
شبكة النبأ: من الامور التي اصبحت
حديث الساحة بخصوص الموضوع الليبي والثورة فيها هو رحيل القذافي من
ليبي، الامر الذي حدا بالولايات المتحدة الامريكية ودول اخرى بالبحث عن
موقع بديل للقذافي وامكانية استضافته من قبل دولة ما مقابل عدم محاكمته
على التهم العديدة الموجة اليه من قبل المحكمة الجنائية الدولية.
وفي اطار الحرب الكلامية والدعائية رفض سيف الاسلام القذافي هذه
الفكرة واصفاً اياها (بالسخيفة)، مع الاشارة الى ان القذافي لن يرحل عن
ليبيا حتى لو انتهت الامور بخسارة القذافي للحرب وانه سوف يستمر حتى
النهاية، كما اكدت الحكومة الموالية للقذافي انها انهت مسودة دستور
جديد للبلاد في محاولة جديدة لكسب الرأى والظهور بمظهر الاصلاح السياسي.
كما اختلف المحللون والخبراء المتابعون للشؤون الليبية حول مدى صحة
ما يحدث الان ومدة استمرار الامور، وبين المتفائلون اللذين يرون ان
الامور باتت محسومة بشكل كبير لصالح الثوار بعد تنامي قدراتهم العسكرية
مقابل انهيار واضح للقوات الموالية للقذافي، نجد اخرون لا يرون النور
في نهاية النفق قريب، من خلال ممارسات القذافي واعتماد قواته اسلوب
الكر والفر بين القصف العنيف والانسحاب من اجل اطالة امد الحرب وادخال
الملل في نفوس الثوار، من اجل الحصول على مكاسب معينة.
البحث عن بلد مضيف
فقد ذكر ان ادارة الرئيس باراك اوباما اطلقت عملية بحث مكثف لايجاد
بلد يمكنه ان يستضيف الزعيم الليبي معمر القذافي، الا ان المسؤولين
الاميركيين لم يحصلوا الا على لائحة صغيرة جدا بدول مرشحة لذلك بسبب
الاتهامات التي وجهتها المحكمة الجنائية الدولية الى القذافي بارتكاب
فظائع ضد شعبه منذ انطلاق الثورة واعتداء لوكربي (1988)، وقال ثلاثة
مسؤولين في ادارة الرئيس باراك اوباما للصحيفة انهم يحاولون ايجاد بلد
لم يوقع او يصادق على معاهدة روما التي ترغم البلدان على تسليم اي شخص
تدينه المحكمة الجنائية الدولية، ويمكن للقذافي بالتالي اللجوء الى
دولة افريقية لان اكثر من نصف بلدان القارة السوداء لم توقع المعاهدة.
والولايات المتحدة نفسها لم توقع المعاهدة لتجنب احتمال ملاحقة ضباط
في الجيش والاستخبارات الاميركية، وقال مسؤول رفيع المستوى في ادارة
اوباما "استخلصنا بضعة دروس من العراق من اهمها ان على الليبيين تحمل
مسؤولية تغيير النظام وليس نحن"، واضاف ان "ما نحاول فعله هو مجرد
ايجاد وسيلة للوصول الى مخرج سلمي اذا سنحت الفرصة لذلك"، ويأتي ذلك
بعد اسابيع من عمليات قصف تشنها طائرات حلف شمال الاطلسي على جيش
القذافي ومساعديه، ولم تؤد حتى الآن الى رحيله، وتبنى مجلس الامن
الدولي في 27 شباط/فبراير الماضي قرارا يفرض عقوبات على نظام القذافي
ويطلب الاحتكام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي بسبب "الانتهاكات
المنهجية لحقوق الانسان" والهجمات على المدنيين "التي يمكن ان تمثل
جرائم ضد الانسانية". بحسب فرانس برس.
وطالب الرئيسان الاميركي باراك اوباما والفرنسي نيكولا ساركوزي
ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون برحيل القذافي في مقال مشترك
نشرته اربع صحف، وعبرت دول عدة بينها الولايات المتحدة عن مخاوف على
سلامة المدنيين في ليبيا وخصوا في مصراته التي اعلنتها الحكومة "منطقة
خطر"، وقال مسؤول عسكري كبير ان دول الحلف التي تواجه مستوى لا سابق له
من التعقيد في حملتها الجوية المشتركة، تلتزم درجات متفاوتة من الحذر
عند شن غارات يمكن ان تؤذي مدنيين او تسبب اضرارا لمساجد او مدارس او
مستشفيات قريبة، وتابع ان بعض طياري الحلف رفضوا القاء قنابل على اهداف
بسبب مخاوف من هذا النوع بينما يعجز مخططو الحملة الجوية عن اختيار
الطيارين المناسبين لقصف اهداف محددة، واكد "لا شك انه عمل يثير
الاحباط للحصول على اكبر قدر من النتائج لجهودنا ومعالجة كل هذه النقاط".
حرب طويلة
من جهتها تعهدت قوى غربية تقود الغارات الجوية في ليبيا بالاطاحة
بالزعيم الليبي معمر القذافي بأي ثمن لكن ليس من الواضح ما اذا كان
الائتلاف الاوسع قادرا على تكبد مشقة حرب طويلة أو ما اذا كان حكم
القذافي مهددا بشكل كبير، وقال الرئيس الامريكي باراك أوباما ونظيره
الفرنسي نيكولا ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، انهم
سيواصلون قصف القوات الموالية للقذافي حتى يترك السلطة، مما دعم رأيا
متداولا بشدة يفيد بأن وقت محادثات السلام لم يحن بعد وأنه سيكون هناك
المزيد من اراقة الدماء، وقال فراس أبي علي وهو كبير خبراء التوقعات في
الشرق الاوسط وشمال افريقيا في مؤسسة (اكسكلوسيف اناليسيس) "انهم
يستعدون لحرب طويلة".
وذكر أليمس وارن من مؤسسة (فرونتير) التي تبحث في شؤون الشرق الاوسط
وشمال افريقيا "لا تريد هذه الدول الثلاث الحوار بعد، انها تحاول كسب
الوقت للتشجيع على انهيار داخلي في طرابلس عن طريق الانشقاقات أو
انقلاب من الداخل"، وبدا أن المقالة التي نشرتها ثلاث صحف كبيرة تهدف
الى استنهاض عزيمة المعارضين الليبيين غير المجهزين عسكريا وبعث رسالة
تخويف للمساعدين المقربين من القذافي، وتطرقت المقالة الى محكمة جرائم
الحرب الدولية في لاهاي فيما بدا انه تهديد مستتر برفع قضايا ضد أي من
مساعدي القذافي الذين تلطخت أياديهم بالدماء ولازالوا موالين له، لكن
القذافي لم يبد أي اشارة مؤخراً الى أن عزيمته فترت، وقد بث التلفزيون
الليبي لقطات للقذافي يجوب العاصمة الليبية طرابلس في سيارة مكشوفة،
وقال التلفزيون الليبي ان القذافي خرج الى الشوارع أثناء قصف حلف شمال
الاطلسي للعاصمة، وقالت عائشة ابنة القذافي أمام حشد في طرابلس ان
المطالبة بتنحية القذافي اهانة.
وقال أبي علي "القذافي لا يفكر حتى في الرحيل"، ولا يتعين على قادة
الائتلاف اقناع أنصار القذافي فحسب بأهدافهم فهناك من بين حلفائهم
أنفسهم من هم بحاجة للاقناع، وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيج
ان بريطانيا أحرزت تقدما في اقناع دول أخرى بتقديم المزيد من الطائرات
لعمليات حلف شمال الاطلسي في ليبي، لكن وزير الدفاع الايطالي انياتسيو
لا روسا قال ان ايطاليا لن تأمر طائراتها المشاركة في العمليات باطلاق
النار في ليبيا على الرغم من ضغوط تمارسها بريطانيا وفرنس، وتقود فرنسا
وبريطانيا الحملة الجوية في ليبيا لكن صبرهما اخذ في النفاد مع وهن
الالتزام ونقص المؤن اللازمة لشن ضربات جوية على أهداف على الارض من
جانب دول أخرى في الائتلاف.
وكررت المقالة وبعبارات أقوى ما جاء في بيان أصدرته يوم 13 ابريل
نيسان مجموعة أكبر بكثير من الدول المتحالفة في اجتماع بقطر ودعا
القذافي الى ترك السلطة، لكن حقيقة توقيع قادة فرنسا وبريطانيا
والولايات المتحدة فقط على المقالة بدا أنها تشير الى انطباع بالارتباك
في صفوف الائتلاف، وقال أبي علي انه يتوقع أن ليبيا أمامها ستة أشهر
أخرى من الجمود على أقل تقدير، ووافق جون ماركس رئيس مجموعة (كروس
بوردر انفورميشين) البريطانية المتخصصة في استشارات المخاطر السياسية
على أن المواجهة في ليبيا تحمل بوادر صراع طويل، وأضاف "الوضع في
مصراتة واجدابيا مريع كما هو الحال في بلدات الامازيغ في جبل نفوسة حيث
توجد اشارات الى سياسة تطهير عرقي لكن القتال في أنحاء البلاد في مستوى
متراجع وفقا لاعداد الضحايا وحقيقة أن الناس يتنقلون"، وقال "في هذا
السياق يبدو أن المواجهة من الممكن أن تستمر الى فترة طويلة مريرة"،
وفشلت بعثة أفريقية في الاتفاق على وقف لاطلاق النار بعدما استمرت قوات
القذافي في قصف مدينة محاصرة ورفض المعارضون أي اتفاق لا يشمل تنحي
القذافي. بحسب رويترز.
وقال ريتشارد دالتون وهو سفير بريطاني سابق في ليبيا ان الغرب تمنى
أن تزيد قوة المعارضة في شرق البلاد بمرور الوقت وتضعف سيطرة القذافي
على غرب ليبيا مما سيثير في وقت ما احتجاجات شعبية جديدة على حكم
القذافي، وقال "لكن في الوقت الحالي لا يعتقد أي طرف أنه سينهزم، ولا
توجد أي فرصة واقعية أمام أي وسيط في مثل تلك الظروف"، وخالف اخرون هذا
الرأي، ففي مقابلة حول السياسة البريطانية قال المحلل شاشانك جوشي من
معهد الخدمة الملكي ان اصرار بريطانيا على رحيل القذافي خطأ وان أفراد
أسرة القذافي يجب أن يسمح لهم بالمشاركة في حكومة انتقالية، وكتب قائلا
"يجب أن تكون الاهداف متناسبة مع الموارد ( المحدودة) والعزيمة ويجب أن
يكون الهدف هو اصلاح النظام وليس تدمير النظام الا اذا كنا نريد حصارا
مريعا لطرابلس"، ولا يوجد في الوقت الحالي اشارات كثيرة الى أن هذا
الرأي يلقى صدى، وحول وجود أي خطوات لتشجيع محادثات بين أحد أبناء
القذافي والمجلس الوطني الانتقالي الليبي " لست على دراية بأي جهود
جديدة في هذا الصدد، لا نملك بعد القاعدة لعملية سياسية."
القذافي ينبغي ان يرحل
الى ذلك دعت مجموعة من الدول العربية والغربية للمرة الاولى الى
تنحي الزعيم الليبي معمر القذافي لكن دول حلف شمال الاطلسي اختلفت علنا
بشأن تصعيد الضربات الجوية للمساعدة في الاطاحة به، وفي انتصار
لبريطانيا وفرنسا اللتين تقودان الحملة الجوية في ليبيا وتسعيان الى
الدعوة بوضوح الى تغيير النظام الليبي قالت "مجموعة الاتصال" التي تضم
نحو 16 دولة اوروبية وعربية الى جانب الامم المتحدة وجامعة الدول
العربية والاتحاد الافريقي ان على القذافي ان يترك السلطة، وقال البيان
الختامي "القذافي ونظامه فقدا كل شرعية وينبغي أن يترك السلطة ويدع
الشعب الليبي يقرر مستقبله"، وقال البيان ايضا ان المجلس الوطني
الانتقالي الذي يمثل المعارضة يملك الشرعية ويمثل آمال الشعب الليبي.
وكانت لهجة البيان أكثر صرامة من بيان الاجتماع السابق قبل اسبوعين
وقدم البيان دعما اقوى للمعارضة التي تقاتل لانهاء حكم القذافي المستمر
منذ 41 عام، وقال المشاركون انهم سيعملون على وضع آلية مالية لمساعدة
المعارضة على ادارة المنطقة الشرقية التي تسيطر عليه، ودعا البيان الى
تسوية سياسية يقررها الشعب الليبي ووضع نهاية للهجمات على المدنيين
وانسحاب قوات الحكومة من المدن التي احتلتها او حاصرتها بما في ذلك
مدينة مصراتة المحاصرة في الغرب، واتفقت المجموعة على تقديم "دعم مادي"
للمعارضة المسلحة. وعلى الرغم من ان البيان لم يحدد تفاصيل هذا الدعم
فقد قال دبلوماسيون ان بعض الدول قد تفسر هذا على أنه تقديم سلاح
للمعارضة وهو أحد مطالبها الرئيسية.
وقال رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني للصحفيين ان
الدعم المادي قد يتضمن كل الاحتياجات الاخرى ومن بينها المعدات
الدفاعية، لكن مصدرا بالرئاسة الفرنسية قال بعد اجتماع للرئيس نيكولا
ساركوزي مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ان فرنسا وبريطانيا
لا تعتزمان تقديم سلاح للمعارضة الليبية الان، واضاف ان فرنسا لا ترى
ذلك ضروريا الان لكنها لا تعترض على قيام دول أخرى به، وفي اجدابيا على
الجبهة الشرقية قالت المعارضة المسلحة انها تتبادل اطلاق الصواريخ مع
قوات القذافي من نقطة تبعد نحو 40 كيلومترا الى الشرق من بلدة البريقة
النفطية التي تسيطر عليها القوات الحكومية، كما تحدثت المعارضة عن غارة
جوية لطائرات حلف شمال الاطلسي على قوات القذافي شمالي البلدة.
وتحدثت قوات المعارضة المسلحة عن المزيد من القتال العنيف في مصراتة
معقلهم الوحيد في غرب ليبيا وقالوا انهم يحققون تقدما ضد قوات القذافي
التي تحاصر المدينة وتمكنوا من دفعها الى الوراء مسافة عشرة كيلومترات
على احد المحاور، وقال التلفزيون الليبي ان طائرات حلف شمال الاطلسي
أغارت على شارع طرابلس الرئيسي في مصراتة الذي شهد معارك متكررة بين
المعارضة والقوات الحكومية، وقال التلفزيون ان اشخاصا قتلوا لكنه لم
يذكر تفاصيل، وقال التلفزيون ايضا ان طائرات الحلف هاجمت مسقط رأس
القذافي في سرت الى الشرق من مصراتة، وقال برنامج الاغذية العالمي
التابع للامم المتحدة ان ليبيا عرضة لازمة انسانية وقال الامين العام
للامم المتحدة بان جي مون امام الاجتماع الذي عقد في الدوحة ان ما يقرب
من 3.6 مليون نسمة اي ما يزيد على نصف السكان قد يحتاجون الى المساعدة.
وبينما شهد اجتماع الدوحة الاتفاق على مبدأ الاطاحة بالقذافي فقد
شهد ايضا انقساما بشأن كيفية المضي قدما في تحقيق هذا الغرض، وتقوم
بريطانيا وفرنسا اللتان تتحملان عبء أغلب الضربات الجوية في ليبيا
بالدور الاكبر بينما تقوم بقية دول حلف شمال الاطلسي بدور اصغر،
وتتزايد خيبة الامل في لندن وباريس لعدم نجاح الغارات الجوية في تحويل
دفة الحرب الى صالح المعارضة المسلحة ولا في وقف القصف المدمر لمصراتة،
ويقول الخبراء ان الاهداف التي يمكن لطائرات حلف شمال الاطلسي ان
تقصفها من ارتفاعات عالية دون ايذاء المدنيين، ويقول البعض ان الولايات
المتحدة يمكن ان تغير مسار الحرب اذا ساهمت بأسلحة متخصصة مثل الطائرات
ايه-10 المضادة للدبابات وطائرات الهليكوبتر التي يمكنها ان تقوم
بهجمات دقيقة لكن واشنطن تحجم عن الايغال في المشاركة في الحرب.
ودعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيج الى مشاركة مزيد من دول حلف
شمال الاطلسي في الهجمات فيما دعا نظيره الفرنسي الان جوبيه الى مزيد
من الضغوط العسكرية على قوات القذافي لاقناعه بترك السلطة، لكن وزير
الخارجية البلجيكي ستيفن فاناكير قال ان قرار مجلس الامن الصادر في 17
مارس اذار والذي يسمح بالعمل العسكري ضد ليبيا بغرض حماية المدنيين من
قوات القذافي يستبعد تسليح المدنيين وقال انه لا يرى حاجة الى زيادة
الهجمات الجوية.وفيما يعكس خيبة الامل من ان الغارات الجوية لحلف شمال
الاطلسي لم تكن حاسمة بما يكفي دعا جوبيه الى تنسيق افضل مع قوات
المعارضة المسلحة على الارض في اختيار الاهداف. بحسب رويترز.
وقال جوبيه، ان حلف شمال الاطلسي لم يقم بما يكفي لوقف قصف قوات
القذافي لمصراتة حيث أفادت أنباء بمقتل مئات المدنيين في المدينة
المحاصرة منذ فترة طويلة، وبدت تصريحات جوبيه موجهة على الاقل جزئيا
الى الولايات المتحدة بعد ان امر الرئيس باراك اوباما قواته بالتراجع
عن الدور القيادي في العملية العسكرية في ليبي، وقال وزير الدفاع
الفرنسي جيرار لونجيه امام البرلمان في باريس، انه دون مشاركة طائرات
الهجوم الارضي الامريكية في مهاجمة الاهداف البرية فلن يتمكن حلف شمال
الاطلسي من تخفيف قبضة الحصار العسكري لبلدات مثل مصراتة والزنتان،
وقال ممثلو المعارضة الليبية الذين حضروا الاجتماع في الدوحة انهم
يتوقعون المزيد من الدعم قائلين ان حلف شمال الاطلسي يستخدم "الحد
الادنى" من القوة المطلوبة لتصعيد الهجمات على اسلحة القذافي الثقيلة،
وقالت المعارضة انها ستطلب 1.5 مليار دولار كمساعدات للمدنيين.
وقال محمد عوض شمام المتحدث باسم المعارضة ان المعارضة تريد زيادة
صادراتها من النفط الخام لتأمين المساعدات الانسانية لا للحصول على
النقد. وهاجمت قوات القذافي حقول النفط في الشرق لمنع تصديره وقال شمام
ان المعارضة لا تصدر الا كميات ضئيلة، وقالت مجموعة الاتصال انها
ستجتمع مرة أخرى في ايطاليا في بداية مايو ايار، ومن بين الدول الاعضاء
في المجموعة قطر والعراق وتركيا ودول أخرى في الشرق الاوسط الى جانب
بعض الدول الاعضاء في حلف شمال الاطلسي، وعلى صعيد اخر قالت المانيا
انها ابعدت خمسة من الدبلوماسيين الليبيين لقيامهم بترهيب الليبيين
هناك.
القذافي وأسلوب الكر والفر
من جهة اخرى قال حلف شمال الاطلسي ان الزعيم الليبي معمر القذافي لا
يبدي بوادر تخل عن العمل العسكري ومن المتوقع ان يلجأ الى أسلوب الكر
والفر بعد تعرض قواته لهجمات لتدمير أسلحتها الثقيلة، وقال البريجادير
جنرال مارك فان أوم من هيئة أركان قوات حلف الاطلسي ان الحلف ينفذ 155
طلعة جوية في المتوسط يوميا على مدى الاسبوع، وركز على منع قوات
القذافي من استخدام الاسلحة الثقيلة في المناطق المدنية، وقال فان أوم
"القوات الموالية للقذافي لا يمكنها ان تقاتل أينما شاءت وأن تقاتل
كيفما شاءت وأن تستخدم ما شاءت من أسلحة، ومع ذلك فلا شيء يشير الى ان
القذافي لديه اي نية لوقف العمليات" مضيفا ان الحلف يتوقع ان يرى بدلا
من ذلك تغييرا للاساليب.
ومضى قائلا "نتيجة لتعرض منظومات أسلحته الثقيلة للضرب الشديد في
الايام القليلة الاخيرة فنحن نتوقع ان تفضل القوات الموالية للنظام
أساليب الكر والفر باستخدام طوابير الاليات التي تتألف من شاحنات صغيرة
لانهاك قوات المعارضة نفسيا لا للسيطرة على أراض"، وقال فان أوم ان
الوضع العسكري "متحرك ومتبدل ويتغير باستمرار"، واستعادت قوات المعارضة
السيطرة على أجدابيا بعد دفع قوات القذافي للتقهقر الى المشارف
الشمالية للمدينة لكن مصراتة في الغرب ما زالت تتعرض لضغوط، وفقد سحبت
قوات القذافي الاسلحة الثقيلة من بعض أحياء المدينة لكنها واصلت القصف
كما هاجمت عدة مناطق في الزنتان جنوب غربي طرابلس.
وقال أوم "يركز حلف شمال الاطلسي انتباهه على تدمير المعدات
العسكرية الثقيلة التي تمثل الخطر الاكبر على المدنيين لكن الضربات
الجوية تستهدف ايضا مخازن الذخيرة وخطوط الاتصالات لقطع الامدادات عن
هذه القوات"، وانسحبت قوات القذافي من أجدابيا نحو البريقة ونشرت
عناصرها القيادية شرقي المدينة بينما نشرت قوات المعارضة عناصر جنوب
غربي أجدابيا.وقال فان أوم "ولذلك فخط المواجهة يقع من جديد بين
أجدابيا والبريقة"، وفي رد على انتقادات وزير الخارجية الفرنسي الان
جوبيه الذي قال ان حلف الاطلسي لا يقوم بالجهد الكافي في ليبيا قال فان
أوم ان الحلف قام بعمليات "بوتيرة عالية للغاية" في الايام القليلة
الاخيرة، واضاف "نحن نقوم بالعمل على أتم وجه وننجز مهمتنا بما لدينا
من موارد ولذا فمن الصعب ان نقول اننا نحتاج الى المزيد". بحسب رويترز.
ومضى قائلا "عندما تنظر الى المهمة تجد ان حظر السلاح سار ومنطقة
حظر الطيران فعالة. نحن نحمي المدنيين ومن ثم نحن ننفذ مهمتنا"، وسلم
فان أوم بأن حلف الاطلسي يمكنه أن يقوم بالمزيد مع توفر مزيد من
الطائرات لكنه قال ان تخصيص الموارد قرار يخص دول الحلف الثماني
والعشرين، وقالت المتحدثة باسم حلف شمال الاطلسي كارمن روميرو ان الحلف
ينفذ التكليف الصادر عن الامم المتحدة بفعالية مضيفة "لدينا 200 طائرة،
وبمقدورنا حاليا ان نقوم بعمليات بوتيرة عالية للغاية باستخدام الموارد
المتاحة لنا"، وقال فان أوم ان الحلف قام بما يزيد على 1900 طلعة جوية
منذ اضطلاعه بالعمليات فوق ليبيا في 31 مارس اذار من بينها 800 طلعة
هجومية.
دستور جديد للبلاد
في سياق متصل سعت ليبيا الى اظهار وجه اصلاحي قائلة انها تعد دستورا
جديدا لدعم " النسخة الليبية" من الديمقراطية، ولم يتمكن المسؤولون من
توضيح ما هو الدور الذي قد يضطلع به الزعيم الليبي معمر القذافي في
النظام الجديد وما هو الموعد المحتمل لتطبيقه، وتقول المعارضة التي
تقاتل القذافي منذ أكثر من شهرين ان انتفاضتها يحركها توق شعبي للتغيير
الديمقراطي والانتخابات الحرة في الدولة المصدرة للنفط كما تتهم
المعارضة القوات الحكومية بقتل المدنيين، وليبيا ليس لديها دستور وتحكم
بموجب مجموعة من افكار القذافي الواردة في الكتاب الاخضر الذي ألفه في
السبعينات وهو نظام سياسي غامض يندد به المعارضون المصممون على الاطاحة
بالقذافي بعد 41 عاما من الحكم.
وانتهز المسؤولون فرصة تجمع صحفيين اجانب بعد منتصف الليل ليعلنوا
التزامهم بدستور جديد واصلاحات سياسية اوسع، وقال خالد الكعيم نائب
وزير الخارجية انه يتمنى اقرار القانون في القريب العاجل، واضاف ان
هناك اشخاصا ليسوا معنيين بالاصلاح السياسي بل يريدون السلطة والثروة
وليس الدستور، وقال محمد الزوي امين مؤتمر الشعب العام (البرلمان) ان
مسودة الدستور جاهزة وستدرس قريب، ولم يوضح المسؤولان اي انواع النظم
السياسية سيتبناها الدستور وما اذا كان القذافي سيشارك فيه ام ل، ولم
يتضح على اي نحو سيكون النظام الجديد المقترح مختلفا عن النظام الذي
تتبعه ليبيا حاليا وهو خليط من القواعد الاسلامية والقبلية والاشتراكية.
وطلب منه ان يوضح ما اذا كانت ليبيا ستكون جمهورية رئاسية او نوعا
اخر من انظمة الحكم قال ابراهيم مخزم عضو لجنة صياغة الدستور انها
ستكون "نسخة ليبية"، وقال ان الدساتير ليست مصممة لتتلاءم مع رغبات
الافراد بل لخدمة البلاد واي مواطن يستطيع ان يجد مكانا له في هذا
الدستور، واضاف ان معمر القذافي بوصفه مواطنا ليبيا يستطيع ان يجد
مكانه في الدستور مضيفا ان الاغلبية العظمى من الشعب تريد بقاءه لانه
رمز ولديه كثير من الوظائف والمهام، وقدم القذافي ليبيا بوصفها ضحية
للعدوان العسكري الغربي قائلا ان حكومته تعمل منذ سنوات لاحداث تغيير
سياسي، ولا يرى المعارضون اي امكانية لاصلاح حقيقي في ظل حكم القذافي
ويطالبونه بالتنحى.
وتقول الحكومة الليبية انها تتعرض لعقاب ظالم من القوى الغربية التي
ارسلت طائرات حربية لتطبيق منطقة حظر جوي صرحت بها الامم المتحدة،
وتنفي ليبيا قيام جيشها بقتل المدنيين او مهاجمة قوات المعارضة قائلة
ان جنودها انما يستخدمون القوة العسكرية للدفاع عن النفس، لكن على
الارض تواصل القوات الليبية القتال من اجل السيطرة على المدن التي
استولت عليها المعارضة مثل مصراتة واجدابيا حيث يقول السكان ان كثيرا
من المدنيين قتلوا او حوصروا في مناطق القتال، ويقود سيف الاسلام نجل
القذافي جهودا للترويج للدستور الجديد واصلاحات اخرى خلال السنوات
السابقة في اطار مسعاه لانهاء عزلة ليبيا عن الغرب، ويشكك منتقدون في
التزام ليبيا بالانفتاح قائلين ان اقوالها المؤيدة للاصلاح لا تدعمها
أفعال في بلد لا تسمح فيه الدولة بأي شكل من اشكال المعارضة. بحسب
رويترز.
المعارضة تطالب بأصول القذافي
الى ذلك طالبت جماعة معارضة ليبية الولايات المتحدة بتمكينها على
الفور من الحصول على الاصول المجمدة للزعيم الليبي معمر القذافي لسداد
تكاليف الاحتياجات الانسانية في المناطق التي يسيطر عليها المعارضون،
وقال علي عجالي الذي استقال في فبراير شباط من منصب رئيس مكتب الاتصال
الليبي (السفير) في واشنطن ويمثل الان أبرز جماعة ليبية معارضة في
واشنطن في رسالة الى وزير الخزانة الامريكي تيموثي جيتنر ان الاحوال
الانسانية تدهورت في المناطق التي يسيطر عليها المعارضون.
وتقاتل جماعات المعارضة التي تسعى الى الاطاحة بالزعيم الليبي
القوات الموالية للقذافي في حرب أهلية اشتعلت في فبراير شباط عندما
حاول القذافي سحق الاحتجاجات المؤيدة للديمقراطية، وقال عجالي في
رسالته، ان المجلس الوطني الانتقالي يحتاج الى الوصول على الفور الى
الارصدة المجمدة التابعة لنظام القذافي في المؤسسات المالية الامريكية
لتلبية الاحتياجات الاساسية للشعب الليبي، يذكر ان الولايات المتحدة
الامريكية قد جمدت أكثر من 34 مليار دولار في صورة أرصدة في اطار
العقوبات ضد القذافي وكبار مسؤوليه.
كما وأضافت وزارة الخزانة الامريكية خمسة مسؤولين كبار (هم رئيس
الوزراء الليبي ووزير المالية ووزير النفط ومدير الامن الداخلي ورئيس
اركان قوات القذافي)، وهيئتين يهيمن عليهما أولاد القذافي الى القائمة
السوداء للعقوبات، وقال مسؤولون بادارة الرئيس الامريكي باراك اوباما
انهم يبحثون ما اذا كان يمكن استخدام جزء من الاموال النقدية المجمدة
والسندات والادوات المالية الاخرى لمساعدة جهود المعارضة الليبية في
السيطرة على الاصول المالية للقذافي وعائلته والموالين لنظامه. بحسب
رويترز.
من جهة اخرى قالت منظمة هيومان رايتس ووتش ان الهجمات العشوائية
التي تشنها قوات الزعيم الليبي معمر القذافي على المدنيين المحاصرين في
مدينة مصراتة تنتهك القانون الدولي، وأضافت المنظمة ان مستشفيات
المدينة سجلت نحو 250 حالة وفاة في الشهر الماضي معظمها لمدنيين فيما
تقاتل القوات الحكومية للسيطرة على اخر معقل مهم للمعارضة في غرب ليبي،
وقالت سارة ليا ويتسون مديرة قسم الشرق الاوسط وشمال أفريقيا في
المنظمة في بيان "سمعنا روايات تبعث على الانزعاج عن قصف واطلاق رصاص
في عيادة وفي مناطق مأهولة وقتل مدنيين في أماكن ليس بها معارك"، وذكرت
المنظمة ومقرها نيويورك أن القانون الدولي يمنع الاطراف المتحاربة من
استهداف المدنيين أو شن هجمات دون تمييز بين المدنيين والمقاتلين.
وقالت المنظمة انها تحدث لطبيبين و17 شخصا أجلوا من مصراته من بينهم
جمال محمد صعيب الذي فقد ثلاثة من أفراد أسرته في هجمات قوات القذافي،
ونقل قوله "كانت زوجتي تحمل ابني وأصابتها رصاصة في ذراعها ثم ارتدت في
وجه ابني ولم يكن مع أي منا سلاح، كنا مجرد أسر تبحث عن مكان امن،
"وينفي مسؤولون ليبيون مهاجمة مدنيين ويقولون انهم يقاتلون مجموعات
مسلحة ومتعاطفين مع القاعدة عازمين على زعزعة استقرار ليبي، ولم يسمح
للصحفيين بتغطية الاحداث في مصراتة بحرية مما يجعل من الصعب التحقق من
رواياتهم، ومصراتة ليست المكان الوحيد الذي خرجت منهة ادعاءات بشن
أنصار القذافي حملة لبث الرعب في نفوس المدنيين. بحسب رويترز.
ويقول الفارون من المنطقة الجبلية الغربية التي يقل فيها السكان ان
القوات تقصف المنازل وتسمم ابار المياه وتهدد باغتصاب النساء، وطالما
نظر القذافي بريبة لسكان المنطقة من البربر، وفي مصراتة سقط الاطفال
ضحية الصراع ويقول صندوق الامم المتحدة للطفولة (يونيسيف) "ان عشرين
طفلا على الاقل لقوا حتفهم واصيب كثيرون اخرون بشظايا قذائف المورتر
والدبابات وجروح اعيرة نارية"، وانتفضت مصراتة ضد حكم القذافي المستمر
منذ أكثر من أربعة عقود في منتصف فبراير مع مدن اخرى في ارجاء البلاد،
وتحاصر قوات القذافي مصراتة وتسعى لطرد المعارضة من خلال قصف مستمر
ونيران القناصة، وقالت المنظمة ان الوضع في المدينة التي يقطنها 300
ألف نسمة يبعث على قلق متزايد حيث "منعت الحكومة جميع المساعدات
الانسانية عبر الطرق البرية" وذكرت ان هذا التصرف ايضا يمثل استخفافا
بالقانون الدولي، ووصلت مواد اغاثة غذائية وطبية محدودة عبر ميناء
مصراتة الذي تسيطر عليه المعارضة. |