سيناريوهات بقاء القوات الأميركية بالعراق ومخاطر الانقسام

كتب المحلل السياسي

 

شبكة النبأ: مع قرب حلول مدة انتهاء مهمة القوات الأمريكية في العراق طغى ملف انسحاب هذه القوات على بقية الملفات. فيما يصرح مسؤوليين عراقيين عن عدم رغبتهم بالانسحاب فيما تشهد الساحة السياسية حراك واسع من قبل الأطراف الدولية فقد أفتتح السفيرالأميركي لدى العراق جيمس جيفري رسمياً، الثلاثاء، القنصلية الأمريكية في البصرة. فيما تضاربت الأنباء حول زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن للعراق، بالتزامن مع زيارة معلنة لنائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي.

أما على الصعيد الأمني فقد أبرزت الأحداث الأخيرة تمكن مجموعة مسلحة صغيرة، مبنى محافظة صلاح الدين، وفرار نحو 500 من حراس المبنى، وكذلك الهجوم على مبنى محافظة ديالى، التي نقل مجلسها اجتماعاته إلى قضاء خانقين، والمحاولة الأخيرة لاقتحام الأسوار المحيطة بمنزل محافظ القادسية، في مدينة الديوانية، جنوب العراق، إضافة إلى الانتشار الواسع للقتل بالأسلحة كاتمة الصوت.

من جهته يقول البيت الأبيض إن امام العراق القليل من الوقت لتقديم طلب لبقاء القوات الامريكية في البلاد. وأعلن متحدث باسم البيت الابيض للصحفيين ان الادارة الامريكية تنتظر لترى هل ستقدم الحكومة العراقية طلبا اليها.

إعادة الانتشار الاستراتيجي

وتشير دراسات عسكرية بإعداد وتصميم البحوث المتعلقة بخطط الانسحاب العسكري الأمريكي من العراق، وعلى سبيل المثال نشر مركز التقدم الأمريكي على موقعه الالكتروني دراسة حملت عنوان إعادة الانتشار الاستراتيجي. وهي دراسة اعدت قبل ثلاث سنوات

حددت الدراسة مكونات إعادة الانتشار الاستراتيجي للانسحاب الأمريكي على النحو الآتي:

* إعادة ترتيب التعبئة العسكرية بما يؤدي لسياسة نشر قوات واقعية توازن بين القوات العسكرية الأمريكية العاملة في الميدان، وتلك التي في الاحتياطي، على النحو الذي يعزز قدرة القوات الأمريكية في التحرك والانتقال والتواجد في المناطق الساخنة لمواجهة خطر الإرهاب والقضاء عليه.

* إطلاق حملة إعلامية- نفسية عالمية، بهدف مكافحة سوء الفهم والقضاء على أيديولوجيات الكراهية ضد أمريكا.

* إطلاق المزيد من المبادرات الدبلوماسية الهادفة لمعالجة المشاكل الإقليمية المتزايدة في العالم حالياً.

* استخدام العمليات الذكية في إعادة بناء العراق وتجديده.

كذلك أشارت الدراسة إلى ضرورة تغيير أسلوب الحوار والنقاش حول العراق، الدائر داخل أمريكا حالياً، وذلك لأنه نقاش وحوار لا يؤدي إلى الحلول الجادة والنتائج الصحيحة، ورأت الدراسة أن عوامل ضعف الحوار الأمريكي- الأمريكي حول العراق تتمثل في الآتي:

* غياب المعلومات الصحيحة والدقيقة حول العراق، والوضع الأمريكي في العراق.

* ضعف أسلوب الادارة الامريكية في القيادة والسيطرة وذلك لأن إدارته ظلت منقطعة الصلة عن الواقع.

* عدم وجود المعارضة القوية للادارة الامريكية، ويتمثل ذلك في ضعف أطروحات السياسيين الأمريكيين المعارضين للحرب، بحيث أن كثيراً من الذين أيدوا الحرب في البداية أصبحوا من المعارضين لها في النهاية، وأيضاً بعض من عارضوا الحرب في البداية أصبحوا من المؤيدين لها في النهاية.

تناولت الدارسة الافتراضات التي تستند عليها الإدارة الأمريكية في تبرير احتلالها العسكري للعراق، وذلك على النحو الآتي:

* الافتراض الأول: يجب أن تحارب أمريكا أعداءها في الخارج قبل أن يتمكنوا من الدخول إليها)، وترى الدراسة أن مهاجمة العدو في الخارج غير كافية بدليل هجمات لندن ومدريد، وبالتالي لابد من البحث عن أسلوب آخر.

* الافتراض الثاني: يجب التركيز على العراق لأنه الجبهة المركزية في الحرب ضد الإرهاب، وترى الدراسة أن الافتراض نصف صحيح لأن الإرهابيين الموجودين حالياً في العراق تزايد عددهم بالآلاف بسبب وجود القوات الأمريكية.

* الافتراض الثالث: الوجود العسكري الأمريكي يجعل العراق أكثر أمنا، وترى الدراسة أن هذا الافتراض خاطئ من أساسه، وما يحدث حالياً في العراق يؤكد بأن الوجود العسكري الأمريكي في العراق قد جعله أقل أمناً.

* الافتراض الرابع: وجود القوات الأمريكي في العراق يساعد على إجراء التحولات السياسية وترى الدراسة أن هذا الافتراض خاطئ، وذلك لأن السياسيين العراقيين المتحالفين مع أمريكا أصبحوا يعتمدون على قوة أمريكا العسكرية في القضاء على السياسيين بدل التفاوض والوصول إلى التسويات معهم.

* الافتراض الخامس: الحجم الحالي للقوات الأمريكية في العراق ضروري للقيام بإنجاز عملية تدريب القوات العراقية، وترى الدراسة بأنه افتراض خاطئ، وذلك لأن السياسيين العراقيين لن يعتمدوا على أية قوات عراقية مادامت القوات الأمريكية موجودة في العراق.

وتضاربت الأنباء في بغداد امس حول زيارة نائب الرئيس الأميركي جو بايدن للعراق، بالتزامن مع زيارة معلنة لنائب الرئيس الإيراني محمد رضا رحيمي.

واستقبلت الأنباء عن الزيارتين المتوقع أن تركزا على مستقبل الوجود الأميركي في العراق ردود فعل متباينة، وسط تدهور أمني وعودة مشاهد المجازر الجماعية.

وتلتزم الحكومة العراقية حيال تحديد الإدارة الأميركية موعداً ينتهي مع نهاية آب لاتخاذ موقف من بقاء حوالى 50 ألف عسكري، فيما كانت السفارة الأميركية في بغداد طلبت 6.5 بليون دولار موازنة لدعم مشاريع الطاقة وتدريب الجيش العراقي.

ورغم رعاية الولايات المتحدة لاتفاق لتقاسم السلطة أدى إلى نهاية الأزمة السياسية، فإن الخلاف السياسي عاد إلى السطح ويهدد اليوم بانقسام جديد، في وقت لم يختر المالكي بعد مرشحيه للداخلية والدفاع اللتين تقعان تحت إمرته المباشرة إلى حين تعيين وزيرين لهما.

ويقول محللون سياسيون إن قرار بقاء القوات الأميركية في العراق قرار سياسي في النهاية، حيث يجب أن تقدم الحكومة العراقية طلبا رسميا لتعديل الاتفاقية الأمنية المبرمة بين العراق والولايات المتحدة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 7/تموز/2011 - 5/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م