غزة... طفولة معذبة في دروب حياة عابرة

تقرير: فاطمة جبر – غزة

 

شبكة النبأ: ببراءتهم الجميلة وسنى عمرهم المتقاربة كان منهم من يحلم يوما بالامل ونشوة المستقبل وقلم وكلمة وحياة كريمة ورؤية دولة، لكن حالة الفقر...القهر... الحصار جعل الحياة تباغت احلامهم الطفولية.

طفولة معذبة بين جدران الزمن

لم يكن يعلم هؤلاء الاطفال الغزيين ان معانى الصبر والتضحيات اصبحت جزءا من حياتهم اليومية لندع البراءة الطفولية تتحدث الطفلة (ايمان) طفلة في عمر الزهور تتجاوز الثانية عشر ربيعا رفضت بداية الامر ان تفصح عن اسمها وقامت بلطم الكاميرا بيدها الناعمة وتصرخ لا اريد التصوير لا اريد احد ان يصورني.

براءة ايمان الطفولية لم ترحمها من الشقاء والتعب لتوفر قوت ولقمة عيش اسرتها:

هذه الطفلة تأتي يوميا من حي الزيتون ماشيا على الاقدام وتقف لتبيع الحاجيات من حلوى ولبان وورق نواعم (فاين)عند مفترق السرايا ومفترق السامر احيانا هي واخيها.

لقمة العيش مغمسة بمخاطر الموت

ملامح التعب والارق كانت واضحة على قسمات وجهها الطفولي فأسردت قائلة (انا ابيع لان والدى لا يعمل واخوتي ببيتنا بحاجة الى مأكل ومشرب وما في شيء بالبيت).

من الجدير ذكره انها كانت ترتدى زيها المدرسي التابع لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين وسالتها عما هي تذهب للمدرسة يوميا، فقالت مش كل يوم اروح المدرسة والاجازة السنوية اكون على هذه المفترقات ساعات طويلة حتى يأتي الليل واذهب للبيت. يشار الى ان هذه الطفلة كانت العام الماضي تبيع النعناع على نفس هذا المفترق.

وتقوم الأونروا بإدارة واحد من أكبر أنظمة التعليم في الشرق الأوسط، وقد دأبت على أن تكون المزود الرئيسي للتعليم الأساسي للاجئين الفلسطينيين منذ 60 عاما.

وذكرت مراصد حقوقية ان عدد الاطفال الذين سقطوا ضحايا للحرب الاسرائيلية على غزة 313 طفلا وجرح 1606.

مشوار طفولي صعب مغموس بمخاطر هذه الحياة التى اصبحت لا ترحم براءة الطفولة وللعلم هذه الطفلة تعرض لأكثر من حادث طرق على المفترقات وكانت القدرة الالهية كل مرة تنجى طفولتها المعذبة.

اقتربت اكثر فاكثر من الطفلة وسالتها عن أمنياتها وهى طفلة بريئة قالت وبحشرجة الصوت (بدى أعيش زي الناس ما بدى أبيع عالطرق والكل بينظر لى بنظرة مو طبيعية وأمنيتى أن أذهب لمدرستي وما أرجع للبيع في مفترق الطرق واكون مثل كل أطفال العالم).

خادمة وهى في عمر الزهور

حال الطفلة ايمان في غزة هاشم أفضل من حال الطفلة اخرى رفضت الكشف عن اسمها (س):

الطفلة (س) طفلة قسوة الحياة وضيق الحال جعل منها شيئا اخر فى شخصيتها هذه الطفلة تستعين بها سيدة في تنظيف المنزل ورعاية أطفالها في حين أن السيدة خارج المنزل.

صراحة أنا استهجنت الامر في غرابة ودهشة وكدت لا أصدق هذا الحديث بالفعل وجدتها طفلة وعن سؤالنا للسيدة هذه الطفلة لا تقوى على أعباء المنزل فهي في عمر الزهور، فردت السيدة (شو تفكري طفلة؟ هاي سعدانة بتشتغل عن عشر سيدات)!!

من الغريب ذكره بأن هذه الطفلة أخذت تبكى بكاء وتقول(بأن أبى لو علم انني تكلمت مع الصحافة يذبحنى ذبح) الطفلة (س) بدات تسرد واقعها المرير المعاش فى غزة هاشم وتقول أعمل بالتنظيف وأعود اخر اليوم للبيت بعشرين شيكلا فقط واحيانا علبة من الشوكولاتة.

وتقول أنا اليوم أصبحت ست بيت لكن لست فى منزل أهلى وأمنيتى أن أقوم بهذا العمل لا بمنزل الغير هكذا هي حياتي التي أعيشها كل يوم ألم وتعب وقهر.

الطفولة المعذبة صوت ملؤه القهر فهل من مستغيث:

سؤال نوجه لكل مسئول عن طفولتنا المعذبة وطفولة ايمان وطفولة (س) وكل الأطفال. كم أثرنا على أن يكون هناك وزيرا ووزارة للطفولة فأكثر من ألف ومائتين طفل غادرونا الى الجنان والفردوس الأعلى فى الحرب الأخيرة على غزة واليوم يغادرون منا بطريقة أخرى وسط متاهات الحياة الصعبة فالجدير أن يقرأ الجميع ما وراء السطور لهؤلاء الأطفال وبرائتهم.

شبكة النبأ المعلوماتية- الاثنين 25/نيسان/2011 - 22/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م