ندوة في لندن تفتح ملف حق الطفل السياسي

رابطة الشباب المسلم- لندن

 

شبكة النبأ: في إطار برنامجها الدوري استضافت رابطة الشباب المسلم يوم السبت 14/8/2011م في دار الإسلام بلندن الباحث العراقي الدكتور نضير الخزرجي متحدثا عن دور المثقف في التعامل مع وقائع التاريخ الذي يضم في سجله صفحات الفرح والحزن، مؤكدا على أهمية التوازن في إحياء المناسبات الدينية المشتملة على المواليد والوفيات، مع الإحتفاظ بخصوصية الإمام الحسين(ع) في تعظيم نهضته المباركة في العشرة الأولى من محرم الحرام.

وقال الدكتور الخزرجي الباحث المشارك في دائرة المعارف الحسينية  في الندوة العامة التي انعقدت عشية ذكرى ولادة الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب(ع) في النصف من شهر رمضان أن مثل هذه المناسبات مدعاة لتعريف الأمة بقادتها الرساليين الذين ضحوا بالغالي والرخيص من اجل إحياء إنسانية الإنسان بوصف الإسلام دين السلام ودين الحياة ودين الحبور، وقد قال الإمام الحسن(ع): "إعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا = وآعمل لآخرتك كأنك تموت غدا"، وقال الإمام جعفر بن محمد الصادق(ع) : (شيعتنا منَّا يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا)، حيث قدم المعصوم الفرح على الحزن وقدم الدنيا على الآخرة بوصف الدنيا مزرعة الآخرة وهي قنطرة لها، ولأن الغرض من الدنيا أحياؤها والعيش فيها بسعادة وعدالة وهي دعوة النبي محمد(ص) ومخ رسالته: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) سورة الأنفال: 24.

وفتح الخزرجي الأستاذ في الجامعة العالمية للعلوم الإسلامية، ملف الطفل وحقه في المشاركة السياسية، مستلهما من التاريخ الإسلامي وسيرة الإمام الحسن(ع) هذا الحق، وذلك باستحضار المستور من مفاصل التاريخ عندما أخذ النبي محمد(ص) من سبطه الإمام الحسن(ع) البيعة خلال فتح مكة عام 8 للهجرة وله من العمر خمس سنوات، مؤكدا أن فعل الرسول(ص) وقوله وتقريره حجة ملزمة على المسلمين، وكونه أخذ البيعة من الصغار كالحسن والحسين وعبد الله بن عباس وعبد الله بن جعفر هي إشارة واعية من الإسلام لحق الطفل في المشاركة السياسية، وأن له في الإنتخابات صوتاً كما للبالغ، وأن لوليه الحق في إعمال هذا الصوت، فما دام الشرع قد أعطى للولي وحاكم الشرع الحق في التصرف في أموال القاصر أو اليتيم بما فيه رضا الله وصلاح صاحب المال فمن باب أولى أنَّ له الصلاحية في إعمال حق المساهمة في الأداء السياسي لصالح من يقع تحت ولايته، بل ويرى بعض الفقهاء أن هذه الصلاحية تشمل الطفل المميز والمجنون على حد سواء.

وانتقد الخزرجي التعامل الإنتقائي مع حوادث التاريخ، مشيراً إلى مسألة مفهوم الخلافة ومصاديقها الخارجية، فكتب التاريخ تتجاهل فترة حكم الإمام الحسن(ع) التي استمرت ستة أشهر، ولكنها تتوقف عند حكم عبد الله بن المعتز العباسي الذي حكم ليوم وليلة واحدة فقط فتسميه الخليفة الثالث عشر من خلفاء العصر العباسي، فالتاريخ المتأثر حتى يومنا هذا بأساليب الدعاية الأموية يسثني فترة حكم الإمام الحسن(ع) من عهد الخلافة فلا نسمع إلا بعهد الخلفاء الأربعة مع أن خلافة الإمام الحسن(ع) بالمفهوم السياسي هي جزء من نسيج عهد الخلافة ما بعد الرسول(ص) التي تمت تحت مرأى المهاجرين والأنصار، فالأولى أن يطلق على هذه الفترة عهد الخلفاء الخمسة لا الأربعة ويعمم في مناهج الدراسة منذ المراحل الأولى.

ودعا الإعلامي والأكاديمي العراقي في ختام الندوة العامة إلى أهمية قراءة التاريخ بصورة منصفة ووضع الأمور في نصابها السليم والخروج من شرنقة الإعلام الأموي وتأثيراته الذي قلب الحقائق حتى صار الإمام علي(ع) المولود في بطن الكعبة والذي بايع الرسول(ص) صغيرا ودافع عن الرسالة وصاحبها شاباً وصبر على جور الزمان كهلا واستشهد في محراب الصلاة كبيراً، صار في نظر المتأثرين بهذا الإعلام تاركاً للصلاة حتى إذا تناهى إلى سمعهم أنه عليه السلام قتل في محراب مسجد الكوفة في شهر رمضان الفضيل تساءلوا والدهشة تعقد تقاسيم وجوهم: أوَ كان علي يصلي؟!!

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 16/آب/2011 - 15/رمضان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م