الحلم الذي نزع جلده

حسين ابو سعود

1

نحن الحالمون، والأحلام عوالم مرعبة ملونة بالأسود فقط ورماد الحروب، اتفقنا على حلم في اليقظة واحد وهو أن يبقى العالم واحدا بلا حدود ولا مخافر، بلا سيطرات ولا جوازات والمحال بلا أقفال، اجتمعنا بألواننا المختلفة على صياغة هذا الحلم، كل قوانا استجمعناها ليوم الخلاص، يوم الانعتاق من القيود، يوم الجائزة الكبرى للبشرية التي تعبت.

2

على المائدة المستديرة يوم صياغة الحلم رأيت وجوها تئن من أقنعتها القاتمة، امرأة تقول أنها كاتبة بيضاء من قارة سوداء نظاراتها تغطي نظراتها الكيدية، وكاتب اسود فاحم من قارة أوربا لا ادري ماذا تخبئ قهقهاته للبشرية، وأي شهوة تخبئ بين أسمالها تلك المرأة التي توزع الابتسامات الصفراء، ومن ذاك الشاعر الذي يشبه الطبيب الجراح، من هؤلاء ؟، أي جرم ارتكبته بدعوتهم ومن ذاك الشاعر النحيف ماذا قدم لقارته الهندية، طوال عمره ليقدم اليوم للعالم شيئا جديدا.

نعم تلك فونيا الجميلة الفاتنة تكشف عن نصف جسدها الأعلى، ابتسامتها الملائكية، أسنانها البلورية، شعرها الكستنائي، جسدها البض الغض، صوتها الرخيم، كل شيء يوحي بأنها قد تفعل شيئا قبل أن تتحول الى عجوز شمطاء كارهة لما حولها، تكره حتى الأطفال الذين يلعبون بصوت عال.

3

أوه لماذا نريد أن نغير العالم؟ ماذا فيه انه متوازن، فيه النور وفيه الظلام، فيه الأسود وفيه الأبيض، وفيه الشر وفيه الخير

من يثني هؤلاء عن عزمهم؟، ماذا يغيرون؟ ماذا يفعلون؟ دعوا العالم وشانه

سيحترق بضع أجزاء من العالم لتهنأ الأجزاء الأخرى، والأيام دول يتداولها الناس.

[email protected]

 

 

 

 

 

 

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 14/تموز/2011 - 12/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م