قراءة في كتاب: سعيد بن جبير... رحلة مع الشهادة

 

 

 

 

الكتاب: القرآني الفقيه... سعيد بن جبير

الكاتب: الشيخ الدكتور احمد فاضل السعدي

الناشر: الامانة العامة للمزارات الشيعية في العراق

عدد الصفحات: 379 من القطع الكبير

قراءة: محمد حميد الصواف

 

 

 

 

شبكة النبأ: بجهد محمود استطاع الكاتب احمد فاضل السعدي من خلال كتابه الاخير الفقيه القرآني... سعيد بن جبير استعراض حقبة زمنية مهمة من التاريخ الاسلامي، كانت ولا تزال محط جدل لدى الطوائف الاسلامية بشكل عام، بسبب تخللها احداث مصيرية خطيرة، كثر فيها اللغط والجدل حتى وقتنا الراهن، مستندا خلال بحثه على الروايات المعتبرة لدى معظم الطوائف الاسلامية.

حيث تناول الكتاب الذي جاء ب(379) صفحة كبيرة القطع، وصدر عن الامانة العامة للمزارات الشيعية في العراق، سيرة بن جبير ومواقفة اتجاه السلطات المتعددة التي عاصرها، جاعلا من العالم الشهيد انموذج جلي لما كان يتعرض له المسلمين عموما، وعلمائهم ورواة الاحاديث خصوصا، من سياسة الترهيب والترغيب الذي كانت تمارسها السلطات الاموية في تلك الفترة، منوها في الوقت ذاته بالدلائل المادية كيفية استيلاء الامويين على مقاليد الامور بشكل استفزازي وغير شرعي، مستشهدا ببعض الوقائع المشهورة.

وما يشار اليه ان الكاتب عمد في وضع كتابه الى اسلوب مشوق استرسل من خلاله طرح حججه ومواثيقه عبر سرد تاريخي ملفت، ملم بالكثير من الحقائق المغيبة والمواقف الشخصية للعديد من علماء المسلمين التي نقلها من امهات الكتب وبطونها، ازاء القضايا الاسلامية العظمى والثورات التحررية التي اندلعت في تلك الحقبة، وما شابها من تقلبات سياسية واجتماعية امتدت على مدى النصف الثاني من سنوات عمر ابن جبير التي لم تتجاوز السبعة وخمسين عاماً، التي اسهب الكاتب في استعراضها بدأ من نشأته الى حين استشهاده، عامدا الى ابراز شخصية اسلامية غمط حقها ومقامها على طوال التاريخ، وعلم من علوم الدين الاسلامي فقها وجهادا، لم يختلف على مكانته اثنين من علماء زمانه.

العراق والامويين

الى ذلك يبرز السعدي حيزا كبيرا لتاريخ العراق وحضور ذلك البلد القوي في الشؤون الاسلامية، على الصعيد العقائدي والسياسي والاجتماعي ايضا.

ويختزل الكاتب مكانة العراق في العالم الاسلامي بولاية الكوفة، التي كانت تمتد في تلك الفترة الى جنوب مدينة البصرة، وهو الجزء الاكبر من وسط وجنوب العراق، مسلطا الضوء على طبيعة التعايش السلمي الذي كان قائما بين مختلف الملل والنحل التي تقطنه، خصوصا الالفة السائدة بين المسلمين واتباع الديانات الاخرى كالمسيحية واليهودية والصابئة، بالإضافة الى الاسلوب المدني المتبع في التداول الفكري بين الطوائف الاسلامية ذاتها.

ويركز بشكل اكبر في مجمع بحثه على الثورات المتلاحقة التي قام بها اهل العراق ضد الحكم الاموي، خصوصا في الفترة التي اعقبت استشهاد الامام الحسين عليه السلام، تاركا الجزء الاكبر من السرد لاستعراض ولاية الحجاج بن يوسف الثقفي الذي ولاه الامويون ولاية الكوفة، وشكل العلاقة الشائكة التي جمعت بينه وبين الشهيد سعيد بن جبير الذي قتل على يده بعد ان ظفر به عقب قمعه لثورة القراء، ودفنه في قضاء الحي التابع لمدينة الكوت في وسط العراق.

شبكة النبأ المعلوماتية- الأربعاء 27/نيسان/2011 - 24/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م