دوامة العنف في باكستان... التأقلم مع الرعب!

شبكة النبأ: بات العنف بكافة أشكاله ظاهرة رديفة للمجتمع الباكستاني، خصوصا بعد ان اجتاحت البلاد أعمال مسلحة ذات طابع ارهابي وانتشار كبير للجريمة في تلك الدولة الإسلامية.

فيما بات الانحسار الخطير في الحريات العامة للسكان في مناطق واسعة يقلق مستقبل البلاد ويهدد بمصير غير محمود العواقب، سيما بعد هيمنة المجاميع المتطرفة على الأفراد والمجتمعات.

وتشير الأنباء المتواردة من داخل تلك الدولة عجز السلطة عن حماية الحريات والحقوق الانسانية التي كفلتها حقوق المواطنة، وانفلات الوضع عن السيطرة بصورة جدية، الى جانب تواطأ بعض الأجهزة المسئولة مع قيادات الجريمة المنظمة.

صحافي تعرض للتعذيب حتى الموت

فقد طالب الاقرباء المفجوعون للصحافي الباكستاني الذي عثر على جثته السلطات بالتحقيق حول تعرضه للتعذيب حتى الموت وذلك وسط شبهات بتورط الاستخبارات في خطفه.

وفقد اثر سليم شهزاد المتزوج والاب لثلاثة اطفال الاحد بعد ان غادر منزله في اسلام اباد للمشاركة في برنامج تلفزيوني، وذلك بعد يومين على نشر مقالة له اشار فيها الى علاقات مفترضة بين عناصر غير منضبطة من الجيش الباكستاني وتنظيم القاعدة.

وكان شهزاد يركز في تحقيقاته على الشبكات الاسلامية الناشطة في باكستان، وحذر منظمات ناشطة في الدفاع عن حقوق الانسان من تعرضه لتهديدات من الاستخبارات العسكرية وذلك قبل بضعة ايام على اختفائه.

ونددت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون بمقتله. وقالت ان "التحقيق الصحافي حول قضايا الارهاب والاستخبارات في باكستان يسلط الضوء على المشاكل التي يشكلها لاستقرار البلاد". وعثر على جثته على بعد 150 كلم جنوب شرق العاصمة وقالت الشرطة ان عليها اثار ضرب وتعذيب.

وصرح اشوك كومار احد الاطباء الذين قاموا بتشريح الجثة في معهد الطب العلمي في اسلام اباد ان "سبب الوفاة هو التعذيب وهناك عدة اثار ضرب على الجسم والوجه". وقال طبيب اخر ان رئتي شهزاد وكبده تعرضا لاضرار كما ان الجثة كانت منتفخة وعليها اكثر من 15 علامة ضرب. بحسب فرانس برس.

من جهته، قال وسيم فواد شقيق شهزاد ان اسرة الصحافي في حالة صدمة. واضاف انه "تم التشريح بناء على طلب منا كما سنتقدم بشكوى لدى الشرطة فنحن نريد تحقيقا في هذه الجريمة".

وتابع "قتل شقيقي لانه كتب الحقيقة. لقد دفع ثمنا باهظا وضحى بحياته لكنه كان دائما يقول الحقيقة".

وامر وزير الداخلية رحمن مالك بفتح تحقيق وعرض مكافاة قيمتها ثلاثين الف دولار لقاء الحصول على اي معلومات. وقال للصحافيين "هناك مكافاة ب2,5 مليون روبيه (29,410 دولار) لقاء اي معلومات او دليل حول الجريمة".

الا ان مسؤولين من الشرطة في اسلام اباد وفي ساراي علم جير حيث عثر على الجثة حاولوا التنصل من التحقيق قائلين انه من مسؤولية الجانب الاخر.

واعلنت مؤسسة الصحافة الباكستانية في بيان انه "لم يتم الكشف عن تحقيقات سابقة حول مقتل صحافيين علنا وليس من الواضح ان هذا التحقيق سيكون مختلفا".

من جهتها، قالت منظمة "صحافيون بلا حدود" ان 16 صحافيا قتلوا منذ مطلع العام 2010 في باكستان التي حلت في المرتبة 151 من اصل 178 دولة على قائمة مؤشر حرية الصحافة.

وكان شهزاد يعمل مراسلا لوكالة ادنكرونوس انترناشونال الايطالية للانباء (اكي) في باكستان ومسؤولا عن مكتب موقع الاخبار "ايجا تايمز اون لاين" في باكستان.

وتعرض للخطف في 2006 من قبل تنظيم القاعدة في جنوب افغانستان واتهم بالتجسس الا انه اطلق سراحه بعد سبعة ايام.

واعتبر علي ديان حسن مسؤول الابحاث لجنوب اسيا في منظمة "هيومن رايتس ووتش" ان شهزاد اشتكى من تعرضه لتهديدات من قبل الاستخبارات الباكستانية وان جريمة قتله تشبه اسلوبهم في الاغتيال.

وكان شهزاد نشر مقالة في موقع "ايجا تايمز اونلاين" بان الهجوم على قاعدة جوية تابعة للبحرية كان للانتقام لتوقيف مسؤولين من البحرية بتهمة اقامة علاقة مع تنظيم القاعدة. وبدا الهجوم على القاعدة البحرية في 22 ايار/مايو الماضي واستمر 17 ساعة. واعلن مسؤولون ان ستة مهاجمين دمرا طائري مراقبة اميركيتي الصنع وان 10 حراس قتلوا في الهجوم.

من جهته، قال الصحافي الباكستاني عمر شيمة الذي تعرض للاختطاف والتعذيب العام الماضي ان الجهة التي قامت باختطفا شهزاد لم تقصد قتله تحت التعذيب انما توجيه رسالة قوية لسائر الصحافيين. وقال شيمة "انه حادث مؤسف للغاية ويبدد وهم ان الصحافيين في باكستان من محليين واجانب يعملون بحرية وبامان".

باكستان قد تكون وافقت

من جهته اعتبر رئيس اركان الجيوش الاميركية الاميرال مايكل مولن ان السلطات الباكستانية قد تكون وافقت على قتل الصحافي الباكستاني سيد سليم شهزاد الذي كتب مقالات حول العلاقات المفترضة بين شبكة القاعدة والجيش الباكستاني.

وقال مولن حول ما اوردته صحيفة نيويورك تايمز بان مقتل الصحافي قد يكون تم بامر من جهاز الاستخبارات الباكستانية، "لم ار شيئا ينفي المعلومات التي تقول ان الحكومة كانت على علم بذلك". واضاف "انا قلق جدا" قائلا في الوقت نفسه انه لم ير ادلة على ضلوع جهاز الاستخبارات الباكستاني.

وقد توترت العلاقات بين اسلام اباد وواشنطن منذ قيام عنصر من وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) بقتل باكستانيين في لاهور وعملية الكومندوس الاميركية التي ادت الى مقتل اسامة بن لادن في ابوت اباد في مطلع ايار/مايو.

ويدعو الاميرال مولن المقرب من الجنرال اشفق كياني قائد الجيش الباكستاني الى التحلي بالصبر مع السلطات الباكستانية التي يعتبر تعاونها ضروريا لمكافحة طالبان في ملاذاتها على الاراضي الباكستانية. وفي هذا الاطار اعتبر ان مقتل صحافيين "لا يصب في الاتجاه الصحيح" مذكرا بان اسلام اباد نفت اي دور لها في مقتل شهزاد.

وقد اوردت صحيفة نيويورك تايمز ان جهاز الاستخبارات الباكستاني يقف وراء مقتل هذا المراسل البالغ من العمر 40 عاما في اتهامات اعتبرها الجهاز الباكستاني بانه "لا اساس لها من الصحة". وتبنت حركة طالبان الباكستانية المتحالفة مع القاعدة مقتله ثأرا لمقتل اسامة بن لادن.

وحشية القوات الحكومية

في سياق متصل فضح شريط الفيديو الذي شاهده العالم باسره لجنود باكستانيين يقتلون شابا في احدى حدائق كراتشي كبرى مدن جنوب باكستاني وحشية قوات الامن المتزايدة في هذا البلد.

كما يكشف اعدام سرفراز خان الشاب في الثانية والعشرين من العمر على ايدي عسكريين اطلقوا عليه الرصاص عن كثب غير ابهين حتى لوجود مصور تابع لاحدى المحطات التلفزيونية المحلية، عن احساس الافلات من العقاب المنتشر في صفوف الجيش والشرطة.

ووقع الحادث في الثامن من حزيران/يونيو في منتزه باحد احياء كراتشي الراقية، حين جر مدني سرفراز من شعره الى مجموعة من ستة جنود من عناصر القوات الخاصة، متهما اياه بمحاولة سرقة زوار.

وصوب العسكريون على الفور بندقياتهم الرشاشة الى الشاب الاعزل وارغموه على الركوع وفيما كان يتوسل اليهم ان يوفروا حياته، اطلق احدهم عليه رصاصتين عن كثب.

ظل الشاب دقيقة كاملة يتوسل الى الجنود ان ينقلوه الى المستشفى قبل ان ينهار وينازع في بركة من الدم.

وتحدثت السلطات في بادئ الامر عن تبادل اطلاق نار ادى الى مقتل "سارق" لكنها اضطرت الى تغيير روايتها للحادث بعد نشر الفيديو على موقع يوتيوب.

وحمل العديد من الشخصيات والاعلاميين والنواب بشدة على "عملية الاعدام الجديدة خارج القضاء" ونددوا ب"الارهابيين باللباس العسكري". بحسب فرانس برس.

ونشرت على الانترنت اشرطة اخرى لاعدامات خارج القانون، احدها وقع في كويتا (جنوب غرب) واستهدف خمسة روسيين متحدرين من القوقاز بينهم امراة حامل، واخر جرى عام 2010 واستهدف موقوفين يعتقد بانهم من عناصر طالبان اعدمتهم مجموعة من العناصر باللباس العسكري رميا بالرصاص في شمال غرب البلاد.

وتفيد جمعيات حقوق الانسان عن معدل وفيات مرتفع نسبيا في مراكز الشرطة والسجون بين الموقوفين الذي لا يحاكمون وفي غالب الاحيان لا توجه اليهم حتى اي تهمة.

لكن هذه المرة في كراتشي ارغمت المحكمة العليا السلطات على نقل قادة قوات النخبة والشرطة فيما تجري محاكمة الجنود الستة الضالعين في القضية امام محكمة متخصصة في مكافحة الارهاب بتهمة القتل.

غير ان سكان كراتشي يستبعدون ان يتغير الوضع. وتجري كل يوم تقريبا تظاهرات احتجاج في حي ليار الفقير حيث وقع حادث مماثل لحادث سرفراز شاه راح ضحيته شابان في نهاية ايار/مايو بحسب شهادات عدة، ولكن بدون وجود كاميرات لتصوير عملية القتل.

وقال امير خان سائق سيارة اجرة في كراتشي ان "ما قام به الجنود لاانساني، لانهم بهذه الطريقة يمكن ان يقتلوا اطفالا في الشارع ويؤكدوا انهم كانوا لصوصا".

فالشرطيون والعسكريون في عاصمة باكستان الاقتصادية الضخمة البالغ عدد سكانها اكثر من 16 مليون نسمة، يمنحون احيانا ولفترات محدودة الحق في اطلاق النار عند وقوع اعمال عنف خارجة عن السيطرة.

وينتشر اكثر من عشرة الاف عسكري من القوات الخاصة منذ سنوات في كراتشي لمساعدة الشرطيين الذين لا يزيد عددهم عن 28 الفا على التصدي للعنف الدامي المتفشي في المدينة التي يزيد عدد سكانها نصف مليون نسمة في السنة، بحسب الحكومة.

واقر قيصر بنغالي المستشار في بلدية كراتشي بانه "كان الهدف ان تساند القوات الخاصة السلطات المدنية لفترة محدودة، لكنهم موجودون هنا منذ عقدين".

وعناصر القوات الخاصة المدربون على مقاتلة المتمردين في المناطق الجبلية، غير مهيئين اطلاقا لمهام حفظ الامن داخل المدن، براي خبراء.

وقالت زهرة يوسف رئيسة لجنة حقوق الانسان في باكستان ان "عناصر القوات الخاصة يعتبرون ان الجيش وحده يمكنه مساءلتهم، وان المدنيين بلا اهمية". ولفتت الى انه "كلما طال وجودهم في المدينة، تدهور الوضع اكثر".

وتفيد لجنة حقوق الانسان عن مقتل 748 شخصا في كراتشي في حملات اغتيالات محددة الاهداف بين احزاب سياسية وعصابات اجرامية خلال العام 2010، مقابل 272 قتيلا عام 2009.

الصلات بالاسلاميين

من جانب آخر قال متحدث عسكري ان الجيش الباكستاني وسع نطاق التحقيق الذي يجريه بشأن صلة بعض الضباط بجماعة حزب التحرير الاسلامية المحظورة. وكان الجيش قال انه القى القبض على ضابط برتبة بريجادير وهو ارفع ضابط عامل يعتقل في عشر سنوات ثم انه استجوب اربعة ضباط برتبة ميجر فيما يتصل بالموضوع نفسه.

ويسعى حزب التحرير لاقامة دولة دينية لكنه لا يتبع اساليب عنيفة لتحقيق ذلك ويقول محللون انه يفتقر الى التأييد الجماهيري ومن ثم يركز رسالته على العسكريين حيث ان القيام بانقلاب عسكري سيكون اسهل وسيلة للاطاحة بالحكومة المدنية في باكستان.

وقال ماجد نواز وهو عضو سابق في حزب التحرير ويدير الان جماعة كويليام لمكافحة التشدد وهي جماعة مقرها بريطانيا حيث ينشط حزب التحرير بوجه خاص "لحزب التحرير سياسة معتمدة منذ أمد طويل تقوم على تجنيد الاعضاء من افراد الجيش." واعتقل البريجادير علي خان الشهر الماضي.

وقال المتحدث العسكري الميجر جنرال أطهر عباس ان الضباط الاربعة برتبة ميجر استجوبوا لكن لم يحتجزوا. وأضاف "انهم يستجوبون فيما يتصل بقضية البريجادير."

ويتعرض الجيش الباكستاني لضغوط لاستبعاد المتعاطفين مع الاسلاميين من صفوفه بعد ان عثرت القوات الامريكية على أسامة بن لادن وقتلته في الثاني من مايو ايار في بلدة أبوت اباد التي تضم حامية عسكرية. وعبرت الولايات المتحدة عن اعتقادها ان زعيم القاعدة كان يلقى المساعدة من عناصر في المؤسسة الامنية الباكستانية. بحسب رويترز.

وقال المحلل السياسي مشرف زيدي ان القبض على البريجادير "مهم للغاية لانه يمثل اعترافا واضحا وصريحا بوجود مشكلة" تطرف اسلامي في القوات المسلحة الباكستانية.

وقال امتياز جول في مركز البحوث والدراسات الامنية في اسلام اباد "لهم بعض النفوذ في الجيش فهم يتوجهون اساسا الى المسلمين المتعلمين من ابناء الطبقة الوسطى بشرائحها العليا والدنيا."

حركة طالبان

من جانبه قال متحدث باسم حركة طالبان ان مقاتلا في الحركة وزوجته نفذا تفجيرا انتحاريا استهدف مركزا للشرطة في باكستان مما أسفر عن مقتل 12 شرطيا. واقتحم الاثنان اللذان كانا مسلحين ببنادق وقنابل يدوية المجمع واحتجزا عشرات من أفراد الشرطة رهائن لعدة ساعات في بلدة قرب منطقة وزيرستان الجنوبية وهي معقل رئيسي لتنظيم القاعدة وطالبان على الحدود مع أفغانستان.

وتسببت هذه العملية في تشويه صورة المؤسسة الأمنية الباكستانية بدرجة أكبر وذلك بعد ان أصيبت بانتكاسة تلو الاخرى منذ قتل قوات أمريكية زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن على الاراضي الباكستانية في الثاني من مايو ايار.

ونادرا ما تلجأ طالبان للنساء للقيام بعمليات انتحارية. ويشير الهجوم الذي استهدف مركز الشرطة الى أن طالبان بدأت تتبنى أساليب جديدة في حملة للاطاحة بالحكومة المدعومة من الولايات المتحدة.

وقالت الشرطة ان الرجل وزوجته قتلا خمسة من أفراد الشرطة بالرصاص وفجرا نفسيهما لاحقا بعد أن هاجمتهم قوات كوماندوس مما أسفر عن مقتل سبعة اخرين من رجال الشرطة توفوا متأثرين بجراحهم.

وقال احسان الله احسان وهو متحدث باسم طالبان الباكستانية ان الهجوم نفذ ردا على قتل بن لادن وهجمات الحكومة ضد المقاتلين. وقال "المهاجمان كانا رجلا وزوجته. سنواصل شن الهجمات باستراتيجيات مختلفة."

وقالت الشرطة إن قنبلة وضعت في دراجة نارية متوقفة أمام مركز للشرطة مباشرة في مدينة ملتان بشرق البلاد انفجرت مما أسفر عن اصابة أربعة من رجال الشرطة.

وكثفت حركة طالبان الباكستانية القريبة من القاعدة من العنف في باكستان منذ مقتل بن لادن في عمليات أحرجت الجيش الباكستاني. وأعلنت الحركة مسؤوليتها عن هجوم استهدف قاعدة كبيرة للبحرية في مدينة كراتشي الشهر الماضي. وقتلت طالبان نحو 100 شخص في تفجير انتحاري في مجمع قوات امنية. كما أن مجموعات كبيرة من مقاتلي طالبان الباكستانية شنت هجمات اطلاق النار على نطاق واسع على قوات الامن في أجزاء أخرى من شمال غرب البلاد.

وتمارس الولايات المتحدة الضغوط على باكستان لقمع المقاتلين بدرجة أكبر منذ اكتشاف أن بن لادن ربما كان يعيش في باكستان لسنوات.

وهناك حاجة لمزيد من التعاون من اسلام أباد بينما تسعى واشنطن لسحب قوات من أفغانستان المجاورة وهزيمة تنظيم القاعدة وحلفائه. لكن القادة العسكريين في باكستان غاضبون لان الولايات المتحدة لم تطلعهم على العملية التي استهدفت قتل بن لادن.

تفجيرات كراتشي

على صعيد متصل مشطت قوات الامن الباكستانية الاحياء التي تشهد اضطرابات في مدينة كراتشي المركز التجاري لباكستان بحثا عن مسلحين مع ارتفاع عدد قتلى العنف العرقي والسياسي الذي دخل يومه الخامس الى 98 قتيلا.

وقد تلقت الشرطة وقوات الامن الباكستانية أوامر باطلاق النار فورا في كبرى مدن البلاد حيث جرى نشر الف عنصر اضافي من قوات الامن للسيطرة على العنف في الاحياء الفقيرة متعددة الاعراق. وقال مسؤول بالشرطة لم يرد نشر اسمه "افرادنا دخلوا المنطقة ويعملون على احكام السيطرة."

وذكر متحدث باسم الشرطة انه جرى اعتقال 157 شخصا في العملية منذ وكذلك ضبط 38 مسدسا وثلاث بندقيات كلاشنيكوف. وقال متحدث باسم قوات الامن ان القوات انقذت مئات الاشخاص المحاصرين في المناطق المضطربة. واضاف "لقد نقلنا عدة اسر الى مناطق امنة وهذا العمل مستمر في الوقت الحالي ايضا. عدد الاشخاص الذين اجلوا حاليا بالمئات."

وتشير بيانات الشرطة الى ان ما يصل الى 98 شخصا قتلوا منذ بدأ العنف في حين اصيب اكثر من 150. ولكراتشي التي يزيد عدد سكانها عن 18 مليونا تاريخ طويل من العنف السياسي والعرقي والطائفي.

وكانت المدينة الهدف الرئيسي لمتشددين على صلة بتنظيم القاعدة بعد هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 على الولايات المتحدة عندما انضمت باكستان الى الحملة التي قادتها الولايات المتحدة ضد الارهاب.

وقال تقرير أصدرته مؤخرا مفوضية حقوق الانسان في باكستان ان 1138 شخصا قتلوا في كراتشي في الستة أشهر الاولى من عام 2011 بينهم 490 كانوا ضحايا للعنف السياسي والعرقي والطائفي. بحسب رويترز.

وتأتي احدث موجة عنف في المدينة الجنوبية بعد ايام من اعلان الحركة القومية المتحدة انها ستترك الائتلاف الحاكم. وتثير كراتشي تساؤولات مثيرة للقلق بشأن استقرار باكستان أكثر من الاقاليم الحدودية الشمالية الغربية التي ينظر اليها على انها مركز للمتشددين ومصدر قلق بالغ للغرب.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 17/تموز/2011 - 15/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م