فشل قادة العراق وحتمية بقاء القوات الأمريكية

كتب المحلل السياسي

 

شبكة النبأ: ما تزال مسألة تمديد وجود القوات الأمريكية تثير جدلا واسعا داخل المشهد السياسي العراقي الذي ينقسم بين المطالبة بالتمديد والإسراع بسحب قوات الاحتلال.

ولايزال الغموض يلف المشهد السياسي في العراق فيما يتعلق بقرار سحب القوات الامريكية من البلاد او ابقائها لفترة اخرى، فالكتل السياسية مطالبة بتحمل مسؤولية اتخاذ هذا القرار.

وعلى الرغم من ان الجميع يدعون في العلن الى انهاء الوجود الامريكي الا ان المواقف السياسية الرسمية ما زالت بين رفض وتأييد ودراسة للموضوع. وفي محاولة للخروج من الخلافات الحاصلة حول هذه القضية طالبت الكتل السياسية بتقرير مفصل من القيادات الامنية يشرح كافة امكانات القوات العراقية لتحدد بعد ذلك موقفَها من الموضوع .

فيما نقلت مذكرة سرية عن بقاء القوات الامريكية في العراق حتى عام 2016، فشل القادة السياسيون مجددا فى التوصل إلى اتفاق بشأن البت فى مسألة مطالبة القوات الأمريكية بالبقاء بعد ديسمبر القادم، وهو ما ترك إدارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما أمام جدول زمنى قصير للغاية لاستكمال الانسحاب.

الرئيس العراقى جلال طالبانى من جهته استدعى الكتل السياسية للمرة الثانية خلال الأسابيع الأخيرة، وقال إنه يعطى جميع الأحزاب أسبوعين آخرين لمناقشة القضايا قبل عقد اجتماع آخر لحسم المسائل الخلافية.

وقال مسؤول أمريكي، إنه على الرغم من مناقشة الإدارة الأمريكية بشكل غير رسمى بعض السيناريوهات التى تضمنت ترك عشرة آلاف جندى من بين 46 ألف جندى مازالوا فى العراق والتى تبدو منطقية وصائبة، غير أن الأمر كله لا يعدو فى النهاية عن كونه مجرد تخمينات.

ويقول محللون سياسيون إن العراقيين لم يتوصلوا إلى أي إجماع حول ما قد يحتاجونه بشأن بنود المهام التى يرغبون من الأمريكيين الاضطلاع بها، وذلك على حد قول مسئول شارك ضمن مسئولين آخرين فى مناقشة هذه المسألة بالغة الحساسية مضيفا أن الأمريكيين لن يستطيعوا حساب قوام القوات المفترض تركها حتى يحدد العراقيون أولا المهام التى يرغبون فى إسنادها إلى الأمريكيين.

رئيس الورزاء العراقى نورى المالكي أخبر بعض مسئوليه المقربين، أن الرئيس أوباما أبلغه أن واشنطن ترغب فى ترك 30 ألف جندى لها فى العراق الأمر الذى استبعده البيت الأبيض باعتباره كبير جد، وقال مسئول فى الإدارة الأمريكية أن أى تواجد للقوات الأمريكية بعد عام 2011 سيكون أصغر إلى حد كبير عما هو موجود الآن.

ويعتقد خبراء بان بعض المسئولين الأمريكيين تسلل إليهم شعور بأن العراقيين قد لا يتوصلون أبدا إلى اتفاق فى هذا الموضوع قبل حلول الموعد الذى من المفترض أن تنسحب فيه القوات نهاية العام الجارى. غير أن مسئولين آخرين استدركوا بالقول إن الأمر ليس حتميا.

فإن هذه المسألة تحولت إلى مشكلة مؤرقة للرئيس اوباما فعلى الرغم من تعهداته بإكمال الانسحاب فى الوقت المعلن فقد أبدت الإدارة استعدادها بوضوح فى مواصلة مهام التدريب والدفاع الجوى والمخابرات والاستطلاع ومهمات مكافحة الإرهاب مع القوات العراقية حال وجود مخاطر وارتفاع العنف وانعدام الاستقرار السياسى.

وكلما طالت الفترة التى سيتخذ فيها العراقيون قرارهم كلما كان الأمر صعبا على الإدارة الأمريكية لتوضيح الأمر للشعب وأهمية الاحتفاظ بتواجد عسكرى أمريكى.

مذكرة سرية أظهرت وجود نقاش مكثف بين الحكومتين العراقية والأميركية بشأن قوات دولية تكون بديلة عن نظيرتها الأميركية بعد نهاية 2011 لحماية الحدود وتدريب القوات العراقية.

من جانبها، حملت لجنة الأمن والدفاع البرلمانية، الحكومة مسؤولية إبرام أي مذكرة جديدة مع الجانب الأميركي بعيدا عن مجلس النواب. فالمذكرة حددت مواقع وجود القوات الاميركية بعد انتهاء الاتفاقية في مدن البصرة في موقع القنصلية المؤقتة وموقع البصرة للطيران أما في كركوك والموصل فيكون في موقع السفارة في هاتين المحافظتين في حين سيكون تواجدهم ببغداد في منشأة تدريب الشرطة بالقرب من كلية الشرطة في بغداد ووزارة الداخلية وموقع بغداد للطيران داخل مطار بغداد ومنشأة دعم السفارة بالقرب من السفارة داخل المنطقة الدولية وفي أربيل يتركز التواجد في منشأة دعم للقنصلية بالقرب من مطار أربيل وداخل مطار أربيل.

وفي أطار تحدي بقاء هذه القوات من قبل مجاميع مسلحة هدد وزير الدفاع الأميركي ليون بانيتا بتحرك منفرد إذا لزم الأمر للتعامل مع التهديد الذي تواجهه القوات الأميركية في العراق من جانب مليشيات شيعية قال إن إيران تسلحها.

وعبر بانيتا في أول زيارة يقوم بها للعراق كوزير للدفاع عن شعوره بالإحباط بشأن عدم اتخاذ بغداد قرارا حول ما إذا كانت تريد إبقاء جزء من القوات الأميركية في العراق التي يبلغ عددها حاليا 46 ألف جندي بعد موعد الانسحاب النهائي في نهاية العام.

وذكر أن واشنطن ستضغط أولا على الحكومة العراقية والجيش لملاحقة الجماعات المسؤولة عن هذه الهجمات مشيرا إلى حق القوات الأميركية في الدفاع عن نفسها على الأراضي العراقية.

ووصف مسؤول رفيع بوزارة الدفاع الأميركية هذه الهجمات بأنها محاولة من جانب متشددين لإيقاع خسائر في صفوف هذه القوات أثناء خروجها من العراق.

وقد قتل 14 جنديا أميركيا في يونيو/حزيران وحده ليصبح أكثر الشهور دموية منذ ثلاث سنوات, كما قتل ثلاثة جنود أميركيين على الأقل في تموز الجاري من بينهم جندي قتل الأحد مع وصول بانيتا إلى بغداد.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 13/تموز/2011 - 11/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م