ليبيا تراوح بين عهدين... القذافي والثورة

 

شبكة النبأ: في تحول ميداني مهم تمكن الثوار الليبيون من الحصول على مكاسب جديدة تمثلت بسيطرتهم على مدن رئيسية "أبرزها الزاوية" قد تقطع الطريق أمام إمدادات ألقذافي وتحاصر العاصمة طرابلس استعداداً لدخولها على يد الثوار، وعلى اثر ذلك ظهرت للعلن تصريحات متفائلة "للغاية" سواء من الجانب الأمريكي أم من جانب الثوار اللذين يتوقعون دخول العاصمة الليبية "طرابلس" بنهاية شهر رمضان، بينما كانت تصريحات المتحدث بلسان حلف شمال الأطلسي "الناتو" اقل تفاءلاً وأكثر حذراً.

وبرغم كل هذا الكم الكبير من الحماسة من قبل ثوار ليبيا المتطلعون لنهاية حقبة ألقذافي المظلمة وبداية أمال جديدة تستحق ما بذله الجيل الثائر من اجله، إلا انه بجانب هذه الانتصارات الغالية في ميدان المعركة وميدان السياسة الخارجية، هناك انهزمات داخلية وانقسامات كبيرة ظهرت للعيان داخل المجلس الانتقالي الذي يمثل الثوار والثورة، وتمثل في الإحداث الأخيرة التي نتج عنها مقتل القائد العسكري للثوار وحل المجلس التنفيذي على خلفية مقتله، فضلاً عن الشائعات المتعلقة بالحوار مع ألقذافي لعمل تسوية م، وفي حين يحقق الثوار النصر تلو الأخر في سوح الحرب تزداد حدة التوتر بين أعضاء المجلس الذي سيحكم البلاد إذا رحل ألقذافي عن السلطة، مما جعل الجميع يتساءل عن أيام ليبيا بعد القذافي؟.

النصر قريب

حيث صرح المتمردون الليبيون ان حربهم ضد نظام معمر القذافي دخلت "مرحلة حاسمة" متوقعين النصر بنهاية اب/اغسطس الحالي، وجاء اعلانهم بعد ان قالت واشنطن ان ايام الزعيم الليبي "باتت معدودة"، وفي الاثناء يتواصل القتال على جبهات مختلفة في ليبيا بينما نفى المتمردون اجراء محادثات مع القذافي، وقال منصور سيف النصر ممثل المجلس الوطني الانتقالي للمعارضة في باريس ان "قواتنا تسيطر بشكل كامل على الزاوية (غربي العاصمة) ما يفتح الطريق امام طرابلس، ما سيتيح لسكانها الثورة على النظام"، وتابع قائلا "اننا ندخل مرحلة حاسمة، وقريبا سنحرر كافة انحاء جنوب ليبيا، ونأمل ان نحتفل بالنصر النهائي بنهاية شهر رمضان" مع نهاية اب/اغسطس الحالي، وتابع قائلا "السكان داخل طرابلس يستعدون للانتفاضة، قبل اسابيع قليلة اخمدت قوات القذافي الثورة اذ كانت تملك سلاح جو ودبابات، ولم تكن قواتنا على مشارف طرابلس"، "اما اليوم فلم يعد لديهم سلاح جو ولا دبابات وباتت قواتنا على مشارف طرابلس"، ومن جانبها اعربت الولايات المتحدة عن تفاؤلها بتضييق المتمردين الخناق على القذافي، الذي استمر يحكم البلاد منذ اكثر من 40 عاما، حيث قال جاي كارني المتحدث بلسان البيت الابيض ان ايام الزعيم الذي يعاني من عزلة متزايدة "باتت معدودة"، وتعد الزاوية ميناء نفطيا حيويا على الساحل المتوسطي وتبعد 40 كيلومترا غربي طرابلس، واعلن المتمردون سيطرتهم مؤخراً على "معظم" المدينة، غير ان قوات القذافي ما تزال تقصف المنطقة بصواريخ غراد ما يؤدي لتبادل مدفعي كثيف بين الجانبين. بحسب فرانس برس.

وفي تلك الاثناء تم تشييع جثامين 23 شخصا بعد ان لقوا مصرعهم في الزاوية، حسب ما قال المتمردون، ومن جانبه قال حلف شمال الاطلسي في معرض حديثه عن العمليات اليومية ان طائراته قصفت دبابات ومدرعة قرب الزاوية، وادان الكولونيل رولان لافوا المتحدث بلسان الحلف اطلاق قوات القذافي صاروخا من نوع سكود واصفا ذلك بأنه عمل "يائس" و"غير مسؤول"، وكان الصاروخ قد اطلق من على مسافة 80 كيلومترا جنوب معقل القذافي في سرت، حسب ما قال الضابط الكندي، وسقط الصاروخ على بعد نحو خمسة كيلومترات شرقي المناطق التي يسيطر عليها المتمردون قرب البريقة في "منطقة تسيطر عليها الان القوات المناوئة للقذافي" غير انه لم يوقع اصابات، ووصف لافوا الصاروخ بانه "سلاح ارهاب" قائلا ان استخدامه "ضد منطقة مدنية او صناعية يعد عملا غير مسؤول بالمرة"، غير ان لافوا، وان قال ان قوات القذافي تتقهقر "على عجل احيانا"، الا انه خلافا للتقييم الاميركي اعترف بأن مهمة حلف الاطلسي في ليبيا "مازالت بعيدة عن نهايتها"، ومن جانبه نفى القذافي بتحد الشائعات التي سرت عن مغادرته للبلاد متوقعا النصر، وقال القذافي في رسالة صوتية بثها التلفزيون الليبي "نهاية الاستعمار (قوات الاطلسي) قريبة ونهاية الجرذان (المعارضة المسلحة) قريبة، يفرون من دار الى دار امام الجماهير التي تطاردهم"، ودعا القذافي انصاره "إلى القتال من أجل تحرير ليبيا شبرا شبرا من الخونه ومن حلف الاطلسي إذا نزل إلى الأرض، استعدوا للقتال، استعدوا للزحف المليوني لتطهير الأرض الطيبة"، ونفى النظام ان يكون مهددا مصرا على ان قواته ستستعيد كافة البلدات والمناطق التي سيطر عليها المتمردون خلال الايام الماضية، كما اعلن المتمردون سيطرتهم على صرمان التي تبعد 60 كيلومترا غربي طرابلس، وعلى غريان التي تبعد 50 كيلومترا الى الجنوب.

ومن جانبه قال عبد السلام عثمان احد المتحدثين بلسان المتمردين الاثنين ان البلدتين في ايدي المتمردين، اضافة الى الطريق الممتد بطول 15 كيلومترا بين صرمان والزاوية، ما يقطع حسب قوله خطوط امداد طرابلس من تونس.ومن جانبه نفى المتحدث بلسان القذافي، موسى ابراهيم، ما قاله المتمردون حيث اصر على ان قوات النظام تسيطر "سيطرة كاملة" على الزاوية وان تواجد المتمردين فيها "ضعيف جدا"، وقال ابراهيم ان القوات الحكومية استعادت بالفعل صرمان و"سوف تستعيد قريبا غريان"، كما قال ان القوات الحكومية صدت هجوما كبيرا للمتمردين بالتنسيق مع حلف الاطلسي على تيجي بجبل نفوسة الى الجنوب من طرابلس، وانه تم اسر 40 شخص، وعلى الجبهة الشرقية قال المتمردون انهم تكبدوا خسائر خلال قتالهم القوات الموالية للقذافي حول المنشآت النفطية في مدينة البريقة، وقال محمد زواوي المتحدث باسم المتمردين في بنغازي "سقط 15 شهيدا على جبهة البريقة"، واضاف ان القتال مستمر في احد القطاعات السكنية بالمدينة، من جهة ثانية نفى المتمردون اجراء محادثات في تونس مع ممثلين عن نظام القذافي، وكانت مصادر مقربة من اجهزة الامن التونسية قد ذكرت ان محادثات جرت في جزيرة جربة التونسية قرب الحدود الليبية، كما نفى مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي حصول اي مفاوضات مع نظام القذافي، واكد في مؤتمر صحافي عقده في بنغازي في شرق ليبيا انه "ليس هناك مفاوضات سواء مباشرة او غير مباشرة مع نظام القذافي"، كما نفى وجود اي مفاوضات "مع الموفد الخاص للامم المتحدة" الى ليبيا الاردني عبد الاله الخطيب، وقال عبد الجليل "ان الشعب الليبي اختار المجلس الوطني الانتقالي ممثلا شرعيا له، وبالتالي فان اي تواصل او تفاوض يجب ان يتم من خلاله"، وحينما سئل منصور سيف النصر مبعوث المجلس في باريس عما اذا كان المجلس ارسل مبعوثين الى جربة للاجتماع بمبعوث الامم المتحدة عبد الاله الخطيب الذي وصل الى تونس مؤخراً، قال سيف النصر "لم يرسل المجلس مبعوثين"، واضاف "سياسة المجلس هي عدم التفاوض مع نظام القذافي"، واضاف "ما يمكنني قوله هو ان شخصيات سياسية ليبية مستقلة ليست على الجانب الحكومي ولا تنتمي الى المجلس الوطني التقت بالخطيب، ولكنهم لا يمثلون المجلس".

اختراقات كبيرة

الى ذلك سيطر الثوار الليبيون على ثلاث مدن رئيسية على الطريق الى طرابلس في واحد من اهم اختراقاتهم منذ اندلاع النزاع قبل ستة اشهر، في حين يسود الغموض حيال محادثات في تونس بشأن مصير ليبي، ووصل عبد الاله الخطيب مبعوث الامين العام للامم المتحدة الى تونس للمشاركة كما قال في محادثات بين الثوار الليبيين ونظام الزعيم الليبي معمر القذافي، الا ان الامم المتحدة نفت في نيويورك مشاركة الخطيب في المحادثات قائلة انها لا تملك "اي معلومة حسية تتعلق بالمحادثات التي جرت في تونس بين المجلس الوطني الانتقالي وسلطات طرابلس"، واكد مصدر قريب من الامن التونسي ان محادثات جرت في جربة في تونس بين الثوار وممثلين عن نظام القذافي، واكد مصدر ملاحي ان طائرة جنوب افريقية بمحركات ثلاثة متوقفة في جربة وبقربها مروحيتان قطريتان، وفي بنغازي "عاصمة" الثوار في الشرق الليبي، نفى نائب رئيس المجلس الوطني الانتقالي عبد الحفيظ غوقة اي محادثات مع النظام "في تونس او خارجها"، وميدانيا، قال القائد الميداني للثوار في جبهة الزاوية عبد الحميد اسماعيل ان "اغلب مناطق البلدة تحت سيطرة الثوار" في هذه المدينة الساحلية الواقعة على بعد 40 كيلومترا غربي طرابلس، وكان المتمردون اعلنوا في وقت سابق انهم تمكنوا من السيطرة على بلدتي صرمان، 60 كيلومترا غربي طرابلس، وغريان، 50 كيلومترا الى الجنوب، خلال هجومهم على ثلاثة محاور في غرب ليبي، وجاء تأكيد المتمردين السيطرة على تلك البلدات، والذي ان صح سيجعل قوات المعارضة المسلحة على مشارف طرابلس، بينما اطلق الزعيم الليبي معمر القذافي هجوما كلاميا على المتمردين وقوات حلف الاطلسي، وسط ما شاع عن تأهبه للفرار من البلاد، وبذلك يضيق الثوار الخناق حول طرابلس معقل نظام معمر القذافي الموجود في السلطة منذ 42 عاما والذي يواجه منذ 15 شباط/فبراير انتفاضة تحولت الى نزاع مسلح، وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني "بات واضحا اكثر فاكثر ان ايام القذافي باتت معدودة وان عزلته باتت تزداد يوما بعد يوم"، في حين اعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية فيكتوريا نولاند ان الولايات المتحدة "ترحب جدا بالتقدم الذي احرزه المتمردون". بحسب فرانس برس.

من جهتها رحبت بريطانيا بالمكاسب العسكرية التي حققها الثوار الليبيون واكدت على اهمية مواصلة الضغوط على الزعيم الليبي معمر القذافي مهما طال الوقت اللازم للاطاحة به من السلطة، وبحسب قائد الثوار عبد الحميد اسماعيل في الزاوية، فان المعركة التي استعرت في ساعات الليل سمحت للثوار بدحر قوات القذافي الى الضاحية الشرقية للمدينة، وقتل خمسة متمردين، وسمع اصوات غارات بين الحين والاخر، وقصفت قوات القذافي وسط الزاوية، وبعد معارك عنيفة، سيطر الثوار ايضا على صرمان وغريان التي شكلت حماية لطرابلس، وقال عبد السلام عثمان المتحدث بلسان المجلس العسكري للثوار في المنطقة الغربية ان الطريق الممتد على مسافة 15 كيلومترا بين صرمان والزاوية وقعت تحت سيطرة الثوار، ما يحرم العاصمة من طريقها الاعتيادي للتموين من تونس، وفي طرابلس، اقر المتحدث باسم النظام موسى ابراهيم ان معارك وقعت بين غريان وصرمان قائلا في الوقت عينه انه واثق من قدرة النظام على صد الهجمات، واكد ابراهيم ايضا ان قوات النظام استعادت السيطرة على تاورغاء الواقعة على بعد نحو 40 كلم جنوب مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) وسيطر عليها مقاتلو الثوار في الايام الماضية، وعلى الجبهة الشرقية، فان المتمردين الليبيين باتوا يسيطرون على كامل القسم الشرقي من المدينة، الا ان معارك لا تزال تدور مع قوات القذافي في قسمها الغربي، وكانت المعارك تدور قرب المنشات النفطية في الجزء الغربي حيث سمع الصحافي تبادلا لاطلاق نار مدفعي، الى ذلك، وصل نائب وزير الداخلية الليبي ناصر مبروك عبد الله الى القاهرة بصحبة تسعة من افراد عائلته على متن طائرة خاصة اتية من مدينة جربة التونسية (بالقرب من الحدود مع ليبيا)، بحسب مصادر ملاحية في مطار القاهرة، وفي تونس، تظاهر عشرات الليبيين في مدينة حومة السوق بجزيرة جربة احتجاجا على المحادثات الدائرة في هذه الجزيرة التونسية بين مسؤولين موالين لمعمر القذافي وممثلين عن الثوار، وفي مقابل ذلك، تظاهرت مجموعة اخرى من الاشخاص حاملين الرايات الخضراء لنظام القذافي ومتهمين انصار المجلس الوطني الانتقالي، الهيئة السياسية للثوار بانهم "خونة"، ولم يتم تسجيل اي حادث خلال هذه التظاهرات وفق المصدر نفسه، وفي امستردام، اعلن متحدث باسم وزارة الخارجية الهولندية ان الحكومة الهولندية قدمت 100 مليون يورو (144،5 مليون دولار) من الاموال الليبية المجمدة الى منظمة الصحة العالمية لتمكينها من توزيع ادوية على الشعب الليبي، وفي واشنطن اكد مسؤول اميركي كبير في وزارة الدفاع ان القوات الموالية للقذافي اطلقت الاحد صاروخا بالستيا من نوع سكود على مواقع للثوار من معقل الزعيم الليبي في سرت وتحطم في الصحراء من دون ان يوقع اصابات.

القذافي يتحدى

من جهته تحدى العقيد معمر القذافي مجددا الثوار والحلف الاطلسي، متوقعا "نهاية قريبة" لهم في وقت سرت شائعات عن مغادرته الوشيكة للبلاد في غمرة التقدم الذي يحرزه الثوار في مدن عدة خصوصا في الغرب الليبي، وقال القذافي في رسالة صوتية بثها التلفزيون الليبي بشكل "مباشر" ان "نهاية الاستعمار قريبة ونهاية الجرذان قريبة، يفرون (الثوار) من دار الى دار امام الجماهير التي تطاردهم"، واضاف القذافي "ليس امام الاستعمار واعوانهم الا اللجوء للكذب وللحرب النفسية بعد ان فشلت كل انواع الحروب بكل الاسلحة"، وذلك بعد شائعات سرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي وبعض وسائل الاعلام عن استعداد الزعيم الليبي لمغادرة البلاد في وقت قريب، ودعا القذافي انصاره الى الابقاء على روح معنوية مرتفعة والاستعداد للقتال "لتطهير" المدن التي يسيطر عليها الثوار، في وقت اكد الثوار تقدمهم في مدن في غرب البلاد مثل الزاوية وصرمان وغريان، وعرض التلفزيون الليبي مشاهد بشكل "مباشر" من الساحة الخضراء في قلب طرابلس حيث تجمع مئات انصار النظام حاملين صورا للقذافي واعلاما ليبية خضراء، وكان القذافي يصف بين الحين والاخر في رسالته الصوتية مشاهد يبثها التلفزيون ليثبت انه يتحدث بشكل مباشر على حد قوله. بحسب فرانس برس.

أطلاق صاروخ سكود

في سياق متصل قال مسؤول دفاعي أمريكي ان قوات الزعيم الليبي معمر القذافي أطلقت صاروخ سكود للمرة الاولى منذ بدء الصراع في ليبيا وذلك بعدما جعل تقدم المعارضين صوب طرابلس القذافي معزولا في العاصمة، وسيطر المعارضون الذين يقاتلون لانهاء حكم القذافي الممتد منذ 41 عاما على بلدتين استراتيجيتين بالقرب من طرابلس على وقطعوا عن العاصمة خطوط امدادها ولم يتركوا أمام الزعيم الليبي خيارات كثيرة للبقاء في السلطة، لكن قوات القذافي تشن هجوما مضادا في احدى هاتين البلدتين وهي بلدة الزاوية الواقعة غربي طرابلس، وفي منطقة قريبة سمع أصوات أربعة صواريخ جراد روسية الصنع تسقط في البلدة مؤخر، وذكر المسؤول الامريكي أن صاروخ سكود أطلق صباح من موقع على بعد نحو 80 كيلومترا شرقي مدينة سرت مسقط رأس القذافي وأنه سقط شرقي مدينة البريقة الساحلية النفطية التي يقاتل المعارضون للسيطرة عليه، وأضاف المسؤول الذي لم يذكر اسمه أن الصاروخ سقط في الصحراء ولم يصب أحد، ولم يرد تعليق فوري من الحكومة في طرابلس على الامر، وقال شاشانك جوشي الزميل المساعد في المعهد الملكي البريطاني للخدمات المتحدة ان اطلاق الصاروخ "الذي لا يمثل تهديدا عسكريا كبيرا لانه لا يتميز بالدقة" دليل على اليأس الذي دب في نظام القذافي، وأضاف "انه اشارة واضحة الى أن النظام في وضع صعب للغاية"، وتستخدم قوات القذافي صواريخ جراد القصيرة المدى منذ بدء القتال قبل ستة أشهر لكنها لم تنشر من قبل صواريخ سكود التي يقدر مداها بنحو 300 كيلومتر، وصرح مسؤولون في مدينة بنغازي معقل المعارضة بشرق ليبيا بأن اطلاق صاروخ سكود اشارة الى أن القذافي سيفعل أي شيء لحماية سلطته.وقال محمد الزواوي مسؤول الاعلام في قوات المعارضة ان قوات القذافي تستخدم سلاحها الاخير، وأضاف أنه "مجنون" وأن المعارضين خائفون من أن يستخدم أسلحة كيماوية ولهذا يحاولون انهاء الصراع ويأملون في انهائه بأقل عدد من الخسائر البشرية، وقال ان المعارضين ليس بمقدورهم منع صواريخ سكود لكنهم يتمنون أن يمنعها حلف شمال الاطلسي. وذكر أن الحلف لديه التكنولوجيا لرصدها. بحسب رويترز.

ويقول محللون ان استراتيجية المعارضة في الوقت الحالي هي عزل العاصمة وانها ترجو أن تنهار الحكومة لكنهم يشيرون الى احتمال أن يقدم القذافي على هجوم مستميت من أجل طرابلس، وفي مكالمة هاتفية غير واضحة بثها التلفزيون الرسمي الليبي دعا القذافي أنصاره الى تحرير ليبيا من المعارضين وداعميهم في حلف شمال الاطلسي، وقال "استعدوا للقتال، دم الشهداء وقود للمعركة"، وبينما كان القذافي يتحدث حقق المعارضون أكبر تقدم لهم منذ بدء القتال قبل شهور ورجحت كفتهم في صراع شابه الجمود لشهور ومثل اختبارا لصبر قوى حلف شمال الاطلسي الطامحة في نتيجة سريعة، وتقدمت قوات المعارضة في منطقة الجبل الغربي الى الجنوب من طرابلس لدخول الزاوية، وتقع البلدة على بعد نحو 50 كيلومترا غربي طرابلس وعلى الطريق السريع الرئيسي الذي يربط العاصمة بتونس، وقال المعارضون انهم سيطروا على بلدة غريان التي تسيطر على الطريق السريع الذي يربط بين طرابلس جنوبا ومدينة سبها وهي معقل للقذافي في عمق الصحراء، وقال متحدث باسم المعارضين من منطقة الجبل الغربي اسمه عبد الرحمن "القذافي معزول، انقطع عن العالم الخارجي"، وذكر معارضون على مشارف الزاوية أن قوات القذافي مازالت على الطرف الشرقي للبلدة وأنها تطلق قذائف المورتر وصواريخ جراد ونيران القناصة، وقال عاملون في المجال الطبي بأحد مستشفيات البلدة ان 20 شخصا بينهم مدنيون قتلو، وينفي مسؤولون في طرابلس أن تكون الزاوية تحت حصار المعارضين لكن موسى ابراهيم المتحدث باسم الحكومة اعترف للتلفزيون الرسمي بأن مقاتلي المعارضة موجودون في غريان، وأضاف أنه مازالت هناك عصابات مسلحة خارج المدينة وأن قوات القذافي قادرة على طرده، وفشل المعارضون في مرات سابقة في الاحتفاظ بمكاسب وقد يجبرهم رد قوات القذافي على التقهقر، ومازال سكان العاصمة الموالون للقذافي صامدين، ومثله مثل كثيرين يرى محجوب مفتاح "وهو معلم تطوع لحمل السلاح في قوات القذافي" أن تقدم المعارضة صوب طرابلس احتمال بعيد، وقال متحديا المعارضين "أتمنى أن يسيروا صوب طرابلس، أتمنى، سيموتون كلهم".

حرب استخبارات

من جانب اخر وبعد ساعات فقط من مطالبة عائشة، ابنة  القذافي، بتعليق من وصفتهم بعملاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذين يزودونه في داخل ليبيا بالإحداثيات لتوجيه غارته الجوية على الأعمدة ليكونوا عبرة لغيرهم، قالت السلطات الليبية في تهديد هو الأول من نوعه على الإطلاق إن أي مواطن يملك جهازا من نوع "الثريا" المتصل بالأقمار الصناعية لا بد أن يحمل ترخيصا باستخدامه، وإلا تعرض لعقوبة الإعدام، وقالت وكالة الأنباء الليبية الرسمية إنه نظرا لقيام من وصفتهم بجواسيس من الخونة عملاء حلف الناتو بإبلاغ هذا الحلف بإحداثيات بعض المواقع عن طريق جهاز هواتف "الثريا" لقصفها، فإن أي مواطن يملك جهازا من هذا النوع، لا بد أن يحمل معه ترخيصا باستخدامه وفق القوانين واللوائح المرعية.وهددت بأن من سيخالف ذلك سيعاقب وفقا للقانون الذي يجرم التخابر مع العدو أثناء الحرب، والذي قد تصل عقوبته إلى حد الإعدام، معتبرة أنه على الأجهزة الأمنية والضبطية القيام بتنفيذ ذلك بحزم واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة في هذا الصدد، بحسب صحيفة "الشرق الاوسط"، ولم تعلق شركة "الثريا" للاتصالات الفضائية في أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة التي تتهمها سلطات القذافي مع قطر بمساعدة وتمويل المجلس الانتقالي الوطني الممثل للثوار الساعين للإطاحة بالقذافي، وتستخدم وسائل الإعلام الأجنبية أجهزة هواتف "الثريا" على نطاق واسع في الحالات التي تكون فيها الاتصالات العادية معرضة للتعطيل وسيطرة الدولة، وكانت عائشة ابنة العقيد القذافي قد انتقدت قبل يومين على شاشات التلفزيون الليبي الرسمي من وصفتهم بعملاء الناتو على الأرض الذين يزودونه بإحداثيات المواقع التي تتعرض للقصف لاحقا بواسطة مقاتلات حلف الناتو، كما طالبت بتوقيع أقسى العقوبة عليهم، وهذه هي المرة الثانية التي يشير فيها أحد أبناء القذافي إلى فكرة وجود عملاء يزودون حلف الناتو بإحداثيات المواقع العسكرية التابعة للقذافي التي تتعرض للقصف في مختلف المدن الليبية، وسبق لسيف الإسلام نجل القذافي أن انتقد خلال شهر حزيران (يونيو) الماضي استمرار عمل هؤلاء العملاء، داعيا السلطات الليبية إلى ضرورة التعامل معهم لتقليل الخسائر البشرية والمادية الناتجة عن قصف الناتو.

إلى ذلك، كشف محمود شمام العضو البارز بالمجلس الانتقالي الوطني الليبي عن تمكن المجلس من الحصول على نحو ألفي تسجيل لمكالمات هاتفية بين كبار المسؤولين في نظام وحكومة العقيد معمر القذافي، تكشف المزيد من التفاصيل غير المعلنة عن الكيفية التي تدار بها شؤون الدولة الليبية في الفترة الأخيرة، وبدأت قناة "ليبيا الأحرار" الفضائية التي تبث عبر الأقمار الصناعية من العاصمة القطرية الدوحة وتعبر عن وجهة نظر المجلس الانتقالي في بث أجزء من هذه المكالمات، حيث أذاعت مؤخراً تسجيلا قالت إنه لمكالمة هاتفية بين رئيس الوزراء الليبي الدكتور البغدادي المحمودي وبعض المسؤولين الحكوميين تكشف قيام نظام القذافي بتجميع الجثث من بعض المستشفيات الليبية لإعادة وضعها مجددا في الأماكن المعرضة لقصف وغارات حلف الناتو، وكانت صحيفة "الشرق الاوسط" كشفت في وقت سابق عن تمكن الثوار المناهضين للقذافي من اختراق شبكة اتصالاته السلكية واللاسلكية ونجاحهم في التجسس على غالبية المكالمات الهاتفية التي تتم من وإلى العاصمة الليبية طرابلس، وقال مسؤول بالمجلس الانتقالي "لقد حصلنا مؤخرا على معدات تقنية حديثة من دولتين إحداهما عربية والثانية أوروبية، حيث بات بإمكاننا الآن أن نتجسس على كل المكالمات الهاتفية التي تتم في العاصمة طرابلس"، واعتبر المصدر نفسه أن قدرة الثوار على التجسس على مكالمات نظام القذافي تمثل نقلة نوعية في الحرب الأمنية والاستخباراتية التي يخوضها الثوار والمجلس الانتقالي لإسقاط نظام القذافي، وسبق للتلفزيون الليبي الرسمي أن بث عدة مكالمات هاتفية، قال إن المخابرات الليبية نجحت في تسجيلها لرئيس المجلس الانتقالي المستشار مصطفى عبد الجليل وهو يتحدث إلى مسؤولين أميركيين وبريطانيين عبر الهاتف في شهر مارس (آذار) الماضي، وهكذا، وإلى جانب المعارك الطاحنة التي يخوضها نظام القذافي ضد الثوار المتمردين على نظام حكمه والساعين لإسقاطه، تدور بشكل غير معلن وخلف الكواليس والغرف المغلقة معركة أخرى من نوع مختلف تتمحور حول الأمن والاتصالات والاستخبارات.

والى جانب أصوات المدافع والقذائف الصاروخية التي يتبادلها الطرفان، فإن ثمة حربا سرية لا تقل أهمية عن الحرب المعلنة على الأرض وفي ميدان القتال في مختلف الجبهات، تدور رحاها في الخفاء من دون أن تثير أي جلبة أو ضوضاء، وبينما يقول مسؤولون في المجلس الوطني الانتقالي إن الدائرة الأمنية والاستخباراتية حول القذافي بدأت تنهار بالفعل، فإن مسؤولين في حكومة القذافي سخروا في المقابل من هذه المبالغات، وبرهنوا على ذلك بعدم قدرة أي جهة على تحديد المكان الفعلي لوجود القذافي منذ بدء العمليات العسكرية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) في ليبيا في شهر مارس الماضي، وقال دبلوماسي غربي أنهى الشهر الماضي عمله في العاصمة الليبية طرابلس لـ"الشرق الأوسط" إنه وفقا لمعظم التقديرات فإن جهاز المخابرات الليبية الذي يقوده أبو زيد عمر درودة قد فقد اخيرا نحو 70 في المائة من كوادره البشرية القادرة على العمل، مشيرا إلى أنه ووفقا لأحاديث أجراها مع مسؤولين عن أجهزة الاستخبارات الغربية مؤخرا فإن الجهاز الليبي يعمل بنحو 30 في المائة فقط من قدرته الحقيقية، وتحدث معارضون ليبيون ودبلوماسيون غربيون عن عزوف معظم العاملين في جهاز المخابرات الليبية عن ممارسة عملهم لأسباب قالوا إنها أخلاقية تتعلق برفضهم المشاركة أو التورط في أي عمليات تستهدف محاولة إجهاض موجة الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها مختلف المدن الليبية اعتبارا من السابع عشر من شهر فبراير (شباط) الماضي، في المقابل، لم يعلن المجلس الانتقالي رسميا عن امتلاكه جهاز مخابرات مناهضا للقذافي في إطار الحرب السياسية والعسكرية بين الطرفين، لكن مصادر في المجلس قالت إن عملية اغتيال اللواء عبد الفتاح يونس القائد السابق لهيئة الأركان العامة لجيش تحرير ليبيا الوطني برهنت على الحاجة إلى جهاز أمني قوى لإجهاض محاولات التجسس والإرهاب التي يمارسها نظام القذافي ضد الثوار.

الثوار أمام اختبار

على صعيد اخر يرى المحلل السياسي البريطاني باتريك كوبيرن في مقال نشرته صحيفة "ذي اندبندنت" تحت عنوان " ثوار ليبيا الفوضويون حلفاء مشكوك في امرهم" وان بينهم انقسامات عميقة ويطلقون روايات كاذبة اثبتت تقارير منظمات لحقوق الانسان عدم وجود ادلة تثبت صحته، حيث يقول "الثوار، بدءا بحرب الوردتين ووصولا إلى الحرب الأهلية في ليبيا، عادة ما يحاولون تأجيل انقسامهم إلى فصائل وقتل بعضهم بعضا إلى ما بعد تسلمهم السلطة والسيطرة الكاملة، ومهما بلغ عمق خلافاتهم، فهم يبقونها سرا خافيا عن العالم الخارجي، بينما الثوار الليبيون ليسوا كذلك، فقد اعتقل أعضاء المجلس الانتقالي في بنغازي الشهر الماضي قائدهم العسكري، اللواء عبد الفتاح يونس، للاشتباه بخيانته، واستدرجوه بعيد ا عن حراسه وقتلوه، وحل رئيس المجلس مصطفى عبد الجليل، مجلسه التنفيذي على أساس أن بعض أعضائه متواطئ في القتل. ويبدو أنه كان مجبرا على القيام بذلك، لكبح غضب قبيلة العبيدي التي يتنتمي إليها يونس، والجانب المضحك في القضية كلها هو أنه في اللحظة التي يمسك فيها كل قائد من قادة الثوار بخناق الآخر، يتم الاعتراف بهم دولة بعد اخرى على انهم الحكومة الشرعية في ليبي، وتسلم دبلوماسيو المجلس الانتقالي مؤخراً السفارات الليبية في لندن وواشنطن، وهم على وشك تسلم السفارة في اوتاو، وهذه لوحة نادرة من سوء التوقيت، فقد اعترفت بريطانيا بحكومة الثوار في اليوم نفسه الذي كان فيه بعض أعضائها يطلق النار على رئيس أركان جيشها ويحرق جثته، وإذا كان الثوار يتصرفون الآن بهذه الطريقة، بينما في مصلحتهم إلى حد كبير ان يظهروا وحدتهم، فكيف سيتصرفون عندما يتولون السلطة في طرابلس؟، لكن السياسة الوحيدة لحلف شمال الاطلسي (ناتو) هي القيام بذلك فقط، وتحول قرار مجلس الأمن الذي كان هدفه منع دبابات القذافي من دخول بنغازي لأسباب إنسانية بسرعة إلى مبادرة للإطاحة به، وما تزال بريطانيا وفرنسا بدعم أميركي أساسي تعتقد أن من مصلحة الشعب الليبي استبدال هولاء الديموقراطيين الراسخين من بنغازي وشرقي ليبيا الذين يمثلهم المجلس الانتقالي بالقذافي، فهل يمكن لاستراتيجية القوة الشديدة أن تنجح بمفهوم عسكري خالص؟، وهل ستستطيع طوابير الثوار ذات الشاحنات الصغيرة التي ركبت عليها الرشاشات من الخلف أن تتقدم لتسيطر على طرابلس خلف قصف مكثف توفره قوة نيران "ناتو"؟.

واضاف، ان العاصمة الليبية تعاني بالفعل من شح في الوقود، والبضائع الاستهلاكية والكهرباء، والثوار يحققون مكاسب على الأرض وفي الجنوب الغربي من العاصمة، ولكن حتى مع مساندة غارات "ناتو" الجوية كان هذا التقدم بطيئ، وإذاجعل الثوار تحقيق إنجاز مثل الاستيلاء على مدينة البريقة، التي يبلغ عدد سكانها أربعة آلاف، وتقع على خليج سرت، مهمة صعبة، فكيف سيستطيعون شق طريقهم نحو طرابلس التي يبلغ عدد سكانها 1،7 مليون نسمة؟، كما ان القذافي قد يسقط، لكن يبدو بشكل متزايد أنه إذا سقط، فسيكون ذلك على أيدى مجموعات من الميليشيات المهلهلة الأكثر اعتمادا من اجل النجاح على دعم تكتيكي من جانب طائرات "ناتو"، ونظرا لأن الثوار لا يملكون قوة عسكرية موحدة، فان النتيجة لن تكون انتصارا واضح المعالم، وحتى لو انتصروا، فسيعتمدون على الدعم الأجنبي في كل مستويات ممارسة السلطة في هذه الدولة الشاسعة، وكما حدث في أفغانستان عام 2001، وفي العراق عام 2003، وجدت الولايات المتحدة وبريطانيا إن الإطاحة بطالبان أو صدام شيء، وشيء آخر مختلف تماما إيجاد من يحل محلهم، والتعامل مع الحلفاء المحليين المشكوك فيهم كحكومة شرعية له قيمة دعائية، لكن من غير الحكمة التظاهر بأن الشريك المحلي له سلطة حقيقية، وبهذه التجربة التي حصلت عليها بريطانيا، فقد كان أمرا عقيما أن تتورط في حرب جديدة، على افتراض انه في هذه المرة نحن نراهن على منتصر حقيقي، وستتم الإطاحة بالقذافي لكن الصراع من اجل السلطة بين الفصائل المحلية سيتواصل.

وكان للإعلام الأجنبي نواقصه في العراق، وأكثر من ذلك في أفغانستان لكن هذه النواقص وصلت الذروة في حرب ليبي، وقد تمت عسكرة التقارير إلى حد كبير، والكثير منها مادة منمقة من الجبهة حول الكر والفر من جانب ميليشيات الثوار، ويتطلب إعداد هذه التقارير شجاعة، وعادة ما يتعاطف المراسلون مع الشبان الذين يتشاركون مع المراسلين في الخنادق، وتميل تغطيتهم إلى التعاطف الكامل مع الثوار ومعارضة نظام القذافي، وعندما قتل عبد الفتاح يونس لم يكن لدى اي احد تقريباً في وسائل الاعلام الاجنبية اي تفسير لكيفية حدوث ذلك وسببه، وتبين ان قيادة الثوار، التي صورت في السابق بأنها مجموعة من الاخوة البطوليين، هي قيادة منقسمة بمنافسات وثارات قاتلة، وقد تقيأ بعض المراسلين ببساطة ادعاء سلطات الثوار غير المرجح بان مقاتلين موالين للقذافي لهم قواعد في بنغازي هم من قتل الجنرال، بينما ذكر آخرون ان في المدينة 30 ميليشيا اسلامية مختلفة، الى اليوم يبرر الساسة تدخل حلف شمال الاطلسي (ناتو) في ليبيا بالاشارة الى فظائع يفترض ان قوات القذافي ارتكبتها من قبيل الاغتصاب الجماعي او الاستخدام الواسع النطاق للمرتزقة، وقد كشفت منظمات لحقوق الانسان مثل منظمة العفو الدولية و"هيومان رايتس ووتش" قبل وقت طويل عدم وجود ادلة على معظم قصص الفظائع، وكذلك فعلت لجنة من الامم المتحدة برئاسة الخبير القانوني المرموق شريف البسيوني، وتجاهلت وسائل الاعلام التي كانت اول من نشر قصص فظائع القذافي تلك التقارير المدروسة جيداً تجاهلاً تاماً تقريب، لقد عزز من عسكرة ارسال التقارير الصحافية من العراق وافغانستان نظام "الحاق" الصحافيين بالوحدات العسكرية، وكان هذا الى حدٍ ما امراً لا مفر منه بالنظر الى الخطر من جانب المقاتلين العراقيين او طالبان، لكن النتيجة كانت ان تغطية انباء الحرب عادت الى ما كانت عليه خلال الاشتباكات الامبريالية في القرن التاسع عشر، مع عدم حصول العالم الا على وصف جزئي، كثيراً ما يكون مضللاً، لما يحدث في ليبيا.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 20/آب/2011 - 19/رمضان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م