إستراتيجيات بناء القوة... أطر تنظيمية للتفاوض مع طالبان

 

شبكة النبأ: كشفت معلومات سرية بأن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن كان يخطط قبل موته وخلال فترة تخفيه وتلقيه رسائل تبين أنه بن لادن يخطط  لأستعادة قوة التنظيم. كما أفادت رسائل أخرى عن الأزمة المالية التي يمر بها التنظيم. إلا أن الضغط الأميركي المتزايد على حركة طالبان جعل المتشددين فيها أكثر استعدادا للتباحث، ووضع الطرفان شروطهما المسبقة للتفاوض جانبا لكن هذا ربما لا يعني خروجا أميركيا سريعا من أفغانستان.

ولكن رغم ذلك يظل المسؤولون الأميركيون حذرين بشأن هذه الجهود. فقد أشار الرئيس أوباما إلى هذه المباحثات في خطابه عن خفض القوات في أفغانستان لكنه لم يقدم أي وعود.

ويأتي التفاوض مع حركة طالبان تحولا ملحوظا خاصة أن المسؤولين الأميركيين كانوا صامتين حيال فكرة التفاوض مع قادة طالبان في المؤتمر الدولي عن الحرب الذي عقد في كانون الثاني 2010. ولكن مع تراجع التأييد الشعبي الأميركي للحرب أصبحت الحاجة إلى التفاوض أكثر إلحاحا.

وكان حرص الإدارة الأميركية واضحا في الطريقة التي تقدمت بها في المباحثات التمهيدية بدون مشاركة الحكومة الأفغانية، رغم أن خط الإدارة الرسمي هو أن أي مباحثات يجب أن تقودها أفغانستان.

كما أن مسؤولي الإدارة أبدوا مرونة متزايدة في طلباتهم عندما أعلنت كلينتون في شباط أن الولايات المتحدة مستعدة للتباحث مع طالبان حتى بدون اتفاق مبدئي على الشروط الأميركية الثلاثة الرئيسية لأي اتفاق، وهي نبذ المتشددين للعنف، وإنهاء أي تحالف مع تنظيم القاعدة، والاتفاق على احترام الدستور الأفغاني.

وحاول لمسؤولين اميركيين جر الدول المجاورة إلى المباحثات معتقدين أن أي اتفاق مقبول سيساعد في إطفاء التوترات الإقليمية. ولكن في الوقت الذي كانت تتباهي فيه الإدارة بأن الضغط العسكري الأميركي يجذب المتشددين إلى طاولة التفاوض كان بعض الخبراء في واشنطن وكابل يجادلون بأن خطط خفض القوات يمكن أن تقنع طالبان بأن الضغط العسكري سرعان ما يهدأ ويجعلها تفقد اهتمامها بالمباحثات.

ونشرمعهد راند لبحوث الدفاع الوطني مفادها أن أميركا لديها فرصة للنجاح في أفغانستان، وإن كانت ليست جيدة جدا، قياسا على العوامل التي أدت إلى نجاح أو فشل الأساليب السابقة في مكافحة التمرد.

وقالت الدراسة إن افتقار الحكومة الأفغانية للشرعية والإدارة الجيدة، بالإضافة إلى عجزها عن تعطيل أنظمة الإمداد والتموين لطالبان، يمثل المؤشرات الرئيسية للهزيمة. وكل أساليب مكافحة التمرد الناجحة في أنحاء العالم بين عام 1978 و2010 حققت هذا التعطيل، ولم يتمكن أي من الفاشلين من ذلك.

وتأتي هذه الدراسة عقب تقرير سابق لتقييم 30 حملة عالمية لمكافحة التمرد كانت ثمان منها فقط ناجحة.

ماذا وراء الحوار السري

ان إعلان الرئيس الأميركي باراك أوباما الانسحاب الجزئي للقوات الأميركية من أفغانستان لتحقيق السلام عند الانسحاب الكامل للقوات الغربية عام 2014، يعتمد على حوار السري.

وحذر الصحفي الباكستاني أحمد رشيد المختص في الشأن الأفغاني إن الغارة الجريئة التي نفذها مقاتلون من حركة طالبان على أحد أفضل فنادق كابل تبرز الحاجة مرة أخرى إلى الحوار السري مع الحركة.

وأوضح رشيد في مقال نشرته صحيفة فايننشال تايمز الكاتب من خطورة التسريبات الأخيرة من قبل المسؤولين في واشنطن وكابل ولندن، قائلا إنها يمكن أن تعرقل المحادثات عندما تدخل مرحلة حرجة.

وانتقد ذكر صحفيين أسماء مفاوضين أميركيين وألمان ومن طالبان. وقال إن كشف أسمائهم قد يعرضهم للخطر على أيدي جماعات مثل تنظيم القاعدة وغيرها، ممن هم ضد المحادثات ويريدون تخريبها من البداية.

ويعتقد خبراء أن السلام إذا تحقق لن يكون لأفغانستان فقط بل لكامل المنطقة ومنها باكستان، موضحا أن تعويض القوات الغربية المنسحبة بقوات أفغانية لا يمكن أن يتم إلا بانتهاء الحرب الأهلية وتحقيق الاستقرار السياسي الذي تشارك فيه الحكومة الأفغانية وطالبان وأيضا باكستان والولايات المتحدة ودول الجوار.

فإنه يضع حقائق عارية من المحادثات كما وصفها له مسؤولون غربيون، موضحا أن أول اجتماع بين زعماء طالبان ومسؤولين من الحكومة الأميركية وجها لوجه تم في قرية خارج ميونيخ في ألمانيا يوم 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2010.

وتشير معلومات أن أحد أهداف الولايات المتحدة هو الاحتفال بالذكرى السنوية العاشرة لاجتماع بون عام 2001 الذي شهد تشكيل الحكومة الانتقالية الأفغانية، وهناك أمل بمشاركة حركة طالبان في الاجتماع الدولي ببون في ديسمبر/كانون الأول المقبل.

ويعتقد خبراء إن هذه الخطوة ستعطي إطارا تنظيميا للتفاوض، لكن الطريق سيكون طويلا قبل أن توافق طالبان على مثل هذا الطلب. وأكد الكاتب أن قطر لعبت دورا لأن طالبان اشترطت حضور بلد مسلم على طاولة التفاوض، وهي تعتبر قطر دولة محايدة، فقطر لم تتدخل في أفغانستان، كما لم تؤيد أيا من دول المنطقة التي دعمت أطرافا بأفغانستان في الماضي، مثل باكستان والسعودية والهند وتركيا أو إيران.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 3/تموز/2011 - 30/رجب/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م