جوز التنبول يعرض الباكستانيين لخطر الإصابة بالسرطان

 

شبكة النبأ: تتوقف زهرة أحمد البالغة من العمر 11 عاماً كل يوم بعد المدرسة عند محل لبيع نبات التنبول (بان) وتلتقط علبة أو اثنتين من جوز التنبول المحلى أو التشاليا كما يسمى في مدينة كراتشي الباكستانية.

تبلغ تكلفة العلبتين الصغيرتين روبية واحدة فقط (حوالي 0.01 دولار) ويستطيع والد زهرة العامل اليدوي تحمل تكلفة شراء عدد قليل من هذه التسالي. ويقوم بائع التنبول أحياناً بلف أوراق التنبول اللامعة مع مكونات متنوعة على شكل قلب لبيعها للزبائن ويقدم علباً صغيرة من التشاليا مجاناً لزهرة وأصدقائها.

وقالت زهرة لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "أحب الطعم، ويبدو أن الاحتفاظ بقطعة في فمي يساعدني على النوم".

لكن زهرة لا تدرك أن هذه المادة قد تسبب الإدمان وسرطان الفم كذلك، طبقاً لما ذكرته مجموعة من البحوث في هذا المجال. ويقول خبراء الصحة أن نسبة الإصابة بسرطان الفم تتراوح بين 2 و4 بالمائة في أوروبا لكنها تصل إلى 40 بالمائة في شبة القارة الهندية الباكستانية نتيجة لاستخدام جوز التنبول وأوراقه والمنتجات المرتبطة به.

ومن المعروف أن الفطر الذي ينتجه جوز التنبول يحتوي على مادة سامة يعتقد الأطباء أنها تسبب السرطان.

وقال شهيد أكرم، وهو طبيب أسرة يعمل في عيادة خيرية في منطقة منخفضة الدخل في كراتشي: "لقد شاهدت أطفالاً في سن 12 عاماً يعانون من قرح سرطانية في الفم. ويعاني آخرون من مشكلات لا تمكنهم من فتح أفواههم بصورة كاملة. يمكن لأطباء الأسنان ملاحظة تلك المشكلات مبكراً ولكن الزيارات إلى طبيب الأسنان نادرة هنا".

وقد توصلت دراسة أجريت عام 2009 إلى أنه على الرغم من أن 96 بالمائة من الأطفال الذين شملتهم الدراسة وبلغ عددهم 370 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 10 و16 عاماً كانوا على دراية بالآثار الضارة للتشاليا، إلا أن استخدامها ظل واسع الانتشار نتيجة للتكلفة المنخفضة لهذا المنتج سائغ الطعم والمقبول اجتماعياً. ويبدأ الأطفال الصغار من سن أربع سنوات بتناول منتجات التنبول.

وقال آصف برفيز، البالغ من العمر 8 سنوات: "أحب أن أمص قطعة من التشاليا أو أبقيها تحت لساني". أما والده محمدين الذي يعمل نجاراً فأفاد أنه على دراية بالآثار الضارة لمنتجات التنبول ولكنه لم يستطع إقناع ابنه بالتوقف عن استخدامها على الرغم من محاولته ذلك لأن "هذه المنتجات متاحة وبسهولة والكثير من الأطفال يتناولونها في كل الأوقات".

وطبقاً لمنظمة الصحة العالمية، فإن معدل الإصابة بسرطان الفم في باكستان أعلى من معدل الإصابة به في الدول الأخرى في إقليم شرق المتوسط

وطبقاً لما ذكرته منظمة الصحة العالمية، فإن استخدام التبغ دون تدخينه يعتبر عادة مقبولة ثقافياً في باكستان. وقد أظهرت الدراسات في كراتشي أن 21 بالمائة من الرجال و12 بالمائة من النساء يستخدمون التنبول.

ويستخدم 7.3 بالمائة من الرجال والنساء البان و6.7 بالمائة منهم يستخدمون التشاليا و7.5 الجوتكا و14.6 بالمائة الناسوار. ويبلغ معدل الاستخدام بين طلاب الطب 6.4 بالمائة بينما يبلغ معدل استخدام الأريقة والتنبول بين أطفال المدارس الابتدائية 74 و35 بالمائة على التوالي.

وقد أشارت منظمة الصحة العالمية إلى أن معدل الإصابة بسرطان الفم في باكستان أعلى من معدل الإصابة به في الدول الأخرى في إقليم شرق المتوسط وأنه أكثر انتشاراً بين مجتمعات معينة.

وقال أكرم: "تستخدم جماعات معينة التنبول أكثر من جماعات أخرى نتيجة لعوامل ثقافية"، مضيفاً أن "التشخيص المبكر هو المفتاح لنجاح العلاج ولكن نظراً لمحدودية الحصول على الرعاية الصحية بين المجتمعات الفقيرة، فإنه غالباً ما يتم تشخيص السرطان عندما يصل إلى مراحله الأخيرة ويكون قد انتشر في جسم المصاب".

وطبقاً لما ذكرته تقارير إعلامية، تسبب التشاليا مخاطر أخرى، فالاستنشاق العرضي لحبات التنبول الصغيرة من قبل الأطفال أمر شائع وهو يعرضهم لخطر الوفاة.

وقال محمدين: "على الحكومة القيام بالمزيد من التوعية حول مخاطر التنبول. كما يجب التوقف عن بيع تلك المنتجات للأطفال. لقد شاهدت حالات سرطان فم وبعضها وصل إلى مراحله الأخيرة".

شبكة النبأ المعلوماتية- الأحد 8/آيار/2011 - 4/جمادى الآخرة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م