أحزابنا السياسية ضرورة أم عبء على الوطن؟

سيد يوسف

أحزابنا السياسية بعد ثورة 25 يناير تكاد تقترب أو تزيد عن (50) حزبا سياسيا ذا أيديولوجيات متعددة فهل هذا نتيجة طبيعية لثورة سبقها كبت وحظر؟ وهل يمكن أن تسهم تلك الأحزاب في النهضة أم هي عائق للتنمية قياسا على إرثنا الحزبي وماضينا القريب؟!ولماذا يجب علينا أن نفكر بعقلية الغرب في إنتاج أحزاب سياسية بدلا من ابتكار وسائل تناسب ثقافتنا وترسى دعائم الحريات وتكون مقوما من مقومات النهضة والتنمية؟!

عرفت بلادنا العربية الأحزاب منذ فترة لكنها لم تستطع أن تطور من نفسها بحيث تتخلص من تلك العقلية الحزبية التي صاحبت نشأتها فليس من المعقول أن ما ناسب مراحل النشأة الأولى أن يمتد ليكون هو السمة الرئيسة عند نضج تلك الأحزاب إن كان ثمة نضج حقيقي.

ونقصد بالعقلية الحزبية طريقة من التفكير تنغلق على نفسها وتحرم نفسها من الإفادة مما لدى الغير من أفكار ورؤى، والاعتماد الفكري على إنتاجها الخاص مما يؤدى بها إلى التسطيح وقلة النضج وما يستتبع ذلك من نتائج مثل غياب لغة الحوار وشيوع ثقافة الإقصاء والتبرير للأخطاء والاجتهاد المغلوط والمرجوح لقضايا المجتمع المعاصر، وسوء قراءة الواقع السياسي، والعيش في إطار الماضي ألفاظا وإنتاجا وثقافة.

من آفات تلك العقلية

* شيوع ثقافة التبرير للأخطاء التي تقع فيها المجموعة ومن ثم الدفاع عن تلك الأخطاء بدعوى حماية الصف الداخلي.

* تفشى ظهور الزعامات ومن ثم الانقسامات إلى جماعات وأحزاب منبثقة عن الأحزاب ومولودة من رحم حزب أم….ومن ثم الانحراف بالغاية الحزبية من نشر الوعى الثقافي والسياسي والحزبي ومعالجة شئون المجتمع إلى الصراع مع الآخرين واتهامهم والحكم عليهم بالتخوين والعمالة ولا مانع لديهم من استخدام مفردات لم تعد مستخدمة في الوقت الحاضر ولا عجب فقد انغلقت على نفسها منذ عشرات السنين!!

* ضعف بنية الأفراد داخل الحزب سواء البنية الفكرية أو التربية الحزبية فنرى في كثير من أبناء الحزب بعض الآفات التي تدل على غياب النضج والوعى الحزبي مثل: الميل للعنف، قابلية تصديق الشبهات، تغليب الجانب اللفظي والجدلي على الجانب العملي والحركي، ضعف استيعاب عناصر جديدة، الفشل في تحقيق التواجد بالشارع، أخرى.

* الاعتماد على الرصيد البشرى أكثر من الاعتماد على الرصيد الفكري.

* ضعف التربية الحزبية وغياب الوعى السياسي لدى أفراد الصف الحزبي.

*عدم تحمل الرأي الآخر.

* ضيق الأفق.

* الحساسية للنقد.

* التنافس غير الشريف مع الآخرين.

* ظهور الشللية والجيوب داخل الصف الحزبي.

*توتر العلاقة مع مسئولي العمل الحزبي سواء المباشرين أو غير المباشرين.

نتائج تلك العقلية

لا شك أن نتائج ذلك خطيرة سواء على الحياة السياسية أو حتى على الحاضر الفكري والثقافي الذى تعيشه أمتنا من ذلك مثلا: موت الحياة الحزبية أساسا وتقاتل بعض الأفراد وتنافسهم اللاشريف تحت دعوى صراعات الأحزاب ومن ثم تفرز تلك الصراعات ثقافة الطغيان ولا سيما لدى الحزب الحاكم الذى لا يعرف عمليا مبدأ تداول السلطة حتى بتنا نرى أن فتح تمتن أنها أجرت انتخابات نزيهة في فلسطين أودت بفتح وأنتجت حماس لكنها منة محسوبة عليها لا لها فضلا عن أنها لم تستكمل فضلها فباتت كمن كان ينفذ مخططا ما والنيات عند الله.

تساؤلات تبرز واقعنا الحزبي

هي مجموعة تساؤلات نرجو لها جوابا لدى أحزابنا في الواقع العربي:

* أحزابنا السياسية غاية أم وسيلة؟

* هل أحزابنا هذى ضرورية للحياة السياسية أم هي عبء على الوطن؟

* هل الأحزاب في بلادنا تلك التي تستعصى على التداول السلمي للسلطة…هل هي مسهلات للوعى السياسي أم هي ديكورات تخدم الدكتاتوريين ؟

* هل الممارسات الداخلية (من ديمقراطية وتداول طبيعي لرؤساء الأحزاب مثلا) بكل حزب لدينا تنم عن مستقبل مشرق أم مستقبل غامض؟ أم تراها عوائق للنمو الاقتصادي بعجزها وإفلاسها الفكري ومن ثم عائقا أمام الوعى الثقافي ففاقد الشيء لا يعطيه؟!!

كم نرجو أن تكون إجابات أحزابنا عملية لا لفظية تتبع ثقافة التبرير.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 9/حزيران/2011 - 7/رجب/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م