قراءة في كتاب: اوديسا التعددية الثقافية

سبر السياسات الدولية الجديدة في التنوع

 

 

 

 

الكتاب: اوديسا التعددية الثقافية

الكاتب: ويل كيمليكا

ترجمة: د. امام عبد الفتاح امام

الناشر: سلسلة عالم المعرفة/ الكويت

قراءة: حيدر الجراح

 

 

 

 

شبكة النبأ: ميزة هذا الكتاب انه من الكتب النادرة حول موضوعه وهو يناقش حقوق الاقليات على اختلاف انواعها، اهمية الكتاب تنبع من خلال ما نشاهده الان من ازدياد في تدويل علاقة الاقلية بالدولة كما اننا نشاهد انتشارا عالميا لفكرة التعددية كاطار جديد لاصلاح هذه العلاقة.

التعددية الثقافية مفهوم يرشده ويضبطه في ان معا الالتزام السياسي بمبادىء الحرية الفردية والمساواة، يمكن التفريق بين مستويين لفكرة التعددية الثقافية تصبح الفكرة عندهما عالمية او كونية.

اولا: هناك انتشار كوني للخطاب السياسي للتعددية الثقافية، هناك مجموعة منتشرة من الافكار حول اهمية التكيف مع الاختلاف والتنوع تناولتها شبكات دولية غير حكومية ويتناولها العلماء والباحثون وواضعوا الخطط السياسية.

ثانيا: هناك تقنين للتعددية الثقافية في مجموعة من القواعد الدولية القانونية تتجسد في اعلانات لحقوق الاقلية.

اذا كان المستوى الاول يتضمن انتشار مجموعة من المثل العليا وافضل الممارسات التي لابد من ان تتطلع اليها جميع الدول.. فان المستوى الثاني يحتوي على تقنين مجموعة من الحد الادنى من المعايير التي لا تقع تحتها دول فقط.

وهذه العمليات المزدوجة لانتشار فكرة التعددية الثقافية وحقوق الاقليات قد اعادت بطريقة اساسية تشكيل التصورات والمفاهيم التقليدية لسيادة الدولة، والقومية، والمواطنة مما يدعم النظام العالمي للدول القومية.

ولا يدهشنا ان نجدها تبدي قدرا ملحوظا من القلق والمقاومة، لان الانتشار العالمي لفكرة التعددية الثقافية كان ولا يزال محل نزاع عميق، ومع ذلك فعلى الرغم من مغزى هذه الاتجاهات والمقاومات التي ابدتها لم تكن هناك دراسة اكاديمية بشان الانتشار الدولي لفكرة التعددية الثقافية وحقوق الاقليات.

الباب الاول من الكتاب ناقش الاسباب التي جعلت المجتمع الدولي يهتم هذا الاهتمام بمحاولة تشكيل علاقة الدولة بالاقليات خصوصا في مرحلة مابعد الحرب الباردة.

الباب الثاني للكتاب محاولة استكشاف الجوانب المشرقة للمعادلة بالافصاح عن منطق التعددية الثقافية الليبرالية عن طريق التعرف على الاشكال التي اتخذتها التعددية الثقافية في الغرب.

في الباب الثالث يستكشف المؤلف كيف حفزت المخاوف من عدم استقرار الصراع العرقي في دول ما بعد الشيوعية ودول ما بعد الاستعمار المنظمات الدولية لتصبح اكثر انشغالا بميدان علاقة الدولة بالاقليات وبصفة خاصة للترويج للتعددية الثقافية الليبرالية.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 6/تموز/2011 - 4/شعبان/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م