هل اقتربنا من قهر السرطان؟

باسم حسين الزيدي

شبكة النبأ: اعوام طويلة مرت ومازال مرض السرطان يدخل الرعب في اوصال الجميع بمجرد ذكر اسمه، وبرغم العديد من الابحاث والدراسات والتجارب التي اجريت وعلى مدى سنوات طويلة ومع التقدم الكبير في المجال الطبي خلال السنوات القليلة المنصرمة مازال هذا المرض الفتاك يؤدي بحياة الملايين في كل عام من دون التمكن من قهره والتغلب عليه.

لكن ومع كل ذلك يبقى الامل موجوداً في وضع نهاية طبية تسعد هذه الملايين التي تتأرجح بين الموت والمعاناة حيث كشفت العديد من الدراسات العلمية الحديثة عن وجود علاجات جديدة يمكن ان تسهم في المستقبل القريب من فك شفرة هذا الداء الخبيث وبالتالي ربما نشهد على انتصار اخر من الانتصارات الطبية المهمة

سلاح يدمر الأورام الخبيثة

فقد نجح علماء من سويسرا وبريطانيا في تطوير "سلاح موجه" جديد من نوعه قادر على تدمير الأورام الخبيثة في الجلد لدى فئران المختبر، استخدم الباحثون أجساما مضادة لجعل جزيئات بروتينية حساسة للضوء تلتصق بشكل هادف بالأوعية الدموية في المنطقة المصابة بالورم الخبيث مما جعل هذه الجزيئات تمنع وصول الدم لهذه الأورام عندما يتم تفعيلها بالضوء حسبما أوضح الباحثون في مجلة "بريتيش جورنال أوف ساينس" البريطانية المتخصصة، غير أن الباحثين شددوا على أن الوقت لا يزال طويلا أمام تطوير جزيئات بروتينية من نوع جديد مضادة للسرطان لدى الإنسان غير أنهم أكدوا في الوقت ذاته أن الدراسة تفتح الطريق أمام تطوير طرق علاجية جديدة من السرطان، وليست استراتيجية قطع الدم عن الورم الخبيث جديدة بين العلماء حيث أن هناك بالفعل عقاقير تستخدم لدى مرضى السرطان لهذا الغرض، غير أن الباحثين يأملون في جعل هذه الطريقة أكثر فعالية من خلال ربطها بأجسام مضادة يتم توجيهها بشكل هادف لتلتصق بالأوعية الدموية للورم السرطاني وذلك لخفض الجرعة العلاجية من هذه العقاقير مما يؤدي إلى خفض المضاعفات الجانبية لها. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وأكد الباحثون أنهم نجحوا في إلصاق جزيئات بروتينية بأجسام مضادة أنتجت جذورا أكسيجينية عند تفعيلها باستخدام الضوء، ونجحت هذه الجذور في تدمير الخلايا السرطانية الموجودة في الأوعية الدموية مما أدى إلى موت الخلايا السرطانية جوع، كما أكد الباحثون أن هذه الطريقة العلاجية أدت إلى اختفاء بعض الأورام السرطانية في الجلد بشكل تام وأدت إلى منع نشأة تورمات خبيثة أخرى خلال المئة يوم التالية، غير أن الباحثين من جامعة زيوريخ الوطنية للعلوم التطبيقية شددوا في الوقت ذاته على أن هذه الطريقة العلاجية تعمل بمساعدة الجهاز المناعي للجسم وأن هذه الطريقة أدت إلى تقلص الأورام السرطانية فقط ولم تؤد لاختفائه وذلك عندما أوقفوا الجهاز المناعي لدى الفئران، ويعتزم الباحثون الوقوف على السبب وراء ذلك من خلال دراسات أخرى آملين بهذه الطريقة في تحسين طرق التداوي من السرطان "فهذه الدراسة تمهد لنا الطريق لتطوير نوعية جديدة من الأساليب العلاجية القائمة على استخدام الأجسام المضادة" حسبما أوضح داريو نيري الذي أشرف على فريق الباحثين السويسريين.

تقدم في الوقاية والعلاج

في سياق متصل تم إحراز تقدم بارز في مجال الوقاية والعلاج المتعلقين بسرطانات الثدي والمبيض، بحسب دراسات سريرية واعدة عرضت مؤخراً في إطار أبرز مؤتمر عالمي حول السرطان، ولفت الدكتور أندرو سيدمان أستاذ الطب في جامعة كورنيل (نيويورك) أن "الدراسات التي قدمت خلال هذا المؤتمر تبين تقدما مدهشا في ما يتعلق بالسيطرة على سرطان الثدي وبالوقاية منه، بالإضافة إلى دراستين سريريتين أخريين تثبتان صحة إضافة عقار (أفاستين) إلى العلاج الكيميائي المتبع في معالجة سرطان المبيض"، وعقار "أفاستين" من مختبرات "روش" السويسرية، يعيق تشكل الأوردة الدموية المطلوبة لنمو الورم، وقد بينت الدراسة الأبرز التي عرضت في الدورة ال47 من المؤتمر السنوي للجمعية الأميركية لعلاج السرطان "أسكو" أن عقار "أروميسين" (إيكزيمستان) الذي يعيق إنتاج الإستروجين، يخفض إحتمالات الإصابة بسرطان الثدي أو معاودته لدى النساء بعد انقطاع الطمث لديهن بنسبة 65%، وتحتاج ثلاثة أرباع أورام الثدي السرطانية إلى الإستروجين حتى تنمو. بحسب فرانس برس.

ويسجل سنويا 1،3 ملايين حالة جديدة من سرطان الثدي حول العالم، في حين تقضي نحو 500 ألف امرأة نتيجة لإصابتها بهذا السرطان، وأشار الدكتور بول غوس أستاذ محاضر في كلية الطب في جامعة هارفارد (ماساشوستس، شمال-شرق) وهو المعد الرئيسي لهذه الدراسة التي نشرت في مجلة "نيو إنغلاند جورنال أوف ميديسين"، إلى أن "هذه هي الدراسة السريرية الأساسية الأولى منذ 10 سنوات والتي تتناول الوقاية من احتمالات الإصابة بسرطان الثدي"، وأضاف خلال مؤتمر صحافي "يمكن اعتبار (إيكزيمستان) كخيار جديد للوقاية من سرطان الثدي لدى عدد كبير من النساء".والدراسة السريرية المصنفة مرحلة ثالثة هي الأولى التي تقيم فعالية أحد مثبطات إنزيم "أروماتاز" (الذي يسمح بتحول هرمونات الأندروجين إلى إستروجين) في وقاية نساء سليمات يظهرن على أقل تقدير احتمالا واحد للاصابة بالمرض بعد انقطاع الطمث لديهن، بسرطان الثدي، وقد شملت هذه الدراسة السريرية 4560 امرأة انقطع الطمث لديهن في الولايات المتحدة وكندا وفرنسا، كما كان يسجل لديهن على أقل تقدير احتمالا واحد من الاحتمالات الأساسية للاصابة بسرطان الثدي أو لمعاودة المرض، على سبيل المثال فعل أن يبلغن الستين أو أكثر، أو أن يكن قد عولجن سابقا وبنجاح من ورم في الثدي.

وفي حيت تناولت المجموعة الأولى من هؤلاء النسوة (نصفهن) عبر الفم عقار "أروميسين" الذي تنتجه مختبرات "بفايزر"، تلقت المجموعة الثانية في المقابل دواء وهمي، وقد أوضح غوس أن مثبطات الإنزيم المشكل للاستروجين مثل "أروميسين" هي في الوقت نفسه أكثر فعالية وأكثر أمانا من مضاد الإستروجين "تاموكسيفين"، العلاج الهرموني لسرطانات الثدي المعتمد منذ ثلاثين عام، وعقار "تاموكسيفين" الذي يعمل بطريقة مختلفة مقارنة مع "أروميسين" من خلال شل الإستروجين الذي سبق وتشكل، قد يتسبب بسرطان في الرحم أو بتجلطات دموية، الأمر الذي يمنع نحو 4% من النساء من استخدامه، وفي ما يتعلق بالآثار الجانبية الشائعة التي تم تسجيلها مع "أروميسين"، يشار إلى التعب وهبات الحر وآلام في المفاصل، وكان قد تم التصديق على "أروميسين" كعقار للسرطانات المتقدمة في الثدي لدى نساء سبق أن عولجن بواسطة "تاموكسيفين"، من جهة أخرى بينت دراسة سريرية في المرحلة الثالثة عرضت أيضا في إطار مؤتمر "أسكو" السنوي، أن العلاج بالأشعة الذي يستهدف العقد اللمفاوية المحيطة بالثدي يطيل بنسبة 30% فترة نجاة النساء من سرطان الثدي من دون أن يعاود المرض لدى هؤلاء اللواتي خضعن لعملية جراحية لاستئصال الورم، ورأى الدكتور تيموثي ويلان استاذ محاضر في الأمراض السرطانية في كلية الطب في جامعة "ماكاستر"-كندا وهو المعد الرئيسي لهذه الدراسة، أنه "يمكن تعديل الإجراءات السريرية من خلال هذه النتائج"، إلى ذلك، أظهرت دراسة سريرية إمكانية خفض مخاطر تفاقم سرطان مبيض معاود بنسبة 52%، وذلك من خلال إضافة عقار "أفاستين" إلى علاج كيميائي على أساس البلاتين.

زيت السمك والفراولة للسرطان

من جهتها أظهرت دراسة أميركية جديدة أن الأحماض الدهنية "اوميغا 3" الموجودة في زيت السمك قد تكون معززاً فعالاً لعلاج المصابات بسرطان الثدي بعقار "تاموكسيفين"، ووجد الباحثون في جامعة بنسلفانيا، ومركز "فوكس شايز" للسرطان أن أحماض "أوميغا 3" الدهنية تظهر علامات خفض لحدة سرطان الثدي، ودمجها مع علاج التاموكسيفين خفض التعبير الجيني المرتبط بنمو الورم وانتشار السرطان، وقال الباحث المسؤول عن الدراسة في مركز "فوكس شايز"، خوسيه روسو "إنه في حال علاج الورم بالتاموكسيفين، فإن إضافة أحماض أوميغا 3 الدهنية على النظام الغذائي للمريض، يجعل الورم، على الأقل على المستوى الجزيئي، حميداً أكثر وأقل عدوانية ومتجاوب مع العلاج"، وذكر روسو أن "تاموكسيفين" هو دواء يتدخل في نشاط هرمون الاستروجين النسائي ويستخدم في علاج سرطان الثدي وهو يخفف من خطر هذا السرطان لدى المعرضات أكثر للإصابة به، وقد توصل الباحثون إلى استنتاجهم بشأن زيادة زيت الأسماك لفعالية العلاج المذكور، في دراسة اجروها على فئران مصابة بالسرطان لمدة 8 أسابيع، وعرضت نتائج الدراسة في الاجتماع السنوي للجمعية الأميركية لأبحاث السرطان في اورلاندو بولاية فلوريدا. بحسب يونايتد برس.

من جهة اخرى اكتشف باحث أميركي ان تناول الفراولة قد يعيق نمو أحد أكثر أنواع السرطان خطراً وهو سرطان المريء، وأجرى الدكتور تونغ شن، من مركز السرطان الشامل في جامعة أوهايو ومستشفى آرثر جيمس للسرطان ومعهد أبحاث ريتشارد سوفولف، دراسة شملت 36 شخصاً طلب من كل منهم تناول كمية من الفراولة المجففة والمجمدة يومياً طوال 6 أشهر، وأخذ شن، وعدد من الباحثين الآخرين من الصين، عينات من مريء المشاركين في الدراسة قبل وبعد أكل الفراولة، وتبين حدوث تراجع في تقرحات ما قبل السرطان عند 29 منهم، وقال شن في بيان "نتوقع ان غالبية المرضى الذين تسجل لديهم تقرحات في المريء يصابون بالسرطان خلال عدة عقود"، وأضاف ان "دراستنا مهمة لأنها تظهر ان الفراولة قد تبطئ تطور تقرحات ما قبل السرطان في المريء، وقد تكون الفراولة بديلاً أو تدمج مع أدوية كيميائية وقائية للحؤول دون الإصابة بسرطان المريء لكن علينا إجراء مزيد من الاختبارات في المستقبل"، يشار إلى ان عوامل الخطر المسببة لسرطان المريء في أميركا وكندا وأوروبا تشمل التبغ والكحول والغذاء السيء الذي يفتقر للخضار والفاكهة، وفي آسيا يضاف الملح و نقص الفيتامينات والمعادن إلى هذه العوامل بالإضافة إلى الإصابات الناجمة عن احتساء مشروبات ساخنة، يذكر ان نتائج الدراسة قدمت في الاجتماع السنوي الـ102 للجمعية الأميركية لأبحاث السرطان في مدينة أورلاندو بفلوريدا.

ولا يقتصر الامر عند هذا الحد فقد أظهرت دراسة أميركية جديدة أن البقدونس والكرفس قد يوقفا نمو خلايا سرطان الثدي، ووجد باحثون في جامعة "ميسوري" أجروا الدراسة على جرذان مصابة بسرطان الثدي عرضت لمادة موجودة في البقدونس والكرفس والتفاح والبرتقال ونباتات أخرى، أدت الى نمو أقل للأورام مقارنة بالجرذان التي لم تتعرض لهذه المادة، وقال الباحث المسؤول عن الدراسة سلمان حيدر، إن الجرذان التي تعرّضت لمركب "ابيجنين" نمت عندها الأورام بشكل أقل من الجرذان الأخرىو وأشار إلى أن بين 6 إلى 10 نساء أميركيات يتلقين العلاج الهرموني البديل الذي قال إنه من المعروف أنه يسرّع نمو أمراض الثدي، وأشار إلى أن الباحثين لم يحددوا بعد كمية الأبيجنين المفيدة للبشر، لكنه أضاف "يبدو أن الحفاظ على أقل معدل من الأبيجنين في الدم ضروري لتأخير بدء تطوّر سرطان الثدي كرد على أحد مكونات العلاج الهرموني البديل"، وقال "قد تكون فكرة جيدة تناول القليل من البقدونس وبعض الفاكهة يومياً لضمان الحد الأدنى من (الأبيجنين)، بعد مشاورة الطبيب".

بكتريا سالمونيلا ضد السرطان

حيث يسعى علماء ألمان في الاعتماد على هذا النوع السام من البكتريا التي تفسد الأغذية وتتسبب في الإصابة بالتسمم البكتيري في معالجة السرطان، غير أن باحثي مركز هيلمهولتس الألماني لأبحاث العدوى والتلوث البكتيري يستخدمون في أبحاثهم فصائل معدلة وراثيا من هذه البكتريا، فصائل منزوعة السموم إن صح التعبير، وهي فصائل لها صفات نافعة يمكن الاعتماد عليها في مكافحة السرطان، وعن ذلك يقول زيجفريد فايس الذي يرأس فريق العمل الذي يجري أبحاثا عن المناعة البكتيرية، "من المعروف منذ 150 عاما أن البكتريا يمكن أن تدمر خلايا سرطانية، ولكن العلماء لم ينجحوا حتى الآن في السيطرة على خطر التلوث البكتيري الناشئ عن استخدام هذه البكتريا في مكافحة السرطان، ولكن هذه السيطرة أصبحت ممكنة من خلال وسائل الأحياء البكتيرية والأبحاث الجديدة في العدوى حيث أصبح من الممكن اليوم تغيير الصفات الوراثية لهذه البكتريا بما يتلاءم مع استخدامها ضد السرطان"، ويعكف فريق من ثمانية باحثين في المركز منذ ست سنوات على العمل في هذا المشروع وقد حقق الفريق بالفعل أولى خطوات النجاح، وأصبح هذا المشروع حسب فايس من الرواد في هذا المجال على مستوى العالم، وتعيش بكتريا السالمونيلا في أنسجة قليلة الأكسجين وأنسجة غنية به على السواء مما يجعلها قادرة على العيش في المناطق السرطانية التي لا يصلها الدم بشكل كاف. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وعندما يتم حقن هذه البكتريا في الجسم فإنها تؤدي إلى إثارة مواد ناقلة بعينها في الجهاز المناعي حسبما أوضح فايس، وتجعل هذه المواد الأوعية الدموية قادرة على تمرير الدم داخلها مما يؤدي الى تدفقه في فترة قصيرة إلى الأنسجة السرطانية ومعه بكتريا سالمونيلا التي يمكن لها بعد ذلك البدء في تدمير السرطان، وأكد فايس أن هذه العملية نجحت مرارا في التجارب المخبرية على الفئران، وحسب فايس فإن الباحثين يعكفون الآن على تحسين فعالية البكتريا دون أن يؤدي ذلك إلى خطر حدوث تسمم في الدم، ولكن الباحثين يدرسون أيضا خيارات أخرى من بينها ما إذا كان زرع المواد السامة لبكتريا أخرى في بكتريا السالمونيلا يصلح لمكافحة السرطان، أو استثارة مواد ناقلة داخل النظام المناعي بمساعدة بكتريا السالمونيلا لتقوية قوى مناعية بالجسم ضد السرطان، ولقي المشروع استحسان الجمعية الألمانية لمكافحة السرطان والتي دعمت فريق الباحثين تحت إشراف فايس بمبلغ 245 ألف يورو، وعن الدعم المادي للمشروع مع بداية العام المقبل قال المدير التنفيذي للجمعية جيرد نيتيكوفن، "من المعروف منذ وقت طويل أن الأورام الخبيثة تهاجم من قبل البكتريا.

ولكن استخدام هذه الظاهرة لتحسين فرص معالجة مرضى السرطان سيكون بمثابة تقدم كبير في التداوي من السرطان"، غير أن الطريق لا يزال طويلا أمام التطبيق الميداني لهذا الأسلوب العلاجي الجديد حيث أشار القائمون على المشروع أنهم يأملون في إتقان هذه الطريقة مع الحيوانات خلال خمس سنوات قبل البدء في تجريبها على الإنسان وهو ما يمكن أن يستغرق عدة سنوات أخرى، ويتوقع فايس الاعتماد مستقبلا على طريقته في علاج السرطان إلى جانب العلاج الكيماوي أو بدلا من هذا العلاج ولكنه أكد أن هذا العلاج لن يكون ممكنا مستقبلا بدون الاستئصال الجراحي للورم الخبيث أيض، ومن المحتمل استخدام طريقة السالمونيلا أيضا في تشخيص السرطان وذلك على النحو التالي على وجه التقريب، يتم زراعة جينات داخل السالمونيلا تجعلها تضيء وهو ما يمكن أن يساعد على التعرف بسهولة نسبية على وضع الورم الخبيث وحجمه وتحليل هذا الورم أو رصد انتقال خلايا سرطانية إلى مكان آخر من الجسم.

فحوصات كافية ثلاث سنوات

بدوره فأن فحصا تشخيص الاصابة بسرطان الرحم مجتمعان فعالان جدا لذا يمكن ان يجريا كل ثلاث سنوات فقط وليس سنويا لدى النساء فوق سن الثلاثين على ما اظهرت دراسة نشرت في الولايات المتحدةو وسرطان عنق الرحم تسببه الاصابة بفيروس بابيلوما البشري (في بي اتش) المنقول عبر العلاقات الجنسية، ويسهل تشخيص المرض من خلال اخذ عينات من نسيج عنق الرحم عبر فحصين يدعى الاول فحص "باب" والثاني فحص "في بي اتش"، واوضح الطبيب هرموزد كاتكي من المعهد الوطني الاميركي للسرطان المشرف الرئيسي على الدراسة ان "هذه النتائج تدفع الى الاعتقاد ان فحصا طبيعيا واحدا لرصد فيروس (في بي اتش) كاف كل ثلاث سنوات"و وبموجب التوصيات الطبية الحالية يكفي اجراء فحص لرصد الاصابة بفيروس بابيلوما البشري مرفق بفحص "باب" كل ثلاث سنوات اذا اتت النتيجة طبيعية، واوضح واضعو الدراسة ان غالبية الاطباء لا يزالون غير مقتنعين بذلك ويجرون فحوصات سنوية في هذا المجال، وشدد الطبيب كاتكي ان "نتائجنا تؤكد ان فترة فاصلة من ثلاث سنوات كافية وآمنة"، واوضح "الا اننا لا نزال نحتاج الى مزيد من المعطيات لنؤكد ان وحده فحص (في بي اتش) يكفي لاصدار توصيات رسمية بتعديل اجراءات الوقاية"، واجريت هذه الدراسة على 331818 امرأة على مدى خمس سنوات في كاليفورني، وتموت 4210 نساء سنويا في الولايات المتحدة جراء اصابتهن بسرطان عنق الرحم فيما تشخص 12200 حالة جديدة، ومع ان فحص "باب" سمح بخفض كبير للاصابة بسرطان الرحم فان استكماله بفحص "في بي اتش" في برامج الرصد والتشخيص يؤدي الى خفض اضافي ايض، وتظهر هذه الدراسة ان خطر الاصابة بسرطان الرحم لدى النساء اللواتي خضعن لهذين الفحصين واتت نتيجتهما طبيعية يتراجع الى 3،2 لكل مئة الف امرأة. بحسب فرانس برس.

علاج العقد اللمفاوية بالأشعة

الى ذلك بينت نتائج غير نهائية لدراسة سريرية أن العلاج بالأشعة الذي يستهدف العقد اللمفاوية تحت الأذرع يطيل فترة نجاة النساء من سرطان الثدي المبكر من دون أن يعاود المرض لدى هؤلاء اللواتي خضعن لعملية جراعية لاستئصال الورمو ورأى الدكتور تيموثي ويلان استاذ محاضر في الأمراض السرطانية في كلية الطب في جامعة "ماكاستر"-كندا والمعد الرئيسي لهذه الدراسة السريرية المصنفة مرحلة ثالثة، أنه "يمكن تعديل الإجراءات السريرية من خلال هذه النتائج"، وشاركت في هذه الدراسة ألف امرأة خضعن لعمليات جراحية استؤصل خلالها ورم مبكر في الثدي، نصف هؤلاء النساء خضعن لعلاج بالأشعة استهدف غالبية منطقة الثدي حيث كان الورم، في حين أن العلاج امتد لدى نصفهن الثاني ليشمل العقد اللمفاوية المحيطة، وقد تلقت غالبية نساء المجموعتين علاجا كيميائيا أو علاجات بالهرمونات، وبعد متابعة على مدى خمس سنوات، أتت نسبة معاودة ظهور سرطان الثدي والعقد اللمفاوية لدى المجموعة التي تلقت علاجا إضافيا بالأشعة استهدف العقد المجاورة، أقل ب41% مقارنة مع المجموعة الثانية، أما ظهور السرطان في مناطق أخرى من الجسم فقد أتت أقل ب36%، ما يعني في المجمل انخفاض يتخطى 30% من نسبة معاودة السرطان مقارنة مع المجموعة الثانية، والنساء اللواتي يخضعن لعملية جراحية تستهدف سرطانا في الثدي ويعتبرن معرضات بشكل كبير لمعاودة المرض، في حال كان حجم الورم يتخطى خمسة سنتيمترات أو إذا ما كن يملكن أكثر من ثلاث عقد لمفاوية إبطية إيجابية، من المفيد لهن تلقي علاج بالأشعة يستهدف العقد اللمفاوية.أما في ما يتعلق بالنساء الأخريات، فإن صحة هذا العلاج الإشعاعي الإضافي، لم تثبت حتى الآن.

كما أكدت دراسة تقدم بها أحد الأطباء إلى مؤتمر علمي في ولاية شيكاغو الأمريكية، أن عقار" أروماسين"، الذي ثبتت جدواه في معالجة سرطان الثدي، يمكن استخدامه أيضا لوقف انتشار هذا المرض، وبينت الدراسة التي أجراها الدكتور بول غوس، اختصاصي سرطان الثدي من مستشفى ماساشوسيتس بولاية بوسطن الأمريكية، أن النساء اللواتي وصلن إلى مرحلة خطيرة من الإصابة بهذا المرض الناجم عن النشاط المفرط في هرمون الأستروجين يمكنهن تناول "اروماسين، الذي يعيق نشاط هذا الهرمون، وقال غوس، الذي قدم دراسته للمؤتمر السنوي للجمعية الأمريكية لطب وعلم الأورام، وتم نشرها في مجلة نيو أنغلاند الطبية، "لقد أثبتنا أن أروماسين، الذي يطلق عليه أحيانا إكزميستين، يقلل من مخاطر غزو سرطان الثدي للجسم بنسبة 65 بالمائة"، ويعتبر أروماسين واحدا من العقارات الثلاثة المصنف ضمن العقارات التي يطلق عليها مثبطات الأروماتيز، والتي تمنع إنتاج هرمون الأستروجين في الجسم عند النساء خلال فترة ما بعد انقطاع الطمث. بحسب السي ان ان.

وتم إجراء الدراسة على 4560 امرأة ممن هن في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، وهناك درجة عالية لخطورة إصابتهن بسرطان الثدي، وتم تخفيض هذه الخطورة بنسبة 65 بالمائة بعد تناولهن لعقار أروماسين لمدة ثلاث سنوات فقط، من جانبهأ، علقت الدكتورة جينيفر ليتون، من مركز اندرسون للسرطان في هيوستن عل مشروع البحث بقوله، "هذه أول دراسة تبين أن صنفا جديدا من العقارات مثبطة الأروماتيز لديه القدرة على منع الإصابة بسرطان الثدي عند النساء اللواتي هن عرضة لدرجة كبيرة للإصابة بهذا المرض"، ويشار إلى أنه يوجد نوعين آخرين من الأدوية التي تمنع إنتاج الأستروجين، لكن عددا قليلا من النساء يستخدمن هذين العقارين لمنع الإصابة بسرطان الثدي، لأنها تعتبر عقارات نادرة، إضافة إلى احتمال حدوث آثار جانبية خطيرة، مثل زيادة خطر الإصابة بسرطان الرحم، وتجلطات الدم.

مستوى الدم ينقذ المريض

اذ يبدو أن مستوى الخلايا السرطانية المنتشرة في الدم وغير المتصلة بالورم، ترتبط بفترة نجاة المرضى المصابين بسرطان متقدم في البروستات، بحسب دراسة سريرية ممهدة الطريق أمام مؤشرات محتملة لتحديد العلاج الأفضل، ولعل أحد معوقات التقدم في مجال مكافحة سرطان البروستات هذا، هو بالضبط عملية تحديد هوية مؤشرات مبكرة وموثوقة قد تشير إلى إمكانية إطالة عمر المريض، بحسب ما شرح الدكتور هوارد شير رئيس قسم سرطان المسالك البولية في مستشفى "ميموريال سلون-كيتيرينغ كانسر" في نيويورك وهو المعد الرئيسي لهذا البحث، وعرض شير أعماله هذه في الدورة ال47 من المؤتمر السنوي للجمعية الأميركية لعلاج السرطان "أسكو"، وهو أبرز لقاء عالمي حول السرطان يعقد نهاية هذا الأسبوع في شيكاغو (إيلينوي، الشمال)، ويشارك في مؤتمر "أسكو" أكثر من 30 ألف باحث وممثل عن مختبرات صيدلانية، وكانت دراسة سريرية في المرحلة الثالثة تناولت 1195 مريضا مصابا بسرطان متقدم في البروستات يعالجون بعقار "زايتيغا" الذي تنتجه المختبرات الأميركية "جونسون أند جونسون"، قد بينت بالفعل علاقة ما بين مستوى الدم في الخلايا السرطانية ونجاة هؤلاء المرضى.

وقياس هذه الخلايا بهذه الطريقة قد يؤثر على تطوير علاجات مستقبلية، إذ أنه يمكن من استخدام مؤشرات مماثلة لإجراء تقييم سريع لفعالية علاج جديد يهدف إلى إطالة حياة المرضى، عوضا عن اللجوء إلى دراسات سريرية أكثر كلفة بالإضافة إلى أنها تتطلب وقتا أطول، وفي دراسة أخرى عرضت خلال اجتماع "أسكو"، حللت مجموعة من الخبراء المتخصصين في سرطان الرئة والذي يشكلون "لانغ كانسر ميوتايشن كونسورتيوم"، عينات من أورام 830 مريض، وقد اكتشفوا أن نصف هؤلاء يملكون على أقل تقدير تحولا جينيا واحدا من أصل عشرة معروفة لكونها تتسبب بهذا السرطان، بالتاي فإن تحديد هوية هذه التحولات لدى مريض ما، من شأنه أن يساعد الطبيب على تحديد العلاج الأكثر ملاءمة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 20/حزيران/2011 - 17/رجب/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م