الثقافة العربية... القدس وتحرير الخيال

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: هناك العديد من الجوائز التي تقدم الى المبدعين من ادباء ومفكرين ومثقفين على الصعيدين العربي والعالمي كعرفان بالجميل ووفاءً لهذه النخبة المتميزة التي حملت على عاتقها ايصال وترجمة ماينتمي اليه من بيئة تقافية ربما تكون محدودة الانتشار لتتحول الى العالمية والشهرة، وقد تختلف هذه الجوائز من حيث اهميتها ونوع الابداع الذي تهتم به ومدى دعمها للفائزين بتكريمه، لكن مايتفق عليه ان المبدعين يستحقون اكثر من ذلك، فمع كل الاهتمام بهذه الجوائز والفائزين به، مازال هذا الاهتمام دون الطموح المنشود خصوصاً في الوطن العربي الذي لاينصف مبدعيه ابدا.

جائزة النيل

حيث اختار المجلس الاعلى للثقافة المصري برئاسة وزير الثقافة عماد ابو غازي الفائزين بجوائز الدولة وفي مقدمتها جوائز النيل التي حصل عليها لفرع علم الاجتماع واضع اسس علم الانثربولوجيا في مصر والعالم العربي العالم احمد ابو زيد، اعلن ذلك وزير الثقافة المصري عماد ابوغازي مباشرة اثر اختيار العالم احمد ابو زيد للفوز بجائزة النيل فرع علم الاجتماع، التي تبلغ قيمتها 400 الف جنيه مصري (70 الف دولار تقريبا)، والتي تمنح للمرة الأولى بهذا الاسم حيث كانت تحمل سابقا اسم الرئيس المخلوع مبارك، والمنجزات العلمية لابو زيد كثيرة، وله العديد من المؤلفات والدارسات من بينها دراسات حول المجتمع في شبه جزيرة سيناء "شمال سيناء دراسة اثنوغرافية للنظم والانساق الاجتماعية" و"الانسان والمجتمع والثقافة في شمال سيناء"، ولديه ايضا عدد من الدراسات بينها "تايلور (مجموعة نوابغ الفكر الغربي" و"الثأر) دراسة انثروبولوجية في احدى قرى الصعيد" و"دراسات في المجتمع الليبي" و"البناء الاجتماعي مدخل لدراسة المجتمع" و"المجتمعات الصحراوية في مصر" و"هوية الثقافة العربية"، وفاز المعماري علي رأفت بجائزة النيل للفنون، وهو يعتبر من اهم المعماريين المصريين وله رؤية وتصورات لتطوير العمارة وعلاقتها بالجماليات وبالاقتصاد والسياسة والنشاط الثقافي، وفي فرع الاداب لجائزة النيل فاز الصحافي والكاتب الساخر احمد رجب، الذي كان قد بدأ عمله في الصحافة مع بداية الخمسينات وعمل في اخبار اليوم مع الاخوين امين ويعتبره البعض من اهم كتاب النص الساخر من خلال عموده في صحيفة الاخبار "نص كلمة". بحسب فرانس برس.

والى جانب كونها المرة الاولى التي تمنح هذه الجائزة باسم "النيل"، والتي تعتبر الارفع بين جوائز الدولة والاكثر تقديرا وقيمة مالية، فانها ايضا المرة الاولى التي تبث فيها عملية اختيار الفائزين مباشرة وفي نفس التوقيت بين غرفة اجتماعات المجلس وبين قاعة خصصت للصحافة لمتابعة عمليات التصويت، وسبق ذلك اعلان ابو غازي عن اسماء الفائزين في الجائزة التقديرية، والتي تأتي ثانية من حيث الاهمية وتبلغ قيمتها 200 الف جنيه لكل من الفائزين، وفاز في فرع علم الاجتماع في هذه الجائزة كل من استاذ التاريخ بجامعة عين شمس المؤرخ احمد زكريا الشلق ونقيب المهن الرياضية مسعد عويس واستاذ الجغرافيا محمد صبري الشرنوبي، في حين حجبت الجائزة الرابعة حيث لم يتمكن المنافسون من الحصول على النصاب الذي يؤهلهم للفوز، وفي فرع الاداب فاز بها كل من الروائي عبد الوهاب الاسواني واستاذ الاداب بجامعة القاهرة احمد شمس الدين الحجاجي والروائي فؤاد قنديل، وفي الفنون فازت امين عام المجلس الاعلى للجامعات سلوى الغريب واستاذ اكاديمية الفنون الممثل محمد هناء عبد الفتاح في حين حجبت الجائزة الثالثة لعدم تمكن اي من المتنافسين من جمع النسبة التي تؤهلهم بالفوز في هذه الجائزة، وفي جائزة الدولة للتفوق في العلوم الاجتماعية والتي تصل قيمتها الى 100 الف جنيه فاز كل من اسم استاذ تاريخ العصور الوسطى بجامعة عين شمس الراحل ابو اليسر فرج واستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة يمنى طريف الخولي واستاذ كلية التربية في جامعة الفيوم محمد سكران امبابي، وفي فرع الاداب فاز اسم الاديب الراحل الروائي النوبي ادريس علي بالجائزة في حين حجبت الجائزة الثانية لعدم حصول المتنافسين على النصاب الذي يؤهلهم للنجاح، وفي فرع الفنون فاز المخرج المسرحي فهمي الخولي بالجائزة وحجبت الجائزة الثانية في نفس الفرع بعدما فشل المتنافسون في الحصول على النصاب المطلوب، واعلن في البداية أسماء الفائزين في جوائز الدولة التشجيعية، والتي تصل الى 33 جائزة، قيمة كل منها 50 الف جنيه مصري ومنحت الجائزة لـ17 فائزا في حين حجبت 16 جائزة منها لعدم الكفاءة وعدم وجود متقدمين أو لاسباب قانونية.

تكريم شخصيات عربية

الى ذلك قلد وزير الثقافة والاعلام الفرنسي فريديريك ميتران مؤخراً وبمناسبة احياء ذكرى حوار اللغات والثقافات بين فرنسا والعالم العربي، ميدالية الفن والادب الى كل من المخرجة والكاتبة اليمنية خديجة السلامي والفيلسوف والباحث المصري مروان راشد والكاتبة الجزائرية ميسا باي والباحث والمؤرخ الفلسطيني الياس صنبر، وتم ذلك خلال احتفال اقيم في وزارة الثقافة في باريس تخللته قراءات لنصوص بالعربية والفرنسية قديمة وحديثة، قام بإلقائها المترجمون انفسهم ضمن مشاريع للترجمة بين اللغتين العربية والفرنسية، كما تخلل الحفل عزف مقطوعات موسيقية للاسبانيين جوردي سافال ومونتسيرا فيغيراس اللذان كرسا عملها للقاء بين الموسيقى المختلة من انحاء المتوسط واللذان حصلان أيضا على أوسمة، وقال ميتران في مستهل كلمته بالمناسبة، "ان الديناميكية السياسية الجديدة التي تحرك العالم العربي اليوم تحثنا على مراجعة منظور اكثر من اي وقت مضى، ففي الوقت الذي نتحدث فيه عن "الربيع العربي" اوان الحديث عن الجسور، الامل المتصاعد بتقارب بين ضفتينا يمر ايضا عبر هؤلاء المبدعين والكتاب والفنانين، الديمناميكيات الثقافية بين مصر والعالم العربي تشكل جزءا من القلب الحي لعلاقاتنا، ويجب ان نؤكد على ذلك اليوم"، واضاف الوزير "ان تكريم هذه الشخصيات يسهم بطريقة ملحوظة في حوار الثقافات بين فرنسا واوروبا والعالم العربي، وهو يذكرنا أيضا باننا لا نجد هذه الجسور الا في مادية التبادل".

وعند تسلميه الوسام للمخرجة خديجة السلامي توقف ميتران عند مسيرتها الفريدة وزواجها الاجباري في سن مبكرة جدا ثم ذهابها شابة الى الولايات المتحدة حيث درست الاخراج ليخلص الى ان كتابها "دموع ملكة سبأ" الذي كتبته برفقة زوجها "هو ايضا قصة حياتك"، قال الوزير متوجها اليه، وكانت خديجة السلامي التي تعمل كملحقة ثقافية في السفارة اليمينة في باريس انجزت عددا من الافلام الوثائقية عن بلدها تطرقت فيها الى قضايا تخص المراة وتناول آخر اعمالها موضوع الفساد في اليمن، وحول مسيرتها وانجازاتها قال الوزير أمام الحضور " في عالم الكتب والصورة، عملت في خدمة قضايا المراة والديمقراطية وهي قيم بات الدفاع عنها اليوم اكثر من راهن، وكممثلة للتعاون الثقافي وعبر التزامك ومواظبتك فانت خير من يظهر للجميع ان التفاهم المتبادل عمل يتطلب نفسا طويلا لا يجب التراجع عنه"، وعند تقليده الوسام للمصري مروان راشد، توقف الوزير الفرنسي عند دور العرب في حفظ التراث الفلسفي اليوناني بفضل ترجمتهم للاعمال الى العربية ما مكنها لاحقا من الانتقال الى اوروب، ويدرس مروان راشد في فرنسا مادتي الفلسسفة العربية واليونانية وهو ما توقف عنده ميتران قائلا "عبر العمل البطيء على فكر ارسطو وترجمة ترصد كيف انه وتحت تعددية اللغات، تعبر عن نفسها لغة واحدة للعقل البشري، من هذه القناعة النظرية تصنع حقلا للتحقيق العملي جاعلا من نفسك عالم آثار هويتنا المشتركة من شعر ما قبل سقراط وصولا الى فلسفة عصر المماليك"، وفي تمهيده لتسليمها ميدالياتها نوه بدور الكابتة الجزائرية ميساء باي قائلا ان "الكاتبة الجزائرية التي هي انت، عرفت كيف تستثمر كما لم يفعل احد ما اسماه كاتب ياسين بعبارته البالغة الجمال "غنيمة حرب" اللغة الفرنسية". بحسب فرانس برس.

واشار ميتران الى الدور الذي لعبه والدها في حياتها وفي تعلميها الفرنسية قبل ان يسجن ويعذب ايام الاستعمار ثم يعدم وهي بعد في السابعة من عمره، وأضاف "ذكرى هذه الماساة اعدت احياءها بطريقة عظيمة في المكان المغلق لكابينة مسافرين في "هل تسمع الجبل"، واستهل ميتران تكريمه للمؤرخ الفلسطيني الياس صنبر بعبارة "والارض تورث كاللغة" وهي لمحمود درويش من احدى المجموعات التي نقلها صنبر الذي كان صديقا للشاعر الكبير الى الفرنسية، وقال الوزير الفرنسي "الفظ هذه العبارة ليس فقط لان محمود صديقك بل لانها تقول شيئا عن علاقتك بالعالم والتزاماتك المتعددة، عشت تجربة غير عادية تجعل منك مراقبا مسموعا للغاية بخصوص "الربيع العربي"، واصدر صنبر عددا من الكتب عن فلسطين وذاكرة اللجوء وذاكرة فلسطينيي 1948 وحمل آخر كتبه عنوان "قاموس العشق الفلسطيني"، اسس وترأس تحرير "مجلة الدراسات الفلسطينة" وصادق العديد من الشخصيات في باريس مثل جول دولوز والمخرج جون لوك غودار، ويعمل صنبر اليوم كممثل لفلسطين في منظمة اليونيسكو وهو اعتبر بعد تسلمه الجائزة في كلامه ان الميدالية تأتي عبره و"قبل كل شيء للشعب الفلسطيني".

بين الشابي وجوته

من جهته فاز الروائي السعودي يوسف المحيميد بجائزة "ابو القاسم الشابي" لعام 2011 في حفل اقيم مؤخراً في المدينة العتيقة، تم خلاله تسليم هذه الجائزة التي يقدمها البنك المركزي التونسي منذ حوالى 25 عام، وقالت لجنة تحكيم الدورة الرابعة والعشرين ان المحيميد تسلم الجائزة عن روايته "الحمام لا يطير في بريدة" التي صدرت العام 2009 عن المركز الثقافي العربي في العاصمة اللبنانية بيروت.وعبر الروائي السعودي بالمناسبة "عن اعتزازه بالظفر بجائزة باسم شاعر شهد له العالم بجودة شعره وما جادت به قريحته من كلمات بقيت راسخة في الذاكرة العربية"، و"الحمام لا يطير في البريدة" رواية مستوحاة من حادثة "الحرم المكي" في المملكة العربية السعودية العام 1979 لقلب نظام الحكم، ويعد يوسف المحيميد من ابرز كتاب القصة والرواية في السعودية، ومن اعماله ايضا "لغط صوتي" و"القارورة" و"نزهة دلفين" و"فخاخ الرائحة" التي ترجمت الى عدة لغات اجنبية من بينها الفرنسية والانكليزية، وتمنح الجائزة سنويا منذ العام 1986 للقصة او الشعر او المسرح او الرواية تكريما للشاعر التونسي ابو القاسم الشابي، وولد الشابي في العام 1909 وتوفي في العام 1934 وانتج اشعارا خلدته في اقل من عشر سنوات، من بينها قصيدته الذائعة الصيت "ارادة الحياة". بحسب فرانس برس.

ومن جهة اخرى فاز الشاعر السوري علي احمد سعيد اسبر الشهير بأدونيس بجائزة جوته الالمانية المرموقة، وأدونيس مدافع عن الديمقراطية والفكر العلماني في الشرق الاوسط، وقالت الحكومة الالمانية في بيان "اعتبرت لجنة الاختيار أدونيس الشاعر العربي الاكثر اهمية في جيله ومنحته الجائزة عن عالمية (اعماله) واسهاماته في الادب العالمي"، واضافت أن أدونيس سيتسلم الجائزة وقيمتها المالية 50 ألف يورو (70320 دولارا) "والتي تمنح كل ثلاث سنوات" في حفل في فرانكفورت مسقط رأس يوهان فولفجانج فون جوته في الثامن والعشرين من اغسطس اب، وجاء الاعلان عن فوز أدونيس بالجائزة بينما تجتاح انتفاضة ضد الحكم المطلق سوريا موطن أدونيس رغم حملة قمع اودت بحياة مئات المدنيين، وامتنع أدونيس عن انتقاد السلطات السورية صراحة اثناء الانتفاضة، لكنه شن هجوما لاذعا قبل ثلاثة اسابيع على جميع الحكام العرب، وولد أندونيس في 1930 في قرية قصابين الجبلية المطلة على البحر المتوسط، وتعلم في مدرسة ثانوية فرنسية قبل ان يتخرج في جامعة دمشق في الخمسينات وينتقل الى بيروت، وغادر لبنان اثناء الغزو الاسرائيلي في 1982 للاقامة في فرنسا لكنه لا يزال يزور دمشق.

الجائزة العربية الكبرى

بدورها اعلنت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (الالكسو) استحداث "الجائزة العربية الكبرى للتراث" باعتباره مكونا اساسيا من مكونات الهوية وشاهدا على تعاقب الحضارات، وقالت الالكسو في بيان لها ان الجائزة ستكافىء "الانجازات البارزة والاعمال النموذجية في مجال المحافظة على التراث بشقيه المادي وغير المادي وصيانته وتكييفه مع الاستخدامات الحديثة والتعريف به".كما تهدف الجائزة الى "تكريم الباحثين والمهنيين المختصين وتشجيعهم وحثهم على مزيد من الاسهام في تنمية هذا القطاع في الوطن العربي"، وحددت المنظمة التي مقرها في تونس المجالات المعنية بالجائزة التي قدرت قيمتها بـ50 الف دولار بالاضافة الى وسام وشهادة تقدير، وستسلم الجائزة للمرة الاولى العام 2012، على ان تمنح "لافضل مشروع صيانة وترميم الاثار باستخدام التقنيات والاساليب العلمية الحديثة واحياء الصنائع التقليدية والزخرفة في المعمار، ولشخصيات تساهم في التوعية باهمية التراث والتعريف به ونشره عبر مختلف وسائل الاتصال الحديثة".وتتبع منظمة الالكسو التي تأسست العام 1970 للجامعة العربية، وهدفها دعم ازدهار الثقافات العربية للمساهمة في الحضارة العالمية بشكل فعال ومحاربة الامية المتفشية في العالم العربي، كما تدعو الى تطوير منظومة البحث العلمي وتوجيهها لحل مشكلات التنمية وسد الفجوة الرقمية مع الدول المتقدمة، وتبلغ موازنة المنظمة للعام المالي 2011-2012 والتي اقرها المجلس التنفيذي للمنظمة في الخامس من ايار/مايو الفائت، 23 مليون دولار. بحسب فرانس برس.

حرر خيالك

الى ذلك شارك أكثر من 30 كاتبا من 15 دولة عربية وأجنبية في المهرجان الدولي الثقافي الرابع للآدب وكتاب الشباب الذي افتتح في الجزائر تحت شعار "حرر خيالك"، وقالت ادارة المهرجان في بيان ان المشاركين سيناقشون قضايا منها "الادب بلون افريقي" و "الرواية تكتب التاريخ" و"الانترنت نص العال" و"الثورة والكتابة بوصفهما حياة جديدة للادب" و "أصوات محمومة مسارات هادئة" و"كتاب يقر، كتاب يناقش"، وأضاف البيان أن مدينتي قسنطينة وتلمسان سوف تشهدان جانبا من أنشطة المهرجان الذي يستمر ثمانية أيام ويشمل قراءات أدبية ومعرضا للكتاب وورشا تدريبية على تقنيات الكتابة تهدف الى "تحبيب القراءة للقارئ الصغير واعتبارها محركا للحلم وكائنا حيا مهما في حياته" ومن أجل ذلك دعي للمهرجان "هذه السنة وبشكل استثنائي مشاهير وشخصيات وطنية من عالم السينما والرياضة والفن للمساهمة معنا في لعبة القراءة". بحسب رويترز.

ومن الادباء المشاركين في المهرجان الافغاني عتيق رحيمي والايراني موسى بيدج والفرنسي فرناسو بون والمكسيكي جورج فولبيه والكولومبي أنطوان أنوقار ومن أوروجواي كارلوس ليسكانو ومن هايتي رودنيه سان ايلوا ومن الكونجو جبريال أوكونجي ومن العرب اللبنانيون هدى بركات ويوسف بزي وبيار أبي صعب والفلسطينية نتالي حنظل والسورية خلات أحمد والمصريان خالد البري وسعد القرش والتونسيان خالد النجار ووليد سليمان والبحريني قاسم حداد، ومن الجزائريين مراد جيبال وفضيلة مرابط وبن عودة لابادي وكوثر عظيمي وواسيني لعرج وسليمى رحال وياسين تملالي وزهور ونيسي وميلود حكيم ورابح بلطرش وسعيد بوطاجين ومحمد مقاني وسمير قسيمي ووهيبة شاوي وابراهيم قرصاص وياسين بن عبيد وسمية محنش وأسماء مطر ومريم معوج وخالد بوعلي، وقال البيان ان المهرجان الذي يخصص للشعراء الجزائريين أمسية عنوانها "الشعر في مرح" سوف يختتم "بعرض استثنائي تكريما للكاتب الراحل حميد سكيف" وهو مستوحى من أعماله ويحمل عنوان "جغرافيا الخطر" ويقدمه مصمم الرقصات الجزائري حميد بن باهي".

انتخاب امين معلوف

من جانبه انتخب الكاتب اللبناني-الفرنسي امين معلوف من الدورة الاولى عضوا في الاكاديمية الفرنسية بعد محاولتين فاشلتين في 2004 و2007، وقال معلوف ان "انتخابي الى الاكاديمية الفرنسية رمز بالغ الاهمية للبنان، ولحظة اعيشها بملء جوارحي وقد تعاملت معها بلادي بما يليق بها"، واضاف العضو الجديد في هذه المؤسسة الذائعة الصيت التي تأسست في 1635 وتسهر على احترام اللغة الفرنسية وتكوين قاموسها، "منذ انصرفت الى الادب، كانت الاكاديمية تنطوي على معنى في نظري، لم افكر آنذاك في دخولها لكن هذه الفكرة ترسخت في ذهني رويدا رويدا"، وقد انتخب امين معلوف الذي فاز بجائزة غونكور في 1993 عن روايته "صخرة طانيوس"، للمقعد 29 في الدورة الاولى من الانتخاب بحصوله على 17 من 24 صوتا في مقابل ثلاثة اصوات للفيلسوف ايف ميشو، وهو يخلف عالم الاناسة كلود ليفي-ستروس الذي توفي في تشرين الاول/اكتوبر 2009 عن 101 عاما وقد انتخب في 1973 في مقعد هنري مونترلان، وقال امين معلوف "انه مقعد عظيم، مخيف ومحفز، واقترب منه بتواضع وفرح كبير"، وقبل امين معلوف المنفتح على الثقافتين العربية والفرنسية، استقبلت الاكاديمية في 2006 الروائية الجزائرية آسيا جبار التي كانت اول شخصية من المغرب العربي تنتخب الى هذه الاكاديمية. بحسب فرانس برس.

جائزة القدس

في سياق متصل افتتح وزير الثقافة المصري عماد ابو غازي ورئيس اتحاد الكتاب المصريين محمد سلماوي فعاليات مؤتمر اتحاد الكتاب المصريين، بتسليم جائزة القدس لثلاثة كتاب عرب اثنان من فلسطين واخر من الكويت، وهي الجائزة التي خصصها الاتحاد لكتاب اهتموا بالقدس في كتاباتهم واعمالهم، والفائزون هم الفلسطينيان الكاتبة خيرية قاسيمية والشاعر عز الدين المناصرة والكاتب الكويتي الراحل احمد السقاف، من جهته تتطرق الشاعر مناصرة الى التاريخ القريب مشيرا الى ان "منظمة التحرير الفلسطينية استطاعت بمساندة مصر وسوريا منذ عام 1964 وبدم شهداء الشعب الفلسطيني ان تستعيد الهوية الفلسطينية وان تضع فلسطين على خريطة العالم"، وقام ابو غازي وسلماوي ايضا بتسليم جائزة نجيب محفوظ للكاتب الاردني ناصر الدين اسد اخر تلامذة طه حسين الاحياء والتي تبلغ قيمتها 10 الالاف دولار، وكانت لجنة برئاسة الروائي المصري بهاء طاهر اختارته للفوز بهذه الجائزة، التي فاز بها في دورات سابقة الروائي السوري حنا مينة والشاعر الفلسطيني سميح القاسم والشاعر السوداني الليبي محمد الفيتوري والروائي المغربي بنسالم حميش.

وكان وزير الثقافة القى كلمة الافتتاح نيابة عن رئيس الوزراء عصام شرف الذي كان وعد بافتتاح اعمال مؤتمر اتحاد الكتاب الا ان انشغاله بتشكيل الوزراة الجديدة منعه من ذلك، وجاء في الكلمة التي القاها ابو غازي نيابة عن شرف انه "ينتظر الكثير من هذا المؤتمر الذي يناقش تحديات التغيير الذي تواجهه مصر من وجهة نظر الثقافة الى جانب الاستفادة من الرؤية التي سيطرحها المثقفون للدولة المصرية بعد 25 كانون الثاني/يناير لتكون عونا لاستكمال مسيرة ثورة 25 يناير التي شكلت لحظة فارقة في تاريخ بلدنا لبناء ديموقراطية تحترم الكرامة الانسانية وتقيم العدالة الاجتماعية ضمن اطار رؤية نقدية للماضي وبناءة للمستقبل"، ومن جهته اكد رئيس اتحاد الكتاب المصريين محمد سلماوي ان "وزير الثقافة عماد ابو غازي سيبقى في منصبه ولن يكون ضمن قائمة الوزراء الذين سيتم تغييرهم"، كذلك تطرق في كلمته الى الوثيقة التي يسعى الاتحاد لاصدارها كونها "تضع تصورا للكتاب المصرين حول دورهم في المرحلة المقبلة خصوصا بعد ان اصدر الازهر الشريف وثيقته التاريخية الى جانب رؤيتهم لمفهوم الدولة في مصر الحديثة والدور الثقافي في الاسهام في بنائها".

وشهدت الجلسة الاولى للمؤتمر المنعقد تحت عنوان "الثقافة المصرية وتحديات التغيير" كلمة نائب رئيس اتحاد الكتاب جمال التلاوي الذي اكد في كلمته على "تغريب واضطهاد تعرض له الادباء والمثقفون والثقافة نفسها طيلة عقود طويلة، اننا نتطلع الى ان يأخذ المثقفون دورهم في قيادة المجتمع"، وطالب وزير الثقافة "باصلاح كثير من الخلل في المؤسسات الثقافية المصرية فلم يعد مقبولاً أن يظل الوضع بعد الثورة كما كان قبله"، ويشار الى ان العديد من المثقفين المصريين يطالبون باجراء تغييرات كبيرة في قيادات وزارة الثقافة المصرية خصوصا ان عددا كبيرا منهم تولى منصبه في فترة سابقة لثورة 25 يناير، لانهم بحسب رأي المثقفين، يشكلون امتددا للنظام السابق ولا زالوا يعملون على تخريب الحياة الثقافية في مصر.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 30/تموز/2011 - 28/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م