مصر والخطر المحدق... تنامي الجماعات السلفية

محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: باتت الجماعات السلفية التي نمت وترعرعت بظل النظام الديكتاتوري السابق في مصر تمثل تهديدا لنسيج مجتمع البلاد برمتها، بعد ان قامت تلك التنظيمات المتطرفة بمسعى فرض الامر الواقع بقوة السلاح والعنف والترهيب تجاه السكان، خصوصا بعد شيوع عمليات قصاص وتدمير ارتكبت من قبلها بحق المدنيين ممن يخالفوا افرادها الرأي والتفكير.

وتعتبر مصر من الدول متعددة الاثنيات، فالى جانب المسلمين بمذاهبهم المتنوعة، يتواجد في مصر اعداد كبيرة من الاقباط واليهود بالاضافة الى البهائية، مما قد يشكل ما تقوم به الجماعات الارهابية المسنودة من تنظيمات القاعدة بتفتيت وحدة البلاد فيما لو بقيت الاحوال على ما هي عليه الان.

حملة السلفيين على الاضرحة

فقد وصل أكثر من 20 اسلاميا سلفيا حاملين العتلات والمطارق الى ضريح سيدي عبد الرحمن في منتصف الليل لهدمه. وانتشر الخبر بسرعة عبر الطرق الترابية الضيقة في بلدة قليوب الفقيرة بمصر. وفي غضون دقائق طوق السكان المجموعة وهاجموها بعد أن احتشدوا دفاعا عن الضريح الذي تجله عائلاتهم لاجيال.

وقال حسين احمد (58 عاما) الذي وصف مهاجمي الضريح بأنهم متطرفون سنة "يقولون ان الضريح حرام لكن ما يفعلونه هو الحرام"/ ويقول شهود ان اثنين من المهاجمين على الاقل أوسعا ضربا.

وتذكي أفعال متشددين جدلا ومخاوف في مصر بشأن الدور الذي سيلعبه الاسلاميون عقب سقوط الرئيس السابق حسني مبارك والذي قمع جماعات اسلامية رأى فيها تهديدا لحكمه.

وفي مسعى لتهدئة المخاوف بين المسلمين المصريين المعتدلين والعلمانيين والاقلية المسيحية قال المجلس الاعلى للقوات المسلحة انه لن يسمح بأن تتحول مصر الى دولة دينية على غرار ايران.

وألحقت مجموعة الشبان الملتحين السلفيين أضرارا طفيفة بضريح سيدي عبد الرحمن. ويلقي السكان المحليون الذين أحبطوا هجومهم باللائمة على انهيار سيطرة الدولة مما سمح لهم بمجرد محاولة فرض أفكارهم عن الاسلام.

ويقول سكان ان خمسة أضرحة أخرى هدمت في قليوب على المشارف الشمالية للقاهرة في الاسابيع التالية لاسقاط مبارك في اطار ما وصفته وسائل الاعلام المصرية بحملة يشنها سلفيون متشددون.

ودعا الشيخ أحمد الطيب شيخ الازهر الى بذل الجهود لمواجهة التفسيرات المتشددة للاسلام وحذر من أن "الدم سيكون للركب" في تصريحات نقلتها صحيفة الشروق.

وأيقظت التحركات الاخيرة توترات قديمة بين السلفيين والصوفيين الذين تحتل الاضرحة أهمية كبيرة بالنسبة لهم. ويجل الشيعة ايضا بعض أشهر الاضرحة في مصر.

وامتدت الهجمات الى ما بعد قليوب فقد أشعل البعض النيران في ضريح ببلدة تلا في المنوفية يوم الاحد وفقا لما ذكرته مصادر أمنية مما يوسع نطاق الحملة التي تحاكي ما يحدث في باكستان. وفجر سنة متشددون هناك بعض الاضرحة.

ويتهم البعض وسائل الاعلام المصرية باستغلال حالات معدودة لنشر الذعر وبأنها تركز على المخاوف من الاسلاميين -الذين قمعهم مبارك- لتقوية حجة المحافظين الذين يسعون الى العودة الى الاساليب الشمولية لحكمه.

ويرى اخرون في أفعال السلفيين تحذيرا من نوايا المتشددين بما في ذلك جماعات لها ماض عنيف عاودت الظهور على السطح للمرة الاولى منذ سنوات غير أن هذه لا صلة لها فيما يبدو بالهجمات التي وقعت في الاونة الاخيرة.

وأفادت تقارير بقيام السلفيين بأفعال أخرى منها اشعال النيران في منزل امرأة اعتبرت "سيئة السمعة" ومعاقبة رجل بقطع احدى أذنيه.

ويشتبه في أن متشددين خربوا ملاهي ليلية في الاسابيع التالية لاسقاط مبارك غير أن بعض أصحاب الحانات يلقون باللائمة الان في هذه الهجمات على مجرمين اكثر من الاسلاميين المتشددين.

وفي قليوب يقول سكان غاضبون من الهجوم على ضريح سيدي عبد الرحمن ان الحريات الجديدة في مصر تمادت اكثر من اللازم.

وتحدث البعض بنبرة حنين الى الماضي عن جهاز أمن الدولة الذي كان مبارك يستغله في قمع الاسلاميين المتشددين وغيرهم من المعارضين. وتم حل الجهاز بناء على مطالب اصلاحيين لسمعته السيئة بارتكاب انتهاكات لحقوق الانسان.

ويقول احمد وكان يقف الى جانب كومة من الاخشاب المكسرة التي كانت جزءا من الضريح "لا توجد حكومة. من يريد ان يفعل شيئا يستطيع أن يفعله. هذه هي المرة الاولى التي يحدث فيها هذا في قليوب والحكومة لا تفعل شيئا."

وتنتشر الاضرحة في أنحاء مصر ولعبت دورا في الممارسات الدينية الشعبية لقرون. ويلتمس زوارها التبرك من أصحابها.

لكن الاضرحة مثار جدل بين علماء الدين المسلمين خاصة حين تكون داخل مساجد او بالقرب منها. وتمثل الاضرحة للسلفيين بدعة.

وأثارت الحملة على الاضرحة انتقادات حادة من علي جمعة مفتي مصر. وفي خطبة من خطب الجمعة اتهم مهاجميها بأن فهمهم للاسلام محدود وبأنهم يثيرون صراعا داخل المجتمع.

وتقول تقارير اعلامية محلية ان قيادات الطرق الصوفية ويقدر أتباعها في مصر بالملايين تكون مجموعات لحماية الاضرحة.

ويقول سعد درويش (63 عاما) وهو شيخ صوفي يعيش على مسافة قريبة من ضريح سيدي عبد الرحمن ان السلفيين أصبح لهم حضور واضح في الاسابيع التي تلت الاطاحة بمبارك.

وقال "لم نكن نرى هؤلاء الناس من قبل قط. اليوم هم مجموعة كبيرة... اباؤنا وأجدادنا شهدوا هذا الضريح."

في مسجد بقليوب يميز قرميد باللون الفيروزي البقعة التي كان ضريح سيدي جمال الدين مقاما عليها حتى الشهر الماضي. وقال أحد السكان "انه هنا منذ زمن والان اختفى" مضيفا أنه لا يعلم من الذي أزاله.

وقال احمد حسين وهو ناشط محلي وعضو بالحزب الناصري وشاهد على الهجوم على ضريح سيدي عبد الرحمن ان السلفيين أزالوا خمسة أضرحة وأضاف أنه منذ حل أمن الدولة وسقوط النظام بدأ السلفيون يسترخون. وبذلت جهود لاحتواء التوتر. بحسب رويترز.

وقال الشيخ سيد عبد الحي وهو رجل دين بارز في قليوب يصف منهجه بأنه سلفي انه أم الصلاة في مسجد سيدي عبد الرحمن بعد الهجوم. وأنحى باللائمة في الهجوم على شبان مضللين لا ينتمون الى اي تنظيم. وأضاف أنهم ضلوا بسبب سياسات مبارك التي منعت رجال الدين من الانخراط مع الشبان وتعليمهم. وقال ان ما حدث خطأ من حيث التنفيذ.

وقال انهم قرأوا كتبا بأنفسهم وهذا قد يؤدي الى أخطاء. وتابع أنهم يقولون كفى ونحن سنطبق شرع الله بأنفسنا مشيرا الى أن هذا الخطأ يجري تضخيمه واستغلاله ونشر الشائعات حوله.

وقال عبد الحي وهو امام معين من قبل الحكومة انه يؤيد فكرة ازالة الاضرحة من المساجد لكن بطريقة رسمية وبدعم محلي. وأضاف أنه لا يمكن تنفيذ هذا قسرا.

وفي مواجهة هذه الموجة من هدم الاضرحة قال انه لا شك أن هناك أخطاء لكن هناك مبالغات ايضا. وأضاف أن ثمانية أضرحة أزيلت سلميا من قليوب بالتنسيق مع جهات رسمية في العامين الاخيرين. وقال ان الاضرحة الخمسة الاخرى التي اختفت في الاسابيع القليلة الماضية أزالها مواطنون سلميا. وقال انه في ظل الفراغ الامني يتصرف الناس بمفردهم دون اللجوء لاحد.

نفوذ متزايد

وفي غياب استطلاعات رأي بمصر، فمن المستحيل قياس قوة الحركة السلفية. ويقول البعض إن نسبة التأييد في صفوف الشعب المصري لهذه الحركة تقل عن نسبة عشرة في المئة في حين يعتقد آخرون أن الحركة السلفية تشكل قوة سياسية رئيسية في المجتمع المصري.

وتقول محررة مجلة الديمقراطية، هالة مصطفى، التي خصصت أحد أعدادها مؤخرا للسلفية في مصر إن "الحركة السلفية كبيرة جدا في مصر". وأضافت قائلة إن "عددهم يفوق عدد أعضاء جماعة الإخوان المسلمين". وتابعت "فجأة أصبحوا أكثر استعدادا للعنف. يسعون لتحويل مصر إلى دولة إسلامية لأنهم يعتقدون أن هناك فراغا".

وتعتقد هالة مصطفى أن السلفيين مخطئون في الاعتقاد أن بإمكانهم سرقة الثورة من الشباب وفي حالات عديدة من متدينين معتدلين أي من أشخاص حاربوا من أجل نجاح الثورة.

أما الناشط في حركة الشباب، شادي الغزالي، فيتفق مع هالة مصطفى "للسلفيين نفوذ أكبر من جماعة الإخوان المسلمين في المناطق الريفية من مصر". وأضاف قائلا إن "الإخوان المسلمين هيئة سياسية في حين يمثل السلفيون هيئة دينية".

في الحقيقة، طرأت على المنظور الديني البحت للسلفيين بعض التغييرات. ورغم أنهم التحقوا متأخرين بالثورة، فإن العديد من الحركات السلفية التي ابتعدت تقليديا عن النشاط السياسي، تقول الآن إنها تريد المشاركة في العملية السياسية. وتقدم بعض القنوات التي تملكها مجموعات سلفية مؤشرات على تعاظم نفوذها. بحسب بي بي سي.

وكانت قناة الخليجية التي أسسها رجل أعمال سعودي عام 2006 تبث في البداية أغاني شبابية ومقاطع فيديو راقصة، إلا أن صاحب القناة فكر في إمكانية جني أرباح سريعة بفضل بث أغاني إسلامية ومواعظ سلفية.

وتبث القناة اليوم صورا لشباب يتعلم القرآن وأخرى لعلماء مسلمين ملتحين يطالبون بتطبيق الشريعة. إن هذه القناة جزء من عشرات القنوات التلفزيونية التي تبث من مصر.

ويخشى بعض المصريين من محاولة السلفيين تطبيق نظرتهم للعالم من خلال استخدام القوة. واتُهم السلفيون مؤخرا بقطع أذن رجل يقال إنه يعمل قوادا ومهاجمة محل لبيع المشروبات الكحولية وتدمير أضرحة صوفية على أساس أنها تمثل مقاربة خرافية للدين بشكل سافر، وبالتالي فهي غير إسلامية في نظرهم.

لكن السلفيين والعلمانيين منقسمون بشأن مستقبل مصر بحيث ليس من المستغرب أن ينظر كل فريق إلى الفريق الآخر نظرة ملؤها الازدراء وعدم الثقة والخوف.

وتعتقد منى مكرم عبيد التي درَّست في السابق في الجامعة الأمريكية بالقاهرة أن الأغلبية تأثرت بشكل أو بآخر بالظهور المفاجئ للسلفيين.

وأضافت قائلة "خرج السلفيون من كهوفهم. الجميع خائفون. هناك الكثير من الخوف والكثير من القلق".

السرطان الذى رعاه مبارك

من جانبها أكدت مجلة فورين بوليسى أن السرطان الذى يهدد مصر حاليا بقوة هو السلفيون والجماعات الجهادية التى تسعى إلى فرض منظورهم للشريعة الإسلامية وتقويض الإخوان المسلمين، فتجربة تغيير الأنظمة فى العراق وباكستان تشير إلى أن إحتمال تصاعد الأنشطة الإرهابية فى مصر أمر واقع.

فلقد تم إطلاق سراح مئات السجناء الجهاديين وقد تجمعت المنظمات الإسلامية المتطرفة العنيفة ساعين نحو تشكيل حكومة على أسس سلفية صارمة وقوية. فهؤلاء السلفيون الذين دعمهم مبارك كثقل مواز لجماعة الإخوان المسلمين يتحدثون اليوم علانية بشأن خوض الانتخابات لإقامة دولة إسلامية.

وتضيف المجلة أنه فى أعقاب موجة جديدة من العنف السلفى ضد أضرحة المسلمين الصوفية قام رجال الدين التابعين للإخوان بقيادة عبد الرحمن البر وعبر شبكة إخوان ويب بنشر دعوة لتوحيد صفوف النشطاء الديمقراطيين ضد إحياء التعصب السلفى، وهذه هى أولى العلامات المنبهة للفوضى القادمة.

وفى هذه الفترة من الاضطراب، تبرز جماعة الإخوان المسلمين كلاعب مهم، لذا لا ينبغى على واشنطن أن تقع فى الخطأ الذى أقدمت عليه مرارا فى الماضى بتجاهلها الواقع السياسى المصرى، مشيرة إلى تجاهل الإدارات الأمريكية المتعاقبة لجماعة الإخوان المسلمين.

وتشير أن تلك الجماعة التى ترجع نشآتها لسنة 1928 واقعها أكثر تعقيدا من الأشخاص الذين يمكن أن يمثلوها، كما أن أجندتها للتنمية السياسية لها آثار عميقة ربما ليس على مصر فقط وإنما على المنطقة بآسرها. فما يحدث بتلك البلد، التى كانت على مر التاريخ ذات نفوذ فكرى هائل، لا تظل نتائجة حبيسة داخلها.

فابعتبارها السفينة الأم للجماعات الإسلامية المتطرفة حول العالم، فإن لهجة ومضمون الإخوان المسلمين فى القاهرة ستؤثر على الإسلاميين من غزة إلى لندن. وتعتبر المجلة أنه من حسن الحظ أن جماعة الإخوان تمر بمرحلة انتقالية فكرا وتنظيما.

فمثل غيرها من الجماعات السياسية فى مصر تتساءل جماعة الإخوان المسلمين بشأن أفضل استجابة ممكنة للظروف الاجتماعية والسياسية الجديدة التى تشدها البلاد، وخلافا لجماعات إسلامية أخرى فإنها لا تتمسك بعقيدة سياسية ثابتة وهذه البرجماتية قد تكون سبيل الحفاظ على موقعها فى الشارع.

وتشير المجلة أن كل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين تقريبا يتحدثون بحماسة عند الرد على قضية تكون إسرائيل طرفا فيها، وعلى الرغم أن أغلبهم يصر على حفظ السلام مع إسرائيل، على الأقل الآن، إلا أنه من الواضح أن ذلك النوع من العلاقات التى كانت تتمتع بها إسرائيل مع مصر فى الماضى لن يعود.

فالمصريون سيطالبون بمزيد من العدالة للفلسطينيين وسيتخذ الصراع العربى الإسرائيلى مركز الصدارة مرة أخرى مع تطور الأحداث فى المنطقة. وهذه التغييرات قد تبدو مزعجة للجانب الأمريكى والإسرائيلى، لكنها بالكاد تبدو التهديد الأكثر خطورة لمستقبل مصر. إذ تنقل المجلة الأمريكية عن أحد شباب الإخوان المسلمين قوله: "إنه حينما يتعلق الأمر بالغرب فإن الإخوان يمثلون صداع لكنهم ليسوا سرطان".

دمج السلفيين فى العملية السياسية

فيما استعرضت مجلة التايم الأمريكية الديمقراطية الناشئة فى مصر، وركزت تحديداً على القوى التى برزت فى فترة ما بعد ثورة 25 يناير. وتطرقت إلى موقف السلفيين من ثورة مصر والمطالب الديمقراطية، وقالت إن السلفيين كانوا يعتبرون الديمقراطية ضد الإسلام حتى وقت قريب، لكن هذا قد تغير الآن بعد أن أدت مظاهرات ميدان التحرير على إسقاط الرئيس حسنى مبارك، كما يقول كمال حبيب الذى شارك فى تأسيس جماعة الجهاد ورفيق درب أيمن الظواهرى الرجل الثانى فى تنظيم القاعدة، ويشير إلى أن ما فشلوا فى تحقيقه على مدار 40 عاماً بالقوة، تمكن الشعب فى فعله فى 18 يوماً دون استخدام العنف.

وتعلق التايم على ذلك قائلة إنه من المغرى احتضان حبيب للسياسة السلمية باعتبارها انتصار للديمقراطية، فبشكل عام من الأفضل أن يكون جزءاً من العملية بدلاً من أن يكون خارجها. وبالنسبة لشخص مبتدئ نسبياً فى السياسة، فهو شخص جيد جدا فى فن اللدغ السليم ويطلق على نفسه لقب "السلفى الحداثى"، إلا أن القيم التى يدعو إليها لا تبدو حداثية على الإطلاق فهو يريد أن تحكم الشريعة الإسلامية المجتمع المصرى، وأن تبقى المرأة فى المنزل وأن الرئاسة من حق المسلم فقط ويجب تطبيق الحدود فى الإسلام.

من ناحية أخرى قالت مجلة التايم إنه لا يوجد ما يقلق الليبراليين فى مصر أكثر من الإخوان المسلمين. فمنذ اندلاع المظاهرات فى 25 يناير الماضى وضعت الجماعة تنظيمها الديمقراطى المنضبط فى حالة تأهب قصوى وأصبحت تعقد مؤتمرات علنية بعد القمع الذى لاقته على يد نظام مبارك.

ونظرا لأنهم غير قادرين على أن امتلاك المهارات التنظيمية مثلهم، فإن كثيراً من الليبراليين يشكون من أن الإسلاميين قد اختطفوا ثورتهم. وكان أول اختبار للدهاء بين الليبراليين والإسلاميين فى التعديلات الدستورية التى تم الاستفتاء عليها وأيدها الإخوان المسلمون ودعوا إلى تأييدها فى الوقت الذى رفضتها فيه أغلب القوى السياسية الأخرى. وتحققت مخاوف الكثيرين، ولعب الإخوان بكارت الدين فى حشد التأييد للتعديلات الدستورية. بينما لم يستطع الليبراليون حشد التأييد للتصويت بـ "لا" لافتقارهم إلى الوحدة.

شبكة النبأ المعلوماتية- الثلاثاء 12/نيسان/2011 - 8/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م