الإرهاب الدولي وتشكيل الحكومة العراقية

كتب المحلل السياسي

شبكة النبأ: شارك العامل الإقليمي والدولي إلى حد كبير في تشكيل الحكومة العراقية، والسبب هو وجود أجندات سياسية وأمنية على الأراضي العراقية، فبعد كل ما حصل من إرهاصات يفترض أن تكون هناك استحقاقات يجب تأديتها على أن تكون في مصلحة الشعب أولا، وان تتكيف مع مصلحة البلد.

لقد واجه العراق تحديات كبيرة ينبغي مواجهتها بالعمل الجاد، وان لا يقف أمامها احد مكتوف الأيدي، فتأتي أهمية الحوار من اجل فض التعقيدات التي يتجادل فيها السياسيون اليوم حول تشكيل الحكومة وتوزيع الحقائب الوزارية وخصوصا الأمنية والاستحقاقات الانتخابية.

تأتي هنا الحرب على الإرهاب التي تربك العمل الحكومي وهي اخطر أنواع الحروب وبالتالي ستكون عواقبها وخيمة ونتاجها فضيعة..

فقبل الولوج في الموضوع ينبغي تعريف الإرهاب أولا بعيدا عن المنطلقات السياسية ففي تعريف مبسط يمكن القول أن أي نوع من الأضرار التي تصيب الإنسان ووضعه النفسي يقع في خانة الارهاب من هنا تأتي أهمية الحرب على الارهاب وملاحقته وتفكيك خلاياه فعلى سبيل المثل نرى إستراتيجية الولايات المتحدة في العراق من اجل مكافحة الارهاب فهي لم تهتم بالمواطن العراقي أولا ما أهمها هو مكافحة الارهاب على الأراضي العراقية.

 وما لم يحس المسؤولين بخطر الإرهاب وهروبهم من المسؤولية والاختلاف حول توزيع الوزارات الأمنية سيشكل خطرا على العملية السياسية والأمنية، وبالتالي ستكون لغة السلاح هي من يسود في الشارع. من هنا تقع مسؤولية المواجهة من منظور امني وأنساني، العراق اليوم يعيش مرحلة خطيرة من مختلف الجهات فالتركة ثقيلة ونوع التحديات كبير جدا ينبغي البحث عن الوسائل والابتكارات وطرق الأداء التي تمكن الحكومة من التعامل مع الأزمات.

فالإرهاب استهدف كل مفاصل الدولة واستهدف الشعب أولا وبلغت الأضرار حدود لا يتصورها بشر، فالعراق يعيش مواجهة عالمية من الحرب على الإرهاب فعلى الصيد الجغرافي لا يوجد بلد مستثنى أما الأهداف فهي كل ما يتعلق بالجانب الإنساني والخدمي. فالإرهاب لم يبدأ من العراق ولن ينتهي بالعراق فالعوامل كثيرة منها التنوع العرقي والطائفي والسياسي... من هنا يستطيع الإرهاب اللعب على الحبال.

إضافة إلى تفشي البطالة والعوز مما سهل دخول الإرهاب إلى المجتمع إضافة إلى الدعم الإقليمي من اجل تصفية الحسابات والمكاسب. ومع وجود الإعلام المبالغ فيه تحولت الأمور إلى عقد كبيرة وتأجيج للوضع.

أما السؤال هو كيف يتم مواجهة الإرهاب؟

يقول محللون سياسيون تكون المعالجة ضمن سياقات المنطق والمبادئ الأخلاقية فبالعنف لا تحل المشاكل فينبغي تضافر الجهود الدولية لمواجهة الإرهاب عبر برنامج متكامل يشمل كل ما يخص الإنسان من ثقافة اجتماعية عبر التربية الصحيحة من هنا ينبغي تحليل ظاهرة الإرهاب جيدا عبر دراسة الموروثات الاجتماعية فهناك دول تعد مقومات دعم الإرهاب كإقامة المعسكرات والتسليح وتقديم الدعم اللوجستي وهناك دول تموله كما هناك دول تنتجه وأخرى ناقلة فينبغي مكافحته عبر ثلاثة محاور المواجهة ومعالجة الآثار وتعزيز الأمن الوقائي.

ويرى محللون سياسيون أن صياغة العقلية الأمنية العراقية أمر هام يتطلب ثقافة وإرادة من اجل تحويل الطموح إلى شيء ملموس، إضافة إلى إيجاد حالة من التعاون بين مختلف أجهزة الدولة لقمع الإرهاب وما لم تتوافق عليه الكتل السياسية لا يستطيع البلد النهوض لتحقيق أهداف اكبر لمواجهة التحديات.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 8/آب/2011 - 7/رمضان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م