كربلاء تختتم فعاليات مهرجان ربيع الشهادة

 

شبكة النبأ: اختتمت فعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي السابع في العتبة الحسينية المقدسة والذي استمر خمسة ايام وسط حضور كبير من رجال الدين والأكاديميين والباحثين والمفكرين والأدباء والشعراء.

وقال أمين عام العتبة الحسينية المقدسة الشيخ عبد المهدي الكربلائي "ان هذا المهرجان ادخل السرور على قلوب المؤمنين وانار طريقهم نتيجة ما قدم من دراسات وبحوث وكتب وما اتحفنا به من ارباب الفكر من مضامين فكرية وثقافية انارت مسامع الافهام والالباب واضاءت دياجي الليل وسط عتمة الشبهات والشكوك".

وأشاد الكربلائي بـ"مشاركات الباحثين والأدباء والشعراء ودور النشر , مشيرا الى ان المهرجان ازداد ثراء بما جادت به أقلام وحناجر المشاركين الموالين لآل البيت عليهم السلام.

من جهته أثنى الباحث الإسلامي المغربي احمد العلمي على جهود الأمانتين العامتين للعتبتين الحسينية والعباسية المقدستين لتنظيمها المهرجان بنسخته السابعة خاصة وان القائمين على المهرجان جمعوا رجال الدين والمثقفين والأكاديميين وغيرهم من دول وبلدان مختلفة في بقعة طاهرة الا وهي كربلاء المقدسة". بحسب موقع نون الاخباري.

وقدم بعض المشاركين مقترحات منها العمل على تأسيس مؤتمرات جديدة في دول عربية وإسلامية تطرح بحوثاً رصينة حول علوم أهل البيت (عليهم السلام).

متحف الإمام الحسين

في السياق ذاته افتتح متحف الامام الحسين (عليه السلام) في احتفال جماهيري واسع على قاعة خاتم الأنبياء في الصحن الحسيني الشريف. وقال مدير المتحف (علاء ضياء الدين)، "يأتي هذا الافتتاح ضمن فعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافي السابع الذي تقيمه العتبتين المقدستين (الحسينية والعباسية)، وضم الاحتفال عرض فلمين وثائقيين عن تاريخ المتحف والمراحل التي مر بها لحين إكماله على اتم وجه وافتتاحه للزائرين للمرة الأولى".

واضاف، "ان الشيء الجديد الذي عرض ولم يعلن عنه سابقا هو بشرى لمحبي اهل البيت (عليهم السلام) حيث تم عرض شعرة السعادة التي تعود الى النبي الكريم (صلى الله عليه وآله وسلم)"، مشيراً إلى أنّ "هذه الشعرة المباركة تعد من التحف الفنية الرائعة التي يحتفظ بها المتحف، وقد هديت من قبل أحد السلاطين العثمانيين إلى مرقد الإمام الحسين (عليه السلام) قبل 110 سنة"، لتعرض اليوم أمام أعين ضيوف أبي عبد الله (عليه السلام) والمشاركين في المهرجان الثقافي".

وتابع ضياء الدين "المتحف الذي يقع على مساحة [500 ] م2 يضم اربع قاعات تحوي مقتنيات ونفائس وكنوز العتبة المقدسة وان المدخل الرئيسي للمتحف تم تغليفه باستخدام الذهب من قطع المنائر وعند المدخل يرتكز عمود بطول ثلاثة امتار على قطعة من الكرستال كتب عليها عبارة يا حسين".

واشار، "سقف المبنى عمل باستخدام اللونين الابيض والاخضر بالتدرج اللوني من المدخل وحتى نهاية المتحف والذي انجز باقل من سنتين ". مبينا ان التحف المعروضة شملت سيوفا ودروعا قديمة وبعض قطع الاسلحة النارية القديمة و المصاحف النادرة والسجاد وقطع من كسوة الكعبة المشرفة بالاضافة بعض شعرات من شعر الرسول الكريم".

وفي ختام جولة الزائرين في متحف الإمام الحسين (عليه السلام) تم إطلاع الضيوف على المتحف الأكبر الذي يطل عليه عبر باب فضية صغيرة لينظر الجميع إلى أعظم تحفة عرفتها الإنسانية.. أنها مرقد وحرم سيد الشهداء وأهل بيته وأصحابه (عليهم أفضل الصلاة والسلام).

معرض الكتاب الدولي

الى ذلك شهد معرض الكتاب المقام ضمن فعاليات مهرجان ربيع الشهادة مشاركة واسعة من قبل دور النشر من داخل العراق وخارجه. وأقيم معرض الكتاب هذا العام في المكتبة المركزية في مركز مدينة كربلاء، من أجل تهيئة الأجواء المناسبة للمعرض وفسح المجال أمام دور النشر للمشاركة فيه والتي قدمت من العراق والكويت وإيران ولبنان وسوريا وبريطانيا ودول أخرى.

وقال مدير معرض الكتاب، ميسر الحكيم "تم افتتاح معرض الكتاب السابع ضمن فعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافي العالمي، بمشاركة نحو 22 دولة عربية وأجنبية".

وتابع بأن "المعرض استمر من الفترة (1-10 شعبان) وتم إقامته على قاعة المكتبة المركزية في محافظة كربلاء، وضم العديد من العناوين الثقافية والدينية والأكاديمية وأخرى خاصة بالطفولة، والكثير من المواضيع التي تلبي توجهات واحتياجات القارئ العراقي للمعرفة".

وأضاف الحكيم، بأن "إدارة المعرض وفرت كافة الأجواء المناسبة لدور النشر من أجل المشاركة الفعالة في المعرض وفتحه أمام القرّاء والمثقفين، كما إن أسعار الكتب مدعومة جداً وبنسبة 25% من القيمة الحقيقية للكتاب، فضلاً عن دعم بعض المؤسسات للكتب الخاصة بها بمعدل 50%".

تميّز معرض الكتاب الدولي السابع كما هو في السنوات الست الماضية بوفرة العنوانين والمواضيع التي جذبت القراء وزائري المعرض والذين سجلوا عدداً من النقاط والانطباعات عنه، إلا أنهم أكدوا بأنه ثورة ثقافية تشهدها المدينة على مدى سبع سنوات متتالية.

وقال السيد جعفر الموسوي عضو مجلس إدارة العتبة الحسينية المطهرة "إن من مهام العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين، كونها مركز إشعاع ثقافي ومعرفي للملايين من جموع المحبين والمشتاقين لهذه الرحاب الطاهرة بأن توصل إليهم هذه الفكرة الحقة والعقيدة الصادقة، وما هذه المعارض إلا حلقة واحدة في هذا الاتجاه، والغرض من إقامته من أجل توفير الكتاب للقارئ العراقي وانتشار ثقافة المطالعة التي حرم منها الشعب العراقي لفترات طويلة".مضيفاً " وجدنا الكثير من العناوين المرغوبة في الوسط العراقي ومنها الكتب الدينية التي تنشر العلوم المقدسة والكتب العقائدية وكتب السير لأئمة المعصومين، إضافة إلى الكتب الحسينية ودواوين الشعر بنوعيه الفصيح والشعبي والذي أخذ بالانتشار بشكل واسع في الوقت الحالي، وهذه العناوين وغيرها قرأتها في معرض الكتاب لمهرجان ربيع الشهادة".

فاطمة ياسر حسين، مدرسة وأم لطفلين قدمت من محافظة الكوت وسجّلت انطباعاتها الرائعة عن المعرض" معرض الكتاب، هو (ثقافة، موسوعة علمية، إشعاع فكري، مجموعة تجارب مختزلة ومبادرة رائعة للعتبتين المقدستين) نحن بحاجة ماسة لها وخصوصاً للطلبة وشريحة الشباب لبنائهم البناء العلمي الصحيح، فأنا أفضّل أن لا تهتم الفتاة بأعمال المنزل فحسب وإنما عليها أن تتصفح كتاباً في اليوم وتتعلم منه." وتابعت "قمت بمرافقة زوجي وأطفالي الصغار لزيارة المعرض والتطلع عليه؛ فقد وفرّ الكثير من المواضيع المفيدة للفئات العمرية المتفرقة، فهنالك يجد الطفل ما يحتاجه من الإصدارات الثقافية التي تنمّي مواهبه الشخصية ومنها مجلة (الحسيني الصغير) الصادرة من العتبة الحسينية، وكذلك القارئ الشاب وكبير السن فهو يجد ما يلبي شهيته من المواضيع المتنوعة، وقد قمت بجمع العديد من الكتيبات الصغيرة التي تناقش مواضيع اجتماعية ودينية هامة، وسأقوم بتوزيعها على طالباتي في المدرسة للاستفادة منها".

اما محمد علي ياسين، أكاديمي من جامعة كربلاء كان له رأي آخر" مشاركة جميلة عندما تجتمع دور النشر من أقطار الوطن العربي وتشارك في هذه المناسبة العظيمة، إلا إنني وجدت الكتب قليلة جداً وتكاد تكون متشابهة، فنحن بحاجة إلى تنوع لكي تكون كربلاء ملتقى للثقافات، ونحن بحاجة إلى الجديد في عناوين الكتب ونتمنى أن نجدها في معرض الكتاب المقام ضمن هذا المهرجان، فنحن معزولون عن القراءة منذ سنوات ووظيفة هذا المعرض هي المساهمة في الانفتاح المعرفي".

في حين قال حسن محمد، مثقّف عراقي من محافظة المثنى" المعرض رائع جداً وضمّ كتباً متنوعة للقارئ العراقي وخاصة لطلبة العلم والباحثين، كما أن أسعار الكتب مدعومة ومناسبة للجميع، وقد جمع بعض الكتيبات الصغيرة ذات المواضيع المهمة لكي أقرأها في كل وقت"، مضيفاً" لقد وجدت بأن معرض الكتاب لمهرجان ربيع الشهادة لا يختلف عن معرض بغداد الدولي أو المعارض المقامة في العراق عموماً، فقد تم تهيئة كافة الأجواء المناسبة لإقامة هذا المعرض".

واكد عقيل أبو غريب، قاص وإعلامي من محافظة كربلاء، "تعتبر كربلاء الرائدة في مجال البحث والفكر والكتابة والتأليف، لأن منابعها الأساسية هي فكرية وعلمية وأدبية، وتأتي أهمية الكتاب من أهمية الثقافة العالية لمستقبل الشعوب وخاصة تلك التي تسعى إلى الارتقاء والوصول إلى القمة، وقد لاحظنا في السنوات الأخيرة انكماش القراءة لدى العراقيين وانحصرت في النخبة المثقفة، ونحن نسعى ونتمنى أن تكسب هذه المعارض جمهوراً أكبر من القراء، وخاصة عندما نقدّم له الكتاب النموذج الذي يجذبه".

واضاف ابو غريب "إنها فرصة لطيفة جداً أن يكون هنالك معرض سنوي للكتاب في مدينة كربلاء، خاصة ونحن نعيش في هذه الأيام المفرحة لمولد الأقمار الشعبانية (عليهم السلام)، وقد تنوعت عناوين المعرض، فهنالك الكتب الفلسفية والفكرية والإسلامية والعقائدية والترجمات لثقافات الشعوب الأخرى"، وتابع"إن العتبتين الحسينية والعباسية المقدستين هما السباقتان في إقامة مثل هذا الحراك الثقافي في العراق، وهي تشارك في نفس الوقت بصورة فعالة في المحافل الأخرى وقد وصل صوتهما إلى أبعد بقعة في العالم".

رسميّة عبد الكاظم الموسوي، مؤلفة كتاب (مصحف فاطمة بين النفي والإثبات)" إنها خطوة رائدة تسجلها مدينة كربلاء فالقراء والمثقفون العراقيون موجودون في كل مكان وهم بحاجة ماسة لمثل هذه المعارض، وقد شكّل هذا المعرض الكتاب نهضة ثقافية للمدينة، وقد لاحظنا الجهود الكبيرة المبذولة من قبل العتبتين المقدستين لإقامته، كما إن عناوين الكتب جميلة وأسعارها مناسبة جداً".

رواد الشعر

في حين إقيم الصحن العباسي المطهر في مدينة كربلاء أمسية شعرية حافلة برّواد الشعر العربي من العراق وخارجه، لإحياء ذكرى ولادة الإمام الحسين والأقمار الشعبانية الطاهرة (عليهم السلام).

وحضر الأمسية الشعرية التي أقيمت ضمن فعاليات مهرجان ربيع الشهادة، السيد صالح الحيدري رئيس ديوان الوقف الشيعي، والسيد أحمد الصافي الأمين العام للعتبة العباسية المطهرة وعدد كبير من الشخصيات الدينية والأكاديمية والأدبية من داخل العراق ومن دول عربية وأجنبية جاءت للمشاركة بفعاليات مهرجان ربيع الشهادة الثقافي.

وعبر الشعراء المشاركون من خلال كلمات قصائدهم عن عظمة وكرامة العترة المحمدية الطاهرة، فيما استمع الحاضرون إلى القصائد الملقاة والتي تفاعلوا معها بشكل ملفت للنظر وأكدوا بأنّ مهرجان ربيع الشهادة الثقافي أصبح اليوم أيقونة كربلاء وصورة جميلة للحركة الثقافية في العراق.

الشاعر معن الطريحي أحد الشعراء المشاركين في الأمسية الشعرية قال "وفقت هذا العام عن بقية الأعوام السابقة بالمشاركة بفعاليات مهرجان ربيع الشهادة الذي يعد ثورة ثقافية كبيرة تحتضنها كربلاء على مدى سبع سنوات". موضحاً "المهرجان يزداد في كل سنةٍ حلاوة وبهجة ببركة من الإمامين الحسين والعباس (عليهما السلام) والقائمين عليه، وهو في الحقيقة مهرجان يثلج القلوب ويفتح الآفاق ويوحّد الناس".

فيما أوضح الشاعر الشيخ صلاح الخاقاني بأنه "لاشكّ أن فعاليات مهرجان ربيع الشهادة تعمل جادة على نقل صوت وفكر الإمام الحسين (عليه السلام) من خلال استقطاب العديد من الشخصيات العربية والعالمية والانفتاح على الآخرين"، مؤكداً بأن "إقامة مثل هذا المهرجان تأتي من تأكيد الأئمة المعصومين (عليهم السلام) على إحياء أمرهم وفكرهم، وعلى الجميع بذل قصارى جهده للوصول إلى الهدف والغاية المرجوة".

أما الشاعر كاظم الحلفي فقد لفت إلى إن "القصائد المشاركة لم تأتِ عادية، وإنما من أناس لهم الباع الطويل واليد الطولى والذين جاءوا لإثراء هذه الأمسية الشعرية بكلماتهم الرائعة وأحاسيسهم المرهفة، متابعاً "أرى أن المهرجان في توسّع كبير ولمسنا الجهود المبذولة من قبل القائمين عليه من أجل إنجاحه وإيصال صوت الإمام الحسين (عليه السلام)".

بدوره أعرب الشاعر والمسرحي كافح وتوت عن سعادته بحضوره ومشاركته في الأمسية الشعرية المقامة ضمن مهرجان ربيع الشهادة الثقافي، وقال وتوت: "يسرني جداً أن أحضر مثل هذه الأماسي الشعرية التي تحيي ذكرى أهل البيت (عليهم السلام)، وأن أسمع القصائد الجديدة المبهرة عن الإمام الحسين (عليه السلام) والتي تكون قريبة من المتلقي المثقف والبسيط".

ومن جانب اخر شهد الصحن العباسي المطهر، إقام أمسية شعرية لشعراء شعبيين قدموا من داخل العراق وخارجه لإحياء مناسبة مولد الإمام الحسين والأقمار الشعبانية (عليهم السلام).

القى عدد من الشعراء المشاركين قصائد تستحضر مناقب آل البيت كان منهم (الشاعر سعد محمد البهادلي، الشاعر ميثم فالح، الشاعر أبو حسنين الربيعي والشاعر الكويتي أحمد المؤمن).

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 11/تموز/2011 - 9/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م