مقتل بن لادن... انجاز لا ينهي خطر القاعدة

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: بعد طول انتظار، وجهود استخبارية غير مسبوقة قتل بن لادن، لتطوى فصول مطاردة محمومة استمرت لاكثر من عقد، لشخص كان حتى الامس المطلوب الاول عالميا.

ومع صخب البهجة التي صاحبت الاعلان عن ما اعتبره الكثيرون انجازا أمريكيا كبير إعادة لاجهزة اسخباراتها ماء الوجه، أثيرت الكثير من التساؤلات والتحليلات لما سوف يعقب هذا الحدث العظيم.

فحياة بن لادن تكللت بالكثير من الخفايا، سيما انها ارتبطت على مدى سنوات انخراطه داخل الجماعات المتطرفة بأجهزة استخبارات دولية، غربية منها واسلامية، مولت ودعمت تنظيماته واسست لعملياته على مدى حقب من الصراعات بين العوالم الثلاث، وعملت على حمايه امنه ونشاطه طيلة فترة العقود الثلاثة الماضية.

ومن جانب آخر تثار التساؤلات حول مصير تنظيمه الدموي، الذي جهد بن لادن على تغذيته عقائديا وماديا في حربه المقدسة على مخالفيه، من الامم المختلفة، وكيف سيكون ردة فعل تنظيم القاعدة على اغتيال مؤسسه؟ 

مقتل بن لادن

فقد اعلن الرئيس الامريكي باراك اوباما ليل الاحد ان زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن قتل في اشتباك مع القوات الامريكية في باكستان يوم الاحد وانه تم انتشال جثته في نهاية لنحو عشر سنوات من الملاحقة لمدبر هجمات سبتمبر ايلول على الولايات المتحدة.

وقال اوباما في كلمة مثيرة دعي اليها على عجل في البيت الابيض واعلن خلالها قتل الرجل المسؤول عن هجمات 11 سبتمبر عام 2001 التي ادت الى مقتل نحو ثلاثة الاف شخص "العدالة تحققت."

ويعد مقتل بن لادن الذي أكده مسؤولون باكستانيون ضربة رمزية قوية على الاقل للقاعدة التي شنت هجمات دامية في مدن غربية وعربية كثيرة والتي تواجه حملة عالمية ضدها أضعفتها لكنها مازالت تشكل خطرا على عديد من الدول.

وفور اذاعة النبأ أقيمت الاحتفالات وحمل المواطنون الاعلام الامريكية في واشنطن وفي نيويورك مقر برجي مركز التجارة العالمي اللذين فجرا في الهجمات. ويعد هذا انجازا كبيرا لاوباما وفريقه للامن القومي ويمكن ان يمنحه تعزيزا سياسيا مع سعيه لاعادة انتخابه للرئاسة في 2012 .

وقد يجد اوباما من السهل عليه الان ان ينهي الحرب في أفغانستان المستمرة منذ نحو عشر سنوات والتي بدأت عقب هجوم سبتمبر على واشنطن ونيويورك.

لكن عملية قتل بن لادن قد تعقد العلاقات مع باكستان المتوترة بالفعل بسبب الهجمات التي تشنها طائرات بلا طيار في غرب البلاد وسجن متعاقد مع وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي.ايه) المتهم بقتل رجلين باكستانيين.

وقال اوباما ان القوات الامريكية قادت عملية استهدفت قتل بن لادن في بلدة ابوت اباد الواقعة شمالي العاصمة الباكستانية اسلام اباد . واضاف ان العملية لم تؤد الى مقتل اي امريكي وان القوات الامريكية حرصت على تفادي سقوط ضحايا مدنيين.

وقال مسؤول كبير في الادارة الامريكية انه يعتقد ان ثلاثة أشخاص بالغين قتلوا الى جانب بن لادن في العملية من بينهم ابن بالغ لزعيم تنظيم القاعدة.

وفور مقتل بن لادن اصدرت وزارة الخارجية الامريكية تحذيرا من السفر لكل الامريكيين في شتى انحاء العالم محذرة من اعمال عنف محتملة ضد الامريكيين.

وقال الرئيس الامريكي ان المعلومات التي ظهرت في اغسطس اب من العام الماضي هي التي ساعدت في نهاية المطاف على تعقب بن لادن. وذكر مسؤول امريكي كبير ان أوباما أعطى الامر النهائي بالقيام بالعملية صباح يوم الجمعة الماضي.

وقال اوباما "الولايات المتحدة قامت بعملية قتلت اسامة ابن لادن زعيم تنظيم القاعدة الارهابي المسؤول عن قتل الاف الرجال والنساء والاطفال."

واعلن الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الذي كان قد وعد بتقديم بن لادن للعدالة حيا او ميتا ولم يف بوعده ان موت زعيم تنظيم القاعدة "انجاز بالغ الاهمية." واضاف بوش الذي كان في مقعد الرئاسة وقت وقوع هجمات سبتمبر "القتال ضد الارهاب مستمر ولكن الليلة امريكا بعثت برسالة لا لبس فيها الا وهي ان العدالة ستتحقق مهما طال الوقت."

وجاءت بيانات الترحيب من الحزبين الديمقراطي والجمهوري على السواء اللذين يختلفان في العادة. وقال السناتور الجمهوري جون مكين "أشعر بسعادة غامرة لاننا نلنا أخيرا من أكبر ارهابي في العالم."

وقال بيل كلينتون الرئيس الامريكي الاسبق الديمقراطي "أهنيء الرئيس وفريق الامن القومي وأفراد قواتنا المسلحة لتقديمهم اسامة بن لادن للعدالة بعد أكثر من عقد من هجمات القاعدة الاجرامية." ووجود الجثة قد يسهم في تبديد اي شكوك في مقتل بن لادن.

وقال مسؤول أمريكي اليوم الاثنين ان الولايات المتحدة تجري اختبارا للحمض النووي لزعيم تنظيم القاعدة القتيل واستخدمت تقنيات للتعرف على الوجه للمساعدة في تحديد هويته. وأضاف المسؤول الذي طلب عدم نشر اسمه أن القوة التي قتلته في معركة بباكستان والتي قاوم خلالها وقتل بالرصاص في رأسه عرفته. وقال المسؤول ان نتائج تحليل الحمض النووي ستظهر في الايام القليلة القادمة.

مخبأ بن لادن

فيما قادت سنوات من الجهود الاستخباراتية التي قامت بها الولايات المتحدة الى شن غارة الاحد على مخبأ زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن ادت الى مقتله، بعد ان تعقب عملاء الاستخبارات الاميركية مرسالا كان محل ثقة بن لادن، حسب مسؤولين.

والعملية التي استغرقت اقل من اربعين دقيقة، كانت نتيجة جهد مدروس اذ كثفت اجهزة الاستخبارات الاميركية بحثها عن بن لادن عدة اشهر، فيما كان مسؤولون في الادارة الاميركية يخططون لعملية اقتناصه الخطرة داخل باكستان.

وتعود جذور هذه الغارة الى ما قبل اربع سنوات عندما تمكنت اجهزة الاستخبارات اخيرا من رصد مرسال شخصي لبن لادن ليحدث الانفراج الذي طال انتظاره، حسب ما صرح مسؤول اميركي بارز للصحافيين.

وقال المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان اشخاصا مشتبه بضلوعهم في الارهاب قالوا اثناء التحقيق معهم ان "هذا الرجل هو احد مراسلي القاعدة القلائل الذين يثق بهم بن لادن".

واضاف "قالوا ان هذا الشخص ربما يعيش مع بن لادن ويحميه. الا اننا لم نتمكن لعدة سنوات من التعرف على اسمه الحقيقي او على موقعه".

ولكن قبل عامين ذكرت اجهزة الاستخبارات الاميركية انها "حددت مناطق يعمل فيها هذا المرسال وشقيقه .. لكننا لم نستطع ان نحدد بالضبط مكان اقامته نظرا للاجراءات الامنية المشددة التي يتخذها وشقيقه".

واضاف ان "حذرهما الشديد عزز اعتقادنا باننا نسير على الطريق الصحيح. وبعد ذلك وفي اب/اغسطس 2010 عثرنا على المسكن".

وعلى الفور استرعى هذا المجمع الواقع في احدى المناطق الفخمة في ابوت اباد على بعد نحو 50 كلم شمال غرب العاصمة اسلام اباد، اهتمام المحللين الاستخباراتيين، حسب المسؤول. وقال المسؤول "عندما شاهدنا المجمع الذي يعيش فيها الشقيقان، صدمنا لما رأيناه".

فقد كان للمجمع بوابتان مؤمنتان، وكان اكبر بكثير من باقي المنازل في المنطقة. ورغم ان قيمته تبلغ مليون دولار ليس فيه هاتف او انترنت. وقال المسؤول ان "الاجراءات الامنية التي كانت تحيط بالمجمع غير عادية. فقد كان يحيط به 12 جدارا بارتفاع 18 قدم (نحو 5,4 متر) يعلوها سياج شائك. كما تقسم جدران داخلية اجزاء من المجمع لتوفير مزيد من الخصوصية". واضاف "استخلص المحللون الاستخباراتيون ان هذا المجمع بني خصيصا لاخفاء شخص مهم".

وما لبثت واشنطن ان تاكدت انه اضافة الى المبعوث وشريكه، فان عائلة اخرى تعيش في المجمع تطابق مواصفتها مواصفات عائلة بن لادن بمن فيهم صغرى زوجاته.

وقال المسؤول "كل شيء رأيناه. الاجراءات الامنية المشددة للغاية، وخلفية الشقيقين وتصرفاتهما، وموقع وتصميم المجمع نفسه، كان يتناسب بشكل تام مع المواصفات التي حددها خبراؤنا لما يمكن ان يكون عليه مخبأ بن لادن".

وحصلت الاجهزة الاستخباراتية على تاكيد من مصادر اخرى على انه من المرجح ان يكون بن لادن في ذلك المجمع، الا انها بذلت جهدا كبيرا في التاكد من معلوماتها. واضاف المسؤول "كانت كل المواصفات تنطبق على بن لادن".وبحلول شباط/فبراير كانت اجهزة الاستخبارات مقتنعة بانها عثرت على بن لادن. وبدأ البيت الابيض استعداداته لشن غارة داخل باكستان، حسب المسؤولين.

وعكف مسؤولون امنيون بارزون على التخطيط للعملية "لمدة اشهر واطلعوا الرئيس الاميركي على تطوراتها بشكل منتظم"، حسب مصدر اخر في الادارة. وقال المسؤول ان "الجدران العالية والاجراءات الامنية التي تحيط بالمبنى وموقعه وقربه من اسلام اباد، جعل من هذه المهمة خطرة بشكل خاص".

وبدءا من اذار/مارس شرع اوباما في عقد سلسلة من الاجتماعات مع فريقه الامني لدراسة مختلف الخيارات. بحسب فرانس برس.

ولم يكن على علم بهذه التطورات سوى عدد قليل من مسؤولي الادارة الاميركية، كما اختارت الادارة الاميركية عدم ابلاغ باكستان.

وقال مسؤول ثالث طلب عدم الكشف عن هويته "لم نطلع اي بلد اخر حتى باكستان على المعلومات الاستخباراتية التي حصلنا عليها. كان هذا لسبب واحد فقط هو اننا اعتقدنا ان ذلك ضروري لامن العملية ولامن قواتنا".

وفي الساعة 8,20 دقيقة من الجمعة بتوقيت واشنطن اصدر اوباما قرار تنفيذ الغارة بواسطة مروحيات قبل ان يتوجه في رحلة الى الاباما، كما صرح مسؤولون.

وقال مسؤول اخر انه في "غارة جراحية" الاحد لم تستغرق سوى 40 دقيقة، نقلت مروحيات اميركية "فريقا صغيرا" الى المجمع المحصن. وقتل الفريق اسامة بن لادن في اشتباك مسلح كما قتل المرسال وشقيقه وابن بالغ لاسامة بن لادن، حسب مسؤول اخر. وقتلت امرأة في العملية وقال مسؤولون اميركيون ان احد مسلحي بن لادن استخدمها كدرع بشري.

وضم الفريق الاميركي الذي لم يصب أي من عناصره بجروح خطيرة، عددا من عناصر قوات العمليات الخاصة، الا ان المسؤولين الاميركيين رفضوا الكشف عن تفاصيل العملية. وصرح مسؤول ان مروحية شاركت في الغارة سقطت بسبب "خلل فني". وقال ان طاقم المروحية قاموا بتفجيرها "واستقل عناصر القوة المهاجمة وطاقم المروحية، المروحية الاخرى للخروج من المجمع".

وفي وقت متاخر من ليل الاحد الاثنين ابلغ البيت الابيض وسائل الاعلام ان الرئيس الاميركي سيلقي خطابا تلفزيونيا للتحدث عن مسالة امنية مهمة.

انتصار سياسي لاوباما

 قدم باراك أوباما العديد من اللحظات الفارقة كرئيس للولايات المتحدة.. لكن مقتل أسامة بن لادن قد يصبح الحدث الاهم بالنسبة له سياسيا. ويمثل قتل بن لادن انتصارا كبيرا لاوباما في مجال الامن القومي فيما يبدأ لتوه حملة لاعادة انتخابه في 2012.

فيما يلي لمحة عن المنافع التي سيجنيها أوباما من وراء العملية الناجحة:

تحويل الاهتمام

ألحق القلق بشأن زيادة أسعار البنزين وأسلوب معالجة الاقتصاد اضرارا سياسية بأوباما. وسيحول اعلانه المؤثر عن مقتل بن لادن اهتمام الرأي العام الامريكي الى نجاحه كقائد عام وهو ما سيخلق صورة ذهنية قوية له. كما أن التوقعات بتراجع المخاطر السياسية قد تقلص من الارتفاع الكبير في أسعار النفط.

الوفاء بالعهد:

خلال حملته الانتخابية في 2008 تعهد أوباما باعادة القوات الامريكية من العراق مع تعزيز جهود الحرب في افغانستان والجهود الامريكية لملاحقة بن لادن. ومع وجود جثة بن لادن بحوزة الامريكيين يمكن للرئيس الامريكي القول انه أوفى بتعهد اخر مما سيمنحه مصداقية فيما يسعى للبقاء في البيت الابيض لفترة جديدة.

التباهي على المعارضة:

طالما تمتع الجمهوريون بسمعة في السياسية الامريكية بانهم اقوى من الديمقراطيين في مسائل الامن القومي. لكن مع نجاح هذه العملية تحت قيادته يمكن ان ينتزع اوباما هذا الفضل من معارضيه وينسبه لنفسه ولحزبه-- وهو ما قد يكون أداة لتغيير قواعد اللعبة السياسية يحتفظ بها في جعبته. وكان قد استعصى الايقاع ببن لادن خلال حكم الرئيس الجمهوري جورج بوش سلف أوباما.

تعبئة المشاعر الوطنية:

كما كانت هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 لحظة فارقة في رئاسة بوش فان قتل بن لادن سيكون كذلك بالنسبة لرئاسة أوباما. فقد التهبت المشاعر الوطنية بين الامريكيين في أعقاب الهجمات الامر الذي ساعد بوش على الفوز بفترة رئاسة ثانية.

وقد يستفيد أوباما الذي دعا الامريكيين يوم الاحد الى الوحدة كما فعلوا في 2001 من فورة جديدة من المشاعر الوطنية. وبالرغم من أن صور تسرب نفطي والمتاعب الاقتصادية ستبقى فان مقتل بن لادن سيكون له أثر أكبر على الاقل في الاجل القصير مما سيمنح رئاسته انتصارا تاريخيا يمكن أن يحتفل به الديمقراطيون والجمهوريون على حد سواء.

القاعدة لم تمت

من جهة اخرى حذر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، ليون بانيتا، من أن تنظيم القاعدة قد يحاول الانتقام لمقتل زعيمه، أسامة بن لادن، بعد أن تم توجيه ضربة قوية، لمن وصفهم بـ"الأعداء."

وقال بانيتا في رسالة وجهها لموظفي الوكالة: "اليوم تخلصنا من المطلوب الأول والأكثر شهرة في عصرنا.. فقد قامت قوة أمريكية ضاربة باجتياح مجمع سكني في أبوتاباد في الباكستان، وقتلت أسامة بن لادن،" مؤكدا أنه لم يقتل في العملية أي عنصر من عناصر القوة الأمريكية. وأوضح بانيتا أن العملية جاءت تتويجاً لجهود متواصلة ومكثفة لعدد من عناصر الوكالات الاستخباراتية.

غير أن بانيتا قال محذراً: "رغم أن أسامة بن لادن قتل، إلا أن تنظيم القاعدة لم يمت، وبالتأكيد فإن الإرهابيين سيحاولون الانتقام لمقتله، وعلينا أن نظل حذرين ومستعدين." بحسب السي ان ان.

وأضاف: "لقد وجهنا ضربة قاصمة للأعداء.. ولم يعد، زعيمهم الوحيد الذي عرفوه، لم يعد موجوداً.. والزعيم الذي كان يفترض أنه لا يمكن القبض عليه.. تم أخيراً القبض عليه وقتله، ولن نرتاح قبل جلب آخر عنصر منهم إلى العدالة."

يشار إلى أن أوباما كان قد رشح بانيتا مؤخراً لتولي منصب وزير الدفاع، خلفا لروبرت غيتس، الذي عبر عن رغبته بالتقاعد هذا العام، بينما رشح قائد القوات الدولية في أفغانستان، ديفيد بتريوس ليشغل منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية، خلفاً لبانيتا.

جهات باكستانية متورطة

في سياق متصل قال الدكتور ضياء رشوان الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية إن هزيمة تنظيم القاعدة ومقتل أسامة بن لادن لم تأت على يد الرئيس الأمريكى باراك أوباما والقوات الأمريكية وإنما جاءت نتيجة خروج الجماهير العربية والتى تمثل نقيضا لتنظيم ابن لادن فى ثوراتها المتلاحقة ضد الديكتاتورية والاستبداد والهيمنة الأجنبية.

وأشار رشوان ـ فى تصريحات لقناة "الجزيرة" الفضائية اليوم "الاثنين" ـ إلى أن أتباع زعيم القاعدة سيقومون بعمليات جديدة انتقاما لمقتل ابن لادن ، موضحا أن الرئيس أوباما لم يكن لديه فرصة لإخفاء مقتل ابن لادن لحاجته فى المساندة للترشح للرئاسة الأمريكية.

ومن جانبه، قال المحلل السياسى ياسر الزعاتره إن السلطات الأمريكية لن تكشف عن كافة تفاصيل عملية مقتل ابن لادن ، خاصة وأن القوات الأمريكية لم تكن قادرة على القيام بهذه العملية دون تعاون باكستانى أو غيره من الجهات والأفراد.

الفرح يعم الشوارع الامريكية

الى ذلك خرج الالوف الى الشوارع خارج البيت الابيض وفي مدينة نيويورك يلوحون بالعلم الامريكي ويرددون الهتافات احتفالا بمقتل زعيم تنظيم القاعدة. فبعد نحو عشر سنوات على هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 على نيويورك وواشنطن التي قتل فيها نحو ثلاثة الاف أمريكي شعر السكان بالسعادة والارتياح لمقتل مدبر الهجوم. كان قتله بالنسبة للكثيرين لحظة تاريخية طال انتظارها.

وقال رجل الاطفاء مايكل كارول (27 عاما) الذي قتل والده وهو رجل اطفاء كذلك أثناء هجمات 11 سبتمبر في نيويورك "لم أكن أتصور أنني سأفرح لوفاة انسان بهذا الشكل. طال الوقت.. وأخيرا تحقق .. هذا شعور طيب."

وفي موقع الهجوم مكان برجي مركز التجارة العالمي الذين حطمهما مقاتلو تنظيم القاعدة بطائرات مخطوفة غنى الالوف النشيد الوطني الامريكي وفتحوا زجاجات الشمبانيا واحتسوا الجعة وألقوا بكرات الورق في الهواء. وتجمع حشد كبير اخر في ساحة تايمز سكوير في نيويورك.

وقال جاي مادسن (49 عاما) وهو مندوب مبيعات من كليفتون بنيوجيرسي قاد سيارته الى مانهاتن مع ابنه البالغ من العمر 14 عاما "مع كل الكابة المحيطة بنا كنا نحتاج لذلك. تم اجتثاث الشر من العالم."

وأحيا الكثيرون في تايمز سكوير ذكرى الالوف من سكان نيويورك الذين قتلوا في يوم ثلاثاء مشمس من شهر سبتمبر قبل نحو عشر سنوات. حمل البعض صور أحبائهم الذين قتلوا.

وفي واشنطن تجمع الناس خارج البيت الابيض بعد فترة وجيزة من اعلان الانباء الاولى عن أن القوات الامريكية قتلت بن لادن في باكستان حتى قبل أن يعلن أوباما الخبر. وتضخم الحشد وبلغ بضعة ألوف يهتفون لامريكا. بحسب رويترز.

وقال ستيفين كيلي أحد المحاربين القدامي الذي شارك في حرب الخليج والضابط السابق بمشاة البحري الامريكية الذي أوضح انه هرع الى البيت الابيض بعد أن أبلغته زوجته بالخبر "كان يتعين علينا أن نتواجد هناك للاحتفال مع الجميع. أنا سعيد جدا بنتائج أخبار اليوم."

وخرج طلاب كانوا ما زالوا أطفالا عندما وقعت هجمات سبتمبر بأعداد كبيرة ومنهم جنيفر ريموند (18 عاما) التي كان تلف نفسها بالعلم الامريكي خارج البيت الابيض.

وقالت ريموند "كنا جميعا في حجراتنا نطالع الفيسبوك .. ثم فجأة يا الهي أسامة بن لادن قتل. كان الجميع في بيت الطلاب يصرخ. وقررنا الخروج الى البيت الابيض."

وفي مدينة نيويورك قال رئيس البلدية مايكل بلومبرج في بيان "انتظر سكان نيويورك نحو عشر سنوات حتى يحدث ذلك. امل أن يحقق ذلك بعض الارتياح لكل من فقد أحباء يوم 11 سبتمبر 2001."

واحتل رجال الاطفاء مكانة خاصة في ذاكرة سكان نيويورك يوم 11 سبتمبر اذ قتل مئات منهم في انهيار البرجين وهم يحاولون انقاذ الاشخاص المحاصرين في الطوابق العليا.

وقالت باتريس مكلويد التي تعمل في الاطفاء وهي ترتدي زيها الرسمي "هذه لحظة رائعة وامل أن توحدنا لا يهم أن تكون مسلما او مسيحيا او أي شيء." واضاف "لن نستسلم."

وكانت ليلة كذلك لتذكر نحو مئة ألف جندي أمريكي في أفغانستان. وقالت الين كورونادو (51 عاما) التي خدم شقيقها عاما في أفغانستان ان مشاركتها للحشد خارج البيت الابيض هو سبيلها لاظهار مساندتها لاسر أفراد الجيش الامريكي.

وقالت دونا مارش أوكونور التي فقدت ابنتها الحبلى في هجمات 11 سبتمبر وهي ناشطة في جماعة أسر ضحايا هجمات سبتمبر من أجل السلام في الايام المقبلة انها شاهدت الاحداث على التلفزيون.

وقالت "أسامة بن لادن قتل وكذلك ابنتي... موته لم يعدها لي. نحن لسنا أسرة تحتفل بالموت ايا كان من مات."

عالم أكثر أمانا

من جهتها أشادت حكومات وزعماء بقتل أسامة بن لادن بوصفه نجاحا هائلا في الحرب ضد تنظيم القاعدة سيجعل العالم اكثر امانا لكن في بعض أجزاء العالم استعد السكان القلقون لمواجهة الانتقام.

فقد قال رئيس البرلمان الاوروبي جيرزي بوزيك "استيقظنا على عالم اكثر أمانا." واستقبل النبأ باحتفالات في اسرائيل. وقال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو "هذا نصر مدو للعدالة والحرية والقيم التي تتشارك فيها كل الدول الديمقراطية التي تقاتل بتصميم جنبا الى جنب ضد الارهاب."

وفي افغانستان التي غزتها قوات تقودها الولايات المتحدة عام 2001 للقضاء على بن لادن وحركة طالبان التي وفرت له المأوى دعا الرئيس الافغاني حامد كرزاي طالبان الى وقف القتال. وقال في مؤتمر صحفي "يجب على طالبان تعلم درس من ذلك. يجب أن تكف طالبان عن القتال."

ويتفق معظم المحللين على أنه على الرغم من أن قتل هذا الزعيم الملهم سيسدد ضربة للروح المعنوية لاتباعه فان بن لادن لم يكن له دور عملي كبير في التنظيم منذ سنوات. ويدار تنظيم القاعدة بأسلوب لا مركزي وبالتالي فان الاثر المباشر لقتل بن لادن سيكون محدودا. وفي حين أعلن زعماء دول أن العالم سيكون أكثر أمانا أعدت دول كثيرة مواطنيها لمواجهة الاسوأ.

وحذرت وزارة الخارجية الامريكية رعاياها على مستوى العالم من "زيادة احتمال أعمال العنف ضد الامريكيين."

وقالت الوزارة في بيان "نظرا الى عدم التيقن والاضطراب المحيطين بالوضع الحالي فاننا نحث المواطنين الامريكيين في المناطق التي قد تسبب فيها الاحداث أعمال عنف ضد الامريكيين على الحد من خروجهم من منازلهم وفنادقهم وتجنب التجمعات والمظاهرات."

وأصدرت أستراليا تحذيرا مماثلا. وفي الدول التي توجد بها أعداد كبيرة من المسلمين أحيطت المدارس الدولية والسفارات والاهداف المحتملة الاخرى باجراءات أمنية اضافية تحسبا لشن عمليات انتقامية.

واتسم رد فعل الهند صاحبة العلاقات المتوترة مع باكستان بالتناقض ازاء الخبر. ولطالما اتهمت الهند جارتها بالسماح للجماعات الارهابية بالعمل بحرية على أراضيها. وأشاد بيان أصدرته وزارة الخارجية الهندية بقتل بن لادن بوصفه "علامة فارقة ناجحة" وأضاف "يجب أن يستمر الكفاح دون توقف."

غير أن بيانا لوزارة الداخلية أشار الى أن بن لادن لم يكن مختبئا في كهف بل في قصر على بعد 60 كيلومترا من اسلام اباد. وقال البيان ان هذا يزيد "المخاوف من أن الارهابيين الذين ينتمون الى تنظيمات مختلفة يجدون ملاذا في باكستان."

وقال رئيس الوزراء البريطانى ديفيد كاميرون فى بيان أن "نبأ مقتل بن لادن يشكل مصدر ارتياح كبير لشعوب العالم" ، وأضاف أن بن لادن "كان مسئولا عن أبشع الفظاعات الإرهابية فى العالم: اعتداءات 11 سبتمبر (2001) والكثير من الاعتداءات الأخرى التى حصدت أرواح آلاف الأشخاص بينهم الكثير من البريطانيين".

وفى باريس قال وزير الخارجية الفرنسى ألان جوبيه أن مقتل بن لادن يشكل "انتصارا للديمقراطيات كافة التى تحارب آفة الإرهاب البشعة" ، وأضاف فى تصريح لإذاعة فرنسا الدولية "أن فرنسا والولايات المتحدة مثل باقى البلدان الأوروبية تتعاون بشكل وثيق فى مكافحة الإرهاب. انه نبا يسعدنى شخصيا بشكل كبير".

لكن الوزير الفرنسى حذر من أن غياب بن لادن لا يعنى غياب تهديد الاعتداءات. وتابع "سنكون يقظين أكثر مما مضى. أن التهديد الإرهابى عال وشهدنا ذلك للآسف فى مراكش قبل أيام". وقال "بالتأكيد أن المعركة لم تنته ضد أبشع الأفعال الجبانة مهاجمة الأبرياء".

وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو ان "دولة إسرائيل تشارك الشعب الأمريكى فرحته بعد تصفية بن لادن" ، وأضاف البيان ان رئيس الوزراء الإسرائيلى "يهنئ الرئيس الأمريكى باراك أوباما على هذا الانتصار للعدالة والحرية القيم المشتركة للبلدان الديمقراطية التى قاتلت جنبا إلى جنب الإرهاب". واعتبرت ألمانيا خبر مقتل بن لادن "نبأ سارا لكل الذين المسالمين والذين يفكرون بحرية فى العالم".

وفى روما قال وزير الخارجية الايطالى فرانكو فراتينى فى بيان ان مقتل بن لادن "نصر للخير على الشر وللعدالة على الوحشية"، وقال وزير الداخلية الهندى بى شيدمبرام فى بيان "نأخذ علما بقلق بالجزء الذى يعلن فى بيان الرئيس الأمريكى باراك أوباما ان العملية التى قتل فيها أسامة بن لادن جرت فى ابوت آباد فى عمق الداخل الباكستاني" ، وأضاف ان "هذا الأمر يثير قلقنا من أن إرهابيين ينتمون إلى منظمات عديدة يجدون ملاذا فى باكستان".

شهيد القاعدة رقم واحد

في حين وصف أفغان في معقل طالبان في جنوب أفغانستان اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة بانه "الشهيد رقم واحد" بعد مقتله، وقال رجل ملتح طلب عدم ذكر اسمه يوم الاثنين في مدينة قندهار الافغانية "الان أصبح شهيد القاعدة رقم واحد لانه وهو ميت أقوى منه حيا. "لقد تنبأ دوما بانه سيقتل على أيدي الامريكيين. الان سيصبح نارا يسير خلفه المسلمون لاجيال."

وقندهار هي المكان الذي نشأت فيه طالبان ويعتقد انها المكان الذي دبرت فيه القاعدة هجماتها على المدن الامريكية قبل عشر سنوات.

وأطاحت قوات أفغانية بقيادة امريكية بحكومة طالبان في الاشهر التي أعقبت هجمات سبتمبر لكن الحرب استمرت منذ ذلك الحين ووصلت الى أعنف مستوياتها عام 2010 . وقال رجل اخر من قندهار "موت بن لادن لا يهم لان القاعدة أكبر منه انها فكرة كبيرة الان."

وذكر بعض المسؤولين الافغان أيضا ان تأثير بن لادن سيستمر وعبروا عن اعتقادهم بأن التنظيم سيحاول الثأر لمقتله.

وقال أحمد والي كرزاي شقيق الرئيس الافغاني حامد كرزاي لرويترز "موته سيحدث تغييرات ايجابية في الوقت الراهن لكن مستقبلا سيؤدي الى اشتداد القتال في أفغانستان لان القاعدة ستستعى للثأر." ويرأس أحمد كرزاي مجلس اقليم قندهار وهو من أقوى المسؤولين في جنوب أفغانستان. وكانت قندهار مقر الملا محمد عمر زعيم طالبان قبل فراره عبر الحدود الى باكستان. وعلى الرغم من تراجع نفوذ القاعدة في أفغانستان الا ان نفوذ طالبان في تزايد.

وأعلنت طالبان في مطلع الاسبوع عن بدء "هجوم الربيع" الجديد الذي سيستهدف القوات الاجنبية والافغانية اضافة الى مسؤولي الحكومة الافغانية.

دعوة الجهاد

من ناحية اخرى قال أعضاء في منتديات جهادية يوم الاثنين انهم يدعون الله الا تكون انباء موت زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن صحيحة ولمحوا الى الانتقام اذا كانت صحيحة. جاء ذلك بعد ان أعلنت واشنطن يوم الاحد مقتل زعيم تنظيم القاعدة خلال عملية نفذتها قوات أمريكية.

وقالت رسالة على منتدى باللغة العربية انهم يدعون الله الا تكون هذه الانباء صحيحة "ولعنة الله على الرئيس الامريكي باراك اوباما." وتوعدت الرسالة الامريكيين قائلة انه ما زال من الشرعي بالنسبة لهم قطع رقابهم.

وذكرت رسالة في منتدى اسلامي اخر ان أسامة بن لادن ربما يكون قتل ولكن رسالته للجهاد لن تموت ابدا وأضافت أن وفاته ستكون نعمة مقنعة.

وأشار عضو في منتدى اخر الى المفارقة وراء المكان الذي قتل فيه بن لادن وهو ما يتناقض مع الشائعات الطويلة حول انه كان يتحصن في كهوف وأضاف انه "أمر مثير" بعد عشر سنوات من الاختباء في الجبال أن يقتل في نهاية المطاف في منزل خارج اسلام اباد. لكن الحزن كان هو الشعور السائد.

وقالت رسالة في منتدى أنصار المجاهدين الناطق بالعربية "لينتقم الله منك يا كلب الروم ... لينتقم الله منكم أيها الصليبيين" ووصفت الخبر بانه " مأساة".

وكانت المنتديات الالكترونية للاسلاميين المتشددين الوسيلة الرئيسية لتمرير رسائل من بن لادن والرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري فضلا عن الاذرع الاقليمية للقاعدة مثل تنظيم القاعدة في جزيرة العرب باليمن.

وقال المحلل تيودور كاراسيك ومقره دبي "المنتديات لعبت دورا في الاتصالات ونقل الافكار لاتباع القاعدة مثلما استخدم المحتجون المطالبون بالديمقراطية في الثورات التي اندلعت في العالم العربي عام 2011 موقعي فيسبوك وتويتر."

وقال كثيرون يوم الاثنين ان لا يمكنهم تصديق أنباء مقتل بن لادن الى أن يتأكد ذلك على الانترنت عن طريق مركز الفجر للاعلام وهي المؤسسة الاعلامية الرسمية لتنظيم القاعدة.

ودعا منتدى أنصار المجاهدين أعضاءه الى الهدوء والدعاء وانتظار رد من مركز الفجر للاعلام لمعرفة مدى صحة هذه الانباء.

وشكك اخرون في الصور التي نشرت على الانترنت لوجه بن لادن بعد مقتله. وقالوا ان صورا أقدم نشرت له وهو على قيد الحياة كانت تظهر أكبر سنا ولحيته بها شعر أبيض وهو ما يختلف عن الصورة التي نشرت له بعد مقتله. ولكن البعض أشاروا في منتديات الصحوة الاسلامية الى ضرورة تقبل مقتل بن لادن واختيار زعيم جديد.

وسخر أعضاء اخرون في المنتدى من احتفالات الامريكيين بمقتل بن لادن حيث تجمعت حشود أمام البيت الابيض وفي مكان مركز التجارة العالمي بنيويورك الذي استهدفته هجمات 11 سبتمبر.

جهاديون مصريون ينعون بن لادن

كما نعى جهاديون مصريون مقيمون بالخارج مقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الذى وصفوه بـ "مجدد الإسلام" وشيخ الجهاد والمجاهدين، كما شنوا هجوماً عنيفاً ضد الولايات المتحدة الأمريكية والرئيس الأمريكى باراك أوباما الذى وصفوه بـ"عبد البيت".

من ناحيته أصدر هانى السباعى الأصولى المصرى المقيم فى لندن بياناً لرثاء أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الذى وصفه بـ"مجدد الإسلام" صدره ببيت شعر يقول: "ولا عجبٌ للأسد إنْ ظفرت بها كلابُ الأعادى".

وقال السباعى فى البيان: "نحسبك قد فزت بها يا مجدد الإسلام فى عصرنا.. نحسبك قد فزت بالشهادة ولا نزكيك على خالقك يا أسد الإسلام.. فسلام عليك يا أبا عبد الله أسامة بن لادن.. سلام عليك يوم أن كنت فى دنيانا.. وسلام عليك وأنت عند مليك مقتدر".

وأكد السباعى الصادر ضده حكم بالمؤبد فى قضية "العائدون من ألبانيا" أن ابن لادن حقق ما كان يتمناه، وقال: "لقد تحقق ما كان يتمناه شيخ المجاهدين أسامة بن لادن.. ها هى ذى الأمنية التى ولدت فى رحم الجهاد الأفغانى تمشى على السحاب متبخترة بزفاف عرس أسد الإسلام والمسلمين"، مضيفا: "نعم أسامة.. لقد كنت بحق فى جبين العز شامة.. كما كان يتغنى باسمك المنشدون.. نعم أسامة.. لقد قمت يوم أن قعد الناس، ونصرت الإسلام يوم أن خذله بنوه،.. عم أسامة.. لقد جاهدت فأبليت.. وشيدت بناء عظيماً؛ قاعدته فى أفغانستان وصروحه فى جاكرتا وماليزيا وباكستان والشيشان، والعراق والصومال والمغرب الإسلامى.. نعم أسامة.. لقد عشت حميداً وقتلت شهيدا.. فأكرم بها من شهادة".

ووصف السباعى الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى بيانه بـ "عبد البيت الأسود"، وقال: "فليفرح عبد البيت الأسود.. افرح أوباما.. وليفرح معك خونة باكستان.. فقتلانا فى الجنة وقتلاكم فى النار إن شاء الله"، وتابع: "فليفرح عبد البيت الأسود.. فقد أدى أبو عبد الله الأمانة.. وإذا كنتم قد قتلتم أسامة، ففى رحم الأمة ألف ألف أسامة! سينسونكم وساوس الشيطان بإذن الله".

ورثى السباعى بن لادن قائلا: "نم أبا عبد الله قرير البال.. فستظل ملهماً لبسطاء المسلمين فى جبال الهندكوش وخراسان والشيشان وقرى ونجوع وريف ومدائن العراق ومصر والصومال وأرض الحرمين والجزيرة واليمن وعمان والسودان وليبيا وتونس والجزائر والمغرب وموريتانيا وغيرها".

فى حين أصدر ياسر السرى الأصولى المصرى المقيم فى لندن بيانا نعى فيه أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة بعد إعلان الرئيس الأمريكى باراك أوباما اليوم عن مقتله.

وأكد السرى الصادر ضده حكم بالإعدام فى قضية محاولة اغتيال عاطف صدقى رئيس الوزراء، أن شمس الجهاد ليس لها أفول، وشدد على أن الولايات المتحدة الأمريكية والغرب لا يفقهون عقيدة الأمة.

وأضاف: "قتل أسامة ولكن ما قتلت الهمة فى نفوسنا.. نعم قتل أسامة ولكن ما قتلت العزيمة فى أرواحنا.. نعم ذهب أسامة، ولكن ما ذهب الجهاد فالجهاد ماض إلى يوم القيامة.. وغاب أسامة عن الدنيا ولكن ما غابت شمس".

واختتم السرى بيانه قائلا: "فإذا كان أسامة قد قتل فقد أبقى الله ألف أسامة يفرح بوجودهم المؤمنون ويغتم لحياتهم الكافرون.. رحمك الله يا شيخ الجهاد والمجاهدين، يا شيخ أسامة.. إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا أبا عبدالله لمحزونون".

وفى السياق ذاته وزع المرصد الإعلامى الإسلامى الذى يديره السرى على شبكة الإنترنت نص الرسالة التى أصدرها أسامة بن لادن، حين بلغه خبر موت خطاب شامل باسييف قائد المقاومة الإسلامية فى الشيشان فى إشارة إلى أن هذه الرسالة التى كتبها بن لادن نفسه هى أفضل رثاء له بعد وفاته.

وكان بن لادن وصف باسييف فى رسالته بأنه أصبح نموذجاً من نماذج الإسلام فى عصرنا، وأنه بطل يجسد بسيرته قصص الأوائل ويجسد سير خالد وعمرو وأبى عبيدة والنعمان.

وأضاف موجها خطابه لشباب الأمة الإسلامية: "فيا أبناء الأمة إننا نناشدكم الله أن تواصلوا طريق هؤلاء الأبطال، وتنفروا للجهاد كما نفروا وتكونوا أبطالاً كما كانوا، فقدوتكم بذلك نبينا صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضى الله عنهم أجمعين، وهذه أمثلة معاصرة تكتب بدمائها سطور تاريخ العزة للأمة الإسلامية، أبطال سطروا بالدم معنى العزة، منهم عبد الله عزام، أبو عبيدة البنشيرى، أبو الشهيد القطرى، إبراهيم البحرينى، يعقوب البحر، أنور شعبان، أبو بكر عقيدة، يحيى عياش، حكيم، يعقوب الغامدى، أبو جعفر، وآخرهم وليس أخيراً خطاب، وغيرهم كثير كثير جداً".

الرحيل عن العراق وأفغانستان

من جهتها طالبت جماعة الاخوان المسلمين يوم الاثنين بانسحاب القوات الامريكية من أفغانستان والعراق بعد مقتل اسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة مدبر هجمات 11 سبتمبر ايلول عام 2001 على الولايات المتحدة. وقال عصام العريان المتحدث باسم الاخوان المسلمين في مصر انه بمقتل بن لادن أزيل أحد اسباب ممارسة العنف في العالم.

واستطرد انه حان الوقت لان ينسحب اوباما من أفغانستان والعراق وينهي احتلال الولايات المتحدة والقوات الغربية في انحاء العالم والذي أذى الدول الاسلامية طويلا.

وتنشر الولايات المتحدة ودو غربية قواتها في أفغانستان ومن المقرر ان تنسحب القوات الامريكية من العراق بحلول نهاية العام الجاري بموجب اتفاق أمني وقعته مع بغداد. ولواشنطن قوات ايضا متمركزة في الخليج.

وقال العريان ان "الثورات" التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط دليل على ان الديمقراطية لها مكان في الشرق الاوسط وان المنطقة لا تحتاج الى احتلال اجنبي بعد الان.

وتوقع العريان امكانية حدوث رد فعل عنيف لمقتل بن لادن في مناطق من العالم تحتفظ فيها القاعدة بموقع قدم. وقال ان رد الفعل في افغانستان وباكستان والمغرب والجزائر قد يتسم بالعنف لان نفوذ القاعدة منتشر هناك. وطالب بعدم الربط بين الاسلام والارهاب او نوع العنف الذي روج له بن لادن. بحسب رويترز.

وقال انه حان الوقت لان يفهم العالم انه لا علاقة بين العنف والاسلام وان الربط بينهما خطأ متعمد من جانب وسائل الاعلام.

العراق يعزز اجراءاته الامنية

من ناحيته وضع العراق الجيش والشرطة في حالة التأهب القصوى يوم الاثنين تحسبا لشن عمليات انتقامية في واحدة من ساحات القتال الرئيسية لتنظيم القاعدة وذلك بعد أن قتلت القوات الامريكية زعيم التنظيم اسامة بن لادن في غارة على مخبأه بباكستان.

وتحدث الرئيس الامريكي السابق جورج بوش عن العراق بوصفه جزءا من "الحرب على الارهاب" التي تشنها الولايات المتحدة على الرغم من أنه لم تظهر صلة بين نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين وهجمات 11 سبتمبر ايلول على الولايات المتحدة. وأصبح متشددو القاعدة قوة مهمة في أعمال العنف التي عانى منها العراق بعد الغزو الامريكي الذي أسقط صدام عام 2003 .

وحققت القوات العراقية والامريكية انتصارات مهمة على جناح القاعدة بالعراق ومن بين ذلك قتل كبار قادته العام الماضي لكن الاسلاميين المتشددين السنة مازالوا نشطين وينفذون عشرات الهجمات كل شهر.

وقال اللواء الركن حسن البيضاني رئيس هيئة اركان عمليات بغداد "أصدرنا الاوامر باتخاذ الحيطة والحذر وكثفنا العمل الاستخباري في الشوارع." وأضاف "نحن نتوقع 100 بالمئة وقوع هجمات لان مثل هذه التنظيمات تسعى لاثبات الوجود في مثل هذه الظروف." ورحبت الحكومة العراقية بنبأ مقتل بن لادن على أيدي القوات الامريكية في منزل فخم بباكستان.

وقال المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ "الحكومة العراقية تشعر بارتياح كبير لمقتل اسامة بن لادن الذي كان مخططا وموجها للكثير من اعمال القتل للعراقيين وتدمير البلد والتسبب في الكثير من المشاكل للعراقيين."

وكان بوش قد زعم أن صدام على اتصال بالقاعدة وربما يهدد الولايات المتحدة بامداد التنظيم الذي يقوده بن لادن بأسلحة دمار شامل. وفي عام 2002 زعم أيضا وزير الدفاع الامريكي دونالد رامسفيلد أن واشنطن قدمت أدلة لحلفائها تثبت وجود صلة بين بغداد والقاعدة.

وقال الجيش الامريكي الذي مازالت له قوات قوامها 47 الف فرد في العراق بعد ثماني سنوات من الغزو انه لن يعلق على اي تغييرات في العمليات نتيجة لمقتل بن لادن.

وقال الكولونيل باري جونسون المتحدث باسم الجيش الامريكي " ندرك أن قتل بن لادن قد يؤدي الى رد فعل عنيف من القاعدة في العراق وتنظيمات متطرفة أخرى تتبع تنظيم القاعدة" ووصف ارتباط هذه الجماعات بتنظيم القاعدة بأنه فضفاض.

ويقول مسؤولو الجيش الامريكي ان عمليات مكافحة الارهاب ضد تنظيم القاعدة في العراق قوضت تنظيمه وأضرت بالاتصالات بينه وبين قيادة القاعدة خارج البلاد.

وقتل زعيما تنظيم القاعدة في العراق ابو ايوب المصري وابو عمر البغدادي القائد المزعوم لتنظيم دولة العراق الاسلامية في غارة في ابريل نيسان 2010 .

وكانت هذه ضربة كبيرة للجماعة التي أنحي باللائمة عليها في سقوط مئات القتلى بالعراق بعد غزو 2003 .لكن قادة الجيش مازالوا يلومون القاعدة في الكثير من عشرات الهجمات التي تنفذ كل شهر ضد المواطنين والشرطة والجيش ومسؤولي الحكومة العراقيين بما في ذلك حصار دموي في اواخر مارس اذار لمقر المجلس البلدي في تكريت مسقط رأس صدام مما أسفر عن مقتل 58 شخصا.

وقال حسين كمال وكيل وزير الداخلية "هذه العملية التي تمت ضد بن لادن تعتبر عملية نوعية ونجاحا كبيرا للاجهزة المخابراتية للاقتصاص من هذا السفاح الذي قتل الكثيرين من مختلف دول العالم وخاصة العراق والولايات المتحدة." وأضاف "مقتله لا يعني نهاية القاعدة لكنها ضربة قاضية لهم ولها تأثير معنوي كبير." ورحب العراقيون الذين انهكتهم الحرب فيما يبدو بالخبر.

وقال علي حمادي (68 عاما) وهو مزارع فقد ابنه في هجوم للقاعدة عام 2006 "في حياتي لم أر قط مجرما مثل هذا الشخص (بن لادن) يكيف الدين الاسلامي لصالحه." وأضاف "كان له دور كبير في غسل عقول الكثير من الناس وجعلهم مجرمين اساءوا بعد ذلك للدين الاسلامي في العالم اجمع."

صمت دول الخليج

من جانبها استقبلت دول الخليج العربية مقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن بما يشبه الصمت يوم الاثنين بما في ذلك مسقط رأسه السعودية.

وصدر التعليق الرسمي الوحيد من شبه الجزيرة العربية من اليمن حيث قال مسؤول طلب عدم نشر اسمه ان قتل زعيم تنظيم القاعدة سيقتلع الارهاب على مستوى العالم من جذوره.

واكتفت وكالة الانباء السعودية الرسمية بالاشارة الى أن الولايات المتحدة وباكستان أعلنتا مقتل بن لادن في عملية عسكرية امريكية بباكستان لكنها لم تشر الى رأي الرياض في هذا.

وأحجم وزراء خارجية البحرين والكويت والامارات الذين يشاركون في اجتماع لوزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي بابوظبي عن التعليق على مقتل بن لادن.

حكومة عباس ترحب بمقتل بن لادن وحماس تندد به..

فيما رحبت السلطة الفلسطينية يوم الاثنين بقتل اسامة بن لادن على أيدي القوات الامريكية في حين عبرت حركة المقاومة الاسلامية الفلسطينية (حماس) عن أسفها لمقتله.

وقال غسان الخطيب المتحدث باسم السلطة الفلسطينية "التخلص من بن لادن مفيد لقضية السلام في شتى أنحاء العالم ولكن المهم هو التغلب على الخطاب والاساليب العنيفة التي طبقها وشجعها بن لادن واخرون في العالم." ووصف اسماعيل هنية القيادي بحركة حماس بن لادن بالشهيد.

وقال هنية للصحفيين "اذا صحت هذه الاخبار نحن نعتقد ان هذا استمرار للسياسة الامريكية القائمة على البطش وسفك الدم العربي والاسلامي." وأضاف "بغض النظر عن الاختلافات في داخل الساحة العربية والاسلامية نحن نستنكر ان يكون هناك اغتيال وقتل لمجاهد عربي."

وتصنف الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي حركة حماس كجماعة ارهابية بسبب أعمال العنف التي تستهدف بها اسرائيل ومن المقرر أن توقع الحركة اتفاقا للمصالحة في القاهرة هذا الاسبوع مع حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

ونددت اسرائيل بالاتفاق قائلة انه سيخرب اي جهود لاحياء محادثات السلام مع الفلسطينيين. ويتصور الاتفاق حكومة وحدة مؤقتة تتكون من مستقلين على أن تجري الانتخابات الفلسطينية في وقت لاحق من العام.

وتؤيد السلطة الفلسطينية التوصل لاتفاق سلام مع اسرائيل عن طريق التفاوض لاقامة دولة فلسطينية على الاراضي التي احتلتها اسرائيل في حرب عام 1967 . وترفض حماس هذا.

ودافع عباس عن المصالحة مع حماس قائلا انها تعكس رغبة فلسطينية عميقة لرأب الصدع مع الحركة التي سيطرت على قطاع غزة بعد أن هزمت القوات التابعة لحركة فتح عام 2007 . واتسم رد فعل الولايات المتحدة على الاتفاق بالفتور.

وفي رام الله اتفق احمد صالح (58 عاما) وهو فلسطيني متقاعد في الرأي مع السلطة الفلسطينية قائلا "العالم أفضل بدون بن لادن وهو تخليص للعالم من أحد أعمدة الشر وهو ألحق أذى بصورة الاسلام وتم استغلال افعاله المشينة من أجل القيام بسياسات معادية تجاه العرب والمسلمين."

لكن ام محمد المحجبة قالت انها تأمل أن يكون نبأ مقتل بن لادن كذبة. وقالت "ان شاء الله انو هذا الخبر مش صحيح لانه كان قاهر الغرب واذا كان مات يكون شهيد الله يرحمه."

وتصدر الفلسطينيون عناوين الصحف بعد هجمات 11 سبتمبر ايلول 2001 على نيويورك وواشنطن التي نفذها تنظيم القاعدة حين تم تصوير مجموعة صغيرة تحتفل في القدس الشرقية.

في ذلك الحين كانت هناك مظاهرات كبيرة في قطاع غزة مؤيدة للهجمات. وينحي الفلسطينيون باللائمة جزئيا في أزمتهم على الدعم الامريكي لاسرائيل.

غير أن الرئيس الراحل ياسر عرفات منع هذه النوعية من المظاهرات وعبر عن تعاطفه مع القتلى في الولايات المتحدة.

وفي غزة تواجه حماس الان تحديا من جماعات تستلهم فكر القاعدة. وكانت احدى هذه الجماعات وراء قتل ناشط ايطالي مؤيد للفلسطينيين في الاراضي الفلسطينية الشهر الماضي. ووصف عبد القادر ابو شعبان (53 عاما) من غزة قتل بن لادن بأنه "عمل اجرامي بشدة." وأضاف "هذا ليس انتصارا. اذا اغتالوا بن لادن سيظهر اخرون أقوى منه من الساسة والعسكريين."

بن لادن من ممول إسلامي إلى محرض على القتال ضد أمريكا

وكان أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة السعودي الذي أعلنت الولايات المتحدة قتله، أهم رجل مطارد في العالم في السنوات العشر الأخيرة بعد تدبيره لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول 2001.

زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن الذي اعلنت الولايات المتحدة قتله الاحد الاثنين، كان اهم رجل مطارد في العالم في السنوات العشر الاخيرة منذ هجمات 11 ايلول/سبتمبر 2001 التي استهدفت الولايات المتحدة.

بدأ اسامة بن لادن الذي ولد في 1957 لاسرة سعودية غنية، حياته ممولا اسلاميا ومقاتلا ضد الغزو السوفياتي في افغانستان قبل ان يتشدد ويصبح ملهما للعديد من الحركات المتشددة.

ورغم ان بن لادن يعد العدو اللدود للولايات المتحدة، لكنه يبقى بطلا بالنسبة لكثيرين في العالم الاسلامي. وحددت واشنطن مكافأة قدرها خمسة وعشرين مليون دولار للقبض على بن لادن بعد ان اتهمته بتنفيذ الاعتداءين على السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام اللذين اسفرا عن سقوط 244 قتيلا وآلاف الجرحى في 1998.

وقد اصبح بن لادن "منشقا اصوليا متطرفا" في السنوات التي شهدت انهيار الاتحاد السوفياتي وازمة الخليج ونتائجها، بعد ان كان احد حلفاء واشنطن ضد السوفيات.

نشأ اسامة بن لادن في المملكة العربية السعودية في عائلة ثرية جدا تقيم علاقات وثيقة مع العائلة الحاكمة في المملكة.

وهو احد عشرات الابناء لرجل عصامي يدعى محمد عوض بن لادن انتقل من اليمن الى السعودية في عهد الملك عبد العزيز ليبدأ العمل في بناء اسوار بيوت العاهل السعودي قبل ان ينتقل الى انشاء مدن الحجاج في مكة المكرمة والمدينة المنورة والطرق المحيطة بالحرمين الشريفين.

وتولت مجموعة الشركات التي انشأها بعد ذلك انشاء اكثر من ثمانين بالمئة من شبكة الطرق في المملكة.

واصبح اسامة وهو من بين عشرات الابناء لمحمد بن لادن، بعد وفاة ابيه وريثا لثروة كبيرة قدرت بحوالي 300 مليون دولار.

درس اسامة بن لادن الاقتصاد وادارة الاعمال في جامعة الملك عبد العزيز في جدة حيث التقى مجموعة من المصريين المتأثرين بافكار جماعة الاخوان المسلمين او الاعضاء فيها غذوا لديه التشدد الاسلامي وخصوصا كره النفوذ الاجنبي ولا سيما الغربي.

في 1979، قرر اسامة بن لادن الالتحاق بالمجاهدين في افغانستان بعد الغزو السوفياتي لهذا البلد الاسلامي.

سنوات من البحث عن بن لادن 2011/05/02

وفي سنوات الجهاد هذه، جند بن لادن ومساعدوه الآلاف من العرب للقتال في افغانستان، عرفوا في ما بعد باسم "الافغان العرب". كما اسس قبيل انتهاء انسحاب السوفيات تنظيم "القاعدة".

وقد اقام في تلك المرحلة علاقات متينة مع وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) والاميركيين الذين قدموا له وللمجاهدين كل اشكال المساعدة.

وبانتهاء الحرب وانهيار الاتحاد السوفياتي، التفتت هذه القوة الاسلامية التي اتاحت لها حرب افغانستان فرصة التدرب على مختلف فنون القتال، الى الوجود الاجنبي في العالم الاسلامي الذي تعزز بعد الغزو العراقي للكويت في الثاني من آب/اغسطس 1990.

وفي بداية التسعينات عاد بن لادن الى السعودية قبل ان ينتقل الى السودان مع قيام حكومة الانقاذ الاسلامية التي لقيت دعمه. لكن في 1996، طلبت منه الخرطوم ان يغادر البلاد تحت ضغط الاميركيين.

في تلك الفترة ايضا اتهمته مصر بتمويل الاصوليين المتطرفين لديها واتهمه اليمن بتمويل تنظيم الجهاد الاسلامي في اليمن.

اما السعودية، فقد اسقطت عنه الجنسية في 1994 بسبب "تصرفات غير مسؤولة تتعارض مع مصلحة المملكة وتسئ الى علاقاتها مع الدول الشقيقة"، بينما اعلن شقيقه الاكبر بكر باسم اسرته "شجبه وادانته تصرفات شقيقه". كما اثارت انتقاداته للاسرة الحاكمة خصوصا غضب السلطات السعودية. ومنذ ذلك الحين تطالب السعودية بتسليمه وتؤكد انه "لا يمثل الاسلام ولا تعاليم الاسلام".

وفي السودان حيث بقي من 1991 الى 1996، كما في افغانستان من قبل، وظف بن لادن استثمارات كبيرة في الصناعة والاقتصاد وحتى انشاء الطرق، ثم اضطر للانتقال بعد ذلك الى افغانستان حيث اسس تنظيم القاعدة ومد له شبكة كاملة في مختلف دول العالم.

وفي عام 2001 خطف مسلحون اربع طائرات استخدموها لتنفيذ هجمات 11 ايلول/سبتمبر على مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى البنتاغون في واشنطن، وتحطمت الطائرة الرابعة في سهول بنسلفانيا.

واسفرت الهجمات عن مقتل اكثر من 2700 شخصا في نيويورك وما يزيد عن 180 في البنتاغون و40 راكبا على متن احدى الطائرات التي خطفت

وكان مخطط تلك الهجمات خالد شيخ محمد، الذي اصبح اشهر سجين في معتقل غوانتانامو في كوبا، ولكن بن لادن هو من وافق عليها شخصيا واختار منفذيها بنفسه.

وكما كان متوقعا، فقد شنت الولايات المتحدة حربا اطاحت خلالها بنظام طالبان الذي كان يأوي بن لادن بعد رفضه تسليم زعيم القاعدة.

الا ان مطاردة بن لادن كانت صعبة، فلم يتم العثور عليه في المناطق الجبلية الوعرة جدا على الحدود بين افغانستان وباكستان.

الاعتداءات الرئيسية التي نسبت الى تنظيم القاعدة

-- 1993

- 26 شباط/فبراير - الولايات المتحدة: تفجير في مركز التجارة العالمي يسفر عن سقوط ستة قتلى وحوالى الف جريح. هز الانفجار الطبقات الست تحت برجي مركز التجارة العالمي الذي كان يضم حوالى 55 الف شخص عند وقوع الانفجار.

-- 1995

- 13 تشرين الثاني/نوفمبر - السعودية: انفجار سيارة مفخخة في الرياض امام مبنى للحرس الوطني السعودي يعمل فيه مستشارون عسكريون اميركيون. قتل خمسة جنود اميركيين وهنديان وجرح اكثر من ستين شخصا آخرين.

-- 1996:

- 25 حزيران/يونيو - السعودية: شاحنة محشوة بطنين من المتفجرات تنفجر عند مدخل قاعدة الخبر الاميركية قرب مدينة الظهران. الحصيلة: 19 قتيلا جميعهم اميركيون و386 جريحا.

-- 1998

- 07 آب/اغسطس - كينيا وتنزانيا: انفجار سيارتين مفخختين في وقت واحد قرب سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام. سقط 224 قتيلا بينهم 12 اميركيا وآلاف الجرحى.

-- 2000

- 12 تشرين الاول/اكتوبر - اليمن: مقتل 17 بحارا في مرفأ عدن في اعتداء استهدف المدمرة الاميركية كول.

-- 2001

- 11 ايلول/سبتمبر - الولايات المتحدة: خطفت اربع طائرات ركاب مدنية تقل في مجموعها 266 شخصا واستخدمت اسلحة لتنفيذ هجمات لا سابق لها على برجي مركز التجارة العالمي في نيويورك ومبنى وزراة الدفاع الاميركية (البنتاغون) في واشنطن. تحطمت الطائرة الرابعة في بنسلفانيا.

كان هذا الاعتداء الاخطر في التاريخ واسفر عن مقتل او فقدان ثلاثة آلاف شخص.

-- 2002

- 11 نيسان/ابريل - تونس: 21 قتيلا بينهم 14 المانيا في تونس في اعتداء انتحاري على كنيس الغريبة اليهودي في جربة.

- 12 تشرين الاول/اكتوبر - اندونيسيا: 202 قتيل بينهم عدد كبير من السياح الاجانب في اعتداء بسيارة مفخخة على مرقص في بالي نسب الى الجماعة الاسلامية الشبكة السريى التي تدعو الى اقامة دولة اسلامية في جنوب شرق آسيا وتؤمن بافكار القاعدة.

-- 2003

- 12 ايار/مايو - السعودية: 35 قتيلا بينهم تسعة اميركيين في ثلاثة تفجيرات في مجمع سكني في الرياض.

- 16 ايار/مايو - المغرب: 45 قتيلا بينهم 12 انتحاريا في خمسة اعتداءات شبه متزامنة في المغرب استهدفت مطاعم وفنادق يرتادها اجانب ومواقع يهودية في الدار البيضاء.

- 15 و20 تشرين الثاني/نوفمبر - تركيا: 63 قتيلا في اربعة تفجيرات انتحارية بسيارات مفخخة ضد كنيسين والقنصلية البريطانية والمصرف البريطاني اتش اي بي سي في اسطنبول.

-- 2004

- 02 آذار/مارس - العراق: حوالى 180 قتيلا في سلسلة هجمات على عدد من العتبات الشيعية في بغداد وكربلاء.

- 11 آذار/مارس - اسبانيا: 191 قتيلا وحوالى الفي جريح في سلسلة اعتداءات استهدفت قطارات في ثلاث محطات في مدريد وضاحيتها.

-- 2005

- 07 تموز/يوليو - بريطانيا: 56 قتيلا بينهم اربعة انتحاريين في اربع هجمات انتحارية في قطار الانفاق وحافلة في لندن.

- 23 تموز/يوليو - مصر: 68 قتيلا في سلسلة هجمات انتحارية على اماكن سياحية في منتجع شرم الشيخ.

- 09 تشرين الثاني/نوفمبر - الاردن: ستون قتيلا في ثلاثة تفجيرات انتحارية في فنادق في عمان.

-- 2006

- 24 نيسان/ابريل - مصر: عشرون قتيلا وتسعون جريحا في ثلاثة تفجيرات انتحارية في منتجع ذهب على البحر الاحمر.

-- 2007

- 14 آب/اغسطس - العراق: اكثر من 400 قتيل في اربعة تفجيرات بشاحنات مفخخة ضد الاكراد الايدزيديين.

- 11 كانون الاول/ديسمبر - الجزائر: 41 قتيلا بينهم 17 موظفا في الامم المتحدة في هجومين انتحاريين في العاصمة الجزائرية.

-- 2008

- 17 ايلول/سبتمبر - اليمن: اعتداء بسيارات مفخخة على سفارة الولايات المتحدة في صنعاء يسفر عن سقوط 16 قتيلا بينهم ستة مهاجمين.

- 20 ايلول/سبتمبر - باكستان: ستون قتيلا في هجوم انتحاري بشاحنة مفخخة عل فندق ماريوت في اسلام اباد.

-- 2009

- 25 كانون الاول/ديسمبر - هولندا/الولايات المتحدة: عمر فاروق عبد المطلب يقوم خلال رحلة بين امستردام وديترويت بمحاولة تفجير طائرة بمتفجرات خبأها تحت ملابسه. تمت السيطرة عليه وجرح في اشتعال متفجرات.

-- 2010

- 24 تشرين الثاني/نوفمبر - اليمن: مقتل 23 شخصا في هجوم انتحاري على موكب ديني في معقل المعارضة الشيعية شمال اليمن نسبه زعيم قبلي الى القاعدة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 3/آيار/2011 - 30/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م