جئت أمشي اليكَ فوقَ عنائي

الى سيدي ومولاي الإمام العباس عليه السلام

هادي الربيعي

جئتُ أمشي اليكَ فوقَ عَنائي

وورائي فصائلُ الفقراء

مُثقلاتُ الخُطى تروحُ وتأتي

قلَقاً من تناسُلِ الأرزاء

تتنادى الشكوكُ فيها رياحاً

عاصفاتٍ تدورُ في الأرجاء

اثقلتها الوعودُ حتى تمادتْ

في بلادٍ تموجُ بالأخطاء

قلتُ شدي الرحالَ فالدربُ يسري

لأعالي ذُرى أبي الفُضلاء

وأقبسي من يديهِ نورَ رجاءٍ

فهو قلبُ الهُدى ونبعُ الرجاء

يا أميرَ الوفاءِ ايُ وفاءٍ

سوفَ يرقى إلى أميرِ الوفاء

أنتَ جودٌ أنارَ بالماءِ كوناً

مُشرِقَ الوعدِ في ربيعِ العطاء

وفراتٌ من الجِنانِ تهادى

يُسرفُ الضوءَ في قلوبِ الظِماء

معجِزٌ أنتَ حين صرتَ فُراتاً

يملأُ الأرضَ من ضياءٍ وما ء

بعضُهم يطلبُ الخلودَ فيمضي

عابراً في معابرِ العُظماء

لاهثاً والخلودُ ينأى بعيداً

فهوَ أعلى من هِمَّــةِ العلماء

غيرَ انَّ الخلودَ يأتي ذليلاً

حينَ يأتيكَ حالِماً باللقاء

فهو يرجو الخلودَ منكَ ليمضي

لأعاليهِ في الذرى الشمَّاء

فالأعالي تظلُ فيهِ سُفوحاً

 أنتَ منْ قادهُ الى العلياء

تائِهٌ فيكَ كيفَ أكتبُ شِعراً

واصفاً بعضَ معجزاتِ الفداء

كيفَ أسندتَ كوكباً يتداعى

وهو يهوي بفورةٍ من دِماء

كيفَ اصبحتَ واقفاً أزلياً

ساحِرَ النورِ فوقَ قبرِ الفناء

تائِهٌ فيكَ أنتَ بحرٌ عميقٌ

خالِدُ الموجِ فيهِ سِّرُ البقاء

فوقَ أمواجهِ جيوشُ معانٍ

تتنادى مواكِباً للضياء

وأنا فيكَ زورقٌ ورقيٌ

تاهَ بينَ الضياءِ والأصداء

أنتَ معنىً يطوفُ في الفِ معنى

جَهِلتهُ قوافلُ الشعراء

بعضُهُ ظاهرٌ تجسَّدَ حياً

في ذُرى الطفِ في ثرى كربلاء

غير انَّ الكثيرَ ما زالَ سّراً

فالكثيرُ الكثيرُ طيَّ الخفاء

وبهذا القليلِ أنهضتَ كوناً

بملايينهِ من الشُرفاء

فرأى في خُطاكَ خيرَ دليلٍ

عابرٍ خلفَ سيدِ الشهداء

جئتُ أمشي اليكَ فوقَ عَنائي

وعيونُ المستضعفينَ ورائي

جئتُ أشكو اليكَ حالَ زمانٍ

عاثَ فيه تقلّبُ الأنواء

بعضُ من كانَ في اُميةَ عادوا

فوقَ روح العقيدةِ السمحاء

بإدعاءٍ بأنهم منكَ جاءوا

وهمُ في الرياءِ ربُّ الرياء

ورداءٍ حاشاهُ منكَ رداءً

فهمُ أقبلوا بالف رداء

فقهاءُ الظلامِ للأرضِ عادوا

يزرعون الضياءَ بالظلماء

فأغثنا بنفحةٍ من ضياءٍ

تنقذُ العابرين خلفَ العَماءِ

يُستجابُ الدُعاءُ اذْ يتعالى

بأكفٍ مقطوعةٍ للسماءِ

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 10/تموز/2011 - 8/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م