الانسحاب الأمريكي من العراق في ظل تعطيل العملية السياسية

كتب المحلل السياسي

 

شبكة النبأ: مع استمرار الجمود السياسي في العراق، ارتفع بشكل ملحوظ عدد الاغتيالات السياسية والهجمات التي تستهدف قواعد أميركية لكن من المهم الآن إحراز تقدم في النظام السياسي للخروج من مسار الحرب الأزمات التي تعصف بالعراق. فإذا كانت العملية السياسية لا تعمل فإن الناس يشعرون بالإحباط ويلجأون إلى العنف. وأنه ينبغي النظر إلى تزايد العنف باعتباره بداية محتملة لمثل هذه العملية الخطيرة.

لكن محللون سياسيون يرون ان الحرب في العراق التي كانت ضرورية لمكافحة الارهاب تؤدي حاليا الى نتائج عكسية عبر تصدير مقاتلين اسلاميين الى الدول المجاورة وحتى الى بلدان ابعد منها.

وقالت معلومات عن مصادر حكومية اميركية ان بعض هؤلاء المقاتلين يستغلون مجموعات اللاجئين العراقيين الذين يفرون من بلدهم لعبور الحدود والانتشار في العالم وبعضهم يتم ارسالهم من العراق لمهمات محددة.

فان تقريرا اعد لحساب الحكومة الاميركية رأى ان هذا النوع من المقاتلين المدربين يشكلون خطرا اكبر على الغرب من المتطرفين الذين تدربوا في افغانستان.

واوضح التقرير الذي اعده الخبير السابق في الخارجية الاميركية دينيس بلوشينسكي ان العراق اصبح ساحة لاختبار تكتيكات لحرب عصابات في المدن.

وقال مسؤولون في اوروبا في مقابلات انهم يحاولون رصد عدد صغير من الذين عادوا الى بيوتهم بعد ان امضوا فترات قصيرة في العراق تدربوا خلالها على ما يبدو مع المتمردين.

وحذر مراقبون من الفشل الذي منيت به حكومة العراق الائتلافية الهشّة للمرة الثانية في التوصّل إلى اتفاق على ما إذا كانت ستطلب من بعض القوات الأمريكية البقاء لما بعد ديسمبر أو ترك إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بجدول مواعيد أقصر لإكمال الانسحاب.

ودعا الرئيس جلال الطالباني، الكتل السياسية للمرة الثانية في الأسابيع الأخيرة، وقال إنّه أعطى مهلة لجميع الأطراف الآخرين لمناقشة القضايا قبل عقد اجتماع آخر.

وقال مسئول عسكري أمريكي كبير بالرغم من أن الإدارة اقترحت أن تبقى بعض الأعداد بشكل غير رسمي من قبيل بقاء 10 آلاف جندي أمريكي من أصل 46 ألف جندي موجودون الآن، وبالرغم من أن هذا يبدو معقولاً إلا أنه يظل حتى الآن في نطاق التخمينات.

وأضاف المسئول العسكري الأمريكي العراقيون لم ينجحوا في التوصل إلى موقف مجمع عليه بشأن حجم القوات التي يحتاجون إلى بقائها، وهم من ناحية يريدون من قواتنا أن تنجز بعض المهام التي تتولى الإشراف عليها، ولكن من الناحية الأخرى لا يستطيع الجانب الأمريكي أن يحدد كم القوات التي قد يستلزم بقاؤها.

وبحسب مسئولين في الإدارة الأمريكية فإن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي يخبر بعض المسئولين المقربين منه بأن الرئيس أوباما يريد أن يبقي على قوة قوامها 30 ألف جندي في العراق.

وأخبر مسؤول أمريكي ان العراقيون قد لا يتوصلون إلى اتفاق حول هذا الأمر قبل أن تحين نهاية العام الجاري، ونحن من ناحيتنا لا نرى أنه من المحتم علينا أن نوافق على ما قد يطلبونه.

وعلى الرغم من وعدها بالانسحاب الكامل، فقد أوضحت الإدارة الأمريكية رغبتها في مواصلة المهام مثل تدريب القوات العراقية ومراقبة عمليات الدفاع الجوّي والاستخبارات بالإضافة إلى مهمات مكافحة الإرهاب المشتركة مع القوات العراقية خاصة فيما يتعلق بالتحركات الإيرانية وما تمثله من خطر على الاستقرار السياسي والأمني.

وكان زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ هاري ريد قد قال ليس هناك من شك في أنّ الولايات المتّحدة يجب أن تواصل تقديم الدّعم للعراقيين لكن في الوقت نفسه نحن نرى أن مهمتنا العسكرية قد وصلت لمرحلة النهاية.

وصرّح أحد كبار مسئولي الجيش بأن الجانب العراقي عليه أن يتخذ قرارًا واضحًا وفي فترة قريبة للغاية لأن فرص التصرف بمرونة تقل بمرور الوقت فيما يتعلق بطبيعة القوات والمهام التي يمكن أن توكل للجيش الأمريكي بعد تنفيذ خطوة الانسحاب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 31/تموز/2011 - 29/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م