اضطراب القلق العام

اثره وانتشاره لدى العاملين في مستشفيات مركز محافظة بابل

حسنين صادق صالح عبكه

دراسة مسحية طبقيّة أجريت على العاملين في مستشفيات مركز محافظة بابل (م.الحلة التعليمي العام، م.مرجان التخصصي، م. بابل للولادة والأطفال)

 على اختلاف تحصيلهم الدراسي والعمر والجنس

 

الملخص :-

 تعتبر الاضطرابات العصابية والذهانية من أشد الاضطرابات خطورة على الإنسان حيث أنها تسبب المعاناة والآلام النفسية للشخص المريض أو الأشخاص المحيطين به وخصوصا أسرته، والاضطرابات النفسية مثل القلق والخوف يعتبران من أهم المشاكل التي يعاني منها الفرد.

 وهي من الأمراض القديمة التي ليست وليدة هذا العصر وإنما توجد أدلة تؤكد معاناة الناس من هذه الاضطرابات منذ العصور الأولى والى عصرنا الحالي حيث تشير الإحصائيات إلى أن نسبة كبيرة من أفراد المجتمع تعاني من الاضطرابات النفسية وهي في تزايد مستمر في جميع المجتمعات وخاصة في المجتمعات المتقدمة، فالإنسان يواجه أنماطا من الحياة مختلفة وتعامله مع المحيط لم تعرف في الماضي ولم تتوفر لديه الخبرة على مواجهتها والتوصل إلى التوافق مع مقتضياتها بدون اضطراب أو معاناة نفسية دائما "مستمرة.

 وتعد اضطرابات القلق من الاضطرابات النفسية الشائعة في عصرنا وهذا يرجع إلى التغيرات الاجتماعية والتقدم التكنولوجي وتفشي الروح الانهزامية لدى الأفراد وبسبب بعض الضغوط الاقتصادية وضعف القيم الدينية، وبما أن اضطراب القلق غالباً ما يكون عرضاً لكثير من الاضطرابات النفسية والعقلية وخصوصا" لدى الموظفين في مجالي الفنون والإنسانيات فقد تبلورت لدى الباحثان دوافع لإجراء هذه الدراسة حيث اتضح لهما أن اضطراب القلق العام يعد من أكثر اضطرابات النفسية شيوعاً في الحياة وعند مرضى العيادات الطبية وكذلك ازدياد شدة درجة القلق واستمراره دون سبب واضح أو معقول وأكدتها الأبحاث العلمية والإحصائيات التي أجريت في هذا المجال.

 وان مرضى الاضطرابات النفسية وخصوصا القلق (الرُهاب الاجتماعي) يُعانون من صعوباتٍ جمة في حياتهم الاجتماعية، وحتى في العمل وبعضاً منهم لا يستطيع العمل رغم أنه يحمل شهاداتٍ جامعية وكذلك الموظفين الذين لم يستطيعوا الاستمرار بالعمل لعدم قدرتهم على مواجهة الجمهور أو حتى التفاعل مع زملائهم في العمل وكذلك لعدم تلقيهم الترقيات والتشجيعات في عملهم بسبب سوء الروتين اليومي المنوط بهم دون تطويرهم، وهؤلاء أيضا يرغبون في أن يكونوا بعيداً عن الأضواء أو تحت مواقف تضعهم في محل تقييم من قِبل الآخرين..!.

 ومما لا شك فيه أن اضطرابات القلق أصبحت تواجهنا بمشكلة صحية عامة إذ أن مدى انتشارها يفوق انتشار باقي الأمراض العقلية والعضوية لأنها تدفع الإنسان نحو العمل لدرء الأخطار الممكنة أو المحتملة التي يتعرض لها في صراعه مع الحياة.

مجتمع البحث وعينة البحث :-

مجموعة من أصناف الموظفين (ذكورا"، إناثا") العاملين صباحا" في المستشفيات (م. مرجان التخصصي، م.الحلة التعليمي العام، م.الولادة والأطفال) في مركز محافظة بابل البالغ تعداده 1176 موظف وموظفة لعام 2011 م أما العينة طبقية من العاملين لكلا الجنسيين لمختلف الاختصاصات (طبيب مقيم، صيدلي، مساعد مختبر، معاون طبي، معاون صيدلي،ممرض ماهر، مساعد شعاعي، فاحص بصر، ممرض فني، بايلوجي، معالج طبيعي، كيمياوي،.. الخ)في المستشفيات (م. مرجان التخصصي، م.الحلة العام، م.الولادة والأطفال) وتبلغ العينة 210 موظف وموظفة في مركز محافظة بابل بنسبة 18 %. طبق عليهم اختبار زونج للاضطراب القلق العام. كما في الجدول (1) و(2)

جدول(1)

ت

اسم المستشفى

العدد الكلي

الذكور

الإناث

1

م. الحلة التعليمي

110

59

51

2

م. مرجان التخصصي

65

35

30

3

م. الولادة والأطفال

35

19

16

4

المجموع

210

113

97

جدول (2)

ت

المهنة

العدد الكلي

الذكور

الإناث

1

طبيب

20

14

6

2

م.طبي،م.مختبر،م.صيدلي،م.شعاعي،ممرض فني،معالج طبيعي،م.مخدر،فاحص بصر..الخ

160

87

73

3

صيدلي،كيمياوي،بايلوجي،تقني،ممرض جامعي

30

12

18

4

المجموع

210

113

97

 

أهداف الدراسة :-

الكشف عن الفروق بين الموظفين (الذكور الإناث) وكذلك التعرف على مدى انتشار القلق بين الموظفين.

نتائج البحث :-

1- وجود مؤشر حقيقي لاضطراب القلق لدى أغلب العاملين في المستشفيات لمختلف الاختصاصات (طبيب مقيم،صيدلي، مساعد مختبر، معاون طبي، معاون صيدلي،ممرض ماهر،مساعد شعاعي،فاحص بصر،ممرض فني، بايلوجي،معالج طبيعي، كيمياوي،..الخ) وكانت نسبة القلق لدى الإناث أعلى من الذكور

2- وجود مؤشر مرضي نفسي لدى مجموعة من الموظفين وتمثل 13% لكلا الجنسين وهي نسبة خطيرة مقارنة بالدراسات العربية وقياسا" للحالة الطبيعية التي تمثل 6% لمقياس القلق زونج.

3-ظهور نسبة عالية لاضطراب متوسط القلق بنسبة 59% لكلا الجنسين وكذلك ظهور نسبة عالية للرهاب الاجتماعي بنسبة 11% لكلا الجنسين وكانت نسبة الإناث أعلى من الذكور لكلا الحالتين.

4-ظهور نسبة عالية لاضطراب القلق العام بنسبة 94% ونسبة الإناث أعلى من الذكور لكلا الحالتين.

ت

الحالة

العدد الكلي

الإناث

الذكور

النسبة

1

الحالة الطبيعية

13

2

11

6 %

2

اضطراب القلق البسيط

23

3

20

11 %

3

اضطراب القلق المتوسط

124

64

60

59 %

4

اضطراب القلق الشديد

27

15

12

13 %

5

الرهاب

23

13

10

11 %

6

المجموع

210

97

113

100 %

7

العدد ونسبة القلق لدى الموظفين

197

98 %

90%

94 %

 

 

التوصيات :-

1- اجراء دراسات مشابهة مع دوائر الدولة الأخرى وكذلك على كافة أطياف المجتمع العراقي لمعرفة نسب الأمراض النفسية الأخرى وخصوصا" اضطراب القلق والاكتئاب.

2- التحري عن أسباب الضغوط النفسية سواء كانت وراثية أو بيئية أو جسدية لدى الموظفين من قبل وزارات الدولة بالتعاون مع المكتب الاستشاري للأمراض النفسية للحد من انتشارها وتوفير العلاج المناسب مثلا" الاستشارات النفسية أو العلاج الدوائي وكذلك إيفاد الموظفين و إرسالهم لقضاء إجازات ترفيهية للتبديد من الحالة النفسية مهما تدنى تحصيلهم الدراسي وبدون استثناء.

3- مراقبة أداء الموظفين ومتابعة سلوكهم والحرص على انتقاء الأفضل منهم لتشجيعهم ومكافئتهم بشكل مستمر وتطوير كفاءاتهم عن طريق إيفادهم إلى الخارج و مهما تدنى تحصيله الدراسي.

4- إشراك الموظفين كافة في الدورات المتخصصة للعلاج النفسي ودورات التعامل مع الاضطرابات والأمراض النفسية. ومعرفة مكامن الضغوط النفسية التي يعاني منها البعض سواء كانت داخلية أو خارجية وتذليلها قدر الإمكان أن كانت العراقيل داخل المؤسسات للحد من انتشارها.

المقترحات :-  

1- ايفاد الموظفين كبار السن الذين لم يوفقوا للسفر إلى خارج البلد لكبر سنهم للاطلاع على واقع البلدان العربية منها أو أجنبية سواء كان السفر لغرض السياحة الدينية مثل الحج أو العمرة أو زيارة أولياء الله الصالحين أو لغرض تطوير أداءهم وخبراتهم المهنية أو لغرض السياحة الترفيهية.

2- تشجيع الباحثين والمختصين بشكل عام لأنهم يشكلون حلقة ازدهار علمية وتطويرية تخص مؤسساتهم.

3- ان ظهور نسبة عالية لاضطراب متوسط القلق بنسبة 59% وكذلك ظهور نسبة عالية للرهاب الاجتماعي بنسبة 11% وهذا يستدعي إلى سبل النهوض بواقع الصحة النفسية في القطر عموما" لتقديم المساعدة والاستشارة النفسية دون تطور المرض.

4-استحداث مكتب لممثلين عن المهن الطبية والتمريضية في الدائرة مرتبط بشكل مباشر بمكتب المدير العام وبالوزارة لأنهم يشكلون الشريحة الكبرى في المؤسسات الصحية دون منازع ليبحث المشاكل التي يعانون منها لغرض معالجتها بشكل يسهم للنهوض بواقع الكوادر الصحية والتمريضية مهنيا وعمليا وينظر بكفاءاتهم العلمية لتطويرها وإنصافهم دون تهميش من أحد،

5- تطوير قناة المتميزين وتفعيلها بشكل يناسب مع حجم الكفاءات العلمية كما" ونوعا"المتميزة من الكوادر الوسطية وحجز لهم مقاعد في الجامعات العراقية يزداد تدريجيا في كل سنة قادمة.

[email protected]

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 23/حزيران/2011 - 20/رجب/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م