مشاعر الإنسان... بين الحزن والحب والضوء الازرق

باسم حسين الزيدي

 

شبكة النبأ: الانسان كائن رقيق مليء بالمشاعر والاحاسيس ولا يستطيع ان يستغني للحظة واحدة عن عواطفة او يعيش بدون التعبير عنها في مختلف المواقف والظروف، وعلمياً فان الدماغ هو مصدر هذه الاحاسيس ومركزه، حيث يسيطر على هذه الحالات النفسية المختلفة من خلال افراز العديد من المواد الكيمياوية من مراكز مختلفة من الدماغ وتكون مسؤولة عن حالة معينة وبالتالي تعطي الانسان الشعور بالحب او الكراهية او الخوف ...الخ، وبالتاكيد لا يمكن الغاء مكانة القلب (وان كان لم يحدد دوره بصورة كاملة) الذي يعمل بالتناغم مع الدماغ في تكوين هذه العملية المعقدة، وقد اشارت العديد من الدراسات في هذا الجانب الى اهمية معرفة وفهم هذه المنظومة العجيبة من الاحاسيس المختلفة والمتنوعة من اجل مساعدة شريحة واسعة من الناس قد تعاني نتيجة اختلال العواطف لديهم او اللذين تعرضوا الى ازمات نفسية صعبة وممن الممكن مساعدتهم عبر هذا الطريق.

قلة التركيز يسبب الحزن

فقد جزمت دراسة جديدة بأن مشكلة عدم التركيز الناتجة عن تعدد الانشغالات والمهام في اليوم قد تؤدي إلى اكتئاب المرء وإصابته بنوبات من الحزن الطويل، وقالت الدراسة التي عمل عليها الطبيب ماثيو كيلينغزورث، إن الناس يضيعون كل يوم 47 في المائة من وقتهم في القيام بأمور متنوعة ومختلفة عن الموضوع الأساسي الذي يجب أن يشغلهم، ولفت كيلينغزورث إلى أن هذا التعدد في المهام الجانبية التي يقوم بها المرء لها نتائج عكسية مؤذية على المستوى النفسي، وتابع، "قدرة أدمغة البشر على القيام بمهام متعددة نابعة من الحيز الذي يسمح لنا بتذكر الماضي والتعلم منه والتخطيط للمستقبل وتخيل الأمور التي قد تقع، ولكن (وعلى غرار الرغبة بتناول الطعام) قد يكون هناك آثار سلبية للإفراط في الطعام، مثل زيادة الوزن، أما في حالة الدماغ فتكون عواقب تشتت الذهن على شكل حالات من القلق والاكتئاب"، وبحسب دراسة كيلينغزورث التي نُشرت في مجلة "العلوم" فقد جرت عملية إحصاء لقرابة 2200 شخص من بين المشتركين في خدمة "التعبير عن السعادة" على هواتف iPhone))، وتتراوح أعمارهم بين 18 و88 شخصاً، وقد جرى اختيارهم بشكل عشوائي، وأظهر الإحصاء أن المشتركين كانوا مسرورين خلال أو مشاهدة الهاتف أو التسوق، لأن أدمغتهم لم تنشغل بأي أمر آخر، أما في سائر المهام اليومية، فقد أعربوا عن قلقهم وحزنهم بسبب تشتت ذهنهم خلال 30 في المائة من الوقت، وأوضح الإحصاء أن الأمور الأكثر إثارة للحزن والقلق هي فترات الراحة والعمل وساعات استخدام الكمبيوتر في المنزل، ونصح كيلينغزورث جميع مستخدمي هواتف iPhone)) استخدام خدمة "التعبير عن السعادة" كي يتاح رصد أكبر عدد ممكن من الأشخاص ومعرفة تأثير التشتت الذهني على سعادتهم. بحسب السي ان ان.

كما بينت الدراسة التي اجريت عبر الهاتف المحمول ان الناس يقضون نحو نصف اوقات عملهم في الاحلام اليقظة، ولا يفكرون او يركزون على عملهم الفعلي، وكان نحو 2200 متطوع قد استنسخوا برمجية فيها مجموعة من الاسئلة حول افكارهم ومزاجهم في اوقات عشوائية بالليل والنهار، على هواتفهم المحمولة، وتبين من خلال تحليل تلك المعطيات ان الاستغراق في التفكير بعيدا عن متطلبات العمل، حتى تلك التي تتطلب انتباها وتركيزا شديدا، يأخذ نحو 30 في المئة من وقت العمل، ويقول خبير بريطاني ان دراسات اخرى كانت قد اظهرت سهولة صرف انتباه الناس عن اعمالهم ووظائفهم ومهامهم، يشار الى ان طريقة استخلاص المعطيات والمعلومات عبر الهاتف المحمول، وتحديدا هاتف آي فون، هي اسلوب جديد توفر اخيرا لمعدي البحث من جامعة هارفارد الامريكية، من نتائج الدراسة وقد وافق المشاركون فيه على الاتصال بهم لمعرفة ما كانوا يفكرون فيه بتلك الاثناء، وما اذا كانوا سعداء او حزينين في ذلك الوقت تحديد، وعلى الرغم من ان الدراسة غطت فقط شريحة معينة من الناس ممن يملكون هاتف آي فون، يقول الباحثون ان النتائج تلقي ضوءا على طريقة عمل الدماغ وكيفية استغراقه في امور دون اخرى اثناء اليوم، وبعد استخلاص نتائج الاستبيان، الذي غطى نحو 250 ألف مشارك، قال فريق البحث من جامعة هارفارد ان الناس تنفق نحو 50 في المئة من اوقاتها في ما يعرف باحلام اليقظة، كما اظهرت معطيات الاستبيان حول السعادة وجود علاقة ضعيفة بين درجة احلام اليقظة والشعور بالسعادة، وتبين ان اكثر الناس عرضة للاستغراق بعيدا عن مهام العمل التي بايديهم هم الذين عبروا عن شعور بعدم السعادة، اما من كانوا يشعرون بالسعادة فهم ممارسي التمارين البدنية، او المنخرطين في الحديث والدردشة، اما فاقد هذا الشعور فهو من كان يرتاح او يعمل او يستخدم الكومبيوتر، لكن البحث لم يثبت وجود صلة بين الاستغراق باحلام اليقظة وعدم الشعور بالسعادة.

الإيمان بالقدر

الى ذلك خلص باحثون ألمان إلى أن الإيمان بالقدر يساعد الإنسان على التعامل بشكل أفضل مع مسألة فقدان شريك الحياة، ودرس باحثو علم النفس في مدينتي مونستر وماينز في غربي ألمانيا بيانات أكثر من 400 شخص ممن توفى عنهم شريك الحياة وتابعوهم بدقة لفترة تزيد على تسعة أعوام، وكانت نتيجة الدراسة طويلة الأمد التي كشفت عنها جامعة مونستر، أن الأشخاص الذين يؤمنون بأن القدر أو الصدفة هي التي تحدد حياتهم لم يفقدوا سعادتهم بالحياة مع فقدان الزوجة أو الزوج بنفس درجة الأشخاص الذين لا يؤمنون بالقدر، ورأى الباحثون أن هذه النتيجة مثيرة للاهتمام لا سيما وأن دراسات سابقة كانت ترى أن الايمان بالقدر غالبا ما يكون مشكلة لأنه يجعل الناس "أقل سعادة بالحياة وأقل نجاحا في العمل وأكثر عرضة للإصابة بالامراض"، وقالت عالمة النفس المشاركة في الدراسة يوله شبيشت، "توضح نتائج دراستنا أن الإيمان بالقدر ليس كله عيوب بل يكون له مزايا في مواقف معينة" مشيرة إلى أن الإيمان بالقدر له تأثير وقائي".

فحص في دقيقتين

من جهة اخرى استحدث علماء اختباراً سريعاً، يتيح، وخلال دقيقين فقط، رصد معظم حالات الضعف الإدراكي، وهي حالة غالباً ما تكون مقدمة لمرض الزهايمر، وذكرت مقالة نشرت في "دورية أرشيف الطب الداخلي، أن الكشف الجديد، ويعرف باسم "16 العذبة" لأنه يتضمن 16 عنصراً، نصفها أسئلة حول التوجه الأساسي، مثل "أين أنت" و"ما هو اليوم" بالإضافة إلى عناصر أخرى للتذكر، مثل عد الأرقام تنازلياً أو تصاعدياً.ويذكر أن الاختبارات الراهنة لتحديد حالات الخلل الإدراكي تستغرق ما بين 10 إلى 15 دقيقة، وتتطلب من المريض الكتابة باستخدام الورقة والقلم، وقالت د. تامارا فونغ، بروفيسور مساعد في علم الأعصاب بجامعة هارفارد، إن الاختبار السريع الجديد مجرد خطوة مبدئية يتبعه المزيد من الفحوصات في مرحلة لاحقة، ويذكر أن مرض الزهايمر، أو الخرف المبكر، يسببه تكون بروتين يسمى بيتا أميلويد في خلايا المخ، ويعتقد أن هذا البروتين يؤدي إلى إحداث تشوهات في بروتين آخر يسمى "تاو"، الأمر الذي يسفر عنه تدمير خلايا المخ من الداخل، وأضافت، "أحد الأسباب الرئيسية الأطباء لا يقومون باختبار الضعف الإدراكي هو ضيق الوقت"، وتابعت، "إذا كانت زيارة المريض للطبيب مدتها ربع ساعة فبالتأكيد لن يمضي في فحص اختباري يستغرق ما بين عشرة إلى 15 دقيقة". بحسب السي ان ان.

 وقال د. رون بيترسن، مدير مركز أبحاث الزهايمر بمايو كلينيك، إن الاختبار الجديد قد يكون مفيداً، لكن لا ينبغي استخدامه لتشخيص الخلل الإدراكي"، وقدر تقرير صدر في سبتمبر/أيلول الماضي، إن تكلفة رعاية الأشخاص الذين يعانون من الخرف في جميع أنحاء العالم زادت على 600 مليار دولار، في حين أن 70 في المائة من التكاليف تتحملها أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية، وذكر تقرير "مرض الزهايمر في العالم" لعام 2010، من رابطة مرضى الزهايمر الدولية، وهي تحالف من 73 جماعة غير هادفة للربح من جميع أنحاء العالم، أن نحو 35.6 مليون شخص سيصابون بنوع من الخرف في عام 2010، بينما سيتضاعف العدد تقريبا في عام 2030، ويصل إلى 115.4 مليون في عام 2050، وتصدر الرابطة كل عام، تقريرا في 21 سبتمبر/أيلول، وهو اليوم العالمي لمرض الزهايمر.

إيذاء النفس نداء استغاثة

على صعيد اخر فان الضغوط الشديدة والخبرات المؤلمة سببان قد يدفعان بعض المراهقين لجرح أنفسهم بهدف تخفيف الضغط ، ومن ثم فإن الاستشارات والرعاية الطبية المتخصصة في المراكز العلاجية قد تساعد أولئك المراهقين في التغلب على حالة القلق بدلا من الإضرار بالنفس، ويبدأ الأمر بأن تلوي إحدى ذراعيك أو تضرب الحائط بقبضتك ، غير أن ذلك لا يساعدك في النهاية في التخلص من الضغط الداخلي المتزايد، وتتمثل المرحلة الثانية في أن تجرح نفسك في المنطقة السفلى من ذراعك، وهذا السيناريو غير متخيل من قبل معظم الأشخاص، إلا أن الكثير من المراهقين وصغار البالغين يختبرون فكرة الإضرار بالنفس، ولا توجد إحصاءات دقيقة لعدد الأشخاص الذين مروا بهذه التجربة، لكن دراسة أجرتها عيادة الطب النفسي للأطفال والمراهقين بجامعة مستشفى هايدلبرج، خلصت إلى أن ثلث تلاميذ المدارس الألمانية ممن تتراوح أعمارهم بين 14 و16 عاما في منطقة هايدلبرج عمدوا إلى جرح أنفسهم مرة واحدة على الأقل ، فيما بلغت نسبة من خاضوا نفس التجربة أكثر من مرة واحدة بين الفتيات نحو 18% مقارنة بثمانية بالمئة بين الصبية، ويقول ميشائيل أرمبروست، طبيب الأمراض النفسية بمستشفى باد برانشتت شمال ألمانيا وخبير في تخصص الاختلالات التي تصيب الشخصية، "يعرف الإضرار بالنفس بأنه إيذاء متعمد "للجسد" بجرح خارجي، ويشمل إيذاء النفس، جرح الجسد بواسطة أشياء متعددة مثل السكين أو أي نوع آخر من الشفرات، وكذلك الجروح الناتجة عن حرق الجلد بمكواة أو إطفاء سيجارة في البشرة، و"في معظم الحالات تتعرض الأذرع أو الأقدام للإصابة".

لكن لماذا يفعل بعض الفتيات والصبية ذلك؟، تقول خبيرة الطب النفسي إنكا سالديكي بليك إن "هناك عددا من التفسيرات"، وتعتقد إنكا أن الأمر يرجع في معظم الحالات لتراكم حالة من الإحباط بمرور الوقت، "غالبا ما تكون هناك تجربة مريرة في طفولتهم"، ربما شعروا بالرفض وهم أطفال أو تلقوا قليلا من الحب والرعاية ومن ثم عجزوا عن تكوين شعور بالاعتداد بالنفس، وتقول سالديكي بليك إن "التجارب المؤلمة قد تكون سببا آخر"، وأمثلة ذلك تشمل الاعتداء الجنسي أو العاطفي، انفصال الأبوين إثر مشكلات أو وفاة أحد الوالدين في سن مبكرة، "أشياء كهذه قد تؤدي لتراكم غضب داخلي، وفقدان حرية الإرادة والحزم"، وخلال ذلك يتراكم الشعور بالإحباط لدرجة يشعر معها الصبي أو الفتاة بوجوب التعبير عنه، ويضيف أرمبروست، "المراهقون المصابون "بالاكتئاب أو الإحباط" يخففون الضغط الداخلي بجرح أنفسهم أو إيذاء أنفسهم"، علاوة على ذلك يقول الكثير منهم إنه يشعر بأنه يقف أمام نفسه وإنه قادر على مراقبة حياته من الخارج، كما لو كان شخصا آخر، أضف إلى ذلك الشعور بالخدر ونوع من الخواء الداخلي، "ويقولون إن إصابة أنفسهم بالأذى يساعدهم في الشعور بأنهم أحياء مرة أخرى"، وتقول سالديكي بليك، "لسنا بحاجة للقول إن هذا النوع من السلوك ليس مفيد، لأنه لا يعالج المشكلة الحقيقية، أفضل بكثير أن تولي أحدهم ثقتك أو أن تحصل على مشورة أحد المختصين، لا يجدر بك الشعور بالخجل من ذلك، فالأفضل أن تحصل على مساعدة بدلا من محاولة التغلب "على شعورك" وحدك"، وتضيف "من بين الأماكن التي تستطيع التوجه إليها للحصول على مساعدة، مراكز استشارات الأطفال والمراهقين، طبيب نفسي متخصص في التعامل مع الأطفال أو مركز علاج متخصص". بحسب وكالة الانباء الالمانية.

الكثير من العيادات يمكنها أن تمد يد العون، ويقول أرمبروست، "يمكننا توفير علاجات على سبيل المثال لتخفيف الضغط غير المحتمل، ذلك من شأنه توفير مساعدة سريعة"، لكن الأفضل من ذلك الخضوع لدورة علاجية، غالبا ما تتم داخل المراكز العلاجية، وتابع "يتعلم المرضى كيف يتوقفون عن إيذاء أنفسهم، في الكثير من الحالات يتوقف المرضى عن جرح أنفسهم بعد أربعة لستة أسابيع"، وغالبا ما يتم استبدال هذا السلوك بشيء ذي تأثير مشابه، لكنه أقل ضررا بكثير، مثل أكل الفلفل الحار أو الاغتسال بماء بارد، ويضيف أرمبروست، "بعيدا عن ذلك، نحن نعلمهم أيضا طرقا أخرى للتعامل مع المشكلات"، غير أن الأمر يتطلب بعض الصبر "وبعد نحو عامين يكون شعورهم تحسن كثيرا"، ماذا يمكنك أن تفعل للمساعدة إذا لاحظت أن صديقا ما لديه جرح تعتقد أنه أصاب به نفسه عن عمد؟، تقول مارثه أنا كنايب، وهي كاتبة متخصصة في مجلة "برافو" الألمانية الموجهة للمراهقين، إن الحديث المباشر عن المشكلة قد يؤدي في بعض الحالات إلى الرفض، وتضيف كنايب، "غير أنه لا بأس بأن تقول، لاحظت أنك تجرح نفسك، إذا كنت تعاني من مشكلة عليك أن تتكلم لشخص ما عنه، أنا قلق عليك"، وترى كنايب أنه سيكون أمرا جيدا لو مال المراهق الذي يعاني من المشكلة، للتحدث لشخص ثالث، "ذلك لأن الأمر قد يكون ثقيلا "على صدر الإنسان" أن يتحدث لشخص يعرفه".

الحزن والخداع ولأكتئاب

الى ذلك أظهرت دراسة هولندية جديدة أن الحزن قد يشكل محفزاً فعالاً لزيادة رغبة الأشخاص بالحصول على أشياء، ونقل موقع "هلث دي نيوز" الأميركي عن باحثين في جامعة "اوتريخت" أنه في الوقت الذي يعبر فيه الناس عامة عن الحزن بالمشاعر السلبية، لكنه ينشط في الواقع منطقة من الجانب الشمالي للدماغ ترتبط بمشاعر إيجابية كثيرة، وهو مثل المشاعر الإيجابية يحفز الأشخاص على السعي وراء بعض الأمور، وقال الطبيب المسؤول عن الدراسة هنك آرتس إن "الناس يُحثون للقيام بأمر ما أو الحصول على شيء ما في الحياة لأنه مرض بالنسبة لهم، وهذا يعني عادة أن الأمر إيجابي ويشعرك بالسعادة"، وبحث آرتس وزملاؤه في إمكانية تطبيق ذلك على الحزن أيضاً، فرأوا أن الأخير يحث ويحفز الأشخاص للسعي وراء أمر ما وتحقيقه. بحسب يونايتد برس.

كما أظهرت دراسة اخرى أن قدرة الشخص على إظهار نفسه بصورة معينة أمام الآخرين وخداعهم تعود إلى نشاط دماغي معيّن، وقال ريد مونتاغ، المسؤول عن الدراسة الأميركية من جامعة "بايلور" للطب في هيوستن لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إن "هذه الدراسة هي سبيل للتحقيق في طريقة تفكيرنا حول ما يفكر بنا الناس"، وأضاف أن الناس يرسلون إشارات لبعضهم لإدارة صورهم في أدمغة بعضهم البعض، وقال "ترسلون موجزاً فيها "الإشارات" تخلق تصرفات معينة تجاهكم، وبعدها تدخلون في حوار وتقولون أمور لرسم صورة معينة عنكم في أدمغة الآخرين"، وقام الباحثون باستخدام تصوير دماغي لمراقبة أدمغة اشخاص يلعبون العابا استراتيجية، ووجدوا أن من حاولوا القيام بالخدع بدت عند ادمغتهم أنشطة فريدة، ورأوا أن نتائج الدراسة تعد خطوة هامة في سبيل فهم الأمراض العقلية ومنها التوحد.

من جهة اخرى قال باحثون أميركيون إن المحيط المكتئب يبعد السكان عن تشكيل روابط اجتماعية وقد يؤثر سلباً على صحتهم العقلية، وأشار الباحثان دانييل روسل وكارولين كوترونا من جامعة "ايوا" للعلوم والتكنولوجيا إلى أن مخاطر شخصية تظهر في المحيط الذي ترتفع فيه الأمراض الاجتماعية أو الذي يفتقد للروابط الاجتماعية، ولا تظهر هذه المخاطر في الأحياء التي تنخفض فيها العاهات الاجتماعية، وقالت كوترونا في بيان إن "آثار الأمور التي ليست على ما يرام في حياتنا تكبر عندما نعيش في مثل هذه الأحياء السلبية، بينما إن حصل الشيء نفسه وكنا نعيش في محيط أكثر صحة فإن فرص أن نصبح مكتئبين تقل"، وقال روسل "إن كنت تعيش في أحياء تكثر فيها الجرائم وأنشطة العصابات فانك ستشهد روابط اجتماعية أضعف.

الضوء الأزرق والتواصل العاطفي

اذ أكدت دراسة دولية أن الضوء الأزرق يساعد المخ على استيعاب مشاعر الآخرين وأن وجود هذا الضوء يسهل عملية التواصل العاطفي أكثر من الضوء التقليدي، وحسب الدراسة التي نشرت مؤخراً في مجلة بروسيدنجز التابعة للأكاديمية الأمريكية للعلوم فإن وجود الضوء الأزرق يعزز تواصل مناطق المخ المسئولة عن استيعاب المشاعر، قام الباحثون تحت إشراف البروفيسور فانديفاله من جامعة لوتيش البلجيكية بتعريض 17 متطوعا سليما لوسط من الضوء الأزرق والأخضر بشكل متبادل وفصل بين المرحلتين بظلام كامل، وبينما كان يتم تعريض المتطوعين للضوء كان الباحثون يعرضون عليهم مقاطع لغوية سمعية مختلفة تشتمل على كلمات غير ذات مغزى تتلى عليهم تارة بنبرة محايدة وتارة بنبرة غاضبة، وحتى لا يركز المتطوعون على نبرة الصوت بشكل أكثر من اللازم كان عليهم أن يذكروا خلال التجربة ما إذا كان الصوت المسموع لرجل أم لامرأة، وتم مراقبة وظيفة المخ أثناء التجربة من خلال أشعة الرنين المغناطيسي الوظيفي التي يستطيع العلماء من خلالها معرفة نشاط مناطق المخ. بحسب وكالة الانباء الالمانية.

وأوضحت هذه الصور وجود علاقة وظيفية قوية بين مركز اللغة و لوزة الدماغ ومنطقة الحصين بالمخ، وتعتبر منطقة لوزة الدماغ و منطقة الحصين جزئين من النظام الليمفاوي، وهو جزء من المخ مسئول عن تقييم المشاعر، ومن المعروف من خلال دراسات سابقة أن وسط الضوء الأزرق بشكل خاص يمكن أن يؤثر على عمليات في المخ مثل عملية إفراز الهورمونات ودرجة حرارة الجسم والنوم والانتباه والتعرف على الأحداث المحيطة، أما هذه الدراسة فتبين أن لون الوسط يغير أيضا قدرة المخ على استيعاب المشاعر، ويأمل العلماء من خلال هذه المعلومات تحسين استخدام الضوء في علاج حالات الاكتئاب الشتوي وغيرها من حالات سوء المزاج، كما يأمل الباحثون في دراسة تأثير الضوء الأزرق على مكان العمل.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 19/حزيران/2011 - 16/رجب/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م