مبدعات الأحساء

ما بين الحضور الإعلامي والتجاهل المتعمد

ريم علي الحاجي محمد

الأحساء وما أدراك ما الأحساء عبق التاريخ وإدراك الحاضر واستشراف المستقبل، الأحساء بجغرافيتها (حوالي ربع مساحة المملكة ) بواحتها الغناء وبأصالة نخيلها الشماء وببراريها الممتدة ذات الرمال الذهبية، بمدنها ومجمعاتها الحضارية، بإنسانها الذي وطن الحياة ليعلم العالم الاستقرار، هذا الإنسان الذي جعل السلام صورته المشرقة فدخل الإسلام طواعية هو نفسه الذي قضى على القرامطة ورفض الاستعمار الغربي بكل إشكاله هو نفسه الذي أسس ثقافة ذات بعد حضاري، لقد كان للمدرسة الفكرية الأحسائية أثرها في المعطى الديني بالتعددية المذهبية والاجتماعية ومنها الكرم والأنفة والشيمة والسلوك والمعطى الحضري المتمثل بالشواهد التاريخية والمعطى السياسي و الاقتصادي والعلمي والثقافي.

من رحم هذه الأرض الطيبة في وطننا العزيز كانت مشاركة المرأة حاضرة وفي ظل النهضة الحديثة أثبتت عصا السبق حتى أننا نجدها في مجال التعليم تقطع ألاف الأميال كمثال الخرخير وجازان وما دون ذلك.

الفتاة الأحسائية حين شقت طريقها إلى الأخذ بأسباب الحداثة ومعطيات التنمية في المملكة لترتقي إلى حالة الإبداع.

من هنا استطاعت الفتاة الأحسائية وبجدارة أن تتغلب على معظم العقبات التي تعيق حراكها العملي والثقافي.

 ومع أن حديثي سيقتصر على الحضور في الوسط الأدبي للأحسائيات (إن جاز لنا التصنيف الجنسي ) وهو مرآة تعكس مستوى النضج الثقافي التي وصلت في شتى ميادين الأدب، ولم يأت النضج الثقافي من فراغ وإنما من عزيمة وإصرار من الفتاة نفسها، كما لايغفل تشجيع الأسرة والمجتمع والدور الكبير.

فلا يمكننا أن ننسى من ساعد في تقديم الرأي والمشورة من أصحاب الخبرات وعلى رأسهم الآباء الذين وقفوا خلف بناتهم والأزواج وكانوا سندا لهن لارتقاء سلم الطموح، فكان نتاج ذلك إبداعا سواء في الإسهام عبر وسائل الإعلام المختلفة ومنها أيضا صدور المطبوعات في مجالات الأدب المختلفة كالشعر والرواية والقصة والخاطرة والقصة القصيرة وتألق بعضهن إلى حدود خارج الوطن العديد من الإصدارات الأحسائية التي نفخر بتقديمها للعالم أجمع. (مرفق بذيل المقالة شواهد للإصدارات)

لكن يمكن للمتابع يلاحظ شكلا من التجاهل لهذا الحضور وقد يرقى التجاهل إلى التعمد. وذلك باستخدام لغة السلبية التهميشية التي تهمل أو تقزم أو تقلل من إنجازات وطموحات الفتيات الأحسائيات اليس هذا يؤكد عقبة إعلامية ؟ والقلق من ان ذلك يؤسس لردة فعل من الفتاة ليتحول نشاطها الإيجابي إلى سلبي وتقدمها لتراجع وظهورها للاختفاء خوفا من صدمة أخرى تواجهها.

هذه هي الصورة الحقيقية لما يحدث فعلاً، ففي الوقت الذي تسعى فيه كل مبدعة إلى الظهور بما يليق بمستوى المنطقة بشكل خاص والبلاد بشكل عام، متمثلاً في تنوع الإبداعات الأدبية والفكرية والثقافية ما بين المقال والقصة والرواية والشعر والخاطرة، وغيرها إلا أنهن مازلن يلاقين التهميش والنظرة السلبية القاتلة لكل إبداعاتهن من مؤسسات أدبية ووسط أدبي ومجتمع وعائلة، فأي إبداع أو تميز ننتظره بعد ذلك؟

ما نحتاجه لدعم إبداع الفتيات هو تعاون أكثر وتكاتف مؤسسات أدبية ومجتمع وعائلة؛ كي نصقل مواهبهن( خاصة للمبتدئات ) وبذا تتكامل اللوحة الأدبية المشرفة التي تليق بالأحساء والوطن.

هذا التعاون لا يأتي إلا بوعي داخلي من الوسط الأدبي مؤسسات وأفراداً بتقديم الدعم النفسي واللوجستي والمادي، بالإضافة لتوجيه القامات الثقافية الكبيرة للمبتدئين، كي نرتقي للأفضل ويتولد الشعور الإيجابي للتطوير والإبداع.

في حين أن بعض ما يحدث هو العكس تماماً، حيث تسعى بعض القامات الكبيرة لخدمة نفسها فقط فهل هذا خوفا من أن تزاحمها في الميدان الثقافي والفكري.

إن الحديث عن مبدعات الأحساء يحتم علينا الوقوف أمام لوحة متداخلة الألوان والمساحات ما يفرض علينا فك رموزها كي نكون منصفين في أطروحتنا حول أسباب تواريهن عن الظهور وهن مبدعات فلا العادات والتقاليد ولا المطابع ولا غيرها أسباب حقيقية وراء هذه الظاهرة، فهذا إجحاف كبير في حق مبدعات ومثقفات الأحساء وتقليل من أهميتهن في الحراك الثقافي للمجتمع السعودي بصورته المتكاملة، فهن قدمن الكثير والكثير مما لديهن، لكن المشكلة ـ في نظري ـ تكمن في التجاهل الإعلامي الكبير لما يقدمن بينما تختزل الصورة الثقافية الأحسائية في شخوص محددة تتكرر في كل المناسبات.

 والمؤسف حقيقة أنه عند الحديث عن مبدعات الأحساء يكثر اللغو والرأي وكل يفسر على هواه فهذا يقول أنهن اختفين عن الظهور بسبب العادات والتقاليد ومنهم من يقول أنه لا وجود لهن ولا توجد مطبوعات لمبدعات أحسائيات إلا لكاتبتين على أكثر تقدير وآخر يقول أن ظهورهن أساء للمجتمع والأدب وما هي إلا محاولات لجذب الأنظار، وهذه الأقوال لا يصح ان تصدر من أفواه من يطلق عليهم رواد ورائدات في الأدب ولا يمكن القول انهم يجهلون ما يدور في الساحة أو المنتج الحقيقي ولكنه التجاهل المتعمد، وهذا لا ينطبق بأي حال مع الفكر الأحسائي، ونتمنى ان نساهم في تجاوزه مستقبلا.

قائمة ببعض الأسماء وبعض إصداراتهن، على سبيل المثال لا الحصر:

 1- معصومة العبد رب الرضا، قصة "سمك بأحشائه "

2- آلاء اليحيي، رواية "دفتر تحت المجهر "

3- هاحر السليم، ضجيج الهمسات

4- بشاير محمد، ديوان شعر خيلاء العتمة – رواية " مغتربات الأفلاج "

5- طيف الحلاج، رواية "القرآن المقدس "

6- فاطمة السلامين، مجموعة قصصية "نافذة أمل "

8- يدرة الشيخ، مجموعة خواطر "تسمونه وأسميه " – واخرى "براءة قلم ".

9-  العنود بونهية، عناق الأرواح

10- ليلى الشواكر، مجموعة قصصية "نداءات إنسانية"

11- زهرة موسى، مجموعة قصصية "إحداهن "

12- كوثر موسى، مجموعة شعرية "دخلتُ بلادكم بأسمائي"

13- مريم الحسن، مجموعة قصصية "آخر المطاف"

14- رباب الحسين، بهية بوسبيت

15- جليلة الماجد، البيئة في القصة القصيرة السعودية

16- أمل المطيري، قصة " رقص على الجراح"

17- وفاء السعد، مجموعة قصصية " جسور متقطعة "

18- رباب النمر، مجموعة قصصية " اللوحة الأخيرة "

19-  زينب البحراني، رواية " مذكرات أديبة فاشلة "

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 22/حزيران/2011 - 19/رجب/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م