الكتاب أداة التغيير والحضارة والمؤلف مصدرها

اليوم العالمي للكتاب

علي حسين عبيد

 

شبكة النبأ: الانسان بالتفرد عن الكائنات الاخرى، يتمتع بمخيلة لايحد سعتها وعوالمها شيء، لا الواقع ولا غيره، مخيلة فعالة أسهمت بتغيير حياة الانسان على نحو جديد تماما، ودفعته الى المخاطر الكبرى التي حققت له النجاحات الكبرى ايضا، في مجالات علمية وصناعية وزراعية واتصالية لا تحدها حدود أو مضادات من أي نوع كانت.

هذه القفزات البشرية المتلاحقة، لم تتحقق بوجود المخيلة فحسب، ولا يعود الفضل كليا لها، بل هناك وسائل مساعدة، أهمها ما نحتفل به في مثل هذه الايام سنويا، ألا وهو الكتاب، ( حيث يصادف يوم الكتاب العالمي الخامس عشر في هذه الايام)، نعم إن العالم يحتفل بهذه الاداة الخلاقة التي آزرت المخيلة البشرية، وزجّت في عقول الناس المختلفة، ملايين او بلايين المعلومات التي سهّلت لها التجديد والمغايرة، والقفز من حقول تقطرُ تيهاً وظلاماً، الى أخرى تشعُّ نوراً وسطوعاً.

وبالكتاب تعلّم الانسان كيف يغيّر آليات العمل والتفكير المعتادة، وطوَّر أنماطا كثيرة ومختلفة للعيش، من خلال التطوير الدؤوب لحقول العلم المختلفة والآداب والفنون والعلوم الانسانية، وعموم الانشطة الفكرية الانتاجية التي كان الانسان ولا يزال منتجها الأعظم من بين جميع الكائنات.

ما تحقق للبشرية هو عصارة الأفكار المتجددة التي تناقلتها الامم فيما بينها عبر الكتاب، على أننا يجب أن لا ننسى العنصر المكافئ للكتاب، ألا وهو المؤلف، ففي هذه المناسبة حرصت اليونسكو على أن تجعل من هذا اليوم مناسبة عالمية يحتفل فيها سكان الأرض بالكتاب ومؤلِّفه، وقد تم اختيار اليوم الرمزي لهذه المناسبة وتم تحديده بيوم 23  نيسان/أبريل من كل عام، ولم يأت هذا الاختيار جزافا، فلقد وُلد وتُوفّيَ في مثل هذا اليوم قبل قرون عدد من كبار الفلاسفة والمفكرين والكتاب الخالدين في الذاكرة الانسانية، ومنهم سرفانتس، وفلاديمير نابوكوف، وشكسبير، وإينكا جارسيلاسو دي لا فيجا وغيرهم.

وقد أكدت منظمة اليونسكو على أهمية أن تعي النخب التي تقود العالم ما ينبغي عليها في هذه المناسبة، وما يجب أن تظهره من اهتمام كبير بالكتاب، وأهمية الحفاظ على حقوق المؤلفين ورعايتهم، وأكدت المنظمة على واضعي السياسات والمحررين والمعلمين والمجتمع المدني بأسره أن يبحثوا من جديد في أفضل السبل من أجل الترويج لهذه الأداة (الكتاب) التي لا غنى عنها لاكتساب المعرفة.

وهكذا نلاحظ أن الجميع يجب أن يسهموا في العناية بالكتاب والمؤلف معا، ولا يُستثنى من ذلك جهة او أحد، على أن يتصدر السياسيون والحكومات الجميع في قضية رعاية الكتاب والمؤلف معا.

لقد كان اختيار مؤتمر اليونسكو العام الذي عقد في باريس عام 1995 لهذا التاريخ اختياراً طبيعيا، كما ذكرت وسائل الاعلام المحتلفة، إذ أرادت فيه اليونسكو أن تعبّر عن تقديرها والعالم أجمع للكتاب والمؤلفين، وذلك عن طريق تشجيع القراءة بين الجميع، وبشكل خاص بين الشباب، وتشجيع استكشاف المتعة من خلال القراءة، وتجديد الاحترام للمساهمات التي لا يمكن إلغاؤها، لكل الذين مهدوا الطريق للتقدم الاجتماعي والثقافي للإنسانية جمعاء.

أما المشجعون على القراءة، فيقع عليهم الدور الأهم في توفير العوامل المساعدة على ذلك، ونعني بهم الجهات الرسمية والأهلية ذات العلاقة، فالتشجيع على القراءة يتطلب عددا من الخطوات الفعلية، مثل دعم سعر الكتاب، وتوفير المكتبات العامة ودعمها بالعناوين المتنوعة، وإشاعة أجواء مساعدة على القراءة، ناهيك عن دعم المؤلفين ماديا ومعنويا، من اجل توفير العوامل المناسبة لمواصلة الابتكار والابداع عموما.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 22/نيسان/2011 - 19/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م