المرأة وزوبعة المواصلات

" قضية سعودية "

عبدالعزيز حسن آل زايد

يبدو أن المرأة في مجتمعنا السعودي ينقصها المزيد من الأزواج، فهي بحاجة لعدة رجال، فالرجل الأول/ لجلب الرزق والمعاش، والثاني/ لمساعدتها على قضاء حوائج المنزل وتربية الأبناء، والثالث/ للمعاشرة وإطفاء لهيب الاحتياجات العاطفية والغرائزية، والرابع/ سائق تاكسي!

كثيراً ما نشاهد (الزوج/ رب الأسرة) بعيداً كل البعد عن أجواء أسرته، إما لعمل ما، أو لأسباب عديدة ما علينا بذكرها، فتعيش الأسرة حالة من النقص، خصوصاً في النقطة الثانية والرابعة (التربية – والمواصلات)، ولعل العاملة المستوردة نالت حصتها كاملة من تربية الأبناء في الأعم الأغلب والحمد لله!، إلا أن " المواصلات " تبقى شاغرة، ولعل الحل السحري الجديد هو إيجاد (الزوج البديل) إن صح التعبير!!

اليوم تخرج المرأة في أي وقت تشاء وإلى أي مكان تشاء مع هذا الرجل الغريب الذي نغص بتسميته:

(زوجاً بديلاً)، ونحن نرى هذه المسافات الشاسعة التي يقطعها مع هذه الزوجة، ألا تتكون علاقة مشبوهة هنا ؟، ألا يمتلك الزوج الحقيقي غيرة ما على زوجته؟، أم أن الشيطان لا يكون ثالثاً مادام الرجل من دولة أجنبية ؟!

قد يدهشنا الحال حينما نُصرح أن هذا الغريب قد يعرف أشياء هائلة لا يعرفها الأب عن أسرته، فهو يمتلك الأرقام الخلوية لكل فتيات البيت فضلاً عن رقم أمهم الخاص، والاتصالات به من قبل الجميع في أي لحظة شاءوا، في أي ورطة سيكون الحل العجيب هو: (سواقي) على حد التعبير، بل قد تصل النوبة أن البيت الواحد يمتلك من السائقين ثلاثة أو قد يزيدون، ولعل رب الأسرة يحسبها من ناحية اقتصادية فقط، إنه سيدفع في نهاية الشهر (800 ريال) للسائق، في مقابل راحة البال كما يظن أو هكذا يمني نفسه!!، وللأسف يتشائم ويزمجر الرجل (زوجا، أخاً، ابناً) حينما يطلب منه ايصال البعض، ستكون الصاعقة: " أذهبي مع السواق!! " رغم فراغته في كثير من الاحيان، فيا ترى ما هي نتيجة هذا الاهمال ؟!

في هذا الزمن وضعت المرأة نفسها – أو هكذا وجدت نفسها – في زوبعة مواصلات، فهي في أمس الحاجة لسيارة في أغلب الأوقات، ففي الصباح / للعمل أو للدراسة، وفي العصر/ للتنزه وشراء الحاجيات، وفي الليل/ لتناول وجبة العشاء وإكمال ما تبقى من حاجيات!!، الزوج مشغول عن زوجته، وسيقوم (السائق) بكل ما يطلب منه من قبل الزوجة وبناتها، فهل تعد هذه الأمور (خلوة محرمة) ؟!

لم يتبقى للزوج الكثير ليقوم به مما تسببه ازدحامات الحياة والانشغالات التي لا حصر لها ولا نهاية، ولعل الزوجة جيدة في تفنن صنع الاحتياجات مما يملاً جدول هذا الغريب بشكل يومي!

هل قيادة المرأة للسيارة بنفسها هو الحل ؟، أم أنها أضحت عملية روتينية لا دخل للغيرة هنا (فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)!!، متيقن الزوج الغيور أن في المسألة (خطأ ما)، ولاشك أن الموضوع خادش لرجولته بكل شفافية وموضوعية، وإن تنكر للحقيقة، فإن الواقع واقع لا يغيره الوهم!!

فيا أيها العالم، هل هناك حل لزوبعة المواصلات في المنطق السعودي؟!، أم أن السؤال عائم لا يصل إلى نتيجة؟!، سنترك الحل للتفكير حتى لا توأد المرأة في بيتها مرّة أخرى!

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 1/حزيران/2011 - 28/جمادى الآخرة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م