قضايا نفسية: اعرف نفسك تتغلب على متاعبك

 

شبكة النبأ: تلعب العوامل النفسية في حياة الإنسان دورا محوريا في سعادته او تعاسته على حد سواء، خصوصا انها تعتبر المحرك الاساس لكيان الفرد في تعامله مع الاخرين من جهة، واعتبارته الشخصية من جهة اخرى.

لذا دأب العديد من علماء النفس الى استخلاص الظروف البيئية المحيطة بمن يعانون من مشاكل نفسية، الى جانب دراسة اسلوب تفكير الشخص، وسلوكياته اليومية بالاضافة الى ردة فعله ازاء ما يعترضه اثناء ممارسته لمسؤولياته اليومية.

كبت المشاعر يجعل المرء أكثر عدائية

فقد أظهرت دراسة أميركية جديدة أن كبت الشخص لمشاعره يجعله عدائياً أكثر، بينما التعب لا يؤثر على ذلك.

ووجد الباحثون الذين اجروا الدراسة في جامعة "تكساس" بمدينة اوستن الأميركية أن من اجبروا على كبت مشاعرهم وعدم إظهار اية ردة فعل بشأن مشاهد فيلم مثير للاشمئزاز ، كانوا اكثر عدائية ممن سمح لهم بإظهار اشمئزازهم. كما تبين أن التعب لا يؤثر على ردود فعل الأشخاص.

فقد طلب الباحثون من بعض المشاركين بالدراسة أن يبقوا مستيقظين 24 ساعة قبل أن يشاهدوا مشاهد من فيلمين مختلفين، فيما سمح للجزء الآخر بالنوم.

وبعدها طلب من البعض مشاهدة الفيلمين من دون إبداء اية ردة فعل، وسمح للجزء الآخر بالتفاعل، فتبيّن ان من حرموا النوم لم يتفاعلوا بطريقة مختلفة عمن اخذوا قسطاً من الراحة، فيما ظهر الفارق بين من منعوا من التعبير عن مشاعرهم ومن سمح لهم بذلك. بحسب العرب اونلاين.

وقال الباحث المسؤول عن الدراسة ارثر ماركمان إن "البحث اظهر أن الأشخاص قد يصبحون أكثر عدائية بعد كبت مشاعرهم".

أحرف اسمك

فيما أظهرت دراسة طريفة أن اسم الشخص يلعب دوراً كبيراً في ميوله الشرائية، مشيرة إلى أنه كلما كان الاسم يبدأ بحرف متأخر بالترتيب الأبجدي، كان صاحبه أكثر هوساً بالشراء بحيث يسارع إلى ابتياع كل ما يمكن أن يقع تحت يديه.

وذكرت الدراسة أن هذا الأمر قد يكون عائداً للتنظيم الاجتماعي الذي يفرضه الترتيب الأبجدي للأسماء، ويبدأ الأمر في المدارس، حيث يراعى الترتيب الأبجدي في تحديد مكان جلوس التلميذ وموقعه في الطابور الصباحي وأولويته في الحصول على الطعام من مطعم المدرسة.

وبما أن الذين يحملون أسماء تبدأ بأحرف متأخرة في الترتيب الأبجدي يحلون في نهاية الطوابير دائماً، فهم يصلون متأخرين بحيث لا يجدون الكثير من الأشياء التي يريدونها، ما يدفعهم عند الكبر إلى المسارعة لشراء كل يعجبهم دون تفكير، خشية أن يفقدونه لاحقاً. بحسب السي ان ان.

وشرح كيرت كرلسون، أستاذ مادة الاقتصاد في جامعة جورج تاون وأحد معدي الدراسة: "يتعرض المرء لمعاملة تمييزية طوال سنوات من حياته بسبب اسمه، ولذلك عندما يحظى بفرصة لكسر هذه الحلقة فإنه يسارع لالتقاطها واستغلالها،" وفقاً للدراسة التي نقلتها مجلة "تايم" الشقيقة لـCNN عن دورية "أبحاث المستهلك."

واستندت الدراسة على مجموعة من الاختبارات، بينها توجيه رسالة إلى طلاب في الدراسات العليا عبر البريد الإلكتروني تدعوهم لحجز أماكنهم وشراء بطاقات محدودة الكمية لحضور حفل موسيقي، واتضح أن الأشخاص الذي تبدأ أسماؤهم بحروف متأخرة بالترتيب الأبجدي أجابوا خلال فترة 19 دقيقة، بينما لم يرد أصحاب الأسماء الأخرى إلا بعد 25 دقيقة.

وفي اختبار آخر، قيل لمجموعة أخرى من الطلاب إن هناك عرضاً مغرياً في أحد المتاجر على كمية محدودة من الحقائب، ولكن عليهم افتراض أنهم نسوا حافظات أموالهم في المنازل ويتوجب عليهم الذهاب إلى بيوتهم لإحضارها في رحلة تستغرق 15 دقيقة.

وفي هذا الاختبار سارع الأشخاص الذي تبدأ أسماؤهم بحروف متأخرة بالترتيب الأبجدي إلى إبداء استعدادهم للذهاب إلى المنزل وإحضار المال بسرعة، بينما كان أصحاب الأسماء الأخرى أقل تحمساً بكثير.

اضطرابات الأبناء

وعقب حادثة إطلاق شاب أمريكي مضطرب عقليا النار في "أريزونا"، دعا خبراء  أولياء الأمور للانتباه إلى إشارات تحذيرية قد تكشف عن معاناة الأبناء من اضطرابات نفسية.

وقال خبراء الصحة العقلية اضطرابات عقلية مثل الفصام أو الاضطراب الثنائي القطب، التي يعاني منها المسلح جارد لي لوفنر، ربما كانت السبب وراء حادث فتح النار ما أدى لمقتل 6 أشخاص وإصابة العديد بينهم مشرّعة أمريكية، في بلدة "تكسون."

ولفت الأطباء إلى أعراض محتملة للأمراض النفسية وتقتات بين العزلة وتجنب التفاعل الاجتماعي، إلى جانب الاهتمام بمعتقدات وقضايا غريبة مثل قراءة المستقبل أو الاهتمام بالأجسام الغريبة الطائرة، وقد تفضي الحالات المتأخرة إلى فقدان معايشة الواقع، وفق شارلز ريزون، أخصائي الأمراض النفسية بـ"جامعة إيموري." بحسب السي ان ان.

وأضافت دينيس أمبري، كبير العلماء في "معهد باكيس،" بأن الأعراض الأخرى قد تتمثل في ازدراء الآخرين، أو ربما الإصابة بالأرق بسبب التغيرات بكيمياء الدماغ.

وأشارت قائلة" "المراهق عرضة لخطر الذهان يشعر بالوحدة الشديدة والغربة وربما الإحساس بالجنون، ولكن لا يبدو عليه الاختلاف من الخارج."

وطمأن المختصون بأن المعاناة من تلك الأعراض لا تعني بالضرورة تطورها إلى انفصام في الشخصية أو اضطرابات نفسية أخرى، لكنها يمكن أن تلعب دوراً، كما أن التحول في السلوك قد يبدو مفاجئاً ومتطرفاً."

ويذكر أن منظمة الصحة العالمية كانت قد أعلنت في سبتمبر/أيلول الماضي أن المصابين باضطرابات نفسية واجتماعية، هم إحدى أكثر الفئات عرضة للتهميش في البلدان النامية، لافتة إلى أن ربع سكان العالم سيصابون بمرض نفسي في مرحلة ما من حياتهم.

وقالت المنظمة في تقرير على موقعها الإلكتروني بشأن الصحة النفسية والتنمية إن "غالبية البرامج الإنمائية وبرامج التخفيف من وطأة الفقر لا تشمل المصابين باضطرابات نفسية واضطرابات نفسية اجتماعية."

وأضافت "من الملاحظ، أن 75 إلى 85 في المائة من أولئك المرضى لا يستفيدون من أيّ شكل من أشكال العلاج النفسي.. وهناك علاقة بين تلك الاضطرابات وارتفاع معدلات البطالة إلى نسبة تناهز 99 في المائة في بعض الأحيان."

وتشير تقديرات بيانات المنظمة إلى أن الأمراض النفسية تسبب في حدوث عدد كبير من الوفيات وحالات العجز، وهي تمثّل 8.8 في المائة و16.6 في المائة من عبء المرض الإجمالي الناجم عن الاعتلالات الصحية في البلدان المنخفضة الدخل والبلدان المتوسطة الدخل، على التوالي.

وقال تقرير المنظمة "سيمثّل الاكتئاب ثاني أهمّ أسباب عبء المرض في البلدان المتوسطة الدخل وثالث أهمّ تلك الأسباب في البلدان المنخفضة الدخل بحلول عام 2030."

لعبة علاج للتوتر

وأيضا قالت دراسة جديدة بحثت في علاج الصدمات، إن الألعاب الإلكترونية التي تعتمد على الألغاز البصرية، مثل لعبة "تتريس،" يمكن أن تكون علاجا للتوتر والإجهاد اللذين يعقبان الصدمات.

وتعد الذكريات والصور المتكررة التي تراود المريض بعد الإصابة بصدمة ما، واحدة من السمات المميزة لأعراض اضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD)، وهو نوع من القلق.

ووفقا للدراسة، فإن لعب "تتريس" مباشرة بعد تجربة قاسية، يبدو مفيدا في حماية المريض من ذكريات الماضي، عبر تشتيت الدماغ عن الحدث المؤلم الذي تسبب بالصدمة، وتغيير الطريقة التي يتم خلالها تخزين الذكريات والصور المؤسفة.

وبحسب الدراسة فليس أي لعبة فيديو يمكنها أن تفي بالغرض، إذ أن الباحثين وجدوا أن الألعاب التي تعتمد على العبثية أو المهارات اللغوية لا يكون لها نفس التأثير العلاجي للعبة "تتريس،" ربما لأنها تنشط مناطق مختلفة من الدماغ. بحسب السي ان ان.

ويقول الدكتور الكسندر أوبولسكي أستاذ الطب النفسي في جامعة نورث ويسترن بولاية إلينوي الأمريكية، والذي يتخصص في علاج اضطراب ما بعد الصدمة، إن "الألعاب اللفظية قد لا تكون فعالة، لأنها لن تؤثر على نفس الشبكات العصبية.. فهناك جزء مختلف من الدماغ يعالج تلك المعلومات."

ولاستكشاف تأثير لعبة "تتريس" على التوتر ما بعد الصدمة، استخدم باحثون في المملكة المتحدة نموذج معروف من حالة الصدمة، فقد عرضوا سلسلة مزعجة بصريا من لقطات مصورة(حوادث سيارات قاتلة، أو مناظر مرعبة) على 60 شخصا، ثم طلبوا من المشاركين تسجيل عدد المرات التي عادت لهم فيها ذكريات من تلك اللقطات.

وأظهرت الدراسات بناء على بيانات المشاركين، أن الذين مارسوا لعبة "تتريس،" عقب تلك اللقطات كانوا الأقل تذكرا للمشاهد المرعبة التي شاهدوها، من غيرهم والذين مارسوا ألعابا أخرى لفظية أو مهارية.

حدة الالم ترتبط بما تشاهده العين

الى ذلك تشير دراسة علمية الى ان حدة الالم مرتبطة بما تشاهده العين ومحاولة غالبية الناس ابعاد النظر عن المشاهد المؤلمة مثل حق ابرة دواء لا يخفف من حدة الالم.

وبعكس ما هو شائع فان النظر الى اليد عند حق الابرة يخفف من الالم كما تبين للباحثين ان تكبير اليد بواسطة مكبر يخفف الالم اكثر

وتلقي نشرت الدراسة في دورية علم النفس البريطانية مؤخرا الضوء على تعامل الدماغ مع حالات الالم.

وجاء النتائج التي توصلت اليها الدراسة بعد اجراء الاختبارات على 18 متطوعا من باحثين في جامعة لندن كوليدج البريطانية ومركز ابحاث بيوكا في مدينة ميلانو الايطالية.

وقام الخبراء خلال الاختبارات بربط مجبس حراري بيد المتطوعين وزادوا من الحرارة تدريجيا الى ان بدأ المتطوع يحس بالالم. وقام الخبراء بتسجيل درجة الحرارة التي بدأ عندها المتطوع بالشعور بالالم.

ويقول البرفسور باتريك هاجارد ان هذا الاجراء يمكننا من تحديد درجة الحرارة التي يبدأ المتطوع عندها الشعور بالالم.

وبعدها قام الخبراء بتغيير ما يشاهده المتطوع عن طريق عبر المرآة فتبين لهم ان المتطوع يحتمل 3 درجات حرارة اكثر عندما ينظر الى يد عبر المرآة.

ونصح البروفسور الاشخاص الذين يأخذون الدواء عن طريق الابر او يتم اخذ عينة من دمهم بالنظر الى اياديهم لان ذلك يخفف الالم لكن دون النظر الى الابرة ذاتها. وبينت التجارب ان الشعور بالالم يزداد عند يتم تضغير حجم اليد بواسطة المكبر.

ويضيف " نعرف الكثير عن الطرق التي ينتقل عبرها الاحساس بالالم من الجسم الى الدماغ لكننا لا نعرف الكثير عن الالية يتعامل بها مع الاشارات عند وصولها اليه".

وتبين للخبراء ان هناك علاقة بين الشبكة البصرية وشبكة نقل الاحساس بالالم الى الدماغ. ويأمل الخبراء ان معرفة المزيد عن الالية التي يتعامل بها المخ مع الالم يمكن ان يساعد في التوصل الى طرق علاج للحالات المرضية المستعصية المترافقة بالالم الشديد.

وتقول الباحثة فلافيا مانشيني التي اشرفت على البحث ان نظريات العلاج النفسية للالم تركز فقط على مصدر الالم لكن اذا نظرنا الى الجسم ككل يمكن ان نتوصل الى طرق جديدة تماما للعلاج.

متلازمة الانحباس

من جانبهم  قال عدد من المرضى المصابين بمتلازمة الانحباس انهم سعداء، وفقا لدراسة نشرت نتائجها وتساهم نتائجها في اضافة عناصر جديدة الى الجدال حول طلبات القتل الرحيم أو المساعدة على الانتحار.

المرضى المصابون بهذه المتلازمة النادرة والتي تؤدي الى شلل كامل بعد اصابة دماغية وعائية، لا يمكنهم التواصل الا بواسطة حركات العيون أو رف الاجفان. في بعض الحالات، يمكنهم استعادة السيطرة على الرأس او الاصابع أو الارجل واحيانا النطق، أو على الاقل نوع من التعبير الشفهي.

حالما تستقر حالتهم، يبقى اكثر من 80% منهم على قيد الحياة عشر سنوات وبعضهم طوال عقود. وقد طرح الاطباء عددا من الاسئلة على 168 مريضا عضوا في الجمعية الفرنسية "اليس" (جمعية متلازمة الانحباس)، وهذه الاسئلة تتعلق بماضيهم الطبي وحالتهم العاطفية ونوعية حياتهم. بحسب فرانس برس.

واغلبية الذين يصفون انفسهم بأنهم تعساء مصابون بهذه المتلازمة منذ اقل من عام. وهم يعانون بشكل خاص من القلق المفرط وقلة التسلية.

ثلثا المرضى ال 91 الذين اجابوا لديهم شركاء ويعيشون في منازلهم ومعظمهم (70%) يؤمنون بمعتقدات دينية.

ويقر معدو الدراسة بأن عدد الاجابات ضئيل، لكنها اكبر دراسة اجريت حول الموضوع حتى الآن. وهم يعتقدون ان هذه النتائج ستضيف عناصر جديدة الى الجدال القائم في اوروبا لمعرفة ان كان يجب منح المرضى خيار الانتحار بمساعدة طبية بحجة ان حياتهم لا تحتمل.

بالنسبة الى معدي الدراسة، فإن طلبات الانتحار بمساعدة طبية "غير شرعية الا عندما تكون قد تسنت للمرضى فرصة بلوغ حالة رفاه مستقرة".

هذه الدراسة التي اجراها استاذ علم الاعصاب ستيفن لوريز من جامعة لياج (بلجيكا) مع المركز الاستشفائي الجامعي في نيم (فرنسا) نشرتها المجلة البريطانية "بي ام جي اوبن" على صفحتها الالكترونية.

التفاؤل مفيد.. للقلب

من جهته أفاد موقع "هيلث داي نيوز" الأميركي ان مرضى القلب يميلون للعيش فترة أطول إذا كانت نظرتهم إلى الأمور إيجابية.

وأشارت إلى انه طلب من أكثر من 2800 شخص يشكون من مرض القلب ملء استمارات عن الأوضاع النفسية، وسئلوا عن مدى إيمانهم بالقدرة على الشفاء من مرضهم والعودة إلى الروتين الطبيعي.

واستمر الباحثون في دراستهم ولاحظوا انه بعد مرور 15 سنة توفي 1637 من المرضى و885 منهم، أي 54% بسبب مرض القلب .

وقال الباحثون من المركز الطبي في جامعة ديوك انه اتضح ان المرضى الذين تميزوا بنظرة إيجابية كانوا 30% أقل عرضة للموت خلال فترة المتابعة لمرضهم.

وأشاروا إلى ان تزايد خطر الوفاة بين المتشائمين ظل موجوداً حتى بعد استبعاد وجود عوامل من بينها شدة مرض القلب والعمر والجنس والدخل والاكتئاب والمساعدة الاجتماعية.

وقال المعد الرئيسي للدراسة انها فريدة من نوعها لأنها تظهر ان نظرة المريض إلى مرضه لا تؤثر فقط قدرته على استعادة حياة طبيعية بل على صحته على المدى الطويل وبالتالي فرص نجاته".

مزاج جيّد.. ذاكرة ضعيفة

اما نقل موقع "ساينس ديلي" الأميركي عن الباحثة في جامعة "ميسوري" اليزابيث مارتن المسؤولة عن الدراسة أن "عمل الذاكرة، على سبيل المثال، هو القدرة على استرجاع أمور خلال محادثة تقوم بها.. هذا يفسّر انك قد لا تكون قادراً على تذكر رقم هاتف أخذته خلال حفلة حين كان مزاجك جيداً".

وأضافت الباحثة أن هذه الدراسة هي الأولى التي تظهر أن المزاج الجيّد يمكن أن يؤثر سلباً على قدرة تخزين الذاكرة، وقالت "هذا يظهر أنه رغم ترابط أنظمة الدماغ، فإنه بالإمكان أن تتأثر عملية لكن ليس الأخرى".

وشاهد قسم من المشاركين في الدراسة فيلماً كوميدياً، فيما شاهد القسم الآخر فيلماً يعلم كيفية تبليط الأراضي، وبعد المشاهدة كان القسم الأول في مزاج جيد بينما الآخر لم يتغير مزاجه.

وأجري للمجموعتين اختبار للذاكرة بعدها، فقد اسمعوا ارقام هاتف، وطلب منهم إعادة آخر 6 ارقام بشكل منتظم. وتبين ان من شاهدوا الفيلم الكوميدي وكانوا بمزاج جيد كان اداؤهم أسوأ في هذه المهمة.

الاسترخاء.. وسيلة للسيطرة على التشنّجات

في حين يُمكن لمن يعانون التشنجات اللاإرادية البسيطة السيطرة عليها إذا تعلموا كيفية التعامل معها. وغالباً ما تحدث تلك التشنجات اللاإرادية والتي تظهر في صورة حركات وأصوات تلقائية غير قابلة للسيطرة في لحظات التوتر العصبي، كما أن الأعباء العاطفية يمكن أن تسهم في زيادة حدتها. وفي هذا الإطار أوضح الأستاذ بالمستشفى الجامعي بمدينة دريسدن شرق ألمانيا، البروفيسور فايت روسنر، أن طرق الاسترخاء تُشكل جزءاً مفيداً في علاج هذه التشنجات.

وأضاف روسنر أن تلك التشنجات اللاإرادية تندرج ضمن الاضطرابات النفسية والعصبية الأكثر شيوعاً، والتي غالباً ما تُصيب الأطفال والشباب على وجه الخصوص. وأشار روسنر إلى أن تلك الاضطرابات عادةً ما تزول من تلقاء نفسها في غضون عام. بحسب الوكالة الالمانية للانباء.

يذكر أنه يُمكن لمن يعاني بعض التشنجات اللاإرادية المتمثلة في انحدار مستواه التعليمي في المدرسة، أو تصرفاته السلبية في محيطه الاجتماعي، أن تتم معالجته بواسطة الأدوية الطبية أو جلسات العلاج السلوكي. ويستفيد العلاج السلوكي من حقيقة أن كثيراً من المرضى يمكنهم الشعور بقدوم نوبات التشنج؛ ومن ثمّ يمكنهم تعلم كيفية التصدي لها عن طريق القيام باستجابة عكسية حركية. ولكن بالنسبة للحالات المزمنة الخطرة، والتي يُطلق عليها متلازمة توريت، ينصح الخبراء بالعلاج بواسطة التحفيز العميق للدماغ كأحد أشكال العلاج الجراحي للأعصاب.

الفصام.. خرافات وأحكام مسبقة

وما ينسج خيال الناس خرافات وأحكاماً مسبقة حول مرض الفصام المعروف بين العامة باسم «الشيزوفرينيا»، حيث يعتقد الكثيرون أن مرضى الفصام عبارة عن مجانين غير مأموني العواقب. وفي حقيقة الأمر لا يعاني مرضى الفُصام من الأوهام إلا في مراحل مؤقتة، علماً بأن المؤشرات الأولى الدالة على المرض تظهر قبل ذلك بسنوات.

يتملك الخوف إنيس وهي جالسة في غرفة المعيشة ويرتعد جسدها بالكامل، ليقينها التام بأن هناك شخص ما يتتبعها، وترى الفتاة ابنة 17 ربيعاً كاميرات تراقبها في كل أرجاء الغرفة، مركبة في التلفاز وخلف الصور وأسفل الأريكة. وتسأل إنيس والدتها «هل أصدرت الأمر بقتلي؟»، فما كان من الأم إلا أن اصطحبتها إلى أحد مستشفيات الأمراض النفسية، وجاءت نتيجة التشخيص كالتالي: إنيس مصابة بالفصام.

وتتذكر يانينه بيرغ بير، والدة إنيس وعضو رابطة أقارب المرضى النفسيين في العاصمة الألمانية برلين، أن ابنتها كان ينتابها شعور بأن الأرض تنشق أسفل قدميها. وتقول بيرغ بير «لا يعرف الكثيرون كيف يتم التعامل مع المرض؟ ومن أين أيضاً؟»، في مراحل المرض المؤقتة المعروفة باسم الذهان، يفقد المرضى الاتصال بالواقع. وأوضح البروفيسور يواخيم كلوستركوتر، عضو شبكة أخصائيي علاج الفصام بمدينة دوسلدورف غرب ألمانيا، أن المرضى يرون أشياء لا وجود لها، ويشعرون بأن هناك أرواحاً غريبة تسيطر عليهم أو يقعون في براثن الأوهام، مشيراً إلى أن جزءا كبيرا من المرضى يسمع أصواتاً. وأضاف كلوستركوتر «يعكس المرضى أفكارهم إلى الخارج، ويدركون الأصوات الغريبة على أنها أصوات حقيقية تسخر من سلوكهم أو تُصدر لهم أوامر».

ومازالت أسباب المرض غير معروفة إلى حد بعيد، وأوضح عضو الجمعية الألمانية للطب النفسي والعلاج النفسي وطب الأعصاب في برلين، البروفيسور فراند شنايدر، قائلاً «المعروف فقط هو أن حدوث المرض يرتبط بتضافر عوامل خطورة مختلفة، ألا هي الاستعداد الوراثي ومؤثرات مثقلة للكاهل في محيط الحياة والقدرة الشخصية على التعامل مع التوتر العصبي».

ويُصاب المرضى بالفصام بين سن 15 و35 عاماً على وجه الخصوص، وغالباً ما تُشكل بعض الأمور الحياتية أعباءً نفسية للمرضى، مثل الانتهاء من الدراسة أو اختيار الوظيفة أو أول منزل خاص. كذلك لا يقلل الجو الأسري الهادئ والخالي من الهموم، من فرص حدوث المرض.

تجدر الإشارة إلى أن المرض يتطور خلسة ولا يبدأ بحالة الذهان الأولى، وفي المرحلة المبكرة كثيراً ما يشعر المرضى بالعصبية أو الحزن أو اليأس على نحو غير معتاد، غير أن هذه الأعراض ليست مؤشرات واضحة إلى الإصابة بالفصام، وكثيراً ما يتم تفسيرها بشكل خاطئ على أنها أعراض للاكتئاب. ولكن هناك مؤشرات تحذيرية مبكرة، ويقول كلوستركوتر «سيطرة الأفكار التي لا طائل من ورائها على العقل وإعاقتها للتركيز باستمرار، وأخذ المواقف الحياتية، حتى التافهة منها، على محمل شخصي، وإدراك ألوان الأشياء بشكل مختلف على نحو مفاجئ، كلها تعد سمات مميزة للفصام».

وفي مراكز التعرف المبكر يحاول الأطباء وأخصائيو علم النفس، من خلال مقابلات شخصية واختبارات انتباه وتركيز مطورة خصيصاً لهذا الغرض، اكتشاف ما إذا كانت الأعراض الدالة على الفصام تظهر بوضوح لدى المرضى أم لا. وأوضح كلوستركوتر «نرغب بذلك في إجراء تقييم للمخاطر يكون شخصياً قدر المستطاع، كي نتمكن من بدء خطوات العلاج الضرورية في الوقت المناسب».

وبشكل عام يعتبر الفصام مرضاً يمكن علاجه، ويقول البروفيسور شنايدر «ومع ذلك نتمكن على المدى المتوسط من استعادة الصحة النفسية بشكل كامل في ما يقرب من 25٪ فقط من الحالات». وتلعب الأدوية دوراً مهماً في العلاج، ولكن قد تكون لها آثار جانبية شديدة.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 7/آيار/2011 - 3/جمادى الآخرة/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م