العراق و"الكاوبوي" الأمريكي... إرادة الجلاء أم ضغوط البقاء؟

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: زاد الحديث في الاونة الاخيرة حول موضوع حساس من مواضيع الشرق الاوسط "الملتهبة"، اذ مع اقتراب موعد انسحاب قوات الاحتلال الامريكي من قواعدها في العراق بحلول نهايات العام الحالي، تصاعد الجدل حول مسألة بقاء هذه القوات الغازية من عدمه، وبين مؤيد ومعارض ومتشائم ومتفائل يدور كلام الجميع حول الموضوع تاركين صلبه، فالكل يتحدث عن مدى جدية الادارة الامريكية بتطبيق الانسحاب وكيفيته، مع الدعوات المطالبة بالاسراع، اضافة الى الاصوات الداعية الى تمديد فترة بقائهم، لكن لم يناقش احد من الساسة المتخوفين على مناصبهم بعد الانسحاب، مدى الدمار الذي خلفه المرتزقة في العراق الجريح منذ زمن البعث الصدامي، ولم يفكر احداً منهم كيف سيهدء بركان الغضب الذي يغلي منذ سنين، كما لم يلتفتوا الى كرامة العراق وتمزقه الى ملل ونحل مع ملايين الايتام والارامل والمعاقين بجانب تردي الخدمات وتفشي الفساد، ولو كان احداً منهم يعي ما يحدث وما سيحدث لما بقي على كرسيه للحضة واحدة.

موازنة 2012

فقد اكد السفير الاميركي في بغداد انه طلب للعام 2012 موازنة لسفارته قدرها 6،2 مليارات دولار، مشيرا الى اهمية هذه الاموال في المساعدة على تنمية العراق، البلد الاساسي في سد الاحتياجات العالمية في مجال الطاقة.وتعتزم السفارة الاميركية في بغداد، اكبر سفارة في العالم، مضاعفة عدد موظفيها في 2012 ليبلغ 16 الف موظف، وذلك بهدف تولي عدد من المهام الموكلة حاليا الى الجنود الاميركيين ال50 الفا الذين لا يزالون في العراق وسيغادرونه نهاية هذا العام، وقال السفير جيمس جيفري للصحافيين ان "هذا البلد سيزيد صادراته من البترول، حاليا هو يصدر 2،3 مليون برميل يوميا ولكن هذا الرقم قد يرتفع الى اربعة ملايين او ستة ملايين برميل يوميا في غضون اربع او خمس سنوات"، واوضح ان المال الذي يطلبه ضروري لان زيادة الانتاج النفطي في العراق لن تتم من تلقاء ذاتها بل تتطلب اموالا، وان المنشآت النفطية للبلاد لا تزال هدفا للمتمردين. بحسب فرنس برس.

واضاف "ما من بلد آخر في العالم يمكنه ان يؤمن مليوني برميل اضافي يوميا، ولهذا الامر تأثيرات هامة على اسعار النفط"، ولفت السفير الاميركي ايضا الى ان العراق يمكنه ايضا ان يكون مصدرا مهما جدا لتزويد اوروبا بالغاز الطبيعي، وقال "المصدر الوحيد الذي بامكانه تزويد اوروبا بما يكفيها من الغاز لتنويع مصادرها التموينية هو العراق، لان غاز اذربيجان ليس كافيا ويجب انتظار سنوات طويلة حتى يصبح غاز تركمانستان متوفرا"، ويمتلك العراق احد اكبر الاحتياطيات النفطية في العالم مع 143 مليار برميل بحسب تقديرات بغداد، وهو يمتلك ايضا احتياطات من الغاز تضعه في المرتبة 11 عالميا في هذا المجال، واضاف السفير الاميركي "نظرا الى اهمية العراق ونظرا الى حجم الاستثمار الذي قمنا به في هذا البلد فان المبلغ المطلوب (لموازنة السفارة) مبرر تماما، تماما"، واكد جيفري من جهة اخرى ان قلقه الرئيسي على استقرار العراق في المرحلة المقبلة مصدره المجموعات المتمردة الشيعية الموالية لايران.

الاكراد وبقاء القوات

الى ذلك يعد اقليم كردستان العراق من النقاط الساخنة المحتمل أن تثير توترات في العراق بين الاكراد والتركمان والعرب، لكن زعماء المعارضة في الاقليم شبه المستقل ومنتقدي الحكومة يقولون ان وجود القوات الامريكية سيحول دون العودة تدريجيا الى الماضي الشمولي، وأرسل الحزبان الحاكمان للاقليم قوات في ابريل نيسان لاخماد احتجاجات تطالب بالتغيير السياسي وبمزيد من الحرية الديمقراطية، وقال اسوس هاردي مدير صحيفة اوينه المستقلة في كردستان "انسحاب القوات الامريكية لن يجلب الا كارثة، هناك خطر الحرب الاهلية وهناك خطر عودة بعض القوى الى الماضي"، ومن المقرر أن تنسحب القوات الامريكية المتبقية في العراق وقوامها الان 47 الف فرد بحلول نهاية العام الحالي بموجب اتفاق أمني ثنائي بين واشنطن وبغداد، ويقول مسؤولون أمريكيون ان على الحكومة العراقية الاسراع بالطلب اذا كانت تريد بقاء القوات، وتراجع العنف بشدة بعد ذروة الصراع الطائفي في عامي 2006 و2007، ويقول العراق ان القوات المحلية قادرة على احتواء تمرد للاسلاميين المتشددين السنة والميليشيات الشيعية لكنها تعترف بوجود ثغرات في قدراته، لكن التوترات شديدة على امتداد "الخط الاخضر" بين اقليم كردستان وباقي انحاء العراق حيث أقامت القوات الامريكية نقاط تفتيش مشتركة مع جنود عرب من الجيش العراقي وأفراد من قوات البشمركة الكردية في محاولة لبناء الثقة. بحسب رويترز.

وكانت قوات البشمركة تشتبك مع الجيش العراقي من قبل لكن هذا توقف بعد تدخل القوات الامريكية، وقال نيجيرفان برزاني نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني الشريك في حكم الاقليم لصحيفة الشرق الاوسط التي تصدر في لندن ان هذه المسألة تتعلق بمستقبل العراق، ويرتبط الاكراد بعلاقات خاصة مع الولايات المتحدة منذ فرضت واشنطن ودول غربية أخرى عام 1991 منطقة حظر جوي فوق الاقليم لحمايتهم بعد حملة الابادة الجماعية التي قام بها الرئيس العراقي الراحل صدام حسين ضد هذه الاقلية في الثمانينات، ومنذ ذلك الحين تمتع الاكراد باستقلالية فعلية تعززت حين تمت الاطاحة بصدام في الغزو الامريكي للعراق عام 2003 مما أتاح لهم نصيبا اكبر من الثروة النفطية للبلاد في الشمال، وبالمقارنة باجزاء العراق الاخرى فان اربيل عاصمة كردستان بها عدد اكبر من مراكز التسوق المقامة على الطراز الامريكي ومطاعم الوجبات السريعة وفنادق الخمسة نجوم لان المنطقة تتمتع باستقرار اقتصادي اكثر من باقي أنحاء البلاد، ويقول زعماء أكراد انهم سيخسرون الكثير ان رحلت القوات الامريكية دون تحديد وضع اقليم كردستان داخل العراق بوضوح، وقال جوست هيلترمان من المجموعة الدولية لمعالجة الازمات في بروكسل "طالما لا يوجد حل سياسي وهو ما لن يحدث قريبا فان هذه التوترات قد تتصاعد بسهولة الى صراع خطير، أعتقد أن من الافضل أن يبقى الجيش الامريكي لكنه لن يبقى"، وداخل كردستان يقول زعماء المعارضة ان استمرار الوجود الامريكي سيوقف ما يعتبرونه توجها شموليا متزايدا من الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي يتزعمه مسعود البرزاني رئيس الاقليم وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني وهو حزب الرئيس العراقي جلال الطالباني.

وفي ابريل أرسلت الحكومة الكردية قوات لاخماد احتجاجات امتدت لشهرين ودعت الى مزيد من الديمقراطية، وقتل عشرة أشخاص على الاقل في الاحتجاجات، وانتقدت جماعات معنية بالدفاع عن حقوق الانسان السلطات الكردية لاستخدامها القوة المفرطة ضد المحتجين، وقال شورش حاجي القيادي الكبير في حزب جوران وهو حزب المعارضة الرئيسي في كردستان "الى أن تصبح قوات الامن الكردية اكثر مؤسسية وتديرها الحكومة الكردية وليس الاحزاب السياسية سيظل دائما احتمال استعانة الحزبين الحاكمين بهذه القوات ضد خصومهما قائما"، وأضاف "اقامة قاعدة عسكرية أمريكية سيكون مفيدا لمستقبل كردستان وحمايتها من القوى الخارجية" في اشارة الى ايران وتركيا الجارتين اللتين قصفتا الحدود الكردية فيما مضى لاستهداف المتمردين الاكراد، وقال ابو بكر علي عضو حزب الاتحاد الاسلامي الكردستاني وهو اكثر الاحزاب الاسلامية شعبية بالاقليم ان الايديولوجية الاسلامية لم تمنع حزبه من اقامة علاقات سياسية مع الحكومة الامريكية، وأضاف أن واشنطن حليف مهم، اما بالنسبة لاخرين مثل هاردي وهو كاتب كردي كبير أسس صحيفتين مستقلتين في كردستان فان وجود القوات الامريكية يضمن قدرا من الحرية، ويقول "على الرغم من وجود الامريكيين فان حرياتنا مقيدة، تخيل ماذا سيحدث اذا رحلوا".

الصدر يمارس الضغط

في سياق متصل قال مسؤولون ان مقتدى الصدر رجل الدين العراقي المناهض للولايات المتحدة يقود حملة لمنع القوات الامريكية من دخول المدن والمباني الحكومية العراقية وذلك للضغط على بغداد وواشنطن لسحب الجنود الامريكيين من العراق بحلول نهاية العام الحالي، وطلب أعضاء في الحركة السياسية للصدر من نحو عشرة مجالس محافظات عراقية في وسط وجنوب العراق ومن بينها العاصمة بغداد ومحافظة البصرة اصدرا قوانين لمنع القوات الامريكية من دخول مدن ومنشات عراقية، وقال مسؤولون اقليميون ان مجلس محافظة البصرة وافق مؤخراً على اصدار مثل هذا القرار وطالب بمغادرة القوات الامريكية للمبان المدنية التي تستخدمها كقواعد عسكرية بما في ذلك ميناء المدينة، وقال مسؤولون انه طلب من جنود أمريكيين كانوا يحمون فريقا لاعادة اعمار محافظات العراق مغادرة مبنى مجلس محافظة البصرة أو تسليم أسلحتهم، ويمثل طلب الصدر رحيل القوات الامريكية عن العراق بحلول نهاية العام وتهديده باحياء جيش المهدي اذا لم تنسحب القوات الامريكية في هذا الموعد اختبارا للائتلاف الحكومي الهش الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، ومن المقرر أن ينسحب الجنود الامريكيون المتبقون في العراق وعددهم 47 ألف جندي من البلاد بحلول 31 ديسمبر كانون الاول بموجب اتفاقية امنية ثنائية، ودعا المالكي الزعماء السياسيين لمناقشة ضرورة بقاء فرقة عسكرية لدعم وتدريب القوات المسلحة العراقية، ويفترض أن تصدر بغداد قرارها النهائي في هذا الامر قبل أغسطس اب.

وقال مازن المازني وهو سياسي من الحركة الصدرية وعضو في مجلس محافظة البصرة ان الحركة الصدرية التي أسسها مقتدى الصدر والكتل الصدرية في كل المحافظات العراقية هي التي تبنت هذا القرار، ويمكن أن يكون للصدر الذي حاربت قوات جيش المهدي التابعة له القوات الامريكية بعد الغزو عام 2003 تأثير كبير في محافظات وسط وجنوب العراق حيث يمثل أتباعه وحلفاؤه نحو ثلثي أعضاء مجالس المحافظات العراقية.وقال رافع عبد الجبار وهو نائب صدري ان الصدريين يحاولون اثبات أن العراقيين غير راغبين في تمديد وجود القوات الامريكية في العراق أكثر من ذلك، وقال الكولونيل باري جونسون وهو متحدث باسم الجيش الامريكي في العراق انه ليس لديه علم بشأن الحملة الصدرية في مجالس المحافظات لكنه غير مندهش منه، وأضاف "نحن مستمرون في العمل مع حكومة العراق وفقا للاتفاقية الامنية التي وقعتها الدولتان، هذه الاتفاقية ليست ملزمة بالقرارات الاقليمية"، وبالنسبة لقرار مجلس محافظة البصرة أكد جونسون أن القوات الامريكية رافقت فريق اعادة الاعمار الى مجلس المحافظة لكنه لم يقدم المزيد من التفاصيل، وقد يؤدي قرار من هذا النوع الى تباطوء عمل هذه الفرق التي تشكلت للمساعدة في اعادة اعمار العراق لكن كاظم الموسوي العضو في مجلس محافظة البصرة وهو من الصدريين قال ان القوات العراقية يمكنها أن تحمي هذه الفرق. بحسب رويترز.

وقال الموسوي ان عمل فرق اعادة اعمار المحافظات العراقية لن يتضرر لان الصدريين عرضوا حلا بديلا لكن اذا أصرت الفرق على ان تقوم القوات الامريكية بتأمين تحركاتها فهذا يرجع له، وألقت ميليشيا الصدر أسلحتها بعدما أرسل المالكي القوات العراقية لقتالها في عام 2008 لكن مسؤولين أمريكيين وعراقيين يقولون ان لواء اليوم الموعود التابع لجيش المهدي مازال يقف وراء هجمات على القوات الامريكية، وأعلن اللواء مسؤوليته عن عشر هجمات بالصواريخ والقنابل في الطرق على قوات أمريكية ومن بينها هجوم أطلقت فيه عشر قذائف مورتر علي قاعدة عراقية أمريكية مشتركة في حي البلديات بشرق بغداد، وقال جونسون "على الرغم من أن اعلان لواء اليوم الموعود مسؤوليته عن الهجمات لا يتماشى بالضرورة مع معلوماتنا على الارض فانه مسؤول بوضوح عن هجمات ونعتبره تهديدا للقوات الامريكية والعراقية."وتراجع العنف في العراق منذ أن بلغ العنف الطائفي أوجه في عامي 2006 و2007 لكن مقاتلين تربطهم صلات بتنظيم القاعدة وميليشيات شيعية مازالوا يشنون تفجيرات وهجمات أخرى في البلاد.

مليشيات بأسلحة إيرانية

من جهته تحدث مسؤولون أمريكيون عن وجود أدلة قوية على استخدام المليشيات الشيعية في العراق لأسلحة إيرانية، لمهاجمة القوات الأمريكية هناك، في تصريح تزامن مع بدء قوات الأمن العراقية حملة ضد تلك الجماعات بالقرب من الحدود الإيرانية، وصرح أحد المسؤولين، بأن مواد عثر عليها في أعقاب الهجمات الأخيرة ضد القوات الأمريكية "إيرانية المصدر"، وهو ما يؤكد مزاعم الجيش الأمريكي بأن تلك الفصائل المسلحة مدعومة من قبل إيران، وهو ما نفته طهران مراراً.وأوضح المصدر، الذي رفض كشف هويته لأنه غير مخول بكشف هذه المعلومات لوسائل الإعلام، أن الأدلة التي جرى تجميعها، تشير إلى استخدام المليشيات لمواد إيرانية في تصنيع ما يطلق عليه "إيرامز" IRAMS، وهي علب معدنية محشوة بالمتفجرات وتطلق بالصواريخ، يعتقد أنها بالإضافة إلى القذائف الخارقة للدروع، تسببتا في إيقاع غالبية القتلى بين صفوف القوات الأمريكية في الأشهر الأخيرة، وأقر المصدر بأن الأسلحة ربما يجري تجميعها وتصنيعها في مكان آخر، إلا أنه جزم بأن "إيرامز" ممهورة بتوقيع مليشيا "كتائب حزب الله"، وهو فصيل "يتلقي التمويل والتدريب من إيران"، وفي الأثناء، بدأت قوات الأمن العراقية حملة أمنية في محافظة "ميسان" المضطربة، وتعتبر المحافظات الجنوبية معقل قوي للشيعة وبمثابة مركز حيوي لإيران، وقال الناطق باسم الجيش الأمريكي، الجنرال جيفري بوكان، إن الحكومة العراقية لم تطلب من الجيش الأمريكي، حتى اللحظة، تقديم أي مساعدات كبيرة، في العمليات التي أعلن عنها في محافظة ميسان". بحسب السي ان ان.

وشنت معظم الهجمات ضد القوات الأمريكية في محافظات العراق الجنوبية، حيث الأغلبية الشيعية والمدن المقدس للطائفة ككربلاء والنجف، ويحتفظ الجيش الأمريكي بعدد من القواعد العسكرية في المنطقة، واستبعد بوكانن في رسالة عبر البريد الإلكتروني ضلوع عناصر إيرانية مباشرة في العنف الأخير بالعراق قائل، فيما يبدو واضحاً تلقي تلك المليشيات تدريبات وأسلحة من إيران، التي تستخدم تلك الفصائل كوكلاء لتنفيذ أجندتها الخاصة في المنطقة، وليس لدينا أدلة عن مشاركة قوات إيرانية بشكل مباشر في العنف"، وأشار المسؤول العسكري الأمريكي إلى صعوبة الوضع الأمني في العراق، ففي الوقت الذي تراجع فيه العنف بشكل كبير منذ ذروة العنف الطائفي الذي مزق البلاد تلو الغزو الأمريكي، لا تزال الهجمات والتفجيرات حدثا يومي، ودفعت الزيادة الأخيرة في حجم الهجمات بشهر يونيو/ حزيران الماضي ليصبح أكثر الشهور دموية في العراق هذا العام، بمقتل أكثر من 270 شخصاً، بينهم 155 مدني، كما لقي 14 جندياً أمريكياً مصرعهم خلال الشهر، في أكبر خسائر بشرية يتكبدها الجيش الأمريكي منذ عام 2008، وكان الجيش الأمريكي قد اتهم مليشيات شيعية بالوقوف وراء تصاعد الهجمات ضد قواته، مبرراً ذلك بمحاولة هذه الفصائل نسب "شرف" دفع القوات الأمريكية للانسحاب من العراق، ومن المقرر أن تبدأ الولايات المتحدة سحب قواتها المتبقية والمؤلفة من 47 ألف جندي أواخر هذا العام، وختم بوكانن بالقول، "هذه المجموعات أثبتت أنها مرنة وليس لدينا شك في أنها سوف تستمر في شن هجمات عنيفة خلال الأشهر المقبلة"، لافتاً أن إلى أن أفضل سلاح تمتلك العراق ضد العنف هو مواصلة استهداف هذه الجماعات.

قضية تعذيب عراقيين

من جهة اخرى أيدت المحكمة العليا الامريكية رفض دعوى قضائية تزعم ان موظفي شركتين متعاقدتين مع وزارة الدفاع شاركوا في تعذيب وإساءة معاملة عراقيين في سجن أبو غريب بالعراق، ورفض القضاة الاستئناف المقدم من مجموعة من 250 عراقيا يطالبون باعادة النظر في قضيتهم ضد شركة "سي.ايه.سي.اي" انترناشيونال التي قدمت محققين في سجن أبو غريب ووحدة تيتان التابعة لشركة ال-3 كوميونيكيشنز هولدنجز التي قدمت مترجمين فوريين للجيش الامريكي، ورفعت الدعوى عام 2004 نيابة عن العراقيين الذين قالوا أنهم هم أو أقاربهم تعرضوا للتعذيب أو اساءة المعاملة أثناء الاحتجاز لدى الجيش الامريكي في سجن أبو غريب خارج بغداد، وقالوا ان موظفي الشركتين المتعاقدتين شاركوا في اساءة المعاملة وهو زعم نفته الشركتان، وامتنع القضاة عن اعادة النظر في حكم محكمة استئناف اتحادية رفضت الدعوى لان الشركتين تتمتعان بحصانة ولانهما متعاقدتان مع الحكومة، وقال محامو العراقيين ان الشركتين المتعاقدتين لا تتمتعان بحصانة لان التعذيب المزعوم وقع في سجن خارج مجال العمل الذي اتفقا على القيام به، وقال محامو العراقيين في الطعن المقدم الى المحكمة العليا ان ضحايا التعذيب يمكنهم الاستمرار في الدعاوى ضد الاطراف المعنية ويمكن تحميل الشركات المسؤولية عن التعذيب بموجب القانون الدولي، وأيدت ادارة الرئيس باراك اوباما الشركتين وقالت انه يجب رفض الطعن. بحسب رويترز.

شركات الامن الخاصة

بدورها قالت مجموعة عمل تابعة للامم المتحدة ان على العراق ان يضع قواعد صارمة لشركات الامن الخاصة ليحول دون الانتهاكات التي قد يرتكبها موظفوها عندما تبقى هذه الشركات في العراق بعد انسحاب القوات الامريكية، ويساهم الالاف من المتعاقدين الامنيين الذين يكونون في الاغلب مدججين مسلحين وينتمون الى جنسيات عديدة في حراسة المنشات الامريكية والسفارات الاجنبية والمنشات النفطية التي تديرها شركات اجنبية في انحاء العراق كما يقدمون خدمات المرافقة الامنية، وتضررت صورة الشركات الامنية في عيون الكثيرين بسبب حادث اطلاق نار في 2007 في بغداد ادى الى اتهام خمسة من حراس الامن التابعين لشركة بلاكووتر بقتل 14 مدنيا عراقي، ومن المتوقع ان تنسحب القوات الامريكية الباقية في العراق بعد ثماني سنوات من الغزو الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003 لاسقاط صدام حسين بنهاية هذا العام وفقا لاتفاق امني امريكي عراقي، لكن وزارة الخارجية الامريكية تنوي الاستعانة بأكثر من خمسة الاف متعاقد امني خاص لحماية البعثة المدنية الامريكية التي ستدعم اعادة بناء العراق بعد 2011، وقال خوسيه لويس جوميز ديل برادو رئيس مجموعة عمل الامم المتحدة الخاصة باستخدام المرتزقة للصحفيين "على حكومة العراق ان تواصل تنظيم ومراقبة انشطة الشرطات العسكرية والامنية الخاصة المتوقع ان تواصل عملياتها في البلاد". بحسب رويترز.

وأحد الموضوعات الخلافية الباقية هو موضوع الحصانة القانونية التي يتمتع بها المتعاقدون التابعون للشركات الامنية الخاصة التي منحتها اياها سلطة الائتلاف المؤقتة التي حكمت العراق بعد الغزو عام 2003، ونص اتفاق امني امريكي عراقي وقع مؤخرا على نص يرفع الحصانة عن بعض المتعاقدين الامنيين الاجانب لكن جوميز قال ان هذا الاتفاق لم يتعرض لتحقيق العدالة لضحايا انتهاكات الحقوق التي ارتكبها متعاقدون، وقال جوميز امام مؤتمر صحفي في نهاية زيارة استمرت اربعة ايام الى العراق ان 35 الف موظف لدى شركات الامن الخاصة مسجلون لدى وزارة الداخلية العراقية من بينهم 12 ألف أجنبي والبقية من العراقيين، وقال جوميز ان الاحداث التي تتضمن انتهاكات ضد العراقيين من جانب موظفين في شركات امن خاصة انخفضت في السنوات الاخيرة، وحثت المجموعة التابعة للامم المتحدة الحكومة العراقية على تطبيق تشريع ينظم عمل شركات الامن الخاصة وهو تشريع مجمد منذ عام 2008.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 14/تموز/2011 - 12/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م