برعاية بريطانية... تنظيمات القاعدة تستعيد عافيتها

 

شبكة النبأ: تتمتع تنظيمات القاعدة بحسب المحللين وخبراء الجماعات الاسلامية المتطرفة، في الكثير من بلدان العالم ببيئات آمنة ومستقرة بعيدا عن أيدي العدالة الاجتماعية، خصوصا بعد ان ضمنت حماية الدول التي تستضيف افرادها، او انفلات امني يجعل مقارها في مأمن كامل.

فيما تشير التسريبات الاستخباراتية الاخيرة وان تضاربت صحتها الى معلومات خطيرة وحساسة قد تضطر بعض الدول الى اعادة حساباتها الامنية بشكل كامل في المستقبل درأ لهجمات تلك التنظيمات المسلحة.

كما يؤكد اغلب المحللين ان تلك التنظيمات استطاعت اعادة لملمة شتاتها مجددا في ظل الظروف الراهنة، مع الاشارة دور الاستخبارات البريطانية المشبوه في احتضان قادتها في لندن وبعض الدول المضطربة.

لندن مركز متشددي القاعدة

فقد برزت أصداء تسريبات وثائق ويكيليكس السرية عن معتقلي غوانتانامو في تغطيات صحف البريطانية التي اهتم بعضها بنتائجها من منظور محلي في وجود إشارات إلى لجوء عشرات الإرهابيين إلى العاصمة البريطانية لندن مستغلين قوانين اللجوء السياسي فيها.

ونشرت صحيفة الديلي تلغراف عن صفحتها الرئيسية موضوعا تحت عنوان لندن مركز شبكة تابعة لتنظيم القاعدة في أوروبا يتناول ما كشفت عنه الوثائق السرية عن معتقلي غوانتانامو.

وتقول الصحيفة إن أكثر من 35 من معتقلي غوانتانامو الذين شنوا قتالا ضد دول أخرى تم تأهليهم على يد دعاة متطرفين في بريطانيا. واعتبرت الوثائق اثنين من الدعاة وهما أبو قتادة وأبو حمزة ،اللذين يعيشان في بريطانيا بعد طلب اللجوء السياسي، مسؤولين رئيسيين عن تجنيد وإرسال العشرات من المتشددين من جميع أنحاء العالم إلى باكستان وافغانستان بعد تاهليهم في مساجد لندن.

وكشفت الوثائق أن قادة عسكريين أمريكيين في غوانتانامو اعتبروا بريطانيا مركزا للإرهاب على مدى عقدين من الزمان لأنها تأوي عشرات المتشددين. وأشارت الصحيفة إلى أن الوثائق وصفت مسجد فينسبري بارك في شمال لندن بأنه جنة المتطرفين ومركزا للتخطيط للهجمات والدعاية.

وتقول التلغراف إن الكشف عن الوثائق السرية أثار العديد من التساؤلات حول سبب عدم قيام الحكومة والجهات الأمنية بإجراءات عاجلة لمحاولة تجميل صورة العاصمة لندن التي اعتبر التقرير نقطة لانطلاق الإرهابيين حتى وصل الأمر أن أطلق عليها البعض مدينة لندنستان . وأظهرت الوثائق أنه تم إرسال 35 إرهابيا على الأقل إلى أفغانستان وباكستان عبر لندن.

وترى التلغراف أن الحكومة البريطانية دفعت الملايين كتعويضات وفوائد لأشخاص صنفتهم السلطات الأمريكية على أنهم في غاية الخطورة.

ووفقا للصحيفة فإن أبو قتادة الذي كان يتقاضي مبالغ الإعانة الاجتماعية بموجب قوانين حقوق الإنسان كان القائد الأكثر نجاحا في أوروبا في تجنيد الإرهابيين.

وأوضحت الصحيفة أن الوثائق المسربة ساعدت على تفسير غضب الأمريكيين من السلطات البريطانية واتهامهم لها بعدم جديتهم في معالجة التطرف. وجاء في الوثائق إشارات إلى كيفية وصول المتشددين إلى بلدان أوروبية مثل فرنسا وحصولهم على جوازات سفر مزورة ثم عبورهم إلى بريطانيا للاستفادة من نظامها السخي للجوء السياسي.

وكتبت صحيفة الغارديان تحت عنوان قاتل القاعدة يعمل لصالح الاستخبارات البريطانية حول أحد المعتقلين في غوانتانامو اتهم بتفجير كنائس وفنادق في باكستان عام 2002 وكان في الوقت نفسه يعمل لصالح الاستخبارات البريطانية وذلك وفقا للوثائق المسربة.

ووفقا للوثائق التي نشرتها الغارديان فإن عادل هادي الجزايري بن حميلي وهو جزائري الجنسية كان ضمن أعضاء القاعدة وصنف على أنه خاطف وقاتل اعتقل في باكستان في 2003 ونقل لاحقا إلى غوانتانامو.

وكشفت الوثائق عن أن المحققين الأمريكيين كانوا على قناعة تامة بأن حميلي يعمل لصالح الاستخبارات البريطانية والكندية. وأوضحت الوثائق أن حميلي نقل عقب اعتقاله في يونيو / حزيران 2006 إلى سجن في قاعدة باغرام شمال كابول حيث تعرض لاستجواب من قبل الاستخبارات الأمريكية.

ورأى المحققون الأمريكيون أن المعتقل حجب معلومات مهمة عن الاستخبارات الكندية والبريطانية وشكل تهديدا للقوات الأمريكية وحلفائها في أفغانستان وباكستان .

ولم تحدد الوثائق بالتفصيل ما هي المعلومات التي حجبها حميلي عن أجهزة الاستخبارات ولكنها رجحت أن تكون معلومات تتعلق بصلته بعدد من العمليات الإرهابية التي نفذها تنظيم القاعدة وشارك هو فيها.

هجوم نووى أو كيميائى

كما ذكرت صحيفة الديلى تليجراف، وفقا لوثائق سرية للغاية، خاصة بسجناء جونتانامو أن المحققين بالسجن الأمريكى المثير للجدل كشفوا محاولة من قبل القاعدة لشن هجوم نووى أو كيميائى على دول غربية.

فلقد حذر أحد الشخصيات القيادية بالتنظيم الإرهابى أن القاعدة خبأت قنبلة نووية فى أوروبا ليتم تفجيرها إذا ما تم قتل أو اعتقال أسامة بن لادن.. ولفتت الصحيفة إلى أن بعض المؤامرات التى اعترف بها المعتقلون بدت واردة إلا أن بعض الخطط الأخرى كانت مفصلة ومحللة بدقة، وقد عرض بعض السجناء معرفة شاملة بأنظمة الدفاع الغربية ضد الهجوم النووى.

ووفقا للوثائق التى سربها موقع ويكيليكس فإن أبو الليبى، رئيس العمليات بالقاعدة وأحد المقربين من بن لادن، اعترف بأن القاعدة ربما تمتلك قنبلة نووية.. وزعم المعتقل الليبى أنه يعلم مكان قنبلة نووية زرعتها القاعدة فى مكان ما بأوروبا يمكن أن تنفجر فى حال الاقتراب من زعيم التنظيم الهارب.

وتشير سجلات شريف المصرى، الذى تم اعتقاله فى 2004، إلى أنه أكد خلال التحقيقات أن العملاء الذين زرعوا القنبلة التى تحدث عنها الليبى قد يكونون أوروبيين من أصول عربية أو آسيوية.. وهذه المعلومات تظهر أن المحققين الأمريكيين أمضوا الكثير من الوقت فى محاولة تحديد ما إذا كانت القاعدة حصلت على مواد نووية أم لا.

وكان خالد شيخ محمد، العقل المدبر لتنظيم القاعدة، والذى يواجه المحاكمة فى أمريكا بسبب فظائع 11 سبتمبر، متورطاً فى مجموعة من المؤامرات بما فيها الهجوم على المنشآت النووية الأمريكية وشن عاصفة جحيم نووى فى الولايات المتحدة.

بن لادن كان يتوقع قتله او اسره في افغانستان

في سياق متصل اشارت وثائق اميركية نشرها موقع ويكيليكس الى ان اسامة بن لادن كان يتوقع قتله او اسره اثناء هجوم الولايات المتحدة على افغانستان في خريف عام 2001 لذلك قام بنقل قيادة القاعدة الى حركة طالبان.

وتفيد هذه الوثائق المستندة الى عمليات استجواب لمعتقلين في معسكر غوانتانامو ان زعيم تنظيم القاعدة امضى الاشهر الثلاثة التي تلت اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001 وهو يجوب افغانستان بغية تحضير مقاتليه للمعركة ضد الاميركيين.

واثناء لقاء مع طالبان "نقل قيادة القاعدة الى مجلس الشورى (الهيئة العليا في حركة طالبان) لانه كان يخشى على ما يبدو القاء القبض عليه او قتله فيما كان الاميركيون يقتربون"، كما كتبت صحيفة "واشنطن بوست" التي درست الوثائق التي نقلها ويكيليكس.

وقد شنت الولايات المتحدة هجوما في افغانستان في السابع من تشرين الاول/اكتوبر 2001 على امل تفكيك قيادة القاعدة التي استندت الى نظام طالبان بغية التحضير لاعتداءات 11 ايلول/سبتمبر.

واشارت الصحيفة الاميركية الى ان ابن لادن دعا لدى مروره في نزل في ولاية قندهار (جنوب) بعد اربعة ايام من الاعتداءات، مقاتلين عربا ل"الدفاع عن افغانستان من الغزاة الكافرين".

وفي نزل آخر في كابول او في منطقتها استقبل بعد ذلك العديد من الزائرين الذين امرهم بمواصلة العمليات ضد اهداف غربية. ثم وزع مقاتليه وامر النساء والاطفال بمن فيهم بعض زوجاته بالهروب من باكستان.

وفي منتصف تشرين الثاني/نوفمبر لجأ بن لادن نفسه الى الكهوف الجبلية قرب منطقة تورا بورا قبل ان يهرب الى باكستان في منتصف كانون الاول/ديسمبر.

وكتبت واشنطن بوست "في تلك الاونة كان زعيم القاعدة يحتاج الى المال فاقترض سبعة الاف دولار من احد حماته، وسدد المبلغ قبل مرور سنة".

وفي مطلع كانون الاول/ديسمبر اجتمع قادة اخرون من القاعدة، القي القبض عليهم منذ ذلك الحين، في الجبال الافغانية للبحث في شن هجمات على اهداف اميركية واسرائيلية في المغرب، وضد الجيش البريطاني في جبل طارق بحسب الصحيفة.

الى ذلك، كشفت وثائق «ويكيليكس» ان ممدوح حبيب، المعتقل الاسترالي في غوانتانامو، أبلغ محققين مصريين تحت التعذيب انه أراد خطف طائرة تابعة لشركة «كوانتاس» الاسترالية للطيران، وانه اخضع ستة من خاطفي الطائرات في اعتداءات 11 أيلول على فنون القتال.

واشار الموقع الى ان حبيب المعتقل تعرض «لضغوط قصوى» لدى ادلائه بافادته، علماً انه اوقف في باكستان بعد 11 ايلول، وسجن في مصر بأمر من وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي اي). وهو تراجع عن اقواله بعد نقله الى غوانتانامو حيث سجن سنتين ونصف السنة قبل اطلاقه في كانون الثاني (يناير) 2005 من دون توجيه اتهامات اليه.

وقال لمحققي غوانتانامو إنه «كذب على المصريين»، ثم رفع دعوى بتهمة التعذيب ضد المدير السابق للإستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان، وجمال مبارك احد ابناء الرئيس المصري السابق حسني مبارك. وأبرم حبيب هذه السنة اتفاقاً مع الحكومة الاسترالية لدفع تعويضات له لم تكشف تفاصيله.

وتحدثت وثائق مسربة اخرى نشرتها صحيفة « ذي غارديان»، عن احتجاز الأميركيين مصور قناة «الجزيرة» القطرية سامي الحاج لإعتقادهم بأنه مصدر معلومات عن زعيم التنظيم بن لادن.

ونقلت الصحيفة عن الوثائق إن الحاج احتُجز ست سنوات في غوانتانامو قبل اطلاقه عام 2008 «لأسباب أخرى، بينها استجوابه حول قناة الجزيرة»، وزعم أنه تعرض للضرب واعتداء جنسي.

وأضافت الصحيفة أن «ملف الحاج يوضح أن أحد أسباب نقله إلى غوانتانامو كان تقـــديم معلومات حول برنامج التدريب في قناة الجزيرة، ومعدات الاتصالات، وعمليات جمع الأخبار في الشيشان وكوسوفو وأفغانستان، وبينها طرق حصول القناة على شرائط فيديو بن لادن، والمقابلة التي أجرتها معه».

وأشارت إلى أن الملف يُظهر أيضاً «أن سلطات معتقل غوانتانامو اقتنعت بأن الحاج كان بمثابة رسول لدى القاعدة، ونقل أموالاً لمؤسسة خيرية في الشيشان تشتبه بعلاقتها مع بن لادن».

وقالت الصحيفة إن محتويات الملف تدعم الشكاوى التي قدمها محامي الحاج البريطاني كلايف ستافورد سميث في شأن عدم استجوابه خلال مئة جلسة عن الأخطاء التي اتهم بارتكابها».

وأضافت أن «المحامي سميث يعتقد بأن السلطات العسكرية الأميركية حاولت إجبار موكله على أن يعمل مخبراً لديها ضد أرباب عمله».

اليمن يظل مرتعاً خصباً

من جهة اخرى تقول وثائق أعدتها "قوة المهام المشتركة" الأمريكية ونشرها موقع "ويكيليكس" مؤخراً، إن اليمن هو المرتع الأساسي للقاعدة، وأن تواجد التنظيم في هذا البلد تزايد في الوقت الراهن عما كان عليه الحال قبيل هجمات 11 سبتمبر/أيلول عام 2001.

وأعد التقرير بعيد إلقاء القوات الباكستانية القبض على نحو ثلاثين من أفراد أمن أسامه بن لادن، زعيم التنظيم، ونقلهم إلى السجن العسكري الأمريكي في خليج كوبا مطلع 2002، لتطلق عليهم الاستخبارات الأمريكية لاحقاً لقب "الثلاثين القذرة".

وكشفت تحليلات نفذتها الأجهزة الأمنية الأمريكية على ملفات المعتقلين في غوانتانامو بأنه كان من السهل نسبياً الانضمام إلى عضوية القاعدة باليمن في أواخر التسعينيات، وهو ما يفسر بأن اليمنيين شكلوا ثالث أكبر مجموعة من المعتقلين بعد الأفغان والسعوديين.

وتشير وثائق غوانتانامو السرية التي نشرها الموقع إلى أن المعاهد الدينية في اليمن، تعتبر أرضية خصبة لتجنيد كوادر للانضمام إلى التنظيم، ومن بينها مؤسسة الفرقان ومسجد الخير، ومعهد دماج بصعدة حيث يعد الشيخ مقبل بن هادي الوادعي، وكما وصفته وثائق يعود تاريخها إلى مطلع 2002، واحداً من أبرز علماء السلفية الداعين للجهاد وتمويله.

وكما جاء في الوثائق، فأن "المجندين" من معهد "دماج" ينتقلون لمخيمات التدريب لتلقي تدريبات على تقينات الاغتيال وصناعة المتفجرات، دون تدخل السلطات اليمنية.

وذكرت وثائق "ويكيليكس" أن رجال دين راديكاليين في اليمن، بجانب شرقاوي عبده علي الحاج، قدموا تسهيلات مالية لعدد من "الجهاديين" من انتهى بهم المقام ضمن مجموعة "الثلاثين القذرة."

وتلقت المجموعة ون تدريبات أساسية في المخيمات قبيل نشرهم في الخطوط الأمامية في كابول للمشاركة في قتال قوات التحالف الشمالية، نخبة العناصر قتالية للقاعدة تحت لواء "كتيبة العرب الـ55"، قبيل اختيارهم لاحقاً للانضمام كحراس شخصيين لبن لادن.

وقد تكون وثائق غوانتانامو مجرد أهمية تاريخية لولا تنامي وجود التنظيم في اليمن تحت مسمى "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية" في كل من "شبوة" و"ابين" و"حضرموت"، رغم تصعيد قوات الأمن اليمني لعمليات العام الماضي. بحسب السي ان ان.

ويصف مسؤولون أمريكيون "تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية" بأنه من أنشط وأكثر أفرع القاعدة فعالية. وفي ديسمبر/كانون الأول، قال جون برينان، مساعد الرئيس الأمريكي لشؤون الأمن القومي إن الحركة "زادت من توسيع نشاطها لإيجاد مجندين إرهابيين، حتى في الولايات المتحدة، وأنها الأكثر نشاطاً ضمن الشبكة."

ويشار إلى مفجر "الملابس الداخلية"، وهي العملية التي حاول خلالها طالب نيجيري تفجير طائرة أمريكية في مطار ديترويت عام 2009، جرى تدريبه في اليمن.

وبحسب الوثائق المنشورة في "ويكيليكس"، آخرها في عام 2008، فإن اليمن يظل "مركز تجنيد" للقاعدة حيث يواصل رجال الدين تجنيد الشباب اليمني للمشاركة في عمليات ضد القوات الأمريكية والتحالف.

ويذكر أن الموقع الإلكتروني سبق له نشر وثائق سرية تتعلق بحربي العراق وأفغانستان بجانب برقيات سرية للسفارات الأمريكية بالخارج، وهو أستنكرته الإدارة الأمريكية بشدة.

قاعدة جديدة لتنظيم القاعدة

كما افادت مصادر امنية مالية ان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي يقيم حاليا قاعدة جديدة في مالي قرب الحدود مع موريتانيا بهدف شن "هجوم" على الاراضي الموريتانية.

وقال احد هذه المصادر "علمنا ان اليات نقلت مقاتلين من القاعدة في المغرب الاسلامي في غابة في واغادو الواقعة شرق منطقة نارا المالية قرب الحدود الموريتانية. هناك قاعدة جديدة يتم اقامتها". واضاف المصدر "نضاعف حذرنا لان الامر على الارجح يتعلق بهجوم يتم تحضيره ضد موريتانيا انطلاقا من هذه القاعدة الجديدة للاسلاميين المسلحين".

وافاد مصدر مسؤول ان "هناك مساحة كبيرة" لهذه الغابة وعناصر القاعدة في المغرب الاسلامي "بامكانهم التحرك بسهولة كبيرة. لكن اليوم، لم نلاحظ على الارض مواقع لقوات مالية او موريتانية، قادرة على خوض معارك مع الاسلاميين المسلحين". بحسب فرانس برس.

واطلق الجيش الاميركي اعتبارا من تموز/يوليو 2010 عمليات عدة على الارض المالية حيث تلاحق بنجاح مقاتلي القاعدة في المغرب الاسلامي الذين يقيمون على هذه الاراضي قواعد عدة ينطلقون منها للعمل في بلدان اخرى في المنطقة الساحلية - الصحراوية.

القاعدة تعزز وجودها في ليبيا

من جهته قال نائب وزير الخارجية الجزائري عبد القادر مساهل ان الجزائر تشعر بالقلق للزيادة الملحوظة في وجود تنظيم القاعدة في ليبيا وتخشى ان تضع الجماعات المتشددة ايديها على الاسلحة المتداولة في البلاد.

وقال مساهل انه يشعر بالقلق "على وجه الخصوص بشأن وجود تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي الملحوظ بشكل متزايد في ليبيا والتداول الملحوظ بشكل متزايد للاسلحة التي يمكن ان تستغلها الجماعات الارهابية."

وقال مساهل خلال مؤتمر صحفي عقب اجتماع مع وزير الدولة البريطاني للشؤون الخارجية اليستر برت ان الصراع المتواصل في ليبيا يعرض استقرار منطقة الساحل الافريقي للخطر.

واضاف قوله "الجميع لاحظوا ولسنا وحدنا أن الكثير من الاسلحة يجري تداولها في ليبيا وان هذا الوضع اذا استمر فسوف يؤدي الى تفاقم الاوضاع في منطقة الساحل."

وقالت منظمة حقوق الانسان هيومان رايتس ووتش يوم الثلاثاء ان شرق ليبيا تتناثر فيه كميات هائلة من الذخائر غير المنفجرة والاسلحة والذخائر المتروكة وغير المؤمنة والالغام الارضية التي زرعت منذ وقت قريب خلال القتال الامر الذي يشكل خطرا بالغا على المدنيين.

واضافت قولها انه مع فقدان الحكومة سيطرتها على شرق ليبيا فان المقاومين المسلحين والمدنيين أتيح لهم الوصول الى مستودعات عسكرية كبيرة للاسلحة والذخائر تركتها القوات الحكومية. وبين هذه المستودعات منشأة رجمة في الضواحي الشرقية لبنغازي وأخرى في المشارف الشرقية لمدينة أجدابيا. بحسب رويترز.

ودعت المجلس الوطني الانتقالي في شرق ليبيا الى حماية مستودعات الذخيرة في المناطق الخاضعة لسيطرته واضافت انه يجب تأمين ومراقبة وتطهير المناطق التي توجد بها ذخائر غير منفجرة أو متروكة.

وقال بيتر بوكارت مدير الطوارئ في هيومان رايتس ووتش في بيان "حينما يستطيع المدنيون العاديون وحتى الاطفال دخول مستودع للاسلحة وأخذ صواريخ مضادة للدبابات وألغام أرضية وصواريخ ارض جو قادرة على اسقاط طائرة مدنية فان الوضع يكون مشكلة حقيقية."

واكد مساهل معارضة الجزائر للتدخل العسكري الاجنبي في ليبيا حيث قالت الجزائر انه يتجاوز قرار الامم المتحدة الذي سمح لدول التحالف بالتدخل لحماية المدنيين.

وقال ان استمرار القتال لفترة طويلة سيؤخر عودة الاستقرار الى ليبيا وستكون له تداعيات على الاستقرار والامن في المنطقة.

وقال "من وجهة نظرنا فان أي شيء يستمر طويلا كالعنف او كالحرب سيؤخر عودة الاستقرار في هذا البلد الشقيق (ليبيا) وستكون له قطعا انعكاسات على استقرار المنطقة وامنها." واضاف قوله "ولذلك فاننا كبلد مجاور نريد عودة سريعة الى حل يكون من الليبيين وبواسطة الليبيين ومن أجل ليبيا."

مخاوف ألمانية

الى ذلك أعرب ارنست أورلاو رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية بألمانيا عن اعتقاده بأن التغيرات التي يشهدها العالم العربي في الوقت الراهن من الممكن ان تؤدي الى تنامي قوة تنظيم القاعدة في أفريقيا.

وفي مقابلة مع صحيفة «هامبورغر آبندبلات» الألمانية الصادرة قال أورلاو انه على الرغم من ان الجماعات الاقليمية التابعة لتنظيم القاعدة في المنطقة فوجئت بهذه التطورات في شمال أفريقيا»الا ان من الممكن الآن ان تستفيد هذه الجماعات من تلك التطورات».

وأرجع أورلاو هذا الاحتمال الى سببين أولهما هو الحالة الواهنة التي تمر بها الأجهزة الأمنية الحكومية في تلك المنطقة والثاني هو مستودعات الأسلحة التي نهبت في ليبيا الأمر الذي تسبب في وصول الأسلحة ليس الى أيدي الثوار فحسب بل صوب الجنوب كذلك حيث المنطقة التي يسيطر عليها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي.

وتوقع أورلاو ان يحاول التنظيم اجتذاب مسلمين في دول أفريقية أخرى للانخراط في حرب مسلحة واختطاف سياح وطلب فدية والقيام بأعمال أخرى في المنطقة من أجل لفت الأنظار اليهم.

غير ان أورلاو أعرب عن اعتقاده بأن مثل هذا الوضع لا يمثل الى الآن خطرا مباشرا على الغرب كما نفى ان يكون هناك ارهابيون من بين المهاجرين غير الشرعيين الذين وصلوا أخيرا الى أوروبا. بحسب الوكالة الالمانية للانباء.

وقال ان الارهابيين اذا أرادوا ان يقوموا بشيئ باتجاه أوروبا فان هناك طرقا أخرى أمامهم أقل مخاطرة ومن ثم فليسوا في حاجة الى سلوك الطريق الخطيرة للغاية من خلال استخدام قارب يعج بالمسافرين.

قاعدة الشيشان

من جانبها أعلنت السلطات الروسية، الجمعة، مقتل اثنين من قيادي تنظيم القاعدة في جمهورية الشيشان، أحدهما سعودي، والآخر أردني، وفقا لوسائل إعلام حكومية.

وذكرت وكالة أنباء نوفوستي "أن اللجنة الوطنية لمكافحة الإرهاب في روسيا أعلنت الجمعة عن مقتل كبير مندوبي تنظيم القاعدة في شمال القوقاز، في منطقة شاتوي بإقليم (جمهورية) الشيشان."

وأوضحت اللجنة أن رجال الأمن "عثروا يوم الخميس قرب قرية سرجين يورت على مجموعة من المسلحين تضم ستة عناصر الذين بادروا إلى فتح النار على رجال الأمن، وانتهت المواجهة بقتل ثلاثة إرهابيين،" وفقا للوكالة.

وقالت "تبين من فحص جثث القتلى أن أحدهم مندوب لتنظيم القاعدة يعرف باسم مهند وهو سعودي المنشأ،" بينما نقلت عن مصدر أمني قوله إنه قتل في منطقة كورتشالوي، مبعوث آخر لتنظيم القاعدة اسمه خالد يوسف، وهو من أصل أردني من مواليد عام 1969.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 30/نيسان/2011 - 27/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م