المرجع الشيرازي يؤكّد على دور المثقّفين والعلماء في فضح التضليل الاعلامي

خصوصا تجاه المظالم بالبحرين

 

شبكة النبأ: اكد المرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي على اهمية مسؤوليات العلماء والنخبة المثقفة في المجتمع قبال الإعلام السلبي للأعداء واعتبرها مسؤولية خطيرة فإذا تهاون العلماء في تعريف الحقّ وبيانه للناس، وفي بيان الباطل، ولم يؤدّوا مسؤوليتهم كما يجدر في هذا المجال، فسيصاب الناس بالحيرة ويضلّوا ويتبعوا الباطل، وعلق سماحته على التضليل الاعلامي تجاه الظلم والجور والقمع الشديد الذي يتعرّض له المؤمنون والمؤمنات في البحرين اليوم بسبب مطالبتهم بحقوقهم المشروعة والإنسانية المهضومة، حيث تمارس بعض الوسائل الإعلامية التضليل والتعتيم وقلب الحقائق، بل ويتّهمون الأبرياء والمظلومين بالبحرين بشتى التهم وبالباطل.

كما اشار سماحته الى ضرورة اهتمام المبلّغين بجيل الشباب في مقابل من يحاول سوق الشباب إلى المفاسد وإلى ارتكاب الذنوب والمعاصي وإلى طريق الضلال والتعاسة والظلمات. فلذا يجب على أهل العلم أن يتصدّوا لهذه المحاولات، ويقوموا بدقّة وحكمة بردّ الشبهات وفضح أصحابها وأصحاب الباطل، وعليهم أن يتحلّوا بالصبر، وأن يصمدوا ولا يتوانوا أبداً.

جاء ذلك بمناسبة قرب حلول شهر الرحمة والمغفرة، شهر تهذيب النفس وتزكيتها، شهر الانقطاع إلى الله تبارك وتعالى، شهر الصالحات والخيرات والمبرّات، شهر رمضان المبارك، وكالسنوات السابقة، وفد المئات من العلماء والفضلاء والمبلّغين والمثقّفين وطلاب العلوم الدينية، على بيت المرجع الشيرازي دام ظله بمدينة قم المقدّسة، للاستفادة من توجيهات سماحته القيّمة فيما يخصّ هذا الشهر الفضيل، وذلك مساء يوم الأربعاء الموافق للخامس والعشرين من شهر شعبان المعظّم 1432 للهجرة، فألقى سماحته كلمة قيّمة بهذه الجموع. بحسب نقل موقع مؤسسة الرسول الاكرم الثقافية.

في بداية كلمته بارك سماحة المرجع الشيرازي دام ظله حلول شهر رمضان المبارك للمؤمنات والمؤمنين كافّة، وسأل الله تبارك وتعالى أن يمنّ بالتوفيق على أتباع أهل البيت صلوات الله عليهم ومحبّيهم في أرجاء المعمورة، وقال:

نحن على أعتاب شهر رمضان المبارك، وهذا الشهر هو أفضل فرصة وأفضل مناسبة لتزكية النفس، فيجب على محبّي أهل البيت الأطهار صلوات الله عليهم أن يسعوا إلى الاستفادة من هذا الشهر المبارك في سنتهم هذه أكثر وأكثر من السنين الماضية. ويجب على المبلّغين أن يسعوا إلى نشر تعاليم أهل البيت الأطهار صلوات الله عليهم، وإلى هداية الناس، أكثر وأكثر.

ثم تطرّق سماحته في كلمته إلى الحديث عن المسؤولية الكبيرة لأهل العلم والمثقّفين وقال: نحن أهل العلم عندما نراجع التاريخ ونقرأه، نستطيع أن نعرف من هو الحقّ، ومن هو الباطل. فنعرف إن الإمام أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه كان هو الحقّ، وإن الباطل هو معاوية بن أبي سفيان. ولكن معظم الناس يغفلون عن ذلك، ولا يعرفونه. والمسؤول في بيان ذلك للناس هم أهل العلم والمبلّغين وطلبة العلوم الدينية.

وأشار سماحته إلى مسؤوليات العلماء والنخبة المثقفة في المجتمع قبال الإعلام السلبي للأعداء وقال: إذا تهاون العلماء في تعريف الحقّ وبيانه للناس، وفي بيان الباطل، ولم يؤدّوا مسؤوليتهم كما يجدر في هذا المجال، فسيصاب الناس بالحيرة ويضلّوا ويتبعوا الباطل، وتبعاً لذلك سيكون جزاء العالم والمبلّغ في الآخرة هو أسفل السافلين. وأما إذا قام العالم الديني والمبلّغ بأداء مسؤوليته كما يجدر في هذا المجال، وبدراية وحكمة، وعمل على إخراج الناس من الظلمات إلى النور، وعرّفهم الحق، فسينال الدرجات الرفيعة بالآخرة.

وذكر سماحته نماذج من التاريخ، من ممارسات ومحاولات أعداء أهل البيت صلوات الله عليهم في تضليل الناس وإبعادهم عن أئمة أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله، بالأخصّ ممارسات ابن آكلة الأكباد معاوية، وقال:

كان عمر بن ثابت من مرتزقة وأعوان معاوية، وهذا كان يركب بالشام و يدور في القرى بالشام، فإذا دخل قرية جمع أهلها ثم ينال من الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه ويختلق الأكاذيب والتهم والباطل بحقّ الإمام، وكان يطلب من الناس أن ينالوا من الإمام صلوات الله عليه ويسبّوه. وبعدها كان يسير إلى القرية الأخرى فيأمرهم بمثل ذلك. وكانت تلك الأكاذيب تنطلي على الناس، بحيث إنهم وبعد سماعهم لأكاذيب وأباطيل عمر بن ثابت كانوا يتطاولون على الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه.

وعقّب سماحته: إنّ اولئك الناس كانوا غافلين عن معرفة أن الحقّ هو الإمام عليّ بن أبي طالب صلوات الله عليه، لأن الخبيث عمر بن ثابت كان يطري على معاوية ويمدحه ويختلق له فضائل، ولذلك عندما سمع الناس أن الإمام أمير المؤمنين صلوات الله عليه استشهد في المحراب، تعجّبوا وتساءلوا: وهل كان عليّ يصلّي؟!

وأضاف سماحته: مثل هذه الممارسات والمحاولات نراها تحدث اليوم في عالمنا. ففي عالم اليوم ترى وسائل الإعلام، بالأخص الفضائيات، تنقل وتوصل خبر أية حادثة وأية واقعة إلى الناس في شرق الأرض وغربها وشمالها وجنوبها بعد ثوان أو بضع دقائق من وقوعها، لكن تجاه الظلم والجور والقمع الشديد الذي يتعرّض له المؤمنون والمؤمنات في البحرين اليوم بسبب مطالبتهم بحقوقهم المشروعة والإنسانية المهضومة، فإن هذه الوسائل الإعلامية تراها تمارس التضليل والتعتيم وقلب الحقائق، بل ويتّهمون الأبرياء والمظلومين بالبحرين بشتى التهم وبالباطل.

وشدّد سماحته بقوله: من يتحمّل مسؤولية تبيين الحقّ للناس وتبيين مصداقه الحقيقي كي يتّبعوه، ومن يتحمّل مسؤولية تبيين الباطل وفضحه، كي لا ينطلي على الناس؟ أليست هي مسؤولية العلماء وطلبة العلوم الدينية والمثقّفين؟ ويالها من مسؤولية خطيرة.

بعدها أشار سماحته إلى ماجرى على الأئمة الهداة الأطهار من آل النبي صلوات الله عليه وعليهم أجمعين، من الظلم والأذى والتشريد والسجن والقتل بالسيف والسمّ، وقال: إن معظم الناس الذين عاصروا الأئمة الأطهار صلوات الله عليهم كانوا لا يستطيعون أن يعرفوا أفضلية وأولوية أهل البيت صلوات الله عليهم على أئمة الكفر، وذلك بسبب التضليل الإعلامي المعادي.

لذلك يجب على العلماء والمثقّفين في كل زمان أن يسعوا إلى إزالة الحجب عن وجه الحقّ والحقيقة، وأن يبيّنوا الحقّ ويعرّفونه للناس، فهذا الأمر من أوجب الواجبات، لأنه سبيل هداية الناس وسعادتهم.

وفي سياق كلمته القيّمة أكّد المرجع الشيرازي دام ظله ضرورة اهتمام المبلّغين بجيل الشباب، وقال:

يسعى الأعداء اليوم إلى ترويج الشبهات في المجتمع، ويحاولون سوق الشباب إلى المفاسد وإلى ارتكاب الذنوب والمعاصي وإلى طريق الضلال والتعاسة والظلمات. فلذا يجب على أهل العلم أن يتصدّوا لهذه المحاولات، ويقوموا بدقّة وحكمة بردّ الشبهات وفضح أصحابها وأصحاب الباطل، وأن يسعوا إلى نشر معارف أهل البيت الأطهار صلوات الله عليهم، وعليهم أن يتحلّوا بالصبر، وأن يصمدوا ولا يتوانوا أبداً، وأن يبذلوا قصارى جهدهم في هذا المجال، وعليهم أيضاً أن يعطوا الأولوية في ممارسة الهداية إلى جيل الشباب.

وأعرب سماحته عن أسفه البالغ تجاه عدم الاهتمام بالمسلمين من قبل الحكومات التي تدّعي الإسلام، وقال: قرّرت مؤخّراً إحدى الدول العربية أن تكون عطلة عيد الفطر فيها لمدّة عشرة أيام، بحجّة أن يعرف الناس بأن هذا العيد هو من الأعياد الإسلامية المهمة. ولكن هذه الدولة، وغيرها ممن يدّعون الإسلام، تراهم لا يكترثون، بل ولا يبالون أبداً تجاه الفاجعة والمأساة الكبيرتين اللتين يتعرّض لهما الشعب المسلم في البحرين.

وأردف سماحته مؤكّداً: يجب على العلماء والمثقفين اليوم أن يعرفوا مسؤوليتهم المهمة والخطيرة جيّداً. فمسؤولية أهل العلم هي التمييز بين الحق والباطل، وتبيين ذلك وتعريفه للناس كافّة، وكذلك مسؤوليتهم تعريف الإسلام الحقيقي المتمثّل بإسلام النبي وآله صلوات الله عليهم أجمعين للبشرية كلّها.

وختم سماحة المرجع الشيرازي دام ظله كلمته القيّمة مؤكّداً أيضاً: لنسعَ إلى الاستفادة من شهر رمضان المبارك استفادة أكثر وأفضل مما سبق، وإلى القيام بمسؤولياتنا الخطيرة وأدائها بعلمنا وبعملنا وقلمنا.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 2/آب/2011 - 1/رمضان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م