وادي الذئاب... ينقل كاتم الصوت الى شوارع بغداد!

تحقيق: عبد الأمير رويح

 

شبكة النبأ: وادي الذئاب أو وادي الخراب كما يحلو للبعض تسميته  قصة لمسلسل تركي بأكثر من جزء و بمئات الحلقات... دراما قصصية متسلسلة تحكي أحداث إجرامية لمافيا القتل والتهريب والمافيا الدولية التي تصطنع الازمات مافيا تجردت من كل قيم الإنسانية فتلطخت أيديها بدماء الابرياء, مافيا وادي الذئاب هي مافيا العصر التي تربع قادتها على عرش السيطرة فتملكوا كل شيء حتى باتوا يتحكموا بارواح البشر ويتاجرون بكل شيء  تلك هي قوانين القوة التي أسسها المجرمون!

هذا المسلسل التركي احدث ضجة وتأثر به العديد فلجأ الى تقليد بعض الأدوار التي ترسخت في أدمغة الشباب فصنعت من البعض مجرماً ومن الآخر ضحية.. وما بين الاثنين كان لشبكة النبأ المعلوماتية هذه الوقفة القصيرة  التي جمعت من خلالها بعض الآراء حول هذا المسلسل وما حوى من مشاهد عنيفة اثرت بشكل سلبي على المجتمع... فـأبو علي يرى ان مسلسل وادي الذئاب مسلسل عدواني ينقل واقع الاجرام والانحراف لمجتمعات اعتادت القتل  والتخريب، فاصبح جزء من حياتهم اليومية، عصابات ورصاص ومخدرات, سرقات وإغتيالات.

فيرى،  كل تلك الاشياء تُنقل الينا وتعشعش في مجتمعاتنا دون ان نشعربها، ويضيف ابو علي نحن مجتمع تقليد بحت نتأثر بما ينقل الينا بسبب ضعف الثقافة لذالك نتأثر بالأحداث ونسعى الى تطبيقها. ويسترسل بالحديث قائلاً: هذه الحالة ليست وليد اليوم بل هي قديمة لاحظتها منذ زمن وكما اذكر المسلسل العراقي ذئاب الليل الذي ذاع صيته، واستخدمت بعض مشاهدة لتطبيق العديد من الجرائم في ذلك الوقت, الآن ومع اختلاف بسيط في التسمية تطبق جرائم وادي الذئاب لكنها اليوم بشكل اوسع تجازوا المعقول!

وفي مداخله سريعة اشترك فيها احمد جواد والذي قال هنالك ايضاً العديد من الاشياء الملموسة في وقعنا والتي تأثر بها المجتمع من هذه المسلسلات وفيما يخص وادي الذئاب فنحن لم نكن نعرف سابقاً جرائم كاتم الصوت التي بدأت بظهور بعد عرض هذا المسلسل هذا بالاضافة للكثير من المشاهد الاخرى.

غفران طالة جامعية تقول لشبكة النبأ المعلوماتية: تابعت المسلسل لكني لم اتفاعل معه كثيرا بسبب طابع العنف المسيطر على أحداثه.. نعم لقد جذب هذا المسلسل الكثير من المشاهدين واثر في نفوس العديد من المراهقين والاطفال حتى ان البعض منهم سعى الى تقمص بعض الشخصيات الاجرامية وأتخذ منها مثلاً اعلى له في حياته اليومية وتصرفاته وهذا بدوره سيؤثر سلباً على مستقبلهم..وتضيف غفران لابد من وجود رقابة ومتابعه من قبل الأهل  ثم المدرسة لتوضيح  مخاطر العنف وتعزيز ثقة الطفل بنفس.كما وحملت الاعلام مسؤولية الاخفاق في معالجة مثل هكذا سلبيات وقالت كان من الضروري منع هذا المسلسل بعد نهاية الجزء الاول على اقل تقدير.

مرتضى شاب ثلاثيني يقول لشبكة النبأ المعلوماتية: يسعى المشاهد دائما الى متابعة احداث القتل والرعب ويترك العديد من المسلسلات ذات الواقع القصصي الهادفة التي تحمل الكثير من العبر والحكم والدروس.. مسلسل وادي الذئاب هو مسلسل تدمير بكل ما تحمل هذه الكلمة من معاني لأنه يزرع روح الاجرام والقتل والعداء ويضع تصورات جاهزة لخطط اجرامية قد تكون بعيده عن ذهن العديد من ضعاف النفوس، دعوه صادقه لنبذ مثل هكذا مسلسلات وتعريتها ليفهم المتلقي خطورة المعركة!

ابراهيم حسن يرى ان هذا المسلسل اثر كثيرا في نفوس الاحداث من الطلبة والمراهقين الذين ينظرون له على انه مسلسل القوى والاندفاع ومحاسبة المجرمين والقصاص منهم خارج الاطر القانونية.. مسلسل يشجع على الاخذ بثأر واستعاده الحق بالقوة وهذه المعادلة فاشلة من وجهة نظري لانها تشيع قانون الغاب وستؤثر سلبا في  نفس المتلقي.

آراء أخرى

ابو منتظر يقول انا من المتعلقين جدا بشخصية(مراد علم دار) لانه يحمل روح التحدي والوقوف بوجه الظلم بلا خوف اوتردد شخصية كشفت الكثير من الفساد وعملت جاهدة على الخلاص منه، نعم المسلسل لا يخلومن مشاهد العنف التي تؤثر سلبا في نفس المشاهد لكنه ليس الوحيد ايضاً فهنالك العديد من هذه المسسلات هذا بالاضافة الى قنوات افلام الرعب لكن الشيء المختلف هنا انها احداث متسلسلة تجبرنا على المتابعة والانتظار.

يشاركه الرأي رياض مهدي الذي يقول ان العنف في العراق امر طبعي وقد لا تؤثر مثل هكذا مسلسلات في نفوسنا لانها مشاهد تصويرية غير حقيقية.. وما نمر به في حياتنا اليومية اكثر سوء واشد عنف لان الذئاب هنا اساساً يتجولون في شوارعنا وازقتنا وامام اعيننا.

ويتابع، اما تأثيره في نفس الطفل فالاخبار وحتى الحديث في البيت هو مشاهد عنيفة يتأثر بها الطفل لا اعتقد ان هنالك حل جذري لمشاكلنا لانها ليست وليد اليوم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 26/آيار/2011 - 22/جمادى الآخرة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م