ايران تستنزف نفسها

اعادة ترتيب للشأن الخارجي استعدادا لنزال غربي قادم

 

شبكة النبأ: ايران دولة مترامية الاطراف، فيها العديد من الخيرات وكذلك الحضارات والاديان والثقافات، نظامها جمهوري يقوم على الشريعة الاسلامية في ظل ولاية الفقيه او مرشد الثورة الاسلامية في ايران، عدوها الاكبر هما الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل واللذان تطلق عليهما (دول الاستكبار العالمي).

وقد تعرضت ايران في الاونة الاخيرة الى ضغوط اقتصادية وسياسية شديدة بعد ان رفضت الغاء برنامجها النووي الذي سعت دول عديدة وعلى رائسها الولايات المتحدة الامريكية الى انهائه مقابل تقديم العديد من المغريات الى ايران اذا تخلت عنه لكن من دون جدوى، وقد ساعدت الاحداث الاخيرة والمتعلقة بالانتخابات في ايران واتهام المعارضة بتزوير الانتخابات من قبل الحكومة والمحافظين، الى زيادة الضغط عليها واتهامها بانتهاكات لحقوق الانسان والضغط على الحريات العامة واعتقال المعارضين للسلطة وتزوير الانتخابات.

ويعكس واقع الحال الايراني تداعيات هذه الازمات التي احاطت بايران من كل جانب، فعلى الصعيد الاقتصادي تعاني اليوم من ارتفاع حالات التضخم والبطالة وارتفاع اسعار النفط ومشتقاته بعد رفع الدعم الحكومي عنه، وكذلك من الناحية السياسية تعاني من العزلة التي فرضت عليها من قبل الامم المتحدة، بالاضافة الى تزايد اعداد المعرضة والمعارضين لسير الحكومة في سياساتها التي يعتبرونها سياسة خاطئة.

النخبة الحاكمة

فقد رفض الزعيم الايراني الاعلى آية الله علي خامنئي استقالة وزير المخابرات حيدر مصلحي في خطوة ينظر اليها على انها خلاف سياسي نادر بين النخبة الحاكمة في ايران، وأكد مصدر مطلع "سيستمر حيدر مصلحي في عمله كوزير للمخابرات بعدما رفض الزعيم الاعلى استقالته" ولم تعط الوكالة مزيدا من التفاصيل، وفي وقت سابق قالت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية ان الرئيس محمود أحمدي نجاد قبل استقالة مصلحي، كما نسبت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية الى مصدر لم تسمه القول ان الوزير أقيل، وبموجب نظام ولاية الفقية في ايران فان الزعيم الاعلى يجب أن يسمو فوق الخلافات السياسية اليومية، لكن خامنئي ايد احمدي نجاد علانية لا سيما منذ الانتخابات الرئاسية المتنازع عليها عام 2009 والتي فاز فيها الرئيس المحافظ بفترة ولاية ثانية، ويقول المحللون ان قرار خامنئي الابقاء على مصلحي في منصبه يكشف عن تصميم الزعيم الاعلى على ان يكون له القول الاخير والفصل في الموافقة على المناصب المهمة. بحسب رويترز.

 ويتعين من الناحية التقليدية موافقة الزعيم الاعلى على تعيين الوزراء الرئيسيين لمناصب مثل المخابرات والدفاع والشؤون الخارجية، ويؤيد خامنئي موقف أحمدي نجاد في النزاع النووي مع القوى الغربية التي تخشى ان تكون الانشطة النووية الايرانية مجرد ستار لانتاج قنابل وهو ما تنفيه طهران، لكن المحللين يقولون انه على الرغم من دعم خامنئي للرئيس الا انه لم يسمح قط لاي جماعة حتى بين معسكر المحافظين بالحصول على صلاحيات كافية لتحدي سلطته، وقال محلل سياسي طلب عدم نشر اسمه "انها ضربة خطيرة لاحمدي نجاد، الرفض يبين من هو المسؤول الاول في ايران"، وانتقد اعضاء في البرلمان مصلحي وهو رجل دين من رتبة متوسطة عندما رشحه احمدي نجاد للمنصب عام 2009 قائلين انه يفتقر الى الخبرة اللازمة، وأحمد أحمدي نجاد مظاهرات اندلعت احتجاجا على فوزه المثير للجدل في انتخابات عام 2009 لكن الانتخابات احدثت تصدعا عميقا بين الفئة الحاكمة المتشددة والتي ابدت استيائها من تصاعد سلطته الاقتصادية والسياسية.

وتقول المعارضة ان الانتخابات زورت وهو ما تنفيه السلطات، من جهة اخرى قالت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية ان الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد أقال مدير مكتبه وهو شخصية مثيرة للجدل ينظر اليه باعتباره منافسا محتملا في انتخابات الرئاسة في المستقبل، وأفلت اسفانديار رحيم مشائي مدير مكتب أحمدي نجاد الذي كان هدفا لهجوم خصوم أحمدي نجادي داخل النخبة المحافظة الحاكمة من دعوات سابقة لاقالته وتمتع بثقة الرئيس حيث تربطهما علاقة مصاهرة، ويذكر ان مشائي احتفظ بمناصبه الاخرى في الحكومة لكن أحمدي نجاد عين شخصا اخر مقربا منه هو حميد بقائي مديرا لمكتبه خلفا لمشائي، وأثار مشائي غضب كثير من المتشددين بتلميحه الى أن ايران صديقة لجميع الدول بما في ذلك اسرائيل وبتشجيعه مذهبا اسلاميا "ايرانيا" يرى كثيرون في الجمهورية الاسلامية أنه غير مقبول.

قرار مجلس حقوق الانسان

الى ذلك رحبت الولايات المتحدة بقرار مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة تعيين مقرر خاص حول وضع حقوق الانسان في ايران، معتبرة انه يمثل "خطوة مهمة للشعب الايراني"، وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر ان "هذا القرار، وعلى الرغم من كل محاولات الحكومة الايرانية لاسكات المعارضة والمنشقين، فهو يقدم صوتا" يسمع العالم المصاعب التي يواجهها الايرانيون، واصدر مجلس حقوق الانسان في الامم المتحدة قرارا ينص على تعيين مقرر خاص حول وضع حقوق الانسان في ايران معربا عن "قلقه" ازاء اشتداد القمع في هذا البلد، ولم تسمح ايران منذ 2002 بتجديد اخر مهمة للمقرر الخاص في البلاد ولم تسمح ايضا لاي من المقررين لدى الامم المتحدة بالتوجه الى البلاد منذ 2005.

وصوتت 22 دولة من اعضاء المجلس، ومقره في جنيف، لصالح القرار الذي قدمته السويد ودعمته الولايات المتحدة وكذلك دول اخرى غير غربية بينها زامبيا وبنما وكولومبيا، في حين صوتت ضده سبع دول بينها الصين وكوبا وباكستان وروسيا فيما امتنعت 14 دولة عن التصويت، ويأتي قرار تعيين مقرر خاص بعد تقرير نشره اخيرا الامين العام للامم المتحدة انتقد فيه ايران وقدمه للمرة الاولى مباشرة لمجلس حقوق الانسان في جنيف وليس امام الجمعية العامة في نيويورك، بينما قالت ايران من جهتها ان قرار الامم المتحدة تعيين محقق خاص لحقوق الانسان في ايران هو حيلة من واشنطن للضغط عليها وانه يظهر "ازدواجية المعايير" الامريكية فيما يتعلق بالقضية. بحسب رويترز.

وأيد مجلس حقوق الانسان التابع للامم المتحدة تعيين مقرر خاص لايران، وهي المرة الاولى التي يعين فيها المجلس محققا في دولة معينة منذ انشائه قبل قرابة خمس سنوات، وقال توم دونيلون مستشار الامن القومي للرئيس الامريكي باراك أوباما ان التعيين يؤكد "التوافق العالمي والقلق من الوضع المتردي لحقوق الانسان في ايران"، لكن طهران قالت ان الخطوة جزء من استراتيجية واشنطن للضغط على الجمهورية الاسلامية التي تعتبرها عدوا منذ اندلاع الثورة الاسلامية التي أطاحت بالشاه الذي كان الغرب يدعمه، وشددت الولايات المتحدة وقوى عالمية أخرى العقوبات على ايران العام الماضي بسبب برنامجها النووي المثير للجدل.

وقال رامين مهمان باراست المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية، "هدف القرار هو الضغط على الجمهورية الاسلامية لصرف النظر بشكل أكبر، عن المراجعة الدورية التي يقوم بها مجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان لاوضاع حقوق الانسان في العالم"، وتقول طهران ان انتهاكات القوات الامريكية في العراق وأفغانستان ووجود معتقل جوانتانامو الامريكي يظهر أن واشنطن ليست في وضع يؤهلها لاسداء النصيحة فيما يتعلق بحقوق الانسان، وقال مهمان باراست، "سياسات الولايات المتحدة قولا وفعلا دائما ما تكون متناقضة وتستند الى معايير مزدوجة ويوضح القرار الاخير هذا النهج بشدة"، وقال بان جي مون الامين العام للامم المتحدة هذا الشهر ان ايران صعدت من حملتها على المعارضين ومن أحكام الاعدام على مهربي المخدرات والمعتقلين السياسيين والمحتجزين القصر.

يذكر ان كاترين اشتون مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الاوروبي جددت دعوتها لاطلاق سراح زعيمي المعارضة الايرانية مير حسين موسوي ومهدي كروبي فور، وقالت انها ليست "مقتنعة تماما" بالايضاحات التي قدمتها طهران لتبرير اعتقال موسوي وكروبي، واوضحت اشتون في بيان ان السلطات الايرانية قالت انهما "معتقلين من اجل حمايتهم، هذا التبرير ليس مقنعا ولا يشرح لماذا لا يسمح لهما الادلاء بتصريحات بشكل طبيعي"، وشددت على ان "الاطلاق الفوري وبدون شروط لهذين الرجلين يبدد الاعتقاد بان (اعتقالهما) يشكل وسيلة ضغط متعمدة على المعارضة السياسية في ايران"، وقد فرض على رئيس الوزراء الايراني السابق مير حسين موسوي ورئيس مجلس الشورى السابق مهدي كروبي، من ابرز زعماء المعارضة الاصلاحية في ايران منذ اعادة انتخاب محمود احمدي نجاد في العام 2009، الاقامة الجبرية في منزلهما منذ منتصف شباط/فبراير.

استياء شعبيا كبير

في سياق متصل ادى الارتفاع الكبير في سعر الغاز بسبب الغاء الدعم الرسمي للطاقة في كانون الاول/ديسمبر الى استياء عدد كبير من الايرانيين الذين ارتفعت فاتورتهم احيانا ستة او سبعة اضعاف، واقر نائب وزير النفط جواد اوجي ان حوالى 30% من المستهلكين لم يسددوا مستحقاتهم للشتاء التي تضاعفت بسبب ارتفاع الاسعار منذ كانون الاول/ديسمبر، واعرب بعض المشتركين لا سيما في طهران عن رفضهم تسديد فاتورتهم على امل ان يؤدي ذلك الى تعديل التعريفة، بحسب وسائل الاعلام، ووصل هذا التململ الى البرلمان حيث طالب نواب بلا جدوى من الحكومة بتخفيض التعريفات. بحسب فرانس برس.

وفي اطار خطة لالغاء الدعم الرسمي الساري منذ الثورة الاسلامية عام 1979 تضاعف سعر الغاز خمس مرات وبلغ 700 ريال (ستة سنتات اميركية) للمتر المكعب واحيانا اكثر من ذلك عملا بسلم تسعير مرهون بكمية الاستهلاك، وتضاعفت بعض الفواتير ست او سبع مرات او اكثر بحسب شهادات المواطنين، في المقابل بدأت الحكومة في تسديد مساعدات شهرية مباشرة بقيمة 40 دولارا لكل ايراني، وهذا الاجراء مؤات للعائلات الاكثر فقرا والتي تستهلك القليل من الطاقة، ما رفع بالتالي من عائداتها فيما يبقى الحد الادنى للاجور 330 دولار شهريا.وتشير الارقام الرسمية الى ان فواتير 84% من المشتركين اقل من 35 دولارا شهري، واقترحت الحكومة على "كبار المستهلكين" تسديد مستحقاتهم على دفعات وعلى سكان المجمعات السكنية وضع عدادات مستقلة لكل منزل.ويرمي الغاء الدعم الرسمي الى جانب التوفير في الميزانية الى تخفيض الاستهلاك عبر تشجيع السكان على تجنب الهدر.

اجراءات اقتصادية

من جهتها تعتزم ايران اسقاط ثلاثة أصفار من عملتها التي ضعفت بشكل مطرد على مدى أعوام كثيرة رغم سياسة لربطها بالدولار، ونقل عن وزير الاقتصاد قوله ان الحكومة تأمل في تعديل فئات الريال (الذي يبلغ سعره أكثر من عشرة الاف ريال للدولار) على مدى العام القادم، وأكد شمس الدين الحسيني أن ايران "ستزيل ثلاثة أصفار من العملة الوطنية هذا العام بشرط تحقيق متطلبات مسبقة لذلك"، ويتزامن الاعلان مع تحديين اقتصاديين رئيسيين تواجههما ايران هما التشديد المتواصل للعقوبات الدولية وسياسة تقليص الدعم الذي أبقى لسنوات أسعار مواد أساسية مثل الغذاء والطاقة منخفض بشكل مصطنع، وتصر حكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد على أن العقوبات غير مؤثرة لكن رجال أعمال ومحللين يقولون انها تؤثر على الاستثمار الاجنبي في صناعة النفط والغاز المهمة لايران وتجعل من الصعب على الشركات الاستفادة من الخدمات المصرفية الدولية وهو ما يهدد النمو الاقتصادي. بحسب رويترز.

ويقول أحمدي نجاد ان اصلاح الدعم لن يفضي الى زيادة حادة في التضخم، وفي اطار خطوات الغاء الدعم ارتفع سعر البنزين لسبعة أمثاله في ليلة واحدة في ديسمبر كانون الاول كما حدثت زيادة مفاجئة في فواتير المرافق، ويرتفع التضخم ارتفاعا مطردا منذ سجل أدنى مستوى في 25 عاما عند 8.8 بالمئة في أغسطس اب ليصل الى 11.6 بالمئة في فبراير شباطالماضي، لكن مستهلكين كثيرين وساسة يشككون في احصاءات الحكومة ويقدرون التضخم الحقيقي عند مستويات أعلى بكثير، وتراجع الريال 13 بالمئة مقابل الدولار على مدى خمسة أيام في سبتمبر أيلول الماضي مما حدا ببعض المحللين الى التساؤل ان كانوا يشهدون خفضا متعمدا للقيمة أم تهافتا على الدولار لمخاوف من شح العملة الصعبة في بلد يرزح تحت عقوبات مالية.

وتدخل البنك المركزي بعد ذلك ليعود الريال الى مستواه السابق، من جهة اخرى اعلن رئيس البنك المركزي الايراني محمود بهماني في تصريح له مؤخر، ان ايران ستلغي بحلول عام او اثنين اربعة اصفار من عملتها لخلق "ريال جديد" بهدف الوصول الى تعادل مع الدولار، وبحسب القادة الايرانيين، فإنه من غير المتوقع اعلان القرار الرسمي باطلاق هذا الاصلاح قبل نهاية العام الجاري على اقرب تقدير، وبعد ذلك، "سيتم ادخال العملة الجديدة تدريجيا كي يعتاد الناس عليها" بحسب بهماني الذي تحدث عن فترة "سنة او اثنتين"، واضاف حاكم البنك المركزي انه بعد الغاء الاصفار الاربعة "ستكون قيمة الريال الجديد معادلة للدولار" من دون توضيح ما اذا كانت السلطات المالية الايرانية تنوي المحافظة على سعر صرف ثابت مع العملة الاميركية.

وفي الوقت الحاضر، يحافظ البنك المركزي الايراني على سعر صرف للعملة الخضراء، كما يضخ باستمرار كميات كبيرة من العملات في الاسواق لدعم هذا السعر للصرف على رغم مستوى تضخم من رقمين، واكد بهماني ان "البعض يعتقدون ان الغاء الاصفار سيضعف العملة الوطنية الا ان الامرين غير مرتبطين البتة ببعضهما والغاء الاصفار سيضعف التضخم"، واضاف ان "الغاء اربعة اصفار سيسهل التبادلات" التجارية من خلال تقليص حجم العملة والتخفيف من تعقيد ارقامه، ويثير القادرة الايرانيون مشروع تقليص عدد الاصفار في الريال باستمرار منذ العام 2007، مستفيدين من عبر 20 عاما من التضخم ما ادى الى ارتفاع الدولار من 70 ريالا مطلع التسعينيات الى اكثر من 10 الاف ريال حالي، واعاد الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد اطلاق المشروع مطلع العام 2010، واشار حينها الى فكرة الغاء ثلاثة اصفار من قيمة العملة "لاعادتها الى قيمتها الفعلية". بحسب فرانس برس.

كما خفض البنك المركزي الايراني أسعار الفائدة التي تدفعها البنوك على المدخرات وتحصلها على القروض في خطوة تهدف الى تحفيز النمو لكنها أثارت استياء قطاع البنوك الخاصة النامي، وقال محمود بهمني محافظ البنك المركزي طالب البنوك "بخفض أسعار الفائدة على الاقراض الى 14-17 في المئة من 26-28 في المئة"، وقال بهمني "الهدف من خفض أسعار الفائدة هو مساعدة الانتاج والصناعة من أجل خفض الاسعار النهائية للمنتجات والسيطرة والتحكم في الواردات"، وخفض البنك المركزي الذي تسري توجيهاته على البنوك العامة والخاصة أيضا سعر الفائدة على المدخرات طويلة الاجل الى 15 في المئة من 17 في المئة، وقال محللون ان هذه الخطوة محاولة من الدولة لتوسيع نطاق سيطرتها على الاقتصاد بما في ذلك البنوك الخاصة التي بدأت مزاولة أنشطتها في 2001، وقبل ذلك كانت بنوك الدولة فقط هي التي يسمح لها بالعمل بعد قيام الثورة الاسلامية عام 1979، ويحدد البنك المركزي أسعار الفائدة التي تستطيع البنوك فرضها على القروض والمدخرات.

التكنولوجيا الايرانية

على صعيد متصل أعلن رئيس منظمة الفضاء الإيرانية حميد فاضلي أن بلاده قد تطلق إلى الفضاء صاروخ "إكسبلورر 4" وعلى متنه كبسولة فيها كائنات حية منتصف شهر سبتمبر المقبل، ونقل عن فاضلي قوله أنه سيتم إطلاق "إكسبلورر 4" وعلى متنه كائنات حية إلى الفضاء منصف سبتمبر المقبل، إذا لم يستدع الأمر إجراء تغييرات أساسية تستغرق وقتاُ طويل، وأشار إلى أن "إكسبلورر4" اختبر في 14 مارس الماضي من دون كبسولة كائنات حية، "وقد أجرينا محاكاة لوجود قرد حقيقي"، وأضاف أن "الهدف من التجربة كان التأكد من أنظمة الصاروخ والكبسولة ولحسن الحظ كانت النتائج جيدة"، وقال فاضلي أن العلماء والباحثين الإيرانيين يجرون التجارب المطلوبة للإطلاق الرئيسي، مضيفاً أن ما من موعد محدد للإطلاق الرئيسي لأن منصة الإطلاق قد تتطلب تغييرات أساسية ووقتاً أطول.

تابع "المؤكد أننا نحاول تنفيذ عملية الإطلاق في الـ2011"، وتوقف فاضلي عند رفض إيطاليا إعادة القمر الاصطناعي "مصباح 1" من الفضاء إلى إيران، قائلاً أن "إيران تبذل جهوداً لاستعادة القمر الاصطناعي لكن لسوء الحظ بسبب القيود المفروضة على إيران، فإن القمر الذي بني لأهداف سلمية وعلمية أدرج ضمن العقوبات الدولية في وقت لا يفترض أن يكون على لائحة العقوبات"، وشدد على أن النشاطات الفضائية الإيرانية سلمية بالكامل "ونحن نحاول حل المسألة سلمياً"، ولفت إلى أن إيران تجري محادثات لحل القضية مع إيطاليا، التي قال أنها تعرضت لضغوطات من دول غربية.

الى ذلك كشفت إيران عن سيارة تعمل بالطاقة الشمسية صنعتها محلياً يمكن أن تزيد بسرعتها على 130 كيلومتراً في الساعة، وعرضت السيارة التي تحمل اسم "هاوين" أي الشمس المشرقة في معرض "روبوكب 2011" الذي يقام كل ثلاث سنوات في العاصمة طهران، وصممت السيارة هاوين التي تزن 160 كيلوجراماً وصنعت بأيدي طلبة في جامعة قزوين الإيرانية على مدار 18 شهر، وزودت السيارة المصنوعة من الألياف الزجاجية بطول خمسة أمتار وعرض مترين بخلايا شمسية سليكونية، ويأتي المشروع الصديق للبيئة وسط جهود وطنية يقوم بها العلماء الإيرانيون لخفض استهلاك الوقود في كل القطاعات بالجمهورية الإسلامية.

ولجنة "روبوكب" الوطنية الإيرانية التي نظمت المعرض هي مبادرة دولية للبحث والتعليم تهدف لتعزيز صناعة الآليين والذكاء الصناعي في إيران، وانطلقت المبادرة عام 2006 يشارك فيها علماء من عدة جامعات ومعاهد إيرانية، وتضمن المعرض الذي استمر ليومين عرضاً واسع النطاق لتكنولوجيا الآليين، وشارك آليون إيرانيون خلال المعرض في مباراة في كرة القدم أمام آليين صينيين كما عرض آلي لكشف الألغام الأرضية، وذكرت ندا النجار التي تدرس علوم الكمبيوتر أن إيران دخلت مجال تكنولوجيا الإنسان الآلي بكل ثقلها. بحسب رويترز.

وقالت "الإنسان الآلي الذي أنتج في إيران من الوجهة البصرية والفنية أفضل كثيراً من نظرائه الأجانب، على سبيل المثال في الآليين الصينيين كانت مضخات الهواء زجاجات ضخمة للمشروبات الغازية"، وتراود مرتضى موسى خاني المدير العام للجنة "روبوكب" آمال عريضة بخصوص صناعة الإنسان الآلي في إيران، وقال موسى خاني موضحاً "نريد بالأساس الوصول إلى مرحلة نستخدم فيها الإنسان الآلي بدلاً من الإنسان في تحدي البيئات التي نحتاج لها فيه، على سبيل المثال من الممكن أن يقوم الإنسان الآلي بأعمال المنزل لشخص مريض أو من الممكن أن يعمل الإنسان الآلي في بيئة صناعية ملوثة أو حتى تحت الماء حيث يوجد ضغط هائل على الغواصين وهكذا. نريد لهذا الإنسان الآلي أن يتمكن من العمل بدلا من البشر".

وربما يكون الحلم صعب التحقيق في وقت تواجه فيه إيران قيوداً شديدة على البضائع والتقنيات مزدوجة الاستخدام، وقد فرض الاتحاد الأوروبي قيوداً على إيران تشمل حظر تصدير المعدات التي يعتقد الاتحاد أنها قد تستخدم في القمع السياسي، لكن الإيرانيين المشاركين في المعرض يحاولون الابتكار للتغلب على تلك القيود، وقال أبو القاسم زارين الذي شارك في معرض الآليين "إمكان حصولنا على بعض المعدات محدود، لا يمكننا الحصول على بعض المعدات. ويمكن أن تؤدي هذه القيود إلى أن يكون آليونا أضعف من نظرائهم الأجانب، أحياناً عندما لا تكون لدينا هذه الأجهزة يمكن للمرء أن يستخدم إبداعه العقلي".

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 26/نيسان/2011 - 23/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م