امريكا في ليبيا... خيارات حرب مكلفة

 

شبكة النبأ: يكتنف الموقف الامريكي ازاء الحرب القائمة في ليبيا الكثير من اوجه الغموض، خصوصا بعد تباين مواقفها ازاء دعوة المجتمع الدولي لإسقاط الرئيس الليبي معمر القذافي.

ويرى بعض المحللين ان الولايات المتحدة تخشى التورط في ليبيا بشكل مباشر بسبب تنامي مخاوفها من الجماعات المتطرفة التي كشف عنها مؤخرا في تلك الدولة. الا ان لعاب واشنطن الذي يسيل بسبب النفط الليبي اقوى من ارادتها في التخلي بشكل كامل عن المشاركة في الاطاحة القذافي.

فعلى الرغم من تعقد الاوضاع ميدانيا، بعد ان برهن الرئيس الليبي انه لا يزال قادرا على المماطلة والالتفاف على مقاتلي المعارضة، باتت امريكا تضع قدم داخل تلك الدولة واخرى خارجها، للتقليل من حجم الخسائر فيما لو دخلت الموجهة بشكل مباشر وقوي.

أمريكا المترددة

فقد قد تساعد عودة الولايات المتحدة للمشاركة في العمليات القتالية في ليبيا في كسر جمود الموقف القائم بين المعارضة المسلحة وقوات الزعيم الليبي معمر القذافي لكن يبدو أن واشنطن تحجم عن المشاركة بكامل طاقتها في صراع فوضوي بالفعل.

وقال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونجيه ان هجمات القذافي لن تتوقف دون مشاركة الولايات المتحدة في الغارات على دباباته ومدفعيته وهي المشاركة التي توقفت بعد أن تولى حلف شمال الاطلسي قيادة العمليات في ليبيا يوم 31 مارس اذار.

وذكر مسؤول فرنسي كبير أن مشاركة الولايات المتحدة مهمة اذ أن القوات الجوية الاوروبية تفتقر الى طائرات (تانكباستر) أيه-10 التي تحلق على ارتفاعات منخفضة ومقاتلات ايه. سي-130 التي يقول محللون انها ستكون مفيدة أمام قوات القذافي.

وبينما تعلن واشنطن أن هذه الطائرات لا تزال متاحة عند طلبها فانها تحجم عن التورط في صراع اخر في العالم الاسلامي يتعذر حسمه بسرعة. ويرى محللون أن تدريب وتسليح المعارضة سرا ربما يتم بالفعل لكن يتعين أن يجري بوتيرة سريعة ويواكبه المزيد من الضربات الجوية الامريكية لتجنب جمود طويل في الموقف قد يعتبر فشلا في مهمة الحلف.

وذكرت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) أن طائرات مقاتلة أمريكية تواصل توجيه ضربات الى الدفاعات الجوية الليبية حتى بعد تولي حلف شمال الاطلسي قيادة العمليات في ليبيا الا أن استهداف دبابات القذافي ومدفعيته مسألة حاسمة.

وقال ماركو بابيك من ستراتفور لاستشارات المخاطر السياسية ان نقص الطائرات التي تحلق على ارتفاعات منخفضة تضافر مع ضعف المهارات العسكرية للمعارضة في تقليص فاعلية عمليات الحلف. وأضاف بابيك أنه لم يعد هناك الكثير من الاهداف التي يمكن أن تصيبها الطائرات التي تحلق على ارتفاعات عالية دون أن تخاطر بحياة المدنيين المفترض أن توفر لهم الحماية. وتستخدم الدول الاوروبية الاعضاء في الحلف والمشاركة في التحالف طائرات تحلق على ارتفاعات عالية في عملياتها بليبيا.

واستطرد قائلا "أصيبت الدفاعات الجوية بالشلل الان.. ويجب أن تستخدم الطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض.. الهليكوبتر أو طائرات وارثوج ايه-10 حتى يمكن تحديد الاهداف التي يجب التعامل معها."

الا أن محللين يشكون في أن الولايات المتحدة سترغب في العودة الى المشاركة الكاملة في المهمة القتالية. ويقول باراك سينر من معهد رويال يونايتد سرفيسز بلندن "سيواصلون تقديم المعلومات الاستخباراتية وقدرات التشويش... لكن ادارة (الرئيس الامريكي باراك) أوباما لا تريد التورط في صراعات خارجية جديدة فيما تسعى الى وضع استراتيجيات للخروج من الصراعات التي ورثتها."

ويرى كارل هاينز كامب من الكلية الحربية التابعة لحلف شمال الاطلسي أن ليبيا كشفت مرة أخرى القدرات العسكرية المحدودة لحلفاء الولايات المتحدة. واردف "نحن الان في موقف يقلقنا جميعا.. مأزق لا يمكن للمعارضة وحدها التغلب عليه والنظام لا يسقط.

"طائرات تانكباستر ايه-10 مناسبة تماما لهذا النوع من العمليات-- لمهاجمة تشكيلات الدبابات التي تسد الشوارع.. لكن أمريكا متمنعة للغاية. مرة أخرى يثبت ذلك الحقيقة القديمة ان الحلف بدون الولايات المتحدة لا يستطيع القيام بالكثير نظرا لنقص معداته العسكرية."

وبينما يملك الحلفاء الاوروبيون الطائرات الهليكوبتر فانها يجب أن تنطلق من حاملات تقف قبالة السواحل الليبية وقال مسؤول في الحلف انه لا توجد حاملات متوفرة في الوقت الحالي.

وكما هو الحال في أفغانستان سيحجم الحلفاء على أي حال عن استخدام طائرات الهليكوبتر نظرا لسهولة تعرضها للنيران الارضية. وقال بابيك ان عزوف الولايات المتحدة عن العودة للمشاركة وتشككها في عملية قادتها سياسيا فرنسا وبريطانيا له ما يبرره في ضوء ضعف قوات المعارضة. وتابع "حتى اذا ما استخدم الحلف طائرات الهليكوبتر فمن غير الواضح ما اذا كان هذا سيكون مجديا لان قوات المعارضة التي يعول عليها الحلف كي تكون قواته البرية أثبتت فشلا ذريعا.

وقال كامب ان انهاء المأزق سيتطلب تعزيز العمليات العسكرية أو التدخل البري لكن حلفاء مثل تركيا التي عارضت في البداية أي تدخل في ليبيا ترفض توسيع مهمة الحلف.

وما من أحد بما في ذلك القوات البريطانية والفرنسية يتحمس للتدخل البري الا في حالة استخدام قوات خاصة يمكن انكار وجودها. وقال دبلوماسي تركي "اذا ما ذهب تعزيز العملية أبعد من الاطار الذي حدده مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة بقصد حماية المدنيين سيكون هذا مشكلة بالنسبة لنا...أعتقد اننا لن نكون وحدنا في هذا. وعلى سبيل المثال سنعارض الدخول الى أراضي ليبيا." بحسب رويترز.

وذكر سينر أن دول الحلف ساهمت في حدوث مأزق بتفسيرها قرار الامم المتحدة على أنه يقصر استهدافها لقوات القذافي على الوحدات التي تهدد المدنيين بصورة مباشرة. وأضاف "الاختيار الان هو بين خيارات سيئة... خلقنا سياقا تجري فيه حرب عصابات في مناطق حضرية. اذا لم نمكن المقاتلين فأي عمل عسكري نقوم به سيوقع ضحايا مدنيين."

وبينما قد لا توافق جميع الدول الاعضاء في الحلف وعددها 28 على تسليح وتدريب المعارضة الليبية فقد لا يمثل ذلك عقبة أمام اقدام دول غربية وعربية بشكل منفرد على القيام بذلك سرا.

وقال سينر "يمكن القول انه من الممكن تصور سيناريو يتغاضى فيه هيكل قيادة الحلف عن المخاوف المختلفة لاعضاء الحلف كل على حدة."

وسيكون الملاذ الاخير للحلف هو اعلان ان المهمة التي ينفذها بتفويض من الامم المتحدة نجحت اذا ما أوقفت قوات القذافي هجماتها لينهي عمليته في ليبيا. لكن هذا لن يقدم شيئا يذكر لتحسين سمعة الحلف بعد تورط طويل وغير حاسم في افغانستان. ويضيف كامب "هذا سيناريو محتمل... لكننا بحاجة الى صبر استراتيجي... "نحتاج الى الشجاعة والقدرة على التحمل للصمود خلال الاسبوع أو الاثنين أو الثلاثة التي ستستغرقها المهمة... نعم كنا نأمل في سقوط القذافي على الفور ..كان سيصبح أمرا جيدا لكن لننتظر أسبوعا أو أسبوعين ونرى."

تنفيذ ضربات جوية

من جهتها قالت وزارة الدفاع الامريكية ( البنتاجون) ان طائرات مقاتلة أمريكية تواصل توجيه ضربات الى الدفاعات الجوية الليبية حتى بعد ان تولى حلف شمال الاطلسي قيادة العمليات في ليبيا هذا الشهر.

وجاء هذا الاعلان في الوقت الذي تكافح فيه قوات المعارضة الليبية لكسب أرض من قوات معمر القذافي في حين يختلف أعضاء حلف الاطلسي علنا بشأن تكثيف الضربات الجوية للمساعدة في الاطاحة به.

وقال مسؤولون بالبنتاجون ان الهجمات على الدفاعات الجوية الليبية لا تعني ان الولايات المتحدة أعادت النظر في قرارها القيام بدور دعم محدود في الصراع في ليبيا. وقال جيف موريل الناطق الاعلامي باسم البنتاجون للصحفيين "انها تنسجم تماما مع دور الدعم الذي نقوم به منذ انتقال القيادة الي حلف الاطلسي."

ويقول الجيش الامريكي ان هذا الهجمات ذات طابع دفاعي ولذلك لا تعتبر "ضربات". وقال البنتاجون ان 11 طائرة أمريكية نفذت 97 طلعة جوية في ليبيا منذ الرابع من ابريل نيسان وأطلقت نيرانها على أهداف للدفاع الجوي ثلاث مرات. وأضاف أن الطائرات التي شاركت في تلك الطلعات هي ست مقاتلات من طراز اف-16 وخمس طائرات حرب الكترونية من طراز اي.ايه-18 جرولر. وجميع الطائرات موضوعة تحت قيادة حلف الاطلسي. وقال مسؤول عسكري أمريكي طلب عدم الكشف عن اسمه "تلك مهام دفاعية تهدف لحماية الطائرات التي تفرض حظر الطيران."

وتبرز تلك العمليات القلق بشأن دفاعات القذافي الجوية المتنقلة بعدما أضعفت الحملة الجوية التي قادتها الولايات المتحدة في البداية مواقع الدفاع الجوي الثابتة. وتسعى ادارة اوباما التي تخوض صراعين في العراق وافغانستان الى الحد من دورها في ليبيا. ونقل البنتاجون رسميا قيادة الحملة الجوية في ليبيا الي حلف الاطلسي في الحادي والثلاثين من مارس اذار لكنه مدد مشاركته في المهمة لحماية المدنيين بضربات جوية حتى الرابع من ابريل.

ويشدد المسؤولون الامريكيون على ان الولايات المتحدة تحولت بعد قيادتها للحملة الجوية في ليبيا في البداية الى دور داعم يركز على الاستطلاع الجوي والامداد بالوقود. وقال الكولونيل ديف لابان -وهو متحدث باسم البنتاجون- ان دور الولايات المتحدة ما زال دورا داعما برغم الكشف اليوم عن قيامها ببعض الهجمات الجوية. واضاف لابان قائلا "وجود بضع طائرات توفر هذه القدرة على توجيه الضربات في نطاق (محدود) لا يغير هذا."

وجاءت تعليقات لابان بينما دعت القوى الكبرى المجتمعة لبحث مستقبل ليبيا للمرة الاولى الى تنحي القذافي لكن خلافات ظهرت حول طريقة تحقيق هذا الهدف السياسي في ليبيا.

وتدعو بريطانيا وفرنسا الى مزيد من المشاركة في الحملة الجوية لحلف الاطلسي التي تستهدف اسلحة القذافي الثقيلة والى تسليح معارضيه.

حالة جمود ميداني

في السياق ذاته قال جنرال أمريكي كبير ان حالة جمود بدأت تنشأ في ليبيا بين المعارضة والقوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي لكن يتعين على الولايات المتحدة ألا تتخذ أي قرار بتسليح المعارضين دون أن تعرف المزيد عنهم.

ومن المرجح أن تذكي تصريحات الجنرال كارتر هام الذي قاد الحملة الجوية للائتلاف قبل أن تسلم واشنطن قيادة العملية لحلف شمال الاطلسي الجدل في الولايات المتحدة بشأن الخطوات القادمة في ليبيا.

واستبعد الرئيس باراك أوباما ارسال قوات برية أمريكية الى ليبيا وشدد مسؤولون كبار في الحكومة الامريكية على تحديد مدى التدخل الامريكي فيما قد يصبح حربا أهلية طويلة.

ودعا اوباما القذافي للرحيل لكنه شدد على ان الولايات المتحدة لن تستخدم القوة المسلحة للاطاحة به. وأجهد السناتور جون مكين الذي يضغط من أجل تدخل أمريكي أكبر الجنرال هام بالاسئلة بشأن مخاطر بقاء القذافي في السلطة.

وردا على سؤال لمكين في مجلس الشيوخ عما اذا كان يعتقد ان هناك جمودا أو أن حالة جمود بدأت تنشأ قال الجنرال كارتر هام "أوافق على أن ذلك هو الوضع في الوقت الراهن على الارض."

وأقر هام قائد القيادة الافريقية للقوات الامريكية في وقت لاحق بان احتمال حدوث حالة جمود أصبح أكبر الان عما كان عليه الوضع قبل أن تسلم الولايات المتحدة قيادة الحملة الجوية لحلف شمال الاطلسي في 31 من مارس اذار.

وقال مكين "لذا فاننا نواجه في الوقت الراهن احتمال جمود الوضع وهو ما يعني بقاء القذافي في السلطة ... وهو ما يعني عندئذ اننا سنكون في وضع خطير جدا جدا مع السيد القذافي في المستقبل اذا ظل في السلطة خاصة مع الاخذ في الاعتبار سجله السابق."

وأبرزت المناقشة التي جرت التوترات داخل واشنطن بشأن أفضل السبل للتأثر على الاحداث في ليبيا. وردا على سؤال للسناتور الجمهوري لينزي جراهام بشأن كيفية انتهاء الحرب قال هام "اعتقد انها لن تنتهي عسكريا." واضاف ان هناك احتمالا ضعيفا أن يتمكن المعارضون من شق طريقهم الى طرابلس والاطاحة بالقذافي بالقوة. ورد جراهام بالقول "هذه اجابة أمينة للغاية. أود القول انها ( الفرصة) شبه مستحيلة."

غير ان واشنطن أحجمت أيضا عن الانحياز بشكل قاطع الى المعارضين متذرعة بمخاوف ان يكون بين صفوفهم متطرفون. وقال قائد عسكري امريكي في الاونة الاخيرة ان المخابرات رصدت "علامات" على وجود محتمل لتنظيم القاعدة بين المقاتلين المعارضين وقال مسؤول جزائري ان القاعدة حصلت على بعض الاسلحة في الجزائر. ودعا هام للحذر بشأن امكانية تسليح المعارضة الليبية مشيرا الى بواعث قلق من سعي المتطرفين لاختراق صفوفهم.

وقال "يجب علينا في اعتقادي ان نتوخى بالضرورة الحذر بشأن تقديم وسائل مهلكة الى جماعة ما لم نتأكد أن تلك الاسلحة التي تقدمها الولايات المتحدة لن تسقط في أيدي منظمات متطرفة."

وقال "توصيتي ستكون بضرورة أن نعرف أكثر عن هؤلاء المعارضين قبل أن نتخذ اي اجراء بشأن تسليحهم. " واشار الى نية تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي وهو جناح القاعدة في شمال افريقيا المعلنة لمساعدة المعارضة.

وقال هام "من الصعب للغاية التأكد مما اذا كانت نية دعم المعارضة برجال من تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي قد تجسدت فعلا بأي صورة على الارض."

ودافع عن عمل حلف الاطلسي في وجه انتقادات زعيم المعارضين الذي انتقد حلف الاطلسي هذا الاسبوع لبطء سلسلة قيادته في الامر بتنفيذ غارات جوية لحماية المدنيين.

وقال مقاتلون معارضون في ليبيا وممرض في مستشفى ان ضربة جوية نفذها حلف شمال الاطلسي أصابت أحد مواقع المعارضة المسلحة قرب بلدة البريقة النفطية يوم الخميس متسببة في سقوط خمسة قتلى على الاقل. وكانت هذه ثاني مرة خلال اقل من اسبوع التي يلقي فيها مقاتلون من المعارضة اللوم على حلف الاطلسي في مهاجمة زملائهم عن طريق الخطأ.

اموال مجمدة تجاوزت 34 مليار دولار

فيما قال اكبر مسؤول في وزارة الخزانة الامريكية عن العقوبات ومناهضة الارهاب وغسل الاموال ان الاموال الليبية التي جمدتها الولايات المتحدة في اطار العقوبات ضد معمر القذافي وكبار مسؤوليه تجاوزت الان 34 مليار دولار وان بعض الاموال قد تستخدم في سداد تكاليف الاحتياجات الانسانية في ليبيا. وقال ديفيد كوهين متحدثا امام مجلس الشيوخ الامريكي في جلسة للتصديق على اختياره لشغل منصب وكيل وزارة الخزانة لشؤون المخابرات المالية ان ادارة باراك اوباما تعمل مع الكونجرس لتحديد ما سيتم عمله بالاموال المجمدة التي تخص معمر القذافي ومسؤوليه. وأضاف ان الاموال قد تستخدم في تلبية احتياجات الشعب الليبي.

وقال كوهين في جلسة التصديق على تعيينه "تلك الاموال جمدت والعقيد القذافي وحكومته لا يمكنهم الوصول اليها ونحن نحتجزها لصالح الشعب الليبي."

وعادة عندما ترفع العقوبات فان أصحاب الاموال المجمدة يستطيعون الحصول عليها. وقال كوهين الذي يقوم بعمل وكيل وزارة الخزانة منذ ان ترك ستيوارت ليفي منصبه في فبراير شباط انه هذه الارصدة في تلك الحالة تخص الشعب الليبي ولذلك تم تجميدها واحتجازها لصالحه.

وقال كوهين "هناك شيء واضح هو اننا لن نعيد هذه الاموال الى العقيد القذافي والاشخاص الذين يتولون السلطة في طرابلس."

وحجم الاموال الليبية التي جمدتها الخزانة زاد منذ فرض العقوبات من جانب ادارة اوباما في اواخر فبراير شباط .

وقال كوهين انه بالاضافة الى مبلغ 34 مليار دولار جمدت السلطات الاوروبية "مبلغا اضافيا كبيرا" من الاموال الليبية التي يسيطر عليها القذافي. غير انه يصعب تقدير المبلغ على نحو دقيق.

وقال كوهين "من الصعب تماما الحصول على رقم دقيق بسبب الحسابات المزدوجة المحتملة وغياب الوضوح في النظام الاوروبي". وأضاف "أعتقد انها ليست ضخمة مثل الاموال التي جمدتها الولايات المتحدة لكنني أعتقد انها تقترب من ذلك."

المخابرات الأمريكية

من جانب آخر قالت مصادر حكومية أمريكية إن رجال المخابرات الأمريكية وصلوا إلى ليبيا قبل ان يوقع الرئيس الأمريكي باراك أوباما امرا سريا يسمح بتقديم دعم مستتر للمعارضة المسلحة التي تقاتل الزعيم الليبي معمر القذافي.

وقال مسؤولان أمريكيان إن رجال وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي.اي.ايه) أرسلوا للاتصال بمعارضي القذافي وتقييم قدراتهم. وقال بوب باير وهو ضابط سابق في السي.اي.ايه حولت هوليوود مذكراته الى فيلم باسم (سيرياينا) "انهم يحاولون تفنيد من يمكن ان يتحول الى وحدة عسكرية ومن لا يقدر على ذلك."

وصرح مسؤولون امريكيون حاليون وسابقون بأن الرئيس الامريكي الذي قال "اننا لن نرسل قوات برية الى ليبيا" له السلطة القانونية لارسال رجال مخابرات امريكية دون ان يوقع الامر الذي يسمح بالقيام بتحرك مستتر.

وخلال الاسبوعين الماضيين او الثلاثة وقع اوباما أمرا سريا يخول السي.اي.ايه بالقيام بأنشطة مستترة واسعة النطاق لدعم المعارضة الليبية. وأخطرت لجنتا المخابرات في مجلسي النواب والشيوخ الامريكيين بتوقيع الرئيس على الامر والذي قال مسؤولون امريكيون انه جاء بعد ان كان عدد من رجال السي.اي.ايه داخل ليبيا بالفعل.

ولم تعلق المخابرات المركزية الامريكية ولا البيت الابيض بشكل مباشر على العمليات والخطط السرية الامريكية في ليبيا. وقال جاي كارني المتحدث باسم البيت الابيض "لن أناقش المسائل الخاصة بالمخابرات ولا استطيع ذلك. ما أوضحه الرئيس هو انه لن يرسل ولم يرسل ولن يرسل قوات أمريكية على الارض الى ليبيا."

وقال مصدر حكومي امريكي مطلع على السياسة الخاصة بليبيا ان ادارة اوباما تفكر في خطط تعمل بموجبها قوات خاصة ذات خبرة في تدريب القوات الافغانية التي تحارب طالبان مع ضباط السي.اي.ايه لتنظيم وتدريب المقاتلين المناهضين للقذافي.

وقال المصدر انه على الرغم من ان هذه الخطط لم تنفذ بعد الا ان الاعداد لها وصل مراحل متقدمة. وأحجم وزير الدفاع الامريكي روبرت جيتس عن التعليق على اي نشاط لوكالة المخابرات المركزية الامريكية في ليبيا لكنه طمأن الكونجرس على انه لا توجد اي قوات أمريكية برية هناك.

وقال جيتس لاعضاء الكونجرس خلال جلسة استماع بشأن ليبيا "لا استطيع ان اتحدث عن انشطة السي.اي.ايه لكن أقول لكم ان الرئيس كان واضحا انه فيما يتعلق بجيش الولايات المتحدة لن تكون هناك قوات برية على الارض."

وجاءت تصريحات جيتس بعد الكشف عن ان الرئيس الامريكي وقع أمرا سريا يسمح بان تقدم الحكومة الامريكية دعما مستترا للمقاتلين الساعين للاطاحة بالقذافي.

وقال جيتس ان المعارضين للقذافي يحتاجون الى تدريب وتنظيم لكن "الولايات المتحدة ليست وحدها التي تملك هذه القدرة...شخص اخر عليه ان يقوم بذلك." وصرح جيتس بأن الاجهزة الأمريكية "ليس لديها رؤية واضحة عن الذين ثاروا ضد القذافي."

بينما أبلغ مايك مولن رئيس هيئة الاركان الامريكية أعضاء الكونجرس بأن هناك نحو 1000 مقاتل فقط من المعارضة حصلوا على اي نوع من التدريب العسكري.

شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 16/نيسان/2011 - 12/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م