
شبكة النبأ: مع اي حراك سياسي او
مناسبة تحل، يتراشق الساسة في كل من ايران واسرائيل الاتهامات
والتهديدات المبطنة والمباشرة، في سياق صراعهم المستمر منذ عقود خلت،
وتتهم تل ابيب القيادة الايرانية بسعيها المحموم لامتلاك القنبلة
النووية الذي قد يشكل خطرا استراتيجيا على امن المنطقة بحسب زعمها.
فيما تقول ايران ان تلك التهديدات حول محاولة اسرائيل قصف منشآتها
بانه اعتداء سافر من دولة لا تراعي ادنى متطلبات الشرعية الدولية وحقوق
الانسان، خصوصا انها سبق ان قامت بقصف المنشآت النووية العراقية في
نهايات القرن الماضي.
محذرة اسرائيل من ارتكاب اي تهور قد يشعل حربا حامية الوطيس في
المنطقة لا يعرف عقباها، متهمة الولايات المتحدة باستغلال المطارات
العراقية لشن هجمة جوية على بعض منشآت ايران في المستقبل القريب.
ويرى بعض المحللين السياسيين ان اضطراب الاوضاع في الدول العربية
الذي اجتاحها مؤخرا، قد يتيح لاسرائيل فرصة لا تعوض لضرب طهران.
مهاجمة ايران
فوراء ترحيب اسرائيل الفاتر بالانتفاضات الشعبية التي اجتاحت جيرانا
عربا مثل مصر وتونس يبرز تساؤل قائم منذ فترة طويلة.. هل يمكن أن تكون
الاضطرابات السياسية كافية لدفعها لمهاجمة ايران؟
في حين أن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو التزم الصمت
بشأن خيار الحرب الذي سينهك الجيش الاسرائيلي تقول مصادر قريبة منه ان
طبول الاحتجاجات الداعية للديمقراطية تزيد انتباهه الى مرور الوقت على
برنامج ايران النووي.
ويلقى احتمال حدوث وفاق بين الانظمة الموالية للغرب من القاهرة الى
الخليج وبين ايران صدى في نفس نتنياهو الذي يرى في الجمهورية الاسلامية
تهديدا عالميا.
وبدأت تلوح في الافق قرارات دفعت رئيسا سابقا للمخابرات الاسرائيلية
(الموساد) الى التهكم علنا من فكرة شن غارات جوية على ايران ووصفها
بأنها "فكرة غبية" تعرض اسرائيل للخطر. وفسر كثيرون ذلك على أنه تحذير
لنتنياهو كي يتراجع.
وقال مستشار للحكومة الاسرائيلية "من المؤكد أن الربيع العربي يعزز
من يجادلون بأننا في هذا وحدنا ضد ايران بكل ما يستتبعه هذا على صعيد
التخطيط." بحسب رويترز.
وقلل ارتفاع أسعار النفط الذي تعد ايران واحدة من اكبر منتجيه في
العالم من تأثير العقوبات التي تقودها الولايات المتحدة على طهران
والتي أيدتها اسرائيل بحذر. كما هزت ارتباطات الادارة الامريكية
المتزايدة في الشرق الاوسط ثقة الاسرائيليين في قدرة اكبر حليفة لهم
على التعامل مع عدوتهم.
وقال المستشار الاسرائيلي "هناك وجهة نظر معارضة (في حكومة نتنياهو)
وهي الامل في أن الثورة السياسية قد تصل الى ايران ايضا مما يبدد
التهديد النووي." واستطرد قائلا "لكن هذا لا يتمتع بثقل كبير."
وحتى اذا ألحقت الغارات ضررا دائما بالمنشات النووية الايرانية
فسيكون على اسرائيل التعامل مع تداعياتها من عمليات انتقامية مباشرة
الى صراعات حدودية وتوبيخ خارجي.
وقال مئير داجان الجنرال المتقاعد بالجيش الذي ترك منصب مدير
الموساد في يناير كانون الثاني بعد أن شغل هذا المنصب لثماني سنوات
امام منتدى للموظفين الاسرائيليين يوم الجمعة "مهاجمة المفاعلات من
الجو فكرة غبية لن تكون لها فائدة."
وأضاف في نص مكتوب لحديثه تناقلته وسائل الاعلام "سيكون من المحتمل
نشوب حرب اقليمية تنطلق خلالها صواريخ من ايران ومن حزب الله في لبنان."
ولدى سؤاله عن التصريحات قال مسؤول أمني اسرائيلي وزميل لداجان ان
من المرجح أنها تستهدف نتنياهو وترمي الى تشويه خيار الحرب امام الرأي
العام.
وحين كان داجان مديرا للموساد أوصى باستخدام مزيج من الضغوط
الدبلوماسية والاعمال التخريبية مع ايران التي تنفي السعي لامتلاك
قنبلة نووية. وقال المسؤول الامني الاسرائيلي ان وجهة نظر داجان شاركه
فيها الرئيس السابق لهيئة الاركان العامة للجيش الاسرائيلي اللفتنانت
جنرال جابي اشكينازي الذي تقاعد في فبراير شباط.
وقال المسؤول "مع رحيل الحرس القديم ومع تلمس خلفائهم لطريقهم يبدو
أن داجان شعر بأنه لا يوجد ثقل موازن كاف" لصقور ايران في الحكومة.
ومنذ رحيل اشكينازي طور الجيش نظام القبة الحديدية لاعتراض الصواريخ
والذي يوصف بأنه حائط الصد في وجه السلاح الرئيسي الذي يستخدمه حزب
الله وحركة المقاومة الاٍسلامية الفلسطينية (حماس) في غزة.
وفي حين أن حماس على غرار حزب الله حليفة لايران فان لديها حافزا
اضافيا لتفادي القتال مع اسرائيل هو اتفاق الوحدة الذي أبرمته مع حركة
فتح المدعومة من الغرب في اطار مسعى فلسطيني لاعلان دولة مستقلة.
ونفى نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي موشي يعلون أن تؤثر اراء داجان
على عملية صنع القرار داخل الحكومة. لكنه وبخ مدير المخابرات السابق
لتقويضه الاستراتيجية الاسرائيلية والامريكية المتعلقة بالتهديد بشن
هجمات لردع ايران والحفاظ على جدية القوى العالمية الاخرى تجاه
دبلوماسية الازمة.
وقال يعلون لراديو اسرائيل "كي يقتنع النظام الايراني بالتخلي عن
قدرته النووية يجب أن يقدم له الاختيار بين الحصول على قنبلة وبين
البقاء. وهذه التصريحات لا تساعد في وضع ايران امام هذه المعضلة."
ومهما كانت حقيقة ما يحدث خلال مناقشات مجلس الوزراء المغلقة فان حكومة
نتنياهو بعثت برسائل متضاربة بشأن ايران.
وحين سئل وزير الدفاع ايهود باراك الشهر الماضي عن التقارب
الفلسطيني في مقابلة أذيعت قال ان على اسرائيل التركيز على تحديث "القدرة
على العمل في ايران والقدرة على الدفاع عن أنفسنا من الصواريخ."
واختلفت لهجته حين قال لصحيفة اسرائيلية بعد ذلك بأيام ان من غير
المرجح أن تهاجم ايران المسلحة نوويا اسرائيل التي يعتقد أنها تملك
الترسانة النووية الوحيدة بالمنطقة.
وترك يعلون احتمال التعلل بذريعة مفتوحا وقال "امل أن يرى
الايرانيون مؤامرة اسرائيلية في هذا. هذا قد يفيد."
طائرات اسرائيلية تتجمع بالعراق
من جهته نشر التلفزيون الايراني الرسمي تقريرا جاء فيه أن طائرات
عسكرية اسرائيلية تتجمع في قاعدة جوية أمريكية بالعراق لشن غارة على
ايران. ونشر التقرير على موقع قناة (برس تي.في) التلفزيونية على
الانترنت. وقالت اسرائيل انها ليست على علم بالتخطيط لمثل هذه الغارة
ونفى قائد القوات الجوية العراقية التقرير الايراني.
ونسبت القناة الخبر لمن وصفته بمصدر قريب من حركة رجل الدين العراقي
الشيعي مقتدى الصدر الذي يعارض الوجود الامريكي في العراق والمرتبط
بصلات وثيقة بالقيادة الايرانية.
غير أنه لم تظهر مؤشرات في الاونة الاخيرة على زيادة التوتر ولم
تتوفر معلومات أخرى يوم الاثنين لتأكيد تقرير التلفزيون الايراني.
وقالت متحدثة باسم الجيش الاسرائيلي انها ليس لديها علم بهذا التقرير
وأضافت أن الجيش لا يعلق على شؤون العمليات. ونفى قائد القوات الجوية
العراقية الفريق الركن أنور أحمد التقرير باعتباره لا أساس له من الصحة.
وقال ان القاعدة التي ذكرتها القناة الايرانية تقع على أرض عراقية
وان العراق لا يقبل مطلقا شن أي هجوم عسكري على دولة مجاورة سواء كانت
ايران أو أي دولة أخرى من أرض عراقية.
وحذرت ايران مرارا من انها ستقصف أهدافا نووية اسرائيلية اذا هاجمت
اسرائيل مصالحها النووية. بحسب رويترز.
ولا تعترف ايران بدولة اسرائيل ويطلقون عليها "الكيان الصهيوني"
وقصفت اسرائيل التي يعتقد انها القوة النووية الوحيدة في الشرق الاوسط
المفاعل النووي الوحيد في العراق عام 1981 في عهد حكم الطاغية صدام.
من جهتها رفضت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) يوم الاثنين
تقريرا نشر في موقع التلفزيون الايراني على الانترنت وورد فيه ان
طائرات عسكرية اسرائيلية تتجمع في قاعدة جوية امريكية في العراق لتنفيذ
ضربة ضد ايران. وقال المتحدث باسم البنتاجون الكولونيل ديف لابان ان
التقرير " سخيف" وغير صحيح.
وفي وقت سابق رفض قائد سلاح الجو العراقي الفريق انور احمد ايضا
التقرير قائلا انه "بلا أساس".
طائرات تجسس أميركية
الى ذلك أفاد شهود عيان بأن ثلاث طائرات تجسس امريكية بدون طيار
شوهدت وهي تحلق قرب الحدود الغربية لإيران خلال الأيام الماضية. ونقلت
وكالة أنباء فارس عن شهود العيان قولهم إن الطائرات الأمريكية حلقت فوق
مدينة حلبجة الحدودية الكردية في شمال العراق الواقعة على بعد ثلاثة
كيلومترات من الحدود الغربية لإيران.
وقالت الوكالة إنه لم يتسن الحصول على تعليق من مسئول أمني بالمدينة
على هذه التقارير.
وذكرت أن مسئولا عسكريا بارزا في إيران أكد في وقت سابق هذا الأسبوع
تقارير بشأن "إسقاط عدد من الطائرات بدون طيار للأعداء" فوق الخليج
موضحا أن إيران استهدفت عددا كبيرا من الطائرات بدون طيار في السنوات
السبعة الماضية. بحسب الوكالة الالمانية للانباء.
وأشارت إلى أن القوات الإيرانية أسقطت في كانون ثان/ يناير 2007
طائرة تجسس أمريكية عندما حاولت عبور الحدود الإيرانية -العراقية في
إقليم خوزستان بجنوب غرب البلاد.
رأي داغان ليس صحيحا
في سياق متصل أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك إن رأي رئيس
الموساد السابق مائير داغان بأن مهاجمة إيران هي فكرة غبية ليس صحيحا.
وقال باراك للإذاعة العامة الإسرائيلية إن "داغان رجل له حقوق كثيرة
وخدم أمن إسرائيل كثيرا لكني أقول بحذر إنني لست واثقا من أن رأيه صحيح
في ما يتعلق بالأقوال التي تم نشرها وأنا واثق من أنه إذا أردنا
الانشغال في الأفكار فإنه ليس صائبا أن نشرك بها الجمهور كله".
وأضاف وزير الدفاع الإسرائيلي أن القرارات المصيرية تتخذها الحكومة
وحدها فقط "وليس أي مسؤول آخر" وذلك بعد استماعها إلى تقييمات وتقديرات
الجهات الأمنية.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أمس عن داغان قوله إن الحديث عن مهاجمة
سلاح الجو الإسرائيلي لمنشآت نووية في إيران لعرقلة تطوير برنامجها
النووي هو "الأمر الأكثر غباء الذي سمعته"، وذلك في رده على سؤال خلال
محاضرة ألقاها أمام جمعية كبار الموظفين الحكوميين في الجامعة العبرية
في القدس خلال "مؤتمر القيادة والأمن للعام 2012" الجمعة الماضي.
وأثارت أقوال داغان ردود فعل غاضبة في إسرائيل وقال رئيس الموساد
الأسبق داني ياتوم للإذاعة العامة الإسرائيلية إنه "لن يكون هناك مفر
من عملية عسكرية في إيران في حال لم تحقق جميع الوسائل الأخرى هدفها"
المتمثل بوقف تطوير إيران لبرنامجها النووي.
وأجمع رئيسا الموساد السابقان داني ياتوم وأفراييم هليفي خلال
حديثهما للإذاعة الإسرائيلية اليوم على أنه يحق لرئيس موساد أنهى
ولايته، في إشارة لداغان، أن يعبر عن رأيه في مواضيع غير عادية.
ورأى ياتوم أن رئيس الموساد بإمكانه "بل هو ملزم" بالتعبير عن رأيه
في قضايا مصيرية تتعلق بأمن الدولة بعد انتهاء ولايته. وقال هليفي إنه
من المناسب أن يتحدث رئيس موساد بعد نهاية ولايته في حال كانت هناك
أمور من المهم أن يعرفها الجمهور.لكنه قال إنه كان سيختار صياغات
مختلفة عن تلك التي اختارها داغان "لكن الأقوال التي أدلى بها لا تمنع
الحكومة من اتخاذ أي قرار تراه مناسبا".
من جانبه اعتبر وزير المالية الإسرائيلي يوفال شطاينيتس إن تصريحات
داغان بخصوص إيران كانت "زائدة وغير مناسبة".
وقال شطاينيتس للإذاعة الإسرائيلية إنه لا يعتقد أن أقوال داغان
ستؤدي إلى أن تزيل إسرائيل أي خيار ضد إيران، في إشارة إلى الخيار
العسكري. وأضاف "علي أن أقول إني ذُهلت من تصريح داغان، وهو كان رئيس
موساد غير عادي لكن مثله مثل جميع رؤساء الموساد وقادة الجيش ووزراء
سابقين لا ينبغي عليه التحدث في مواضيع آنية فور انتهاء ولايته وذلك من
دون علاقة مع رأيه".
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن داغان تحدث مطولا حول البرنامج
النووي الإيراني، لأول مرة منذ نهاية مهامه كرئيس للموساد في نهاية
العام الماضي، وقال إنه توجد في إيران بنية تحتية سرية في المجال
النووي تعمل إلى جانب البنية التحتية المدنية الشرعية وهذه الأخيرة هي
التي تخضع طوال الوقت لمراقبة اللجنة الدولية للطاقة النووية.
وقال داغان إن مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية المعلنة والشرعية "هي
عملية عسكرية غير قانونية بكل تأكيد من ناحية القانون الدولي" مشيرا
إلى أنه "خلافا للوضع عندما تم تدمير المفاعل النووي العراقي في العام
1981 (من جانب الطيران الحربي الإسرائيلي) فإن إيران نثرت منشآتها
النووية في أنحاء الدولة وهذا الأمر يصعب إمكانية إخراج هجوم ناجع إلى
حيز التنفيذ".
وأضاف داغان أن لإيران قدرة مثبتة على إخفاء بنية تحتية ونقلها من
مكان إلى آخر من أجل إخفائها عن أعين الرقابة الدولية وأجهزة
الاستخبارات الأجنبية وأنه إذا أراد أحد ما في إيران أن يبني في قبو
مدرسة منظومة من أجهزة الطرد المركزي، لتخصيب اليورانيوم، فإنه لن
يواجه مشكلة في تنفيذ ذلك.
وشدد داغان على أنه لا توجد مشكلة لدى سلاح الجو الإسرائيلي في
مهاجمة مواقع في إيران وإنما المشكلة الكبرى تتعلق بالشك الكبير حيال
إمكانية تنفيذ المهمة حتى نهايتها وتحقيق غاياتها.
نتانياهو في موسكو
وكان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو لوح في زيارة الى
موسكو بالخطر الايراني ساعيا الى حث روسيا على الحد من تعاونها مع
ايران وسوريا. والتقى نتانياهو الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف على ان
يلتقي مساء رئيس الوزراء فلاديمير بوتين، وذلك غداة تفجير في القدس ادى
الى مقتل امرأة واصابة 30 شخصا بجروح.
وقال نتانياهو لمدفيديف الذي استقبله في مقره في غوركي في ضواحي
موسكو "هناك خطر على اسرائيل وروسيا والعالم الحديث من انبثاق الانظمة
المتشددة، الانظمة الاسلامية المتشددة التي تهددنا". وتابع "هناك نظام
مشابه وهو نظام ايران الذي يهدد بنسف جميع محاولات السلام". واوضح "من
مصلحتنا وقف هذا الشر وتعزيز قوى الخير".
وكرر مدفيديف من جهته تعازيه الى اسرائيل بعد تفجير القدس. ونددت
روسيا "بعمل ارهابي همجي" مشيرة الى انه ينبغي الا يزعزع عملية السلام
في الشرق الاوسط.
وصرح مدفيديف ان روسيا تواجه مشاكل مشابهة لاسرائيل. ففي كانون
الثاني/يناير ادى تفجير الى مقتل 37 شخصا في مطار موسكو-دوموديدوفو.
وتابع "ان لقاءنا اليوم يثبت للارهابيين انهم سيفشلون في تحقيق هدفهم
في الايذاء".
وكانت موسكو تنوي تخصيص زيارة نتيانياهو لانعاش مفاوضات السلام
الاسرائيلية الفلسطينية. لكن مسؤولا اسرائيليا في موسكو افاد ان جدول
الاعمال هذا تغير بعد تفجير القدس.
وقال نتانياهو قبل مغادرته الى روسيا ان اسرائيل ستدافع عن نفسها "بعزيمة
صلبة" من الهجمات.
وتأتي زيارة نتانياهو الى موسكو بعد يومين على زيارة الرئيس
الفلسطيني محمود عباس التي عبر خلالها الرئيس الروسي عن قلق موسكو ازاء
تأثير الاحداث الجارية في مختلف الدول العربية، ولا سيما في ليبيا، على
عملية السلام.
واعلن الكرملين ان الوضع في ليبيا ومصر ومسائل اقليمية اخرى ستعطى
اولوية في محادثات. واشار الكرملين الى ان الوضع في ليبيا ومصر وغير
ذلك من المسائل الاقليمية المشتعلة سيكون في اولويات المحادثات. بحسب
فرانس برس.
كما يشمل جدول اعمال الطرف الاسرائيلي بحث البرنامج النووي الايراني
ومبيعات الاسلحة الروسية في المنطقة ولا سيما التسليم المرتقب لصواريخ
طويلة المدى الى سوريا. وتخشى اسرائيل ان تقع هذه الاسلحة بين يدي حزب
الله اللبناني.
يشار الى ان روسيا تعتبر مصدرا رئيسيا للاسلحة الى العالم العربي
بما يشمل دول لا تعترف باسرائيل، وصادرات الاسلحة الروسية كانت تشكل
على الدوام مصدر قلق للقادة الاسرائيليين.
وقال مسؤول اسرائيلي كبير لفرانس برس في موسكو قبل بدء المحادثات ان
"مبيعات الاسلحة الى منطقتنا امر ياخذ حيزا كبيرا من وقتنا". وهذه
الزيارة الرسمية الثانية لنتانياهو الى موسكو منذ تسلم منصبه عام 2009.
وبنت روسيا اول محطة نووية في ايران في مدينة بوشهر، كما ابرمت عقدا
لتسليم صواريخ اس-300 لايران، عادت والغته في العام الفائت تطبيقا
للعقوبات الدولية المفروضة على الجمهورية الاسلامية.
سوريا وايران كليبيا
فيما قال وزير الخارجية الاسرائيلي أفيجدور ليبرمان ان ايران وسوريا
تشكلان خطرا أمنيا أكبر مما تشكله ليبيا وان الغرب يجب ان يتعامل مع
هاتين الدولتين بالطريقة نفسها التي تتعامل بها مع حكومة العقيد معمر
القذافي.
وقال ليبرمان في حديث مقتضب مع بعد اجتماعه مع نظيره الفرنسي الان
جوبيه ان تصاعد أعمال العنف على الحدود مع قطاع غزة في الايام القليلة
الماضية والهجوم بقنبلة يوم الاربعاء في القدس هي نتاج أعمال "تحريض"
للفلسطينيين.
ولم يدع ليبرمان صراحة الى عمل عسكري ضد سوريا وايران لكنه قال "أعتقد
أن نفس المباديء والافعال (التي اتبعها) العالم الغربي في ليبيا... امل
أن أرى ما يتعلق بالنظام الايراني والنظام السوري."
وتابع ليبرمان "هذان النظامان يقتلا مدنيين أكثر مما يفعل النظام
الليبي والتهديد من هذين البلدين أخطر بكثير من التهديد الليبي."
واستخدمت ايران القوة كذلك في سحق مظاهرات مطالبة بالديمقراطية منذ وقت
قريب.
وصادرت قوات خاصة تابعة للبحرية الاسرائيلية سفينة شحن في البحر
المتوسط يوم 15 مارس اذار الجاري تنقل ما قال رئيس الوزراء بنيامين
نتنياهو انه أسلحة من ايران في طريقها الى نشطاء فلسطينيين في غزة.
ويرأس ليبرمان حزب اسرائيل بيتنا اليميني الذي يشغل 15 مقعدا في
ائتلاف نتنياهو الذي يشغل 74 مقعدا من مقاعد الكنيست البالغ عددها 120
مقعدا. ووصف ليبرمان تصاعد أعمال العنف بانها نتيجة مباشرة "لتحريض"
الجانب الفلسطيني. بحسب رويترز.
وانهارت محادثات السلام الرامية لانهاء الصراع المستمر منذ عقود بين
اسرائيل والفلسطينيين العام الماضي بعد ان رفض نتنياهو مد تجميد جزئي
للبناء في المستوطنات في الضفة الغربية المحتلة.
وقال "أرى جهودا كثيرة من جانب السلطة الفلسطينية للمصالحة مع حماس
والجهاد الاسلامي لكني لا أرى أي استعداد لمحادثات مباشرة مع اسرائيل."
وقال ليبرمان ان اسرائيل مستعدة لمحادثات مباشرة مع الفلسطينيين على
الرغم من الوضع الراهن. وقال "أعتقد أن أي تغيير في عملية السلام يجب
أن يأتي نتيجة لمحادثات مباشرة وليس خطوات أحادية أو قرارات من جانب
واحد حتى لو كانت من جانب المجتمع الدولي." |