بمقاومة العدوان بكل قوة، فإما النصر أو الموت"، كما صرح خلال هذا الخطاب بأن انسحابه من باب العزيزية كان "تحركا تكتيكيا" بعد أن تحول المجمع إلى "طوب وحجارة" من جراء 64 غارة جوية لحلف شمال الأطلسي.

الضربات الجوية

من جهة اخرى قال مسؤول أمريكي ان مخططي حلف شمال الاطلسي يجدون صعوبة أكبر في تحديد أهداف في العاصمة الليبية طرابلس نظرا لتحرك قوات المعارضة في أنحاء المدينة في الوقت الذي عبر فيه وزير الدفاع الامريكي ليون بانيتا عن أمله في ان يبدأ الحلف قريبا انهاء مهمته في ليبيا.

وطبقا لبيانات وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) صعدت الولايات المتحدة التي تقدم لمهمة الحلف طائرات بلا طيار وقدرات جوية أخرى من ضرباتها الجوية على ليبيا خلال الايام العشرة الماضية.

لكن لم تنفذ ضربات جوية أمريكية يومي 22 و23 اغسطس اب. وأشار مسؤول امريكي الى موقف أكثر تداخلا بين القوات التابعة للزعيم الليبي معمر القذافي وقوات المعارضة في طرابلس مما عقد القدرة على استهداف مواقع دون المخاطرة بايقاع خسائر في الارواح بين المدنيين.

وذكر المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ان مقاتلي المعارضة يتنقلون فيما يبدو بحرية في سائر ارجاء العاصمة الليبية وانه على الرغم من ان قوات القذافي محصورة في بعض الجيوب الا ان مواقعها أصبحت أقل وضوحا عن ذي قبل. كما لم يعد هناك أهداف مؤهلة للقصف بعد أشهر من حملة القصف الجوي لليبيا. بحسب رويترز.

وكرر البنتاجون تأكيده ان القذافي لم يغادر البلاد. وقال وزير الدفاع الامريكي في كلمة القاها في كلية الدراسات العليا البحرية في مونتيري بكاليفورنيا ان الموقف في ليبيا مازال "مائعا" ورغم ذلك عبر عن أمله في ان تكون المهمة التي بدأها حلف شمال الاطلسي في ليبيا في مارس اذار قد دخلت مراحلها الاخيرة. وقال بانيتا الذي كان حتى يوليو تموز الماضي مديرا للمخابرات المركزية الامريكية "نأمل ان تكون هذه المهمة تقترب من نهايتها."

وفي تصريحات لاحقة له في معهد لغة الدفاع قال بانيتا انه من الواضح ان نظام القذافي ينهار لكنه حذر من ان الموقف "لا يزال خطيرا". وصرح مسؤولون امريكيون بأن الولايات المتحدة لا تعتزم نشر اي قوات على الارض في اطار اي عملية لاحقة لحفظ السلام.

فرنسا اكبر مساهم

كما يلتقي محمود جبريل القيادي في المجلس الوطني الانتقالي الليبي مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في باريس لمناقشة افاق انتقال سياسي في مرحلة ما بعد معمر القذافي. وقادت فرنسا التدخل العسكري الغربي في ليبيا بعدما أقدم ساركوزي على مخاطرة شخصية قبل عام من انتخابات الرئاسة الفرنسية عندما كان أول زعيم أجنبي يعلن رسميا تأييده للمعارضين الليبيين.

وجبريل هو رئيس اللجنة التنفيذية للمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا ويشار اليه على أنه رئيس وزراء ليبيا التي دخل المعارضون عاصمتها طرابلس هذا الاسبوع وأجبروا القذافي على ترك معقله.

وتتطلع باريس الى استمرار الزخم الدبلوماسي الذي بدأته بالقيام بدور القيادة في الازمة الليبية بعد ترددها منذ بدء الربيع العربي في تونس ومصر في أواخر عام 2010 . بحسب رويترز.

ودعا ساركوزي الى عقد مؤتمر خاص باسم "أصدقاء ليبيا" في باريس خلال الايام العشرة المقبلة وقد يشارك فيه ما يصل الى 30 زعيما أجنبيا ومنظمة دولية للمساعدة على تسهيل اعادة الاعمار في لييبا والانتقال الى الدولة الديمقراطية. ومن المقرر أن توضع اللمسات الاخيرة على التفاصيل في اجتماع لكبار الدبلوماسيين في اسطنبول يوم الخميس.

امتعاض روسي

من جهته دعا الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يوم الاربعاء العقيد معمر القذافي والمعارضة الليبية الى وقف القتال واجراء محادثات.

وقال ميدفيديف بعد محادثات أجراها مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج ايل في قاعدة عسكرية في سيبيريا "نريد أن يتوصل الليبيون لاتفاق فيما بينهم." وأضاف "نريده (القتال) أن يتوقف بأسرع ما يمكن وأن يجلسوا على مائدة التفاوض ويتوصلوا لاتفاق بشأن مستقبل ليبيا."

وأشار ميدفيديف أيضا الى أن بلاده يمكن أن تعترف بالمعارضة كحكومة رسمية لليبيا ان أمكنها توحيد ليبيا. وقال ان القذافي مازال يتمتع بقدر من النفوذ والقدرات العسكرية رغم نجاحات المعارضة.

شافيز يصر على دعم نظام القذافي المتهاوي

في حين جدد الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز دعمه لنظام معمر القذافي معتبرا انه الشرعي الوحيد، وقال تشافيز على هامش اجتماع لمجلس الوزراء "لا نعترف الا بحكومة واحدة، حكومة معمر القذافي. نجدد تضامننا مع الشعب الليبي الشقيق المعتدى عليه". واضاف تشافيز معلقا على التطورات في ليبيا "نشهد من دون شك جنونا امبرياليا. انهم يطردونه (القذافي) ويستولون على امواله ونفطه".

ومنذ انطلاق الثورة الليبية في شباط/فبراير، ظل تشافيز داعما بقوة لنظام القذافي مهاجما التدخل العسكري الدولي والعقوبات الاقتصادية المفروضة على العقيد الليبي والمقربين منه. وكان دان حكومات اوروبا والولايات المتحدة معتبرا انها "تدمر طرابلس تحت القنابل".

معالجة الفوضى

من جهتها حملت الصحافة الرسمية الصينية الغرب مسؤولية "تنظيف الفوضى التي اغرق بها" ليبيا وكتبت صحيفة غلوبال تايمز الصينية في افتتاحيتها "قلب نظام القذافي يمثل مشهدا استعراضيا لوسائل الاعلام، اما الحديث عن اعادة الاعمار فليس كذلك". واضافت الصحيفة "على الغرب تحمل مسؤوليته وتنظيف الفوضى التي اغرق بها ليبيا" من دون تعيين بلد محدد بالاسم.

اما صحيفة تشاينا ديلي فكررت دعوات الحكومة الصينية الى اعادة "الاستقرار" الى ليبيا من خلال التشديد على ضرورة "اعادة السلام في اسرع وقت ممكن".

واعلنت الصين "احترامها لخيار الشعب الليبي" في وقت سيطر الثوار على معظم احياء طرابلس. واشارت وزارة الخارجية الصينية الى ان "الصين تحترم خيار الشعب الليبي وتأمل في عودة سريعة للاستقرار الى ليبيا". واضافت ان "الصين على استعداد للعمل مع المجتمع الدولي ولعب دور ايجابي في اعادة اعمار ليبيا في المستقبل".

وكثفت بكين خلال الاشهر الاخيرة اتصالاتها مع مسؤولي المجلس الوطني الانتقالي (الهيئة السياسية للثوار) الذي اعترفت به في حزيران/يونيو "محاورا هاما".

وتملك الصين مصالح اقتصادية ضخمة في ليبيا حيث اجلت خلال شهري شباط/فبراير واذار/مارس الماضيين في عملية واسعة النطاق نحو 36 الفا من رعاياها العاملين في قطاعات النفط والبناء وسكك الحديد او الاتصالات.

والصين، البلد دائم العضوية في مجلس الامن الدولي، امتنعت عن التصويت على قرار مجلس الامن الذي فتح الباب في اذار/مارس على شن ضربات جوية على ليبيا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 25/آب/2011 - 24/رمضان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م