جين شارب... داعية لاعنف ام لورنس الشرق الجديد

اعداد: محمد حميد الصواف

 

شبكة النبأ: قلة من استطاعوا توظيف رسالتهم الانسانية بالشكل الامثل للنجاح في مسعاهم على صعيد الامم والشعوب، خصوصا ان كانت تلك المساعي والجهود ترتقي لأهداف انسانية نبيلة وغايات تتسم بالمسؤولية الصادقة.

ولكن لو تناولنا جدلا ما اثمرت جهود البعض بغض النظر عن دوافعها الشخصية او السياسية او حتى الوظيفية، لا بد ان نسلط الضوء على الجدوى والنتائج التي انعكست بشكل مباشر وايجابي على الشعوب المكبوتة.

فجين شارب الذي يستحق ان يوصف بلورنس العرب والشرق الاوسط الجديد، نجح وهو في مكانه بالهام شعوب المنطقة ثوراتها المخملية، وان كان ذلك بصورة غير مباشرة، بعد ان ساهم بشكل فاعل في الانتفاضات الشعبية الاخيرة، والاطاحة ببعض النظم الديكتاتورية المهيمنة منذ عقود طويلة، في سيناريو مستمر ومتصل لا يقتصر على دول بعينها او اقليم او قارة.

المفكر الثمانيني

ففي بواكير عام، 2008 وقبل فترة طويلة من اندلاع الثورة التونسية، أو حتى قبل أن يمتلئ ميدان التحرير (في مصر) بالثوار، حذرت الحكومة الإيرانية مواطنيها من أن مجموعة «من المتآمرين» الأجانب يعدون العدة للإطاحة بالحكومة الإيرانية، وحددت طهران بعض الأسماء المعروفة التي ستلعب دوراً في «عمليات تخريبية»، ومن بين هؤلاء الأشخاص الملياردير والناشط السياسي المعروف جورج سوروس، والمترشح للرئاسة الأميركية في ذلك الوقت، السيناتور جون ماكين، والمستشار الرئاسي الأميركي السابق ورئيس مجلس العلاقات الخارجية، ريتشارد هاس. أما الشخص الذي وصفته إيران بأنه «رأس الشؤم»، الذي يقف وراء التسلل الأميركي إلى داخل الأراضي الإيرانية، فهو أكاديمي سابق في جامعة بوسطن غير معروف لمعظم دول العالم يسمى جين شارب، تدعي إيران انه عميل للاستخبارات الأميركية المركزية (سي.آي.إيه).

وليست هذه هي المرة الأولى التي يستجلب فيها شارب غضب «أحد الأنظمة العدائية» في العالم. بعد ثلاث سنوات من التحذير الذي أطلقته إيران عاد شارب مرة أخرى إلى بؤرة الاهتمام، وقد بلغ عمره 83 عاماً. ويعتبر شارب احد أشهر المحرضين على الثورات السلمية في العالم ضد الأنظمة القمعية. بحسب وكالة الامارات اليوم.

وكان قبل 15 عاماً محرراً لصحيفة اخبارية تحدد المسارات الممكنة لمواجهة الدكتاتوريات حول العالم، بدءاً من أدغال بورما مروراً بالاتحاد السوفييتي السابق، وانتهاء برفوف مكتبة ابرز المناهضين لنظام الرئيس المصري السابق حسني مبارك.

وبرز شارب محرضاً للثورات في العالم، انطلاقاً من مكتبه في ضاحية تابعة لمدينة بوسطن الاميركية، وتعرض معهد الابحاث الذي أسسه عام،1983 وأطلق عليه اسم البرت اينشتاين إلى صعوبات مالية جمة قبل سنوات عديدة، ولم يكن يتوقع وهو في عقده التاسع ان يذكره العالم في السياق نفسه الذي يذكر فيه الزعيم الهندي المهاتما غاندي، والزعيم الاميركي الاسود مارتن لوثر كينغ، وحولته أفكاره العملية حول الثورات غير العنفوية إلى رمز وسط قادة الثورة المصرية، وآخرين مناهضين للدكتاتوريات في العالم.

وفي تصريحات صحافية يقول شارب إن البعض قد يظن خطأ أن هذه الثورات قد جاءت بشكل مفاجئ، ورفض بشكل متواضع ان يكون له أي ضلع في الإطاحة بمبارك، إلا ان أحد الإيرانيين علق على أعمال شارب على الانترنت بأن «تلك الكتب قد حررت الملايين».

ولد شارب عام 1928 في أوهايو من أب قسيس، وكان في المدرسة الثانوية العليا حينما بدأ يقرأ عن معسكرات النازية، الأمر الذي أشعل فيه اهتماماً ظل يلازمه طوال حياته عن تصرفات الأنظمة الشمولية. ويستلهم خطاه من المهاتما غاندي، الذي حقق الاستقلال لبلاده عن بريطانيا عام،1947 وجرب بنفسه من قبل العصيان المدني، عندما رفض ان يتجند في الحرب الكورية، وقضى بسبب ذلك تسعة أشهر في السجن.

بعد سنوات عديدة كباحث في جامعة هارفارد، وخلال تدريسه حلقات دراسية عن الثورات السلمية، قابل شارب ضابطاً في الجيش يتمتع بالذكاء، اسمه روبرت هيلفي، وهو أحد المحاربين القدماء في فيتنام، الذي عمل ملحقاً عسكرياً في السفارة الأميركية في بورما.

بعد سنوات من ذلك اللقاء، يتذكر هيلفي كيف أنه شكّ في البداية في أن يكون شارب يسارياً «يعج فصله الدراسي بالهيبيين ذوي الشعور الطويلة»، إلا انه وبعد حضوره إحدى حلقاته الدراسية أدرك هيلفي ان هذا الرجل «ليس له علاقة مطلقاً بالحركات اليسارية»، وإنما هو شخص ملتزم بدراسة الوسائل العملية غير العنيفة لتغيير الأنظمة.

ظل الرجلان على علاقة مع بعضهما بعضاً، وبعد سنوات من ذلك وجد هيلفي نفسه مرة اخرى في بورما لتنظيم اجتماع مع المناوئين للحكومة العسكرية الجديدة هناك، حيث أفصح لهم عن بعض أفكار شارب، ويقول«كنا في الأدغال نقرأ بعض عبارات شارب على ضوء الشموع».

في عام،1992 سافر شارب الى تايلاند لمقابلة البورميين الديمقراطيين المنفيين هناك، واستطاع بمساعدة هيلفي ان يتسلل عبر الحدود الى داخل بورما ليحاضر أمام مجموعات العصابات داخل السجن.

ويتذكر شارب قائلاً «في تلك الرحلة قابلت احد الديمقراطيين البورميين المنفيين، الذي كان يحرر صحيفة يومية معارضة في تايلاند». ويضيف، «طلب مني هذا المعارض ان أكتب المزيد عن أفكاري، وبما أنني لا أعرف كثيرا عن بورما، فقد عبرت عن افكاري بصورة عامة»، ويقول شارب انه ظل يدرس الصراع غير العنفوي منذ العام،1949 ولهذا فإن حجم العمل الذي قام به يعتبر عصارة دراساته وخلاصة تجاربه خلال سنوات عدة. وكانت النتيجة كتاباً بعنوان «من الدكتاتورية إلى الديمقراطية»، الذي يقع في 88 صفحة، ويحتوي على 198 فكرة مفيدة لمواجهة الدكتاتوريين من دون إراقة دماء. ويقول عن ذلك «إن سلطة الشعب أكبر من كونها كتلاً شعبية تخرج للشوارع، وعليهم ان يتعلموا كيف يفعلون ذلك».

الكتاب عبارة عن «صندوق معدات» بالنسبة للمتظاهر، يوضح تكتيكات عن كيفية تنظيم إضرابات ومقاطعات وخيارات أقل تشدداً، مثل الثورة غير العنفوية، وهي فكرة تم استلافها من الفيلسوف الإغريقي أرسطو، ويدعو فيها زوجات السياسيين إلى عدم النوم مع أزواجهن ما لم يعدلوا عن بعض أفكارهم السياسية. وكتب شارب في هذا الكتاب «إن الشعب اذا ما استطاع أن يفهم ما تتطلبه حريته، فسيتمكن من رسم خريطة مسار عمله، الذي سيفضي به إلى الحرية المنشودة».

وقد تتضمن تلك الأفعال «الاحتجاج والقدرة على الإقناع»، التي تراوح بين استخدام الشعارات البراقة والاعلام التي تشير الى تبني الثوار لوناً رمزياً معيناً يمثل الرغبة في التغيير».

ويمكن للثوار أن ينظموا انتخابات صورية، من أجل ان يبرهنوا للشعب أن الدكتاتور لا يتمتع بشعبية 100٪، كما يدعي، ويمكن أيضاً تحويل النعوش إلى مظاهر احتجاج، ويمكن ان تكون الشعارات المكتوبة على الجدران سلاحاً فعالاً.

وكثيراً ما يردد شارب أن الدكتاتوريين ينجحون في حشد القوى، وأن المحتجين «لديهم فرصة أفضل في اختيار الوسائل التي لا تستطيع قوات الأمن التعامل معها بفعالية». وتتمثل بعض اقتراحاته لتقويض سلطة الدكتاتور في الاحتجاجات الكبيرة «التي تشمل التعري»، التي ربما لا توجد في العالم العربي، حيث يسير المناوئون للحكومة عراة متحدين السلطات.

خطأ ليبي

وذكر شارب مؤخرا أن الثوار الليبيين، ربما يكونون قد ارتكبوا خطأ فادحاً، من خلال تبنيهم مواجهة عسكرية مع (الزعيم الليبي) معمر القذافي، ويقول عن ذلك «إذا حاربت بعنف فإنك ستحارب بأفضل سلاح يستخدمه عدوك، وقد تكون شجاعاً، لكنك في النهاية قد تكون بطلاً ميتاً».

عندما كتب كتابه ذلك، فقد كان يعني به أصدقاءه البورميين فقط، إذ طبعه باللغة الإنجليزية، ونشر منه نسخاً باللغة البورمية، ويقول «كنت أعتقد ان هذا يكفي». ثم بعد فترة جاء طالب أندونيسي إلى بورما ووجد نسخة من الكتاب أخذها معه الى جاكرتا، حيث تم تداولها بسرعة من المناهضين لحكومة الرئيس سوهارتو في ذلك الوقت، التي يتربع على قمتها الجيش، ويقول شارب «إن النسخة بدأت بعد ذلك في الانتشار». في عام 1997 وجد أحد النشطاء الأميركيين من أصل بولندي، يسمى مارك زيلازيكويزك، في أميركا نسخة من هذا الكتاب باللغة الإنجليزية، فأخذها خلال زيارة له الى دول البلقان، ليأخذ هذا العمل طريقه فيما بعد الى مجموعة صربية معارضة يطلق عليها «سيفك انشياتف»، أو المبادرة المدنية، حيث ترجمت هذا الكتاب إلى اللغة الصربية وقامت بنشره. وسريعاً ما أصبحت أفكار شارب مادة للجدل بين النشطاء في «أوتوبور»، وهي الحركة الصربية المعارضة التي طردت (الرئيس الصربي السابق) سلوبودان ميلوسوفيتش من السلطة. وتمت ترجمة هذا الكتاب الى نحو 30 لغة، كما انه موجود على الانترنت مجاناً. ويتم تداول هذا الكتاب في دول بدءاً من فيتنام إلى فنزويلا. واحتل مكانة تشابه المكانة التي احتلها من قبل كتاب «رأس المال» لكارل ماركس، أو الكتاب الصغير الأحمر للزعيم الصيني ماو تسي تونغ. واكتسب جين شارب بفضل كتابه «من الدكتاتورية إلى الديمقراطية» احترام قطاعات كبيرة رشحته لجائزة «نوبل» للسلام، وأشادت به افتتاحيات صحف بوسطن التي وصفته بـ«الرجل الذي غيّر العالم». وأطلق عليه أحدهم «فون كلوزويتز الحرب اللا العنفوية»، في إشارة الى الاستراتيجي العسكري البروسي. كما جلب هذا الكتاب على شارب نقمة بعض أشد الأنظمة قمعاً في العالم.

اسقاط النظام المصري

ويعد جين شارب هو الخبير الاول على مستوى العالم في الثورات السلمية. ترجمت اعماله الى اكثر من 30 لغة، وتسربت عبر حدود دول، مخفاة عن اجهزة الامن السري في جميع انحاء العالم.

عندما سقط سلوبودان ميلوسيفتش في صربيا وفيكتور يانوكوفيتش في اوكرانيا ضحايا ثورات الألوان التي اكتسحت شرق اوروبا، نال جين العرفان من الحركات الديموقراطية التي اطاحت بهما، ورغم ذلك ظل غير معروف للجمهور بشكل عام.

رغم هذه النجاحات، وترشحه لنيل جائزة نوبل للسلام، عام 2009، الا انه عانى ازمات وصعوبات مادية علاوة على اتهامات بكونه واجهة لجهاز الـ CIA. معهد البرت اينشتاين الذي يحتل الطابق الارضي في منزله ما زال مستمرا معتمدا على قوة شخصية وعزيمة وتصميم مديرته التنفيذية، شديدة الاخلاص، جميلة رقيب.

في 2009 بدأت في تصوير فيلم تسجيلي متتبعا تأثير اعماله، الذي انتجها في منزله الهادئ الذي تغطيه زهور الاوركيد، هذا التأثير الذي عبر 4 قارات حتى وصل إلى ميدان التحرير، حيث نمت الى جانب متظاهرين قرأوا اعماله على ضوء البطاريات، في ظلال الدبابات.

جين شارب ليس غيفارا ولكن تأثيره قد يتخطى ويفوق تأثير اي منظر سياسي من جيله.

رسالته الاساسية هي ان قوة الدكتاتوريات تأتي من خضوع ارادي للمحكومين ـ وانه لو طور الشعب تقنية لسحب هذه الخضوع الطوعي، فسيسقط النظام.

لبلوغ هذا، فان شارب يقدم في كتاباته قائمة من 198 سلاحاً غير عنيف، بدءا من استخدام الشارات اللونية واستخدام الرموز الى كيفية استخدام الجنازات الرمزية والمقاطعة.

هذه التقنيات هي المقابل للاسلحة العسكرية، وهي تقنيات مستقاة من دراسة تفصيلية ـ تشريحية ـ لمقاومة الطغيان على مدى التاريخ.

بعد الثورة الخضراء في ايران في 2009 اتهم العديد من المتظاهرين اثناء محاكمتهم باستخدامهم اكثر من 100 طريقة من الـ 198.

اكثر كتبه ترجمة وتوزيعا هو من الدكتاتورية الى الديموقراطية، كان قد كتبه للحركة الديموقراطية في بورما عام 1993، بعد سجن كي.

وقد ادى عدم معرفته بأحوال بورما الى ان كتب دليلا لإسقاط النظام الديكتاتوري، كان عاما بشكل كبير. هذا الضعف تحول الى مصدر قوة للكتاب، بان سهل ترجمته وتطويعه لينطبق على اي دولة على اختلاف الثقافات والاديان.

ومن بورما الى تايلاند الى اندونيسيا، انتشرت كتاباته، واستخدمت فيها ضد انظمة الحكم الديكتاتورية العسكرية. نجاحها في اسقاط ميلوسيفتش في صربيا في عام 2000 كان قوة الدفع التي ادت الى استخدامها عبر اوروبا الشرقية والشرق الاوسط.

عندما وصلت كتاباته الى روسيا، اغارت الاستخبارات السرية على دار الطباعة اما المكتبات التي كانت تبيعها فقد احترقت بشكل غامض.

اما الايرانيون، فقد بلغ قلقهم حد انتاج فيلم دعائي عن جين شارب يصوره يتآمر ويخطط لقلب نظام الحكم في ايران، من البيت الابيض.

الرئيس هوغو شافيز، استغل احد لقاءاته التلفزيونية الاسبوعية، ليحذر البلد ويعلن ان جين يشكل تهديدا للامن القومي لفنزويلا.

اما الصرب الذين استخدموا كتاباته كأساس نظري لنشاطهم كوّنوا منظمة كانفاس والى جانب المواد الخاصة بهم، قاموا بتنظيم ورش عمل قائمة على اعمال جين في العديد من الدول الاخرى.

تؤكد س. بوبوفيتش، مدير كانفاس، في بلغراد في تشرين الثاني (نوفمبر) انهم عملوا مع المصريين. هذه هي قوة اعمال جين، وافكاره المتعلقة بالنضال السلمي. لا يهم من انت ـ اسود، ابيض، مسلم، مسيحي، شاذ، مستقيم او اقلية مقهورة ـ يمكنك استخدامها. لو درسوها، اي فئة تستطيع النجاح.

الانقلابات الناعمة

وفي العام 1983، نجح جين شارب في بلورة البرنامج الخاص بالعقوبات اللاعنيفة في مركز الشؤون الدولية بجامعة هافارد، حيث طور أبحاثا في العلوم الإجتماعية عن إمكانية لجوء ساكنة غرب أوربا للعصيان المدني لمواجهة الغزو المحتمل لجيوش حلف فارسوفي. في الوقت ذاته، أسس " مؤسسة ألبرت أينشتاين" في بوستن لغرضين أولهما تمويل أبحاثه الجامعية ثم تطبيق نماذجه على أرض الواقع. قبل أن يصدر في العام 1985 مؤلفا عن كيفية جعل غزو أوروبا أمرا مستحيلا، والذي كتب مقدمته السفير جورج ف. كنان، الأب الروحي للحرب الباردة. وفي العام 1987، إستفادت "مؤسسة ألبرت أينشتاين" من الإعانة المالية لـ"مؤسسة الولايات المتحدة من أجل السلام". كما نظمت منتديات ومؤتمرات لتشكيل حلفاء للدفاع عبر العصيان المدني ضد المحتل الشيوعي المحتمل. كذلك أدخل الجنرال جورج فريكو شانو مفهوم « الردع المدني » إلى " مؤسسة دراسات أنظمة الدفاع الوطني ".

ولقد ألحقت مؤسسة جين شارب بآليات شبكة التدخل " ستاي بهايند " الأمريكية في الدول الحليفة بفضل الجنرال إدوارد ب.أتكيسون، الذي كان حينها قد فصل من الجيش الأمريكي.

إن التركيز على مغزى الوسائل المستعملة يمكننا من إجلاء أي نقاش عن مشروعية الفعل ذاته. فسياسة اللاعنف، المسلم بنجاعتها ذاتها والمقارنة بالفعل الديموقراطي، تشجع تبييض العمليات السرية الغير ديموقراطية في جوهرها.

لقد عرفت " مؤسسة ألبرت أينشتاين" إنطلاقتها الحقيقية في العام 1989. ومنذ ذلك الوقت وجين شارب لايبخل بنصائحه على الحركات المعادية للشيوعية. كما ساهم بعد ذلك في تشكيل التحالف الديموقراطي لـبيرماني، وهو ائتلاف من الوجهاء المعادين للشيوعية الذين سينجحون سريعا في الإلتحاق بالحكومة العسكرية، والحزب الديموقراطي التايواني المناضل من أجل استقلال الجزيرة عن الصين الشيوعية في الوقت الذي تتعارض فيه معها الولايات المتحدة بشكل رسمي. _ كما تسجل له مبادرته في جمع مختلف تيارات المعارضة التيبتية حول الدلاي لاما، ومحاولته أيضا تشكيل جماعة من المنشقين داخل منظمة التحرير الفلسطينية قصد الدفع بالوطنيين الفلسطينيين إلى العدول عن أنشطتهم الإرهابية. وهو ذاته من نظم حصصا تكوينية سرية لفائدة جماعة المنشقين تلك داخل سفارة الولايات المتحدة في تل أبيب بمساعدة الكولونيل روفن غال، مدير لجنة علم النفس داخل القوات المسلحة الإسرائيلية.

مدركة وزن " مؤسسة ألبرت أينشتاين"، سارعت " السي آي إي " إلى إيفادها أخصائيا في العمليات السرية، الكولونيل روبرت هيلفي، الذي كان يشغل حينها منصب عميد كلية تكوين الملحقين العسكريين للسفارة. كما أن بوب بعث بـ جين شارب إلى بيرمانيا حيث أنيطت به مهمة تشكيل المعارضة إيديولوجيا، أي الإدانة وبشكل سلمي للجنة العسكرية الحاكمة الأكثر دموية في العالم. أي انتقاد قصر نظرها، دون مساءلة النظام القائم. كذلك نجح هيلفي في الفرز بين الطيبين و الخبيتين في المعارضة في وقت حرج بالنسبة لواشنطن، إذ أن المعارضة الحقيقية، بقيادة السيدة سيو كوي، لم تتوقف عن إحراز التفوق وتهديد النظام الموالي للولايات المتحدة. ولعل معرفته الشخصية بكافة العناصر، باعتباره قد شغل منصب الملحق العسكري في رانغون من عام 1983 إلى 1985 ومشاركته في هيكلة الدكتاتورية، سهل عليه مهمته.

لاعبا على حبلين، يقود الكولونيل هيلفي في الوقت نفسه حركة دعم عسكري كلاسيكي لمقاومة كارن: فواشنطن تريد في واقع الأمر الإبقاء على وسيلة ضغط على اللجنة الحاكمة عبر تسليح ومراقبة حرب عصابات محدودة التأثير.

وبما أن حضورهما في أي مكان يقترن دائما بوجود المصالح الأمريكية فيه، فإن جين شارب ومساعده بريس جونكينز حلا بالعاصمة الصينية بكين في يونيو/حزيران 1989، أسبوعين قبل وقوع أحداث " تيين آن من ". غير أنهما لم ينعما طويلا بإقامتهما هناك، حيث طردتهما السلطات الصينية أياما قليلة بعد وصولهما.

في فبراير/شباط من العام 1990، نظمت " مؤسسة ألبرت أينشتاين" مؤتمرا حول العقوبات الغير العنيفة. المؤتمر سجل حضور 185 مختص من 16 بلدا وذلك في حظرة الكولونيلين روبرت هيلفي و روفن غال. وهو اللقاء الذي أنجب مبدأ أممية همها الأول والأخير مكافحة الشيوعية عبر تعبئة الشعوب في إطار حركة لاعنف. كما لم يتأخر البروفسور طوماس شيلينغ، رجل الإقتصاد المعروف وأحد مشتشاري " السي آي إي "، في الإلتحاق بإدارة المؤسسة. أما فيما يخص الميزانية الرسمية للمؤسسة، فلقد بقيت ثابتة. إلا أن الواقع شئ آخر، فالمؤسسة تستفيد من تمويلات وافرة من طرف " المؤسسة الجمهورية الدولية "( إنترناشيونل ربابلكن إنستوتيوت)، أحد فروع " الهيئة الوطنية للديموقراطية" (ناشيونل إنداومنت فور ديموكراسي).

في الوقت ذاته، طالبت دول البلطيق باستقلالها. وبعد شد وجذب مع ميخائيل غورباتشوف، وافقت تلك الدول على تأجيل قرارها سنتين أو ثلاثة حتى يتسنى لها التفاوض على التعويضات. وفي شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام 1990، وبلا إبطاء، سارع جين شارب وفريقه إلى السويد حيث سيعينان مجموعة من السياسيين اللتوانيين في تنظيم مقاومة شعبية ضد الجيش الأحمر. وبعد أشهر من ذلك، حين اندلعت الأزمة في ماي/أيار 1991، وما تلاها من نشر غورباتشوف لقواته الخاصة، كان جين شارب يغدق بنصائحه على الحزب المنشق ساجيدس (مجموعة المبادرة للبريسترويكا)، وهو ما لم يشغله عن الرئيس فيتوتاس رانتسبيرغس. وفي يونيو/حزيران 1992، نظم وزير دفاع ليتوانيا المستقلة أودريوس بيتكيفيتشوس ندوة لتكريم العمل الجبار والحازم الذي قامت به " مؤسسة ألبرت أينشتاين" في سبيل تمكين دول البلطيق من نيل استقلالها.

حينما بدأت الولايات المتحدة في إعادة التسليح، في العام 1998، أصبحت " مؤسسة ألبرت أينشتاين" إحدى الآليات الهامة في تلك الإستراتيجية التوسعية. كما زودت أوبتور (المقاومة) بالإيديولوجية والتقنية اللازمة، وأوبتور هي مجموعة من الشباب المناهضين لحكم الرئيس اليوغوسلافي سلودوفان ميلوسوفيتش.

في ذات الوقت، سارع جين شارب إلى إقليم كوسوفو قصد تأطير " العصبة الديموقراطية لكوسوفو " بقيادة إبراهيم ريغوفا. وإذا كان ريغوفا عديم الأهمية بالنسبة لواشنطن خلال حرب كوسوفو، فإن أوبتور لن تتأخر في طرح بديل لقلب نظام ميلوسوفيتش، الذي زادت شعبيته بشكل منقطع النظير خاصة بعد أن وقف ندا عنيدا في وجه منظمة حلف الشمال الأطلسي. كل ذلك لم يله الكولونيل هيلفي عن الإستمرار في تأطير الكوادر خلال المؤتمرات والحلقات الدراسية التي احتضنها فندق هيلتون بالعاصمة بودابست. ولقد تدفقت الدولارات بغزارة لأجل إقبار آخر حكومة شيوعية في أوربا. أما العملية فلقد قادها، في عين المكان، العميل بول.ب ماكارتي، القابع سرا حينها في فندق موسكفا ببلغراد حتى إعلان ميلوسوفيتش استقالته في أكتوبر 2000.

في شتنبر/أيلول من العام 2002، حل جين شارب بلاهاي، حيث سيسهر بنفسه على تكوين أعضاء " المجلس الوطني العراقي " الذي كان يتأهب لمرافقة جيش الإحتلال الأمريكي إلى العراق.

وفي نفس الشهر والسنة، عادت " مؤسسة ألبرت أينشتاين " لتنصح المعارضة بالطعن في نتائج الإنتخابات وبالتظاهر والمطالبة باستقالة إدوارد شيفرنازي، وهو ما تأسست عليه " ثورة الورود " في جورجيا.

في أبريل/نيسان 2002، وبعد أن فشل الإنقلاب الذي نظمته " السي آي إي " في فنزويلا، استنجدت وزارة الخارجية الأمريكية مرة أخرى بـ " مؤسسة ألبرت أينشتاين"، التي لم تبخل بنصائحها لأرباب العمل، وخاصة دعوتهم إلى تنظيم استفتاء لإلغاء فوز الرئيس هيغو تشافيز. كما تكفل جين شارب وفريقه بتأطير قادة جمعية سيمايت خلال مظاهرات غشت/آب من العام 2004. وحسب إحدى التقنيات التي أصبحت كلاسيكية في يومنا هذا، فإن أولئك القادة كانوا مدعوون إلى التشكيك في الإنتخابات والقول بأنها مزورة، ثم المطالبة برحيل الرئيس الشرعي للبلاد. ولقد نجحوا في إنزال الطبقة البرجوازية في كاراكاس إلى الشوارع، إلا أن الدعم الشعبي الكبير للنظام حال دون ذلك. فلم يبقى أمام المراقبين الدوليين من خيار سوى الإعتراف بمشروعية الإنتصار الذي حققه هيغو تشافيز.

أما جين شارب، وعلى العكس من ذلك، فلقد فشل في بيلروسيا والزمبابوي. والسبب في إخفاقه على ما يبدو هو التأخر في تجنيد وتكوين العدد الكافي من المتظاهرين والمعارضين للنظام القائم في كلا البلدين. كما أن الكولونيل روبرت هيلفي لم يتأخر في حظور حلقات "الثورة" البرتقالية بأوكرانيا في نونبر/تشرين الثاني 2004.

وأخيرا، تجدر الإشارة إلى أن " مؤسسة ألبرت أينشتاين" بدأت في تكوين وتأطير مجموعة من المعارضين ومثيري الفتن الإيرانيين.

في واقع الأمر، لماذا " ألبرت أينشتاين"؟ إن هذه الرعاية تنوّم كل الشكوك. فالكتاب الاول لـ جين شارب، والذي خصصه لدراسة المناهج الغاندية، كتب افتتاحيته ألبرت إنشتاين. غير أن الكتاب ألّف عام 1960، أي خمس سنوات بعد وفاة العالم الفيزيائي. وهو ما يؤكد استحالة أن نكون افتتاحية الكتاب من توقيع هذا الأخير، وأن جين شارب إكتفى بإعادة نشر مقال لإنشتاين عن تقنية اللاعنف.

مقتطفات من كتاب جين شارب

يهدف الكاتب الى دراسة طبيعة العنف وايجاد البديل الحقيقي له. ويرى الكاتب ان العنف والصرعات المسلحة تكون الخيار الاخير للدفاع عما يعتقده اطراف الصراع الخير والجيد ويرى الكاتب ان من مبررات العنف الدفاع عن الحرية والعدالة والدين والمعتقد ونشر الحضارة.. ويرى ان البديل للعنف هو النضال للاعنفي بكافة انواعه السلمية النفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ومن الامثلة على هذا النضال الثورة الروسية عام 1905م والمقاطعة الاقتصادية الصينية لليابان في اعوام 1908م و1915و 1919م. والمقاومة اللاعنفية التي قادها غاندي في الهند ضد الحكم البريطاني. واستخدام النضال اللاعنفي ادى الى اسقاط الانظمة الدكتاتورية في تشيكوسلوفاكيا عام 1989م وفي المانيا الشرقية عام 1991م. كما ان الانتفاضة السلمية اسقطت دكتاتورية ماركوس في الفلبين عام 1986م واسقاط نظام ميلوسوفتش عام 2000م.

من اساليب النضال اللاعنفي:

اولا: المظاهرات و المسيرات والاعتصامات

ثانيا: رفض التعاون وتشمل الاضربات ومقاطعة الانتخابات والعصيان المدني للقوانين اللاخلاقية.

ثالثا: استخدام الطرق السلمية للتعطيل الاعمال الاعتيادية للنظام

فاهيم خاطئة عن النضال اللاعنفي:

يعتقد الناس ان العنف الاسلوب الاقصر للتغيير وان النضال اللاعنفي يحتاج الى مدة طويلة لتحقيق اهدافه. وان خيار العنف هو خيار الاقوياء و ان خيار النضال اللاعنفي خيار الضعفاء...وان النضال اللاعنفي لا ينفع مع الانظمة الدكتاتورية التي لا تؤمن بحقوق الانسان وقد تنجح في الانظمة التي تؤمن بحقوق الانسان.

متطلبات النجاح في النضال اللاعنفي

القدرة على مواجهة وقلب تأثيرات القمع وذلك بسياسة (المصارعة اليابانية ) التي قد تنتج عن ظروف القمع فينتج صعوبات للتعامل الانظمة في تعامل مع الاشكال المختلفة للنضال اللاعنفي فيخلق وضعا من الصراع يفتقر الى الانسجام والتناسق. وهذا التناقض يضعف موقف النظام ويزيد قوة المناضلين ضده...ان سياسة المصارعة اليابانية تؤدي الى زيادة عزلة النظام عن ثلاثة مجموعات وهي اعضاء جماعة النظام نفسه والمواطنين الذين يؤثر عليهم الوضع والاطراف المتورطون في النزاع بشكل غير مباشر..

القدرة على تقويض مصادر قوة الخصم ومبدأ هذه الطريقة بسيط جداً ان الانظمة الدكتاتورية بحاجة الى مساعدة شعوبها والتي بدونها لا تستطيع ان تحافظ على مصادر قوتها السياسية والتي تشمل: السلطة او الشرعية، والمصادر البشرية، والمهارات والمعرفة لتي يحتاجها النظام ويستمدها من الافراد والمجموعات، والعوامل غير غير الملموسة مثل العوامل النفسية والفكرية ولتي تشمل الافراد الذين يطيعون النظام، ووسائل مادية كالمصادر الطبيعية والمصادر المالية والاتصالات والمواصلات. واخيرا العقوبات التي يهدد النظام باستخدامها لضمان خضوع الناس.. نرى في كل المصادر السابقة انها تعتمد على المجتمع والجماهير فإن رفضت الجماهير اعطاء الشرعية للنظام و تمردت عليه وقامت باضرابات شاملة فإنها تشل الاقتصاد، وان اوقفت الجماهير التعاون الاداري مع النظام اعاقت العمليات الحكومية وان تمرد الشرطة والجيش على الاومر و لم ينفذوا العقوبات فقد النظام القدرة على ممارسة القمع وهكذا ينهار النظام...

حتى نستطيع ان نجعل النضال اللاعنفي بديلا للعنف فيجب علينا تطوير اسلوب النضال اللاعنفي لمعالجة انواع الازمات التالية:

 اسقاط انظمة الحكم الدكتاتورية

 الوقوف في وجه اي انقلاب على الحكم وانشاء الدكتاتوريات جديدة

 مقاومة اي اعتداءات او احتلال اجنبي

 الحفاظ على وجود واساليب الحياة الاصيلة

 الوقوف في وجه اللاعدالة الاجتماعية والاقتصادية

 نشر الديمقراطية وحقوق الانسان

 ادخال وسائل اضافية للنضال باستخدام اللاعنف الى المجتمعات الديمقراطية

 وهذا كله يتطلب وجود خططا للنضال اللاعنفي تتمكن من معالجة الازمات بطريقة فعالة ووجود هذه الخطط في النضال اللاعنفي هو مثل اهمية الخطط الاستراتيجية العسكرية في العمل العسكري. ان عدم وجود صياغة لخطة عمل استراتيجية دقيقة يؤدي بنا الى انحراف الطاقة نحو قضايا ثانوية وتبديد طاقاتنا، وعدم استغلال الفرص التي تؤدي الى تقدم في القضية، وتحديد النظام سير الاحداث، وتزيد من ضعف الطرف المناضل بشكل كبير ولذلك وجب علينا ان نضع اولا الخطط الاستراتيجية للنضال اللاعنفي للوصول الى اهدافنا بنجاح..

متطلبات صياغة استراتيجية ناجحة

 فهم دقيق وكامل لمحتوى النضال

 معرفة طبيعة الاختلاف بين ما هو عليه الوضع الان والوضع المرغوب فيه

 تقيم للعوائق التي تقف دون الوصول الى الاهداف

 تقيم نقاط قوة وضعف النظام والمجموعته

 تقييم الواقع وحدود وعدد من الخيارات التي يمكن اتباعها

 اختيار مجرى للعمل من خيارات موجودة

 معرفة خطة شاملة للعمل تقرر الخطط الاصغر (التكتيكية) والطرق المحددة للعمل من أجل تحقيق الهدف الرئيسي.

خطوات التخيط الاستراتيجي للنضال اللاعنفي

المرحلة الاولى: التقييم والتحليل الابتدائيين وهو يشمل نقاط صياغة الخطط الاستراتيجية و اختبارها و دراسة اذا ما كان الوضع صالحا للقيام بالنضال اللاعنفي

المرحلة الثانية: تطوير الاستراتيجية والتي تحوي

 تطوير استراتيجية عظمى للصراع ككل. تعريف اهداف النضال بمفاهيم واضحة.

 هل بالامكان تحقيق الهدف من الصراع في حملة شاملة منفردة ام اننا نحتاج الى عدة حملات منفردة ذات اهداف محدودة

 تطوير استراتيجيات لحملات فردية لتحقيق المزيد من الاهداف المحدودة خلا فترة النضال وبذلك يصبح الاطار العريض للاستراتيجية العظمى اكثر تفصيلا.

 اختيار تكتيك قصير الامد واساليب عمل فردية تعمل على تطبيق الاستراتيجية العامة

 التأكد من ان الخطة الاستراتيجية المتبناة تنسجم مع اهدافها وانواع الضغوط المفروضة والتكتيك والاساليب المختارة

المرحلة الثالثة: بناء القدرة

 ضمان ان الاستراتيجيات المختارة ضمن قدرة الشعب على تطبيقها

 تعزيز المنظمات والمؤسسات التي هي خارج نطاق سيطرة النظام خاصة اذا كانت الاستراتيجية العامة تدعو هذه المنظمات الى عدم التعاون مع النظام والتحديه

 التخطيط للمساندة طرف ثالث دون الاعتماد عليه

المرحلة الرابعة: النضال المفتوح

 التركيز على تقاط قوة المقاومون في مواجهة نقاط ضعف الخصم لتحقيق اهداف مختارة وفق الاستراتيجية العظمى.

 ضمان ان الخطة الاستراتيجية تطبق بطريقة منضبطة دون اللجوء الى العنف.

 ضمان ان نشاطات النضال تساعد في تعزيز المقاومين

 ضمان وصول المقاومون الى مصادر الحرجة

 خلق حالة من عدم التوازن بين النظام والمحافظة على استمرارها

 تحدي قمع النظام مع استمرار التمسك باشكال الصراع

 الفعل بدلا من ردات الفعل والحفاظ على المبادرة والزخم

 اعادة تقييم مستمرة لسير النضال وفق الخطة الاستراتيجية

المرحلة الخامسة: نهاية الصراع

 نجاح او اخفاق او خليط من نتائج

 عمل تقييم ما بعد الصراع والتخطيط للمستقبل

شبكة النبأ المعلوماتية- الخميس 7/نيسان/2011 - 3/جمادى الاولى/1432

 

© جميع الحقوق محفوظة لمؤسسة النبأ للثقافة والإعلام 1419-1432هـ  /  1999- 2011م